بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه،أما بعد:
أيها الإخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد رغبت في كتابة شيء مفيد عن تلكم الأحداث التي وقعت في نيويورك وواشنطن،لأثبت بطريق المنطق أن العملية ليست من تدبير إسلاميين قط،بل مما حاكه آخرون وفي الغالب أحد أجنحة الحكم في أمريكا خدمة للقضايا اليهودية وترسيخا للهيمنة الأمريكية،يعني عصفورين بحجر!،حتى صرت أتندر قائلا لقد أصبح لأمريكا وزارة داخلية للعالم هي التي يسميها الناس وزارة الخارجية،بالتعاون مع سي أي أ،و اف بي أي،هذا غير الوزارات المختصة بالأمن الداخلي عندهم،وفي الحقيقة هذا الذي كانت أمريكا ترغب فيه تعمل من أجله على استحياء،ومن طرف خفي،وهو ما أخذت تمهد له من خلال سلسلة طويلة ومملة من الأعمال والاتفاقات الدولية،التي أضاعت عليهم كثيرا من الوقت وأخذت منهم الكثير من الجهد،مثل موضوع العولمة واتفاقية التجارة العالمية وتعدد الأحلاف الدولية في كل زاوية،هم يريدون نفوذا في كل زاوية من هذا الكون،وكان تحقق ذلك يحتاج للمزيد من الوقت والجهد،فكانت تلك العمليات بمثابة الفتح حيث اختصروا كثيرا من الجهود والأوقات فصاروا في غنى عن سلوك طرق طويلة ووعرة لفرض الهيمنة وبسط النفوذ،فهم الآن ليسوا في حاجة لاتفاقية التجارة العالمية،وليس مهما أمر العولمة وموقف الناس منها،ولي مهما تعدد الأحلاف،كل ذلك لم يعد مهما،لأنهم وجدوا البديل الأنجع والأنفع والأقوى يدا إنه حربهم على ما يسمونه الإرهاب،ومفتاح السر في تلك الضربة،التي وقعت على بيويورك،وواشنطن،أشبه بضربة بير هاربر،ومقتل كندي،أعني أن وجه الشبه يقترب من الحالتين المنطلقات تشبه ما كان من أجله قتل كندي،والوسيلة ما كان من أجله ضرب بير هاربر ،وعلى كل أزعم أن العملية كانت بعلم بعض أجنحة الحكم في أمريكا بل وتخطيطهم ولا بأس لو تم استغلال بعض الحركات الإسلامية في هذا الصدد،ولكن في الغالب أن هذا الأخير لم يحدث أيضا نظرا للتقارير التي سيراها القارئ بعد قليل،ولا يفوتني هنا أن الفزع صار يفتك بكثيرين من رواد العمل السياسي في أمريكا نظرا للمكاسب التي حققها الناخب العربي والمسلم في أمريكا خلال الانتخابات السابقة مما جعلهم يفكرون في كيفية توجيه ضربة قاضية لتلك المكاسب فلم يكن أفضل من تلك العملية وبتلك الدرجة من اقوة كي يخسر العرب والمسلمون معظم التعاطف الذي حققوه في أوقات سابقة,لعل الضربة لو كانت أخف لا تحقق الأهداف ذاتها ولهذا كانت بهذه القوة،المهم هنا أنني سأسرد أهم ما وقع تحت نظري مما له علاقة بالأحداث دون تعليق مني،وسأدع القارئ يقرر ما يراه في الموضوع:
ما حدث هل هو إرهاب ، أم انتقام داخلي ، أم انقلاب عسكرى ؟!
مركز التجارة العالمي قبل انهياره
برلين ـ كتب وليد الشيخ :
ما هذا الذي حدث ؟ ومن ذا الذي استطاع أن يذل أمريكا ويمرغ أنفها في التراب ، وأن يستهدف أهم مراكزها الاقتصادية والعسكرية ، ومؤسساتها الأمنية ، وكرامتها السياسية ، وهي عاجزة حتى عن فهم ما حدث !!
فهل هو فعلا "بن لادن" الذي يعطونه حجما اكبر كثيرا من حجمه ، وأن تكون العملية لمجرد الانتقام من الهيمنة الأمريكية أم هو انتقام يقوم به اليمين الأمريكي المتطرف ضد الهيمنة الصهيونية علي الحكومات الأمريكية المتعاقبة أم هو عمل أجهزة مخابراتية أجنبية متفوقة لمنع الولايات المتحدة من المضي في مشروع مظلة الصواريخ الدفاعية ؟
أم هو صراع الأجنحة المتعارضة داخل السلطة الأمريكية …وبدء ..النظام العالمي الجديد ..فعلا ؟
وفى البداية نؤكد أننا سنعرض لاحتمالات قد تبدو خيالية ، إلا أنها ستظل أكثر واقعية من التصريحات الأمريكية الساذجة التي تعودنا عليها من قبل ، سواء في ضرب مصنع الشفاء للأدوية في الخرطوم ، بزعم انه مصنع للأسلحة الكيماوية أو حكاية انتحار ، " جميل البطوطي " فى قصة الطائرة المصرية الشهيرة .
وقد بدا واضحا ومنذ اللحظة الأولي لعديد من خبراء مكافحة الإرهاب الأوروبيين أن دقة وتنظيم وكفاءة العملية أكبر من إمكانيات جميع المنظمات المعروفة ، مثل الجهاد أو حماس أو حزب الله أو الجبهة الشعبية أو الديمقراطية ، بل أيضا من منظمة القاعدة التي يترأسها بن لادن ، كما شكك العديدون فى التصريحات الرسمية الأمريكية ، حتى أن أحد الخبراء أكد فى القناة الثانية الألمانية "ZDF" أن كل ما يقال مجرد تكهنات ، وأن التحقيقات محاطة بالسرية التامة ، بل أن المخابرات الأمريكية إما أنها تحاول تسليط الأضواء بصورة مقصودة إلى جهة محددة حتى لا تتجه أفكار الرأي العام إلى "جهات أخرى " حاليا وإما أنها ليس لديها أي فكرة عما حدث وفي حقيقة الأمر فان هناك العديد من الألغاز التي تتعارض مع التفسيرات الأمريكية التي زعمت أن الأمر تم عن طريق خطف طائرات مدنية وتوجيهها إلى أهداف معينة كقنابل مدمرة .
بن لادن نفى مسئوليته عن الهجوم
حيث أن الكثيرين شككوا في قصة اختطاف 4 طائرات ـ في البداية قيل 5 ثم قيل 6 ثم 8 .. وهكذا ـ حتى أن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق "جورج شولتس" صرح مشككا فى ذلك قائلا:
منذ عشر سنوات لم يتم اختطاف طائرة أمريكية ، فكيف يتم اختطاف 5 طائرات خلال ساعة واحدة كما أنه من المعروف أن لكل طائرة مدنية تقوم برحلة ما خط سير معين وارتفاع معين لا تستطيع الخروج منه ، حتى لا تحدث كارثة وتصطدم بطائرات أخرى ، خاصة وأن منطقة بوسطن، نيويورك ، واشنطن علي الساحل الشرقي للولايات المتحدة ، تعد أكثر منطقة فى العالم حماية ومراقبة بسبب الاستعداد القديم لمواجهة أي هجوم نووي من قبل الاتحاد السوفيتي خاصة علي أهم مدينتين : واشنطن ونيويورك . بالإضافة إلى وجود قاعدة البحرية الأمريكية التي تتعامل بأشعة الليزر ,..ولعلنا لا ننسي اسقاط الطائرة المصرية !
