رائــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
أوه عـفـواً .. أخشى أن كلمة رائع تجعلني من زمرة المطبلين المزمرين,, أو قد تثير سخط إنسان لذلك سأكتفي بـ لا بأس
أخي المناجي ..
موضوعك حقاً رائع جدير بالنقاش,, وإضافات الأخوة كذلك أكثر من رائعة ..
أخي إنسان ..
أرجوا أن لا أكون قد أثرت غضبك,, أردت فقط المداعبة
وثق تماماً بأني أشاطرك الرأي (في المزمرين المطبلين طبعاً).
حسناً.. لنعود لصلب الموضوع ... أعزائي,, برأي قبل أن نبحث عن إيجابيات الصديق علينا أن ندرك كيف ومن نصادق!!
أورد الأديب ابن المقفع في كتابه الأدب الكبير تحت عنوان " كيف تختار صديقك" التالي:
(اجعل غاية تَشَبُثِكَ في مؤاخاة من تُؤاخي ومواصلة من تواصل توطين نفسك على أنه لا سبيل لك إلى قطيعة أخيك, وإن ظهر لك منه ما تكره, فإنه ليس كالمملوك تُعتيِقهُ متى شئت أو كالمرأة التي تطلقُها إذا شئت, ولكنهُ عرضك ومروءتك.
فإنما مروءة الرجل إخوانه وأخذانه (أي أصحابه). فإن عثر الناس على أنك قطعت رجلاً من إخوانك, وكنت مُغدراً (أي بلغ أقصى الغاية من العذر), نزل ذلك عند أكثرهم بمنزلة الخيانة للإخاء والملال فيه. وإن أنت مع ذلك تصبرت على مقارته (أي البقاء معه والاطمئنان إليه) على غير الرضى عاد ذلك إلى العيب والنقيصة.
فالاتئاد الاتئاد (أي التأني والتمهل)! والتشبت التشبت (أي التأني في الأمر والفحص عنه والمشاورة فيه).
وإذا نظرت في حال ما ترتئيه لأخائك, فإن كان من إخوان الدين فليكن فقيهاً غير مراءٍ, وإن كان من إخوان الدنيا فليكن حراً ليس بجاهل ولا كذاب ولا شرير ولا مشنوع (أي المشهور بالقبيح).
فإن الجاهل أهلٌ أن يهرب منه أبواه, وإن الكذاب لا يكون أخاً صادقاً. لأن الكذب الذي يجري على لسانه إنما هو من فضول كذب قلبه , وإنما سمي الصديق من الصدق. وقد يُتهم صِدقُ القلبِ وإن صدقَ اللسانُ. فكيف إذا ظهر الكذب على اللسان؟
وإن الشرير يكسبك العدو. ولا حاجة صداقةٍ تجلب العداوة. وإ ن المشنوع شانعٌ (أي فاضح) صاحبه.
واعلم أن انقباضك على الناس يكسبك العداوة. وأن انبساطك إليهم يكسبك صديق السوء. وسوءُ الأصدقاء أضر من بغض الأعداء. فإنك إن واصلت صديق السوء أعيتك جرائرُهُ (أي أعجزتك جناياته), وإن قطعته شانك اسم القطيعة, وألزمك ذلك من يرفع عيبك ولا ينشر عذرك. فإن المعايب تنمي (أي تذيع) والمعاذير لا تنمي).
انتهى
وللثعالبي أبي منصور عبد الملك بن محمد قوله في المبهج:
الصديق الصدوق ثاني النفس وثالث العينين. ومنه: الصديق عمدة الصديق وعدته ونصرته وعقدته وربيعه وزهرته ومشتريه. ومنه: مثل الصديقين كاليد تستعين باليد, والعين تستعين بالعين.
ورحم الله أبو تمام حين قال:
ذوُ الود مني وذو القربى بمنزلةٍ
............... وإخوتي أسوةٌ عندي وإخواني
عِصابةٌ جاورت آدابهم أدبي
............... فهم وإن فرقوا في الأرض جراني
أرواحنا في مكان واحدٍ وغدت
............... أبداننا بشــــــــام أو خُــــــرســــانِ