تَأْثِيرُ الْقُرْآنِ فِي الْقُلُوب!!!
الحمدُ لله ربِّ العالمين ، وأشهد أنْ لا إلـه إلَّا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله ؛ صلَّى الله وسلَّم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين . اللهم علِّمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علَّمتنا ، وزدنا علمًا ، وأصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين .
أمَّا بعدُ : فهذه وقفة مع آيةٍ من هذه الآيات الكريمات التي استمعنا إليها من آخر سورة الحشر ؛ وقفة مع قول الله عز وجل: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}[الحشر:21]
فهذا معاشر الكرام مثلٌ عظيم من الأمثال المضروبة في القرآن ، والله سبحانه وتعالى ضرب في القرآن أمثالا كثيرة تزيد على الأربعين مثلًا ، جلُّها في بيان التوحيد وتقرير الإيمان وإبطال الشرك ، وهذا المثل الذي ضربه الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة مثلٌ عظيم جدًا دعانا الله جل وعلا للتفكر في مضامينه والتأمل في معانيه{وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}
وما من شك أن التفكر في هذه الأمثال المضروبة في القرآن حياةٌ للقلوب ويقظةٌ لها من غفلتها ؛ لأن من شأن المثل أن يجعل الأمور المعنوية بمثابة الأمور المحسوسة المشاهدة ، وهذا مثلٌ ضُرب لبيان قوة تأثير القرآن وأن القرآن فيه آياتٌ محكمات ومواعظ مؤثرات وهدايات نافعات ، فيه تأثيرٌ عظيم على القلوب بيَّن الله جل وعلا قوة هذا التأثير وعِظمه بهذا المثل قال : {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ} ، والجبل معروف ؛ أصم صلب ، مع وصفه بذلك إلا أنه لو أُنزل القرآن على جبل لتصدع من خشية الله { لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} ؛ فإذا كان هذا شأن الجبل في قوة تأثير القرآن عليه وهو جبل أصم صلب لتصدع من خشية الله فما هي مصيبة قلب الإنسان ؟! والإمام ابن القيم رحمه الله تعالى لما تحدث عن آية الله عز وجل في الجبال العظيمة وما فيها من دلالات باهرة على عظمة خالقها وكمال مبدعها سبحانه وتعالى أشار إلى هذا المعنى وأن هذه الجبال من شأنها أنه لو أُنزل عليها القرآن لتصدعت من خشية الله سبحانه وتعالى .
والواجب على المسلم أن يعتبر بهذا المثل ، وأن يتعظ ، وأن يعمل على أن يكون للقرآن أثر عليه وأثر على قلبه ، وأن يكون القرآن مؤثرًا فيه ، وأن يكون متأثرا بهدايات القرآن ، وأن يتفقد نفسه فيما كان فيه من إخلال وتقصير في هذا الجانب العظيم .
وما من شكٍ معاشر الكرام أن هذا التأثر بالقرآنالكريم متوقف على حسن التدبر لآياته والتأمل في معانيه والعقل لدلالاته ، لا أن يكون حظ الإنسان منه مجرد القراءة بل لابد من تأمل ، حتى وإن احتاج التأمل من المرء أن يقف مع آية واحدة يومًا أو ليلة كاملة يقف ، لأن التأثر والانتفاع موقوف على حُسن التدبر ، والله سبحانه وتعالى إنما أنزل هذا الكتاب لتتدبر آياته كما قال جل وعلا : {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}[ص:29] ، وجاء في غيرما آية من كتاب الله عز وجل الحث على تدبر القرآن والإنكار على من ضيَّع ذلك وفرط فيه وأهمله ، قال الله عز وجل : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}[النساء:82] ، وقال جل وعلا : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }[محمد:24] .
وأخبر الله جل وعلا أن تدبر القرآن وتأمل معانيه أمنة للعبد من الضلال وسلامةٌ له من الباطل ، وتأمل هذا المعنى في قول الله سبحانه :
الحمدُ لله ربِّ العالمين ، وأشهد أنْ لا إلـه إلَّا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله ؛ صلَّى الله وسلَّم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين . اللهم علِّمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علَّمتنا ، وزدنا علمًا ، وأصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين .
أمَّا بعدُ : فهذه وقفة مع آيةٍ من هذه الآيات الكريمات التي استمعنا إليها من آخر سورة الحشر ؛ وقفة مع قول الله عز وجل: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}[الحشر:21]
فهذا معاشر الكرام مثلٌ عظيم من الأمثال المضروبة في القرآن ، والله سبحانه وتعالى ضرب في القرآن أمثالا كثيرة تزيد على الأربعين مثلًا ، جلُّها في بيان التوحيد وتقرير الإيمان وإبطال الشرك ، وهذا المثل الذي ضربه الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة مثلٌ عظيم جدًا دعانا الله جل وعلا للتفكر في مضامينه والتأمل في معانيه{وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}
وما من شك أن التفكر في هذه الأمثال المضروبة في القرآن حياةٌ للقلوب ويقظةٌ لها من غفلتها ؛ لأن من شأن المثل أن يجعل الأمور المعنوية بمثابة الأمور المحسوسة المشاهدة ، وهذا مثلٌ ضُرب لبيان قوة تأثير القرآن وأن القرآن فيه آياتٌ محكمات ومواعظ مؤثرات وهدايات نافعات ، فيه تأثيرٌ عظيم على القلوب بيَّن الله جل وعلا قوة هذا التأثير وعِظمه بهذا المثل قال : {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ} ، والجبل معروف ؛ أصم صلب ، مع وصفه بذلك إلا أنه لو أُنزل القرآن على جبل لتصدع من خشية الله { لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} ؛ فإذا كان هذا شأن الجبل في قوة تأثير القرآن عليه وهو جبل أصم صلب لتصدع من خشية الله فما هي مصيبة قلب الإنسان ؟! والإمام ابن القيم رحمه الله تعالى لما تحدث عن آية الله عز وجل في الجبال العظيمة وما فيها من دلالات باهرة على عظمة خالقها وكمال مبدعها سبحانه وتعالى أشار إلى هذا المعنى وأن هذه الجبال من شأنها أنه لو أُنزل عليها القرآن لتصدعت من خشية الله سبحانه وتعالى .
والواجب على المسلم أن يعتبر بهذا المثل ، وأن يتعظ ، وأن يعمل على أن يكون للقرآن أثر عليه وأثر على قلبه ، وأن يكون القرآن مؤثرًا فيه ، وأن يكون متأثرا بهدايات القرآن ، وأن يتفقد نفسه فيما كان فيه من إخلال وتقصير في هذا الجانب العظيم .
وما من شكٍ معاشر الكرام أن هذا التأثر بالقرآنالكريم متوقف على حسن التدبر لآياته والتأمل في معانيه والعقل لدلالاته ، لا أن يكون حظ الإنسان منه مجرد القراءة بل لابد من تأمل ، حتى وإن احتاج التأمل من المرء أن يقف مع آية واحدة يومًا أو ليلة كاملة يقف ، لأن التأثر والانتفاع موقوف على حُسن التدبر ، والله سبحانه وتعالى إنما أنزل هذا الكتاب لتتدبر آياته كما قال جل وعلا : {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}[ص:29] ، وجاء في غيرما آية من كتاب الله عز وجل الحث على تدبر القرآن والإنكار على من ضيَّع ذلك وفرط فيه وأهمله ، قال الله عز وجل : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}[النساء:82] ، وقال جل وعلا : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }[محمد:24] .
وأخبر الله جل وعلا أن تدبر القرآن وتأمل معانيه أمنة للعبد من الضلال وسلامةٌ له من الباطل ، وتأمل هذا المعنى في قول الله سبحانه :