وهذا يؤكد أن خروج الطائرة عن مسارها سيتم إبلاغه فورا علي الأقل لحمايتها من السقوط مثلا ، كما أن تغيير المسار كان هاما جدا حيث خرجت الطائرة الأولي عن مسارها إلى الشمال بدرجة 120 درجة فجأة حين اقتربت من نيويورك بينما خرجت الطائرة الثالثة من مطار نيوارك وسارت فى مسارها حتى دخلت ولاية بنسلفانيا ثم دخلت ولاية أوهايو ، ثم عادت فجأة بصورة حادة 30 درجة حتى تم اسقاطها بجوار مدينة بتسبورج . والرابعة هو الأغرب ، حيث ما حادث يتناقض مع الفكر الإرهابي الذي يختار أقصر الطرق ، حيث أن الطائرة قربت من مطار واشنطن وسارت في مسارها حتى مرت بولايتي ويست فرجينيا ثم أوهايو ..وفجأة عادت لتقصف مقر البنتاجون في واشنطن نفسها ، رغم أنها كانت تستطيع فعل ذلك مجرد إقلاعها من المطار وعبور نهر "بوتماك" بحيث تنتهي من مهمتها في 5 دقائق بدلا من 60 دقيقة من الذهاب والعودة .
كما أنه لا يصدق أحد في أمريكا وفى العالم أن الإرهابيين يختطفون طائرة أقلعت من مطار بوسطن فى الساعة 7.59 وغيرت اتجاهها حتى وصلت الي نيويورك ثم تصطدم بالبرج الشمالي لمركز التجارة العالمي فى الساعة 8.45 (بعد 46 دقيقة) ثم تختطف طائرة أخرى أقلعت من بوسطن فى الساعة 8.14 لتصطدم بالبرج الجنوبي بعد 18 دقيقة من الاصطدام الأول في الساعة 9.03 دقائق دون أي رد فعل لأي جهاز أمني أمريكي وكأنهم يشاهدون فيلما سينمائيا ليس هذا فقط بل يتم تحطيم جزء كبير من وزارة الدفاع الأمريكي "البنتاجون" بطائرة ثالثة في الساعة 9.43 أي بعد 58 دقيقة من أول اصطدام بمركز التجارة العالمي ، رغم أن البنتاجون هو أول هدف يمكن قصفه عند حدوث أي هجوم نووي أو حتى عسكري علي الولايات المتحدة ، فإذا كان البنتاجون لا يستطيع حماية نفسه من طائرة مدنية فماذا سيفعل مع أي هجوم عسكري حقيقي .
من ناحية أخرى فان إغلاق المطارات الأمريكية وإغلاق المجال الجوى الأمريكي وتحويل الطائرات إلى المطارات الكندية يتعارض مع تصوير الأمر وكأنه مجرد اختطاف للطائرات لأن ، أي مختطف سيقال له اذهب إلى كندا لن يذهب ، كما أنه لم يختطف الطائرة للهبوط ، بل لتفجيرها في أماكن بعينها ، وهذا يدل علي أن الأزمة كانت أكبر من قدرة الولايات المتحدة علي التحكم والسيطرة بل ومواجهة بضع طائرات مدنية !! .
بوش يتوعد بالانتقام
كما أن اختفاء الرئيس بوش وهربه من ولاية فلوريدا الي لويزيانا ثم الهروب إلى مكان آمن في ولاية نبراسكا فى عمق الوسط الأمريكي كل ذلك آثار شكوكا مريبة حيث أن ذلك لا يحدث إلا إذا كان هناك هجوما خارجيا أو وجود سلطة قادرة علي الوصول إلي الرئيس في أي مكان ، أو فشل كامل في السيطرة علي أجهزة التحكم الأمريكية وليس مجرد بعض الأفراد اختطفوا بضعة طائرات والتبرير الذي ذكروه فيما بعد أن الطائرة التي اصطدمت بالبنتاجون كانت في البداية تستهدف البيت الأبيض وطائرة الرئيس الرئاسية ثم غيرت هدفها ، أمر مردود عليه حيث إن هذه العملية تميزت بالدقة الهائلة وتمت خطواتها بدقة غير عادية ولا احتمال فيها للتغيير كما أن استهداف طائرة ..لطائرة الرئيس أمر مثير للسخرية !!
بل أن البعض تساءل إذا كان ما حدث هو فقط اختطاف بعض الطائرات بالسكاكين فلماذا تم تجميد الرحلات الأوربية لأمريكا ، ولماذا تم إغلاق المجال الجوى الأمريكي لعدة أيام ؟
كما أن البعض يتساءل : أين كانت الرادارات الأمريكية ..وأين القوات الجوية .. وما الذي منعها من مواجهة الموقف خاصة أن المفاجئة انتهت منذ اصطدام أول طائرة بمركز التجارة العالمي وما هو نوع الشلل الذي أصاب البنتاجون وباقي الأجهزة الأمنية ولماذا حدث ذلك ؟
والغريب أن من دبر هذه العمليات كانت لديه معلومات لا يمكن أن يحصل عليها إلا أشخاصا أمريكيين وعلي خبرة غير عادية عسكريا وفنيا وتكنولوجيا حيث أكد "كريج كيجلي" المتحدث باسم البنتاجون مثلا بأن مبني البنتاجون عليه وسائل عديدة للدفاع عن النفس لكن ليس من بينها إصطدام طائرة بالمبني ، فمن هو الذي عرف هذه المعلومات ، وكذلك يؤدي اصطدام طائرة بأي برج من برجي مركز التجارة العالمي يؤدي إلى كسر العوارض الحديدية ويؤدي هذا الضغط المفاجئ إلى تدمير العوارض الحديدية للجانب المقابل مما يحدث فراغاً في منطقة الانفجار مما يعمل مع ارتفاع درجة الحرارة إلى 1000 درجة مئوية ون ثم الي انصهار العوارض الحديدية التي صنع منها المبني مما يؤدي لانهياره فكيف عرفوا هذه المعلومات ؟! .
كما أن التصرفات السخيفة بأن هناك بعض العرب مثل "محمد عطا" و "مروان الشمي " كانا قد تدربا فى مدرسة " هوفمان " لتعليم الطيران يبدو متهافتا لأن هناك عشرات من العرب و المسلمين يتدربون في مدارس عديدة للطيران في أنحاء أمريكا فهل هذا دليل ؟؟
كما أن أحد مدرسي الطيران في المدرسة نفسها أكد أن نظم التدريب في الطائرات الصغيرة يختلف تماما عن الطائرات الكبيرة ..ليس ذلك فقط بل أن خبير الطيران في واشنطن صرح قائلا : أن الطيار المجهول أدار الطائرة 270 درجة نحو اليمين متجهة صوب وزارة الدفاع من الناحية الجنوبية الغربية حيث أصبحت تحت مستوى الرادار واختفت من شاشات المراقبة مضيفا أن قيادته الطائرة المدنية ذكرته بالطائرات المقاتلة .
وهذا لا يعنى إلا أن قائد الطائرة لابد وأن يكون طيارا مقاتلا محترفاً بل إن الطيارين المقاتلين قد يستطيعون المناورة بطائراتهم القتالية والدوران 270 درجة غير أن هذا أمر شديد الصعوبة مع طائرة بوينج "757" .
أما الحديث عن عدة تدريبات في مدرسة للتدريب علي الطائرات الشراعية أو الطائرات الصغيرة فهو أمر يثير السخرية .
لذا فإن اتهام "بن لادن" بأنه المسئول عن هذه العمليات يفترض انه قوة عالمية أخطر وأشد قوة من جميع الأجهزة الأمريكية بما فيها الجيش الأمريكي أو انه حصل علي مساعدة علي أعلي المستويات من وزارة الدفاع إلى المخابرات إلى المباحث الفيدرالية لاستغلال هذا الدعم العالمي الغير مسبوق ، لحصار العالم الإسلامي والوصول إلى التحالف الدولي ضد الإرهاب الذي يتبع أمريكا كقائد عالمي لحكومة عالمية مهيمنة .
من ناحية أخرى فان بعض المراقبين أشاروا إلى احتمال تورط العراق في هذه العمليات عن طريق طياريها الذين يتميزون بالخبرة بعد هجرتهم إلى الولايات المتحدة ولجوئهم إلى بعض دول أوربا ، وهذا مردود عليه بأن السلطات الأمريكية المعادية للعراق لم تجد أي دليل علي ذلك كما أن ما ينطبق علي " بن لادن" ينطبق علي العراق حيث أن الأدلة تشير وبكل دقة إلى تورط جهات أمنية أمريكية فائقة القدرة التكنولوجية ، ولديها أسرار عديدة ، وقادرة علي التحرك بكل حرية .
احدى الطائرتين في طريقها للمركز
أما إذا استثنينا العرب والمسلمين ، فإننا نبحث عن المستفيد من الجريمة لنعرف من هو الفاعل وهي قاعدة قانونية قديمة ، وفى الحقيقة ورغم أن إسرائيل هي المستفيد الأول من هذه العمليات لتخفيف الضغط السياسي والإعلامي من حولها ، ولإعطائها المبرر الأخلاقي والسياسي الذي يتيح لها ذبح الفلسطينيين تماما كما ستفعل الولايات المتحدة مع "بن لادن" بالإضافة إلى استغلال الفرصة لإنهاء اتفاقية السلام تماما والقيام باحتلال كامل لمناطق السلطة الفلسطينية وربما القيام بقصف مشترك مع الولايات المتحدة وربما الناتو كله لقصف الدول التي تحمي الإرهاب وهي في عرف أمريكا تضم سوريا والعراق ولبنان وإيران وهذا ما يمكن أن يعجل بالحرب العالمية الثالثة ، أو ما يطلقون عليه المعركة النهائية " هرمجيدون " للقضاء علي "الشر" في العالم والإعداد لقدوم السيد " المسيح " ليحكم العالم لمدة ألف سنة .
ورغم أننا نعرف التغلغل والتعاون الاستراتيجي للموساد مع الأجهزة الأمنية الأمريكية والقدرة الفائقة له للتحرك في الأراضي الأمريكية إلا أننا نعتقد أن الأمر لا يمكن أن يتم إلا بمساعدة من جهات أمنية أمريكية عليا وهذا ما يتجاوز مجرد مصلحة إسرائيل لأن الأمر هنا يتعلق بأمن أمريكا وهويتها ونظام الحكم الذي سيقودها للمائة عام القادمة علي الأقل .
ومن ناحية أخرى فإن المراقبين أكدوا علي أن الحكومة الأمريكية الحالية قامت في خلال 8 أشهر فقط بمعاداة معظم الدول ، بل ومنظمات العالم بصورة غير مسبوقة حيث اصطدمت بروسيا فيما يتعلق بحرب طرد الجواسيس ثم بمظلة الصواريخ الدفاعية ، واصطدمت بالصين فى موضوع الطائرة الصينية ، ومع معظم دول العالم ومنظماته فى تصرفات استفزازية بدأت بإعلان الانسحاب من اتفاقية الحد من الصواريخ الباليستية والإصرار علي مشروع مظلة الصواريخ الدفاعية والإنسحاب من اتفاقية كيوتو لحماية المناخ ، والانسحاب من اتفاقية وقف إنتاج الأسلحة البيولوجية ورفض اتفاقية الحد من إنتاج الأسلحة الصغيرة وغيرها من القرارات التي أدت لتذمر عالمي :..حتى بين أقرب حلفائها الأوروبيين الذين ساعدوا علي طردها من لجنتي حقوق الإنسان ومكافحة المخدرات في حرب ديبلوماسية واضحة عبر عنها محلل ألماني الشهير بعبارة " أمريكا التي لا شريك لها " . مؤكدا أنها تتعامل حتى مع دول أوربا والناتو بغطرسة تعتمد علي إصدار القرارات ثم إجبار هذه الدول بإتباعها بلا مناقشة وهذا ما يؤكد أن أعداء أمريكا ليسوا فقط العرب والمسلمين ، أو في شرق ووسط أسيا بل أن العداء اصبح عالميا بصورة واضحة !
بينما أشار بعض المراقبين إلى أبعاد أكثر خطورة …حيث أشاروا إلى أن ما حدث من فزع وذعر وهروب وإجراءات أكبر آلف مرة من مواجهة هجمات إرهابية يقوم بها مختطفو طائرات مدنية :
فهروب الرئيس الأمريكي إلى ولايات مختلفة حتى يصل إلى نبراسكا وإغلاق المجال الجوى الأمريكي وإعلان قصف أي طائرة تتحرك وإخلاء موظفي وزارة الخارجية ومجلس النواب والشيوخ والأمم المتحدة بل وإخلاء مقار المخابرات الأمريكية ..وحدوث حالة من الهرج والمرج الغير عادي .ثم إرسال حاملات طائرات عسكرية وصواريخ موجهة لحماية السواحل الأمريكية مثل حاملتي الطائرات " جون كنيدى " و " جورج واشنطن " ثم إعلان استدعاء الاحتياطي الأمريكي للجيش ، وفتح باب قبول متطوعين جدد ، وإرسال نائب الرئيس الأمريكي " ديك تشيني " إلى مكان سرى قيل أنه في جبال " ميرلاند " لحمايته يؤكد أن الأمر يتجاوز إرهاب وطائرات ..لا ابن لادن ولا حتى إرهاب أي جهاز مخابرات في العالم … بل هو أقرب إلى حالة الحرب الحقيقية .
ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي
ولعل تصريحات عضو لجنة الكونجرس للشئون العسكرية ، " جيمس انهوف" يؤكد مدى التخبط ..بل يؤكد أن ما حدث شل قدرات الجيش الأمريكي علي المواجهة حتى انه أشار بصراحة إلى أن ما حدث يصل إلى حد هجوم عبر حكومة دولة أجنبية حيث قال يجب اكتشاف المذنبين سواء كانوا منظمة أو حكومة دولة أجنبية ".
وأضاف نعم نحن في حالة حرب ولكننا لا نعرف من هو عدونا ومن الضروري تحديد ذلك في اقرب وقت .
حتى أن هناك بعض التسريبات ادعت بأن جميع دول الناتو عقدت اجتماعات سرية وكذلك روسيا فور ورود الأخبار التي توقعت أن يتم توجيه ضربة جوية معادية ضد الولايات المتحدة ربما تكون ضربة نووية ، لأن شبكة الدفاع الأمريكية شلت تماما وأن أجهزة الكمبيوتر التابعة للبنتاجون تعطلت تماما لسبب غير مفهوم ، حتى أنها فقدت القدرة علي رصد الطائرات المدنية أو إبداء أي رد فعل تجاهها ، مما تسبب في قلق أمريكي هائل من إمكان أن يكون ذلك مقدمة لحرب عالمية ثالثة … وهذا ما تسبب في حالة القلق والتخبط الذي تصرف به القادة الأمريكيون .
ولكن روسيا والصين أرسلت رسائل سريعة وحاسمة بأنها لا علاقة لها بتعطل الشبكة الأمريكية ولا بالهجمات بالطائرات المدنية ..وأخبرتها بأن يبعدا عن المشكلة في داخل أمريكا !!
ورغم أن بعض المحللين ذهب إلى معقولية هذا الاحتمال بسبب إصرار الولايات المتحدة علي المضي قدما في مشروع مظلة الصواريخ الدفاعية ، وهو مما يعد إنهاء وتحييدا كاملاً للأسلحة النووية الروسية والصينية بمعنى أن الولايات المتحدة ستكون قادرة علي المبادرة بقصف كل من روسيا والصين فى الوقت الذي تستطيع فيه تحمل الضربة النووية المضادة مما يمكنها من تدمير البلدين ومن ناحية أخرى فإنها ستكون قادرة علي تحمل أو إضعاف الضربة النووية الأولي للصين أو روسيا في الوقت الذي يمكنها إصابة البلدين بقوة في الضربة المضادة ، مما يعد بصورة أوضح إعلانا نهائيا لاستسلام الصين وروسيا أمام الولايات المتحدة التي ستنفرد وحدها … دون أوربا أيضا بقيادة العالم وتهديد أي دولة فيه في أي لحظة .
ولذا فان البعض فسر ما حدث بأنه رسالة روسية أو صينية ، يمكن أن تعتمد علي تكنولوجيا شديدة التفوق تشل تماما الأجهزة الإلكترونية الأمريكية لوسائل الدفاع مما يجعل 700 طائرة مدنية قادرة علي إرعاب الولايات المتحدة بجلالة قدرها في صورة تشبه فيروس الإيدز الذي يعمل علي إنقاص المناعة الطبيعية بصورة تجعل الجسم غير قادر حتى علي مواجهة مرض الأنفلونزا مما يؤدي به إلى الموت !!
ويدللون علي ذلك باستمرار حالة الاستنفار الأمريكية حتى بعد عدة أيام ثم إعلان حالة الاستدعاء وفتح الباب أمام تطوع المواطنين الأمريكيين للالتحاق بالجيش الأمريكي بعد استعدادات لإعلان حرب كبرى وليس مجرد الحماية من الإرهاب أو قصف أفغانستان .
تيموثي ماكفي منفذ انفجار أوكلاهوما
وهذا بينما ذهبت تحليلات أخرى منذ البداية إلى أن ما حدث شبيه بما حدث في انفجار أوكلاهوما عام 1969 وأن الانفجارات يمكن إن تكون من داخل أمريكا بل أن صحيفة "برلينر تسايتوبج" كتبت تقريرا أكد أن الإشارات تدل علي أن مدبر الهجوم من أتباع الجماعات والميليشيات العسكرية الأمريكية التي تنتمي لليمين المتطرف …والتي تشعر بفخر وطني شاذ أو أن لديها تفويضا إلهيا ويضرب مثلا لها بالجماعات المناهضة لنظام ZOG أي ZIONIST Occupied GOVERNMENT ويعترضون بصورة أساسية علي هيمنة اليهود علي الحكومات الأمريكية المتعاقبة وأشارت إلى أن " تيموثي ماكفاي " كان عضوا في أحد هذه الجماعات بل أشارت أيضا إلى جماعات أخرى مثل "كوكلوكوس كلان" و "أمة آريان " وحليقي الرؤس " والنازيون الجدد و "المراقب الوطنى " المعروفة بثقافة العنف والعنصرية والانتحار .
بينما أجرت صحيفة " ديرتاجيس شبيجل " حوارا مع" توماس جدومكه " الخبير في شئون اليمين الأمريكي الذي أكد أن لديه معلومات بأن سلطات الأمن الأمريكية تقوى تحرياتها في اتجاه مسئولية اليمين المتطرف ..المعروف بالتعصب وبالأيدلوجية المتطرفة اللازمة للقيام بمثل هذا الهجوم (الكاميكازى) ولديهم أيضا الإمكانيات الاستراتيجية الهائلة ، مضيفاً أن الدقة الغير عادية التي تم بها الهجوم تتجاوز قدرة المنظمات الإرهابية العادية كما أنها تشير إلى استحالة إتمام هذه العمليات بدون مساعدة عديد من الأمريكيين الذين يشغلون مناصب حساسة في الأجهزة الأمنية بصورة كاملة ، وليس فقط عن طريق الدعم اللوجيستى الهائل الذي يمكن من خطف طائرات في وقت واحد بل أيضا الهروب من أجهزة الرادار ، وهذا أمر غير ممكن بدون خبرة تكنولوجية عالية من داخل المؤسسات الأمريكية نفسها … مضيفا أنه لا يمكن المرور هكذا وبسهولة فوق البنتاجون بدون أن يشعر بك أحد !!
ويضيف " جرومكه" أن اليمين المتطرف متغلغل في الجيش بصورة كبيرة ويحصلون علي تعاطف غير محدود مما يمكنهم من الحصول علي دعم لوجيستي كبير ، كما يستبعد وجود تعاون بين هذه المنظمات ومنظمات شرق أوسطية ، مؤكدا أن منظمة مثل "عنصر الأريان الأبيض " والمعروفة اختصارا باسم WAR ( أى الحرب ) تعادى السامية بشدة بمعني " عدو إسرائيل ..صديق " ويضيف أن اليكس كورتس مؤسس جماعة " المراقب الوطني " كان قد عرض على الإنترنت أدلة تشير إلي قدرته علي إنتاج أسلحة بيولوجية بينما تم القبض منذ عامين علي أحد أعضاء منظمة "أمة آريان " وهو ينقل فيروسات " الجمرة الخبيثة " في سيارته .
حطام مبني البنتاجون
بينما يوجد هناك رأي مختلف وغريب تماماً يذهب إلى أن ما حدث أكبر من ذلك بكثير فهو أقرب إلى الانقلاب العسكري فى السلطة الأمريكية بعد وجود خلافات شديدة بين أجنحة السلطة الأمريكية إثر خلافات عديدة بين التيار الأصولي المسيحي الذي يؤمن بعودة المسيح في نهاية العالم بعد المعركة الفاصلة بين الخير والشر والقضاء علي الأشرار (العرب والمسلمين) في موقعة " هرمجيدون " فى القدس خاصة أن عملية السلام وصلت إلى نهايتها ، واصبح الاستعداد للقضاء علي الفلسطينيين مسألة وقت فقط ، والتيار الآخر الذي يسعى إلى سيطرة أمريكا علي العالم بصورة متدرجة وصراع بين الأجهزة الأمنية المتعارضة مثل CIA والمباحث الفيدرالية FBI ووكالة الأمن القومي NSA والبحرية الأمريكية والقوات الجوية ، والبنتاجون ، حيث تزايدت الخلافات إلى الدرجة التي تسعي فيها بعض الأجنحة إلى تحدى السلطة الأمريكية الحالية ليثبت لها أنه يملك السلطة الحقيقية في أمريكا … ولعلهم يبررون ذلك بالطريقة تبدو أقرب إلى مباراة في التحدي بين فريقين ..حيث أثبتت الفرق التي قامت بالتفجيرات بأنها تجيد لعب المباراة بمهارة : فقد قام بتعطيل جميع شبكات الكمبيوتر الخاصة بالجيش الأمريكي ووزارة الدفاع ثم بدأ في الهجوم علي السلطة الحاكمة بأتفه وأضعف الأشياء .. وهز أمريكا كلها بدون قنبلة واحدة أو جرام من المتفجرات بل بطائرات مدنية ،ليس ذلك فقط ، بل قام باختيار أوقات الهجوم بصورة تحتوى علي التحدي و الاستهانة .
فبدلاً من التصرف بصورة منطقية بقصف البنتاجون أولا وبصورة مفاجئة ، ثم يقصف برجي مركز التجارة العالمي … قاموا بالعكس باختطاف عدة طائرات في وقت واحد والسيطرة علي أجهزة الرادار والكمبيوتر في أهم مقر عسكري في العالم ، ثم بدأ في توجيه ضرة لأحد البرجين في الساعة 8.42 صباحا ثم ضربة أخرى بعدها ب 18 دقيقة للبرج الآخر في 9.0 صباحاً وبعد ساعة كاملة وجهت ضربة لمقر البنتاجون نفسه والذي وقف بلا حول ولا قوة بل أنه تعمد تأخير قصف البنتاجون حيث خطفت الطائرة فور إقلاعها في الساعة 8.42 رغم قدرتهم علي إصابته من البداية ..والأكبر من ذلك هو فشل جميع أجهزة الكمبيوتر بصورة غير عادية … حتى أن قناة "sat.7" الألمانية أكدت أن الأقمار الصناعية كان عليها تغيير اتجاه الطائرة حتى لو كان أحد المختطفين يقودها كما أن إسقاطها بصاروخ كان أمرا ممكنا و لكن هناك شيئا ما غير معروف منع حدوث ذلك ،،حتى البعض ذهب الآن إلى احتمال سيطرة مخلوقات من كائنات أخرى أصابت الأجهزة بالخلل وكان خبير الإرهاب الألماني " هانز جورج زيبرت " قد صرح منذ اللحظة الأولي لقناة RTL الألمانية : أنه لا يجب التسرع في الحكم باتهام أحد فربما تكون جماعة داخلية أمريكية وربما يكون خطأ تكتيكيا ما أصاب الطائرات حتى أنها بدت وأحيانا وكأنها فاقدة السيطرة وتتجه إلى أهدافها بصورة لا إرادية ، حتى المناورات التي قامت بها يصعب علي أي طيار القيام بها بهذه الدفة …
وفى النهاية فرغم أننا لا يمكننا إنكار حوادث الاختطاف التي قام بها بعض الأفراد ، بل وربما يكون من بينهم بعض العرب .. إلا أن الأخطر هو أن تدبير وقيادة هذا العمل الدقيق كانت في يد أمريكيين من داخل المؤسسات الأمريكية العليا وتعرف سلفا أن الحكومة الأمريكية ستصر علي اتهام بن لادن رغم كل شئ : أولا لأنها لا تستطيع الاعتراف بحقيقة ما حدث ، و لأنها لن تضيع فرصة الدعم العالمي اللامحدود لتأديب من تشاء ،، كما أن التيار الأصولي المسيحي والتيار الصهيوني سيستغل القضية أفضل استغلال لفرض إرادة الذين يحكمون حكام العالم من الماسونيين الكبار علي العالم وخاصة الدول العربية والإسلامية .
فهل كان ما حدث حادثا إرهابياً مروعا أم انتقاما أمريكيا من الداخل أم انقلابا عسكريا لتغيير الدستور الأمريكي ، وتحويل الولايات المتحدة إلى دولة عسكرية بوليسية ؟
الحرب الجرثومية : بن لادن "البيولوجي" و بوش "النووي" .. السيناريو الأسوأ لم يأت بعد
الجمرة الخبيثة حولت حياة الامريكيين لجحيم
كتب : مصطفى عبد الجواد
لم يكد يمر شهر واحد على تلك التفجيرات الرهيبة التي ضربت الولايات المتحدة الأمريكية في الحادي عشر من سبتمبر الماضي ، حتى عاد الرعب والهلع ليسيطر مرة أخرى على الأمريكيين بعد الاكتشافات المتوالية لأشخاص تعرضوا للإصابة ببكتيريا " الجمرة الخبيثة " في نيويورك وفلوريدا ، الأمر الذي أثار مخاوف كبيرة لدى الأمريكيين من أن تكون تلك الحوادث بداية لحرب بيولوجية ، وفي هذا الإطار ألمح ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي إلى احتمال وجود علاقة بين بكتيريا " الجمرة الخبيثة " وأسامة بن لادن الذي تتهمه واشنطن بالوقوف وراء تفجيرات الثلاثاء الدامي ، فيما ذكرت صحيفة " الاوبزرفر " البريطانية أن فريقا من المحققين الأمريكيين يعتقد في وقوف العراق وراء تلك الحوادث .
وكانت احتمالات تعرض الولايات المتحدة لهجمات باستخدام أسلحة جرثومية فتاكة قد تزايدت في أعقاب بدء حملة الانتقام الأمريكية ضد أفغانستان ، وتصاعدت المخاوف من احتمال قيام بن لادن أو جماعة قريبة منه بشن هجمات انتقامية داخل الولايات المتحدة باستخدام أسلحة كيماوية أو بيولوجية . خاصة مع وجود تقارير استخباراتية تؤكد امتلاك تنظيم القاعدة الذي يتزعمه بن لادن لتلك الأسلحة ، وقد تعززت تلك التقارير مع تأكيدات جمال الفاضل ، الشاهد الرئيسي في قضية تفجير سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا ، بان بن لادن أكد لاتباعه أن امتلاك تلك الأسلحة يعد " واجبا دينيا " ، وزعم الفاضل انه شارك في صفقة لشراء اليورانيوم لصالح بن لادن ، لكنه أكد عدم علمه إذا ما كانت الصفقة قد تمت أم لا .
وعلى الرغم من أن تفجيرات الثلاثاء الدامي كانت الأسوأ في تاريخ أمريكا ، إلا أن تزايد احتمالات تعرض أمريكا لهجمات بيولوجية أو كيماوية دفع بعض المحللين إلى القول بان " السيناريو الأسوأ لم يأت بعد " ، فواشنطن تعرف جيدا عواقب تعرضها لمثل تلك الهجمات ، فالجيش الأمريكي شن بتوسع المئات من تلك الهجمات ضد القرى الفيتنامية خلال حرب فيتنام ، ومازال أطفال تلك القرى يولدون بتشوهات خلقية بسبب الغازات والأبخرة التي خلفتها الهجمات رغم مرور اكثر من 30 عاما . كما أن التاريخ يحفظ للمستعمرين البيض الذين غزوا الأمريكتين قبل اكثر 300 عام ، انهم أول من استخدم الأسلحة الجرثومية في تاريخ البشرية ، أثناء حرب الإبادة التي مارسوها ضد السكان الأصليين من الهنود الحمر ، حيث قام المستعمرون القادمون من أوروبا بتوزيع أغطية ومأكولات ملوثة بفيروس " الجدري " المميت على هؤلاء السكان ، مما أودى بحياة مئات الآلاف منهم .
تشيني وجه اصابع الاتهام لبن لادن
وتعتمد فكرة الحرب البيولوجية علي نشر أنواع من جراثيم الأوبئة الفتاكة والسريعة الانتشار ، والتي لا طاقة للبشر علي مقاومتها ، وتنتشر تلك الأوبئة - غالبا - مع ذرات الهواء ، مما يزيد من مقدرتها على الانتشار عبر اكبر مساحة ممكنة ، وبعضها لديه قابلية واسعة للانتقال من شخص لأخر . وتنقسم الأوبئة التي يمكن استخدامها كأسلحة جرثومية إلى نوعين :
أ - البكتيريا ومن أنواعها:
1 - الجمرة الخبيثة " الأنثراكس " : وهي حمي مميتة تخلف أعراضاً تنفسية حادة وقوية ، وتنتقل البكتيريا للإنسان عن طريق الجلد أو الاستنشاق أو من خلال تناول لحوم ملوثة بالمرض ، وهى أساساً من أمراض الماشية ، خصوصاً ذات الحوافر مثل الخيل والأغنام والأبقار ، وتنتقل البكتيريا للإنسان إذا تعامل بشكل مستمر مع الماشية مثل الرعاة أو من يعملون في المذابح ، ومن النادر أن ينتقل الانثراكس من إنسان مصاب إلى آخر، حتى لو قام برعايته أو سكن معه في المنزل نفسه. ومن حسن الحظ أنها قابلة للعلاج بالمضادات الحيوية، لكن الجراثيم تبقي في التربة طويلاً ، وهذا من مصادر الخوف من هذا الوباء . وقد تسبب تسرب كمية قدرت بجرام واحد من الانثراكس من إحدى المعامل العسكرية الروسية عام 1979 في وفاة 66 شخصاً .
2 - الطاعون" يرسينا بيستس " .. يسبب أعراضاً مثل ارتفاع الحرارة ووجع العضلات والوهن وتضخـم الغـدد الليمفاوية. وربما أدت إلي الوفاة بفعل الهبوط الحاد في ضغط الدم.
3 - الحمي المالطية " حمي الماشية " .. تسبب أعراضاً تشبه الأنفلونزا الحادة، مع عرق شديد ، واضطراب في الأداء العقلي.
4 - حمي الأرانب " تولاريميا " .. يكفي التعرض لكمية ضئيلة منها ، للإصابة بصـداع قوي وضعف شديد وسعال، وهي صعبة العلاج وثلث المصابين بها معرضون للوفاة .
ب - الفيروسات ومنها:
1- الجدري .. قضي الطب الحديث علي هذا المرض، لكنه يقبع في مخازن جيوش الدول الكبرى ، نظراً لقدرته علي قتل ثلث الحالات التي تتعرض للإصابة به . ويسبب بثوراً تصبح هي بدورها مصدراً للعدوى ، وقد يسبب الجدري وباء عالمياً إذا لم تتم مجابهته والتصدي له بسرعة وفعالية . فالهواء ينقله بسهولة ليقضي على 30 في المائة من آخذي التطعيم . فكيف الحال إذن بالنسبة لمن لم يتم تطعيمهم .
2- الحمي الصفراء .. يكفي التعرض لفيروس واحد لنقل الإصابة ! وتسبب حمي حادة ونزيفاً وهبوطاً في الضغط.
3- حمي دماغ الأحصنة الفنزويلية .. تسبب صداعاً حاداً وتقيؤاً وأوجاعاً عضلية تستمر أسبوعين.
المختصون يفحصون احدى العينات
وتشير صحيفة " الواشنطن بوست " إلى وجود انقسام في دوائر الاستخبارات الأميركية حول قدرة تنظيم " القاعدة " على شن هجمات بيولوجية داخل الولايات المتحدة ، ففيما يؤكد فريق أن سعي بن لادن الحثيث لامتلاك أسلحة الدمار الشامل ربما يمكنه من شن هجوم بسلاح بيولوجي بدائي يعتمد على الابتكار اكثر من كونه متطورا ، ويرجح ذلك الفريق امتلاك بن لادن لبكتيريا الانثراكس .
وعلى الجانب الأخر يشكك فريق من خبراء الاستخبارات في امتلاك بن لادن
لتلك القدرة ، بسبب الحواجز العلمية والتقنية التي يجب عبورها لتحويل العناصر البيولوجية إلى أسلحة قادرة على نشر الجراثيم عبر مساحة واسعة . ويؤكد هؤلاء أن تنفيذ " القاعدة " لهجوم جرثومي لن يكون اكثر فاعلية من الهجوم البدائي بغاز السارين الذي شنته جماعة «اوم شينريكيو» اليابانية عام1995 داخل محطة للمترو في العاصمة اليابانية طوكيو ، وأدى لمقتل 12 شخصا وإصابة 5000 آخرين .
وفي تجربة مثيرة قام بها خبراء وزارة الدفاع الأمريكية ، نجح هؤلاء الخبراء في إنشاء مصنع لإنتاج الأسلحة الجرثومية من خلال الأجهزة والمعدات التي تباع بدون قيود في الأسواق ، ولعل هذا ما اتخذه الرئيس بوش في مطلع العام الحالي كذريعة لرفض التوقيع على مسودة اتفاق لتعزيز معاهدة حظر الأسلحة الجرثومية التي وقعت عليها 143 دولة عام 1972 .
والأمر المرعب في حال تعرض أي دولة لهجوم جرثومي ، بما في ذلك الولايات المتحدة ، هو أن الإجراءات الوقائية أو المضادة لن يتعدى دورها سوى كونها مسكنات أو مصدات للتقليل من حجم الخسائر والوفيات ، فجرامات قليلة من فيروس الجدري قادرة على إبادة ولاية أمريكية بأكمله ، في حين أن دولة كالولايات المتحدة يقترب سكانها من 300 مليون نسمة فلا تملك سوى 2 مليون مصل للوقاية من بكتيريا الجمرة الخبيثة ، كما أن المرء لا يستطيع استخدام أقنعة الغاز لأكثر من 12 ساعة ، لن يجد مفرا بعدها من استنشاق الجراثيم المميتة ، وإلا تعرض للاختناق داخل القناع . هذا - كله - في حالة نجاح أجهزة الإنذار المبكر في اكتشاف وجود الجراثيم ، أما إذا فشلت تلك الأجهزة في ذلك ، فالأمر المؤكد أن آلاف بل ملايين البشر سوف يلقون حتفهم .
الامصال المضادة لبكتيريا الجمرة الخبيثة
ويشير الخبراء على ثغرة قاتلة في آلية عمل أجهزة الإنذار الخاصة بالهجمات الجرثومية ، حيث تعتمد فكرة عمل تلك الأجهزة على تخزين بصمة الجراثيم الممكن استخدامها في الهجمات الجرثومية ، وفي حال التقاط الأجهزة لجزئيات تلك الجراثيم في الجو فإنها تطلق إشارات للتحذير ، والخطر يكمن هنا في حال استخدام الجهة المنفذة للهجوم لجراثيم غير مسجلة أو جراثيم تم تعديلها معمليا ، وفي هذه الحالة فان أجهزة الإنذار سوف تفشل حتما في التعرف عليها ، ويبقى الفيروس في الجو ، حتى تظهر أعراضه على الضحايا ، وفي هذه المرحلة يعتبر اللجوء للأمصال المضادة غير ذي جدوى .
وفي سيناريو لهجوم جرثومي وضعه مجموعة من كبار خبراء الأمن القومي الأمريكيين ، وتم عرضه أمام الكونجرس بعد أيام من تفجيرات الثلاثاء الدامي ، يظهر مدى الدمار والرعب اللذان قد يسببهما مثل هذا الهجوم . ويبدأ السيناريو بنبأ مقتضب يبثه التلفزيون مفاده أن اكثر من عشرين شخصا تعرضوا لمرض غامض في ولاية اوكلاهوما ، يتبين فيما بعد انه فيروس الجدري القاتل وسريع الانتشار ، وخلال أيام تسجل إصابات مماثلة في ولايتي بنسلفانيا. وفي اليوم السادس يتوفى 300 أمريكي من جراء إصابتهم بهذا المرض ويصاب ألفان به . وسرعان ما يصبح نظام الصحة الأمريكي عاجزا عن احتواء هذا المرض مع نفاد جرعات اللقاح الـ 12 مليونا المتوفرة ، ويتم إغلاق المدارس وفرض قيود علي التجمعات.
الامريكي الذي راح ضحية الجمرة الخبيثة
ويأخذ السيناريو منعطفاً درامياً ، حيث يغادر سكان اوكلاهوما بأعداد كبيرة متوجهين إلى تكساس ، إلا أن حاكمها يقرر إغلاق الحدود ونشر الحرس الوطني حرصا منه علي سلامة المواطنين ، وتحدث اشتباكات بين المواطنين ورجال الحرس الوطني للولاية . وفي حين يتفاقم النزاع بين ولايتي تكساس واوكلاهوما، تبرز خلافات عميقة بين السلطات الفدرالية والمحلية. ويقترح أعضاء في مجلس الأمن القومي وضع الحرس تحت سلطة الحكومة الفيدرالية، في حين يصر حكام الولايات علي ضرورة إبقاء القوات تحت قيادتهم. وفي اليوم الـ 12 يعلن عن وفاة ألف شخص وتتوقف النشاطات التجارية وتغلق البورصة ، وتتحول المظاهرات المطالبة بالحصول علي لقاحات إضافية إلى أعمال شغب وتنقل الأمم المتحدة مقرها إلى جنيف .
وتأتي نهاية السيناريو المأساوية بعد اقل من شهرين من بدء الهجوم ، حيث يبلغ عدد القتلى مليونا وعدد المصابين ثلاثة ملايين ، ويجمع الرئيس الأمريكي مستشاريه لدراسة إمكانية فرض قانون الأحكام العرفية.
ويعتبر بعض المحللين أن الذعر الذي يجتاح المجتمعات المحتمل تعرضها لهجمات جرثومية يعد اخطر جوانب الحرب البيولوجية ، وقد تفوق نتائجه المدمرة الأثر الفتاك للجراثيم التي تحملها تلك الأسلحة ، وظهر ذلك في موجة الذعر والهلع التي اجتاحت المجتمع الأمريكي بعد اكتشاف حالات الجمرة الخبيثة ، حيث اقدم الآلاف على شراء الأمصال المضادة للجمرة لتخزينها تحسبا للطوارئ ، كما ارتفعت بشدة معدلات شراء الأمريكيين للأقنعة الواقية من الغازات والجراثيم .
وهو ما عبرت عنه صحيفة " النيويورك تايمز " بقولها أن سيدات نيويورك وواشنطن يتناقشن الآن حول ما إذا كان عليهن اختيار أقنعة غاز إسرائيلية أم أميركية ، وإذا ما كانت أقنعة الغاز خفيفة الوزن التي تستخدم لنصف ساعة أوفر من أقنعة الغاز التي تستخدم لثمان ساعات ، وأقنعة الغاز للأطفال وأقنعة الغاز للحيوانات الأليفة، وسيطرة فكرة الحرب البيولوجية على أحاديث العشاء وأغلفة المجلات التي تقدم النصيحة عن "كيف تحمي أسرتك من الإرهاب البيولوجي" .
وعلى الرغم من تأكيدات تومي تومسن وزير الصحة الأمريكي بأن الولايات المتحدة مستعدة للتصدي لأي هجوم بيولوجي ، حيث توجد 8 مناطق في أمريكا مجهزة بـ50 طن من الإمدادات الطبية من لقاحات ومضادات حيوية وأقنعة غاز ، إضافة إلى اكثر من 7000 مسعف مستعدّين للتعامل مع أي أزمة في أي مكان في أمريكا ، من جهة أخرى أكد استطلاع أجرته مجلة " النيوزويك " أن 46 في المائة من الأمريكيين لا يثقون في قدرة الإدارات الفيدرالية والمحلية على مواجهة هجوم بالأسلحة الكيماوية أو البيولوجية .
فضائح تحقيقات FBI
شعار المباحث الفيدرالية الامريكية
برلين ـ من وليد الشيخ
الأكاذيب الكبرى ..يتبعها ناس كثيرون ..عبارة شهيرة لهتلر تنطبق بإمتياز علي ما يشهده العالم حاليا عما يقال عن إقامة تحالف دولي ضد ما يسمي "الإرهاب الإسلامي " مما يدل علي وقوع العقل الغربي في أسر عقلية عنصرية تلفيقية متطرفة .. تتحدث عن تفوقها الحضاري وعن قيادة " حرب صليبية " طويلة المدي تعتمد علي إجراءات علنية وأخري سرية ..ضد الإرهاب تحت عنوان " النسر النبيل " وتنتهي " بإنتصار الخير علي الشر " لتحقيق " العدالة الأبدية المطلقة .
ليس ذلك فقط بل أن الإعلام الغربي ..بل وبعض الصحف الغربية أصبحت تنقل عن المباحث الفيدرالية الأمريكية FBI والمخابرات المركزية الأمريكية CIA وكأنها ناطق رسمي بإسمها …دون أن تدقق في مصداقية الأدلة رغم سذاجتها وتهافتها !!
من ناحية أخري فإن الأدلة التي تثبت وجود تورط أمريكي تبدو أكثر واقعية من إتهام بن لادن ومنظمته سواء فيما يتعلق بعلاقة تفجيرات 11 سبتمبر وبمقتل أحمد شاه مسعود قائد التحالف الشمالي في أفغانستان قبلها بيومين فقط أي في 9 سبتمبر أو غيرها من الإشارات المريبة للسياسة الأمريكية بعد إنتهائها من حرب الخليج ..وحرب البوسنة والهرسك وحرب كوسوفا !!
ولكننا اذا عدنا الي مصداقية سلطات التحقيق الأمريكية خاصة CIA و FBI في ملفات أخرى فإننا سنتجاوز موضوع إسقاط الطائرة المصرية بجوار نيويورك رغم التزييف الهائل للأدلة وذلك حتي لا نقع في التحيز … بل سنختار قضية داخلية تماما لمتابعة كيفية تلفيق تحقيقات هذه الجهات للأدلة والإعتماد علي ما يسمي " السرية " لإخفاء أدلة أخرى ..وهي قضية قتل الرئيس الأمريكي " جون كيندي " فى 22 نوفمبر سنة 1963 والغريب أننا فوجئنا بوجود علاقة شبه كبيرة بين تلفيق الأدلة في هذه القضية ،، و بين تلفيق الأدلة في قضية تفجيرات 11 سبتمبر 2001 م .
ليس هذا فقط … بل وجدنا هناك شبه تطابق بين أهداف " إغتيال كنيدى " الذي يعد " الإنقلاب الأول " فى السلطة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية وتفجيرات 11 سبتمبر التي تعد الإنقلاب الثاني داخل المؤسسات الأمريكية المتعارضة !ّ
وقبل أن نحاول فهم السبب الحقيقي لإغتيال " جون كنيدي " سنحاول أن نعرض لمؤسسات السلطة الأمريكية المعروفة والسرية حيث من المعروف أن مؤسسي الدستور الأمريكي أنفسهم قد صاغوه منذ البداية بطريقة تجعل الكونجرس أشد قوة من الرئيس الأمريكي ، رغم أنهم وضعوا عبارات غامضة فى مواد الدستور تعطي الرئيس دورا أكبر والغريب أن المادة الأولي من الدستور الأمريكي تعمل علي إستمرار الصراع بين الطرفين الذى توج بإنتصار الكونجرس فى مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولي ..مما أدي الي ظهور سياسة " الإنعزال " التي خرجت منها فقط إثر هجوم "بيرل هاربور " ثم بدأت مرحلة سيطرة مؤسسة الرئاسة التي دعمها إنشاء الرئيس " ترومان " مؤسسات المعلومات للمساعدة في دعم القرار ومنها " مجلس الأمن القومي " الذي تأسس عام 1947 والذي ظهرت فاعليته بوضوح في عهد الرئيس " جون كنيدي " الذى أبدي قدرا كبيرا من الإستقلالية حتى أنه تصادم مع أهم أجنحة السلطة ومنها وزارة الدفاع و CIA و FBI والمافيا ..وهيئة الصناعات العسكرية التي تشمل أصحاب الشركات التسليحية والمسئولين التابعين لها والنواب والممثلين لها فى الكونجرس والتي وصل نفوذها الي حد وصف الرئيس الأمريكي ، أيزنهاور لمدي تغلغلها قائلا " إن التأثير الكامل للنفوذ السياسي للبنية الصناعية العسكرية ..واضح في كل مكتب وكل مدينة ..وهي تعد خطرا كبيرا لأن قوتها الهائلة تعمل علي إنهيار التوازن السياسي !! والأهم من ذلك أن " كنيدي " تصادم مع "المؤسسة الشبحية " أو المؤسسة " × " وهي المؤسسة التي تضع الأهداف الحقيقية للإستراتيجية الأمريكية والتي لها رجالها في المناصب العليا سواء مؤسسة الرئاسة ..او الكونجرس أو CIA و FBI وفيما بعد وكالة الأمن القومي NSA وأخيرا وكالة الإستطلاع القومي هذا بالإضافة الي البنتاجون والبحرية الأمريكية ,,,و ,,,و !!
فهي المؤسسة الحاكمة فعلا في الولايات المتحدة لذا كان يجب أن يموت " كنيدي " ولعل هذه المؤسسة هي التي وضعت أشهر وثيقة للأمن القومي فى مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية وهي وثيقة "NSC-68" والتي صاغها " بول نتيز" الذي خلف " جورج كينان " في رئاسة إدارة التخطيط السياسي بوزارة الخارجية الأمريكية وهي وثيقة سرية أقرت في 14 أبريل 1950 لم يفرج عنها سوي عام 1975 و التي تصر علي إحتواء الإتحاد السوفيتي وكل ما يهدد فاعلية الهيمنة الأمريكية التي تسيطر علي 50% من ثروات العالم ..وهذا ما ثبت فشله فى بداية الستينيات حين ظهر بوضوح عجز الميزان التجاري بين الولايات المتحدة وحلفائها كما أن تفوق النموذج الإقتصادي الألماني الأوربي ، والياباني أدي لزيادة إعتماد الولايات المتحدة لتفوقها العسكري كأداة لفرض نفوذها فى العالم ، وهذا ما اعتبره " مكورميك" فى كتابه " ما بعد أعراض حرب فيتنام " " MC CORMICK" إصرارا أمريكيا علي الإنفراد بالهيمنة العسكرية علي حلف الناتو .. وعلي جنوب شرق آسيا بعد معاهدة الدفاع المشترك مع اليابان .ولذا كانت حرب فيتنام مصلحة عسكرية ..ليس فقط بل أن " جون لويس جاديس" أكد في كتابه " مستقبل السياسة الخارجية الأمريكية " أن تراجع الإقتصاد الأمريكي أمام الإقتصاد الياباني والألماني والأوروبي ، في بداية الستينيات أدي لأن تتجه الولايات المتحدة الي الحفاظ علي إنفاقها العسكري المرتفع علي حساب حلفائها الاقتصاديين السياسيين ، بمعني أن الولايات المتحدة استخدمت الإنفاق العسكري لتدعيم الاقتصاد الأمريكي علي حساب حلفائها لحمايتهم من الخطر الