المصطفى عليه الصلاة والسلام : يموت أحد أبنائه (إبراهيم) بين يديه الشريفتين ودموعه صلى الله عليه وسلم تذرف ألماً وحزناً لموت أبنه الطاهر ويصبر ويحتسب ? ? أحد الصحابة رضي الله عنه يقول : يا أتبكي يا رسول الله.!!!!! فرد عليه صلى الله عليه وسلم : إنها الرحمة ... إنها الرحمة ثم قال عليه الصلاة والسلام : العين تبكي والقلب يحزن وآنا لفراقك يا إبراهيم لا محزونون...
هكذا علمنا المصطفى عليه الصلاة والسلام كيف تكون السعادة
حتى مع أشد درجات الحزن ....
مع الحزن يكون الصبر ... لأن الصبر هو سعادة المؤمن ...أؤنسه في حزنه..!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا إمام الأمة... أحمد إبن تيمية يسجن ويعذب ? ويكفر.... بل ويمنع من الحديث مع الناس...!!! أشد أنواع الكبت والحزن والإحباط... وهو من
إمام الأمة....!!! ومع هذا يقول :
ماذا ينقم مني أعدائي !!! سجني خلوة وتسريحي سياحة ? وقتلي شهادة
أرأيتم كيف كان هذا الإمام العظيم يرى السعادة من منظوره الخاص.!!!
حتى أن بعض طلابه ? عندما يزورونه يشعرون بالسعادة أكثر من وهم في الخارج....!! في رؤية وزيارة السجون سعادة..!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
موقف آخر ... إمام أهل السنة والجماعة ? أحمد إبن حنبل
يعذب ويسجن ? وهذا حال العلماء ــ وأتهم بالزندقة والكفر ... فتنة أبتلى بها هذا العالم الجليل .... حتى أن البعض أعتبر هذا انهزامية لأبن حنبل..!!
ومع هذا نصره الله وعزه ..
وعندما مات رحمه الله ? صلى عليه الملايين حتى أنه من كثرتهم صلوا على
أظهر السفن على المرافئ ? ناهيك على من صلوا عليه صلات الغائب ...
أما من عذبه وهو أحمد بن أبى دؤاد ? عدد من صلى عليه يوم مماته لم يتجاوز أربعة أشخاص ..!!!
أليس هذا هو الانتصار الحقيقي... والسعادة الحقيقي في النهاية.!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويحكى أنه كان هناك وزيراً لأحد الأمراء... وكان هذا الوزير خيراً معطاء يحبه الناس ويقدرونه ... حقد عليه الأمير وحسده ... حتى وصل بهذا الأمير أن يقتل هذا الوزير ويصلبه ? واضعاً إياه على بوابة المدينة في العراء...
وجاعلا حوله الحراس يحرسونه والنار حوله تشتعل ليلاً حتى لا يأخذه أتباعه
وظن البعض أن هذه هي نهاية هذا الوزير وهزيمته وأن الأمير أنتصر عليه!!
حتى جاء في أحد الأيام أحد الشعراء ? وكان يعرف هذا الوزير بفضله وكرمه
فقال وهو ينظر إليه باكياً وأمام الناس :
علوً في الحياة وفي الممـــــــــــات === لحق تلك أحدا المعجزات
أرى الناس حولك حين قامــــــــــــوا === وفود نداك أيام الصلاة
كأنك وقفاً فيهم خــطـــــــــــــــــــيباً === وأنهمً قيامً للصلاة
مددت يديك نحوهم احتفاء كمدهما === إليهم بالهبات
ولما ضاق بطن الأرض عـــــــــــن أي === يظم علاك من بعد الممات
أصاروا الجو قبرك واستعاضـــــــــــــوا === عن الأكفان ثوب السافيات
لعظمك في النفوس تبيت ترعـــــــى === بحراس وحفاظ ثقات
وتقود حولك النيران ليـــــــــــــــــــــلاً === كذلك كنت أيام الحياة
عليك تحية الرحمن تتــــــــــــــــــرى === برحمات غواد رائحات
وعندما سمع الأمير هذه الأبيات تردد على مسامعه بين الناس قال والأسى تأسر قلبه وجوانحه : يا ليتني كنت القتيل ? وأن هذه الأبيات قيلت في.!!!
أرأيتم كيف هو الانتصار الحقيقي ... والسعادة الحقيقية....
أمنياتي للجميع بالتوفيق والسعادة بطاعة الله تعالى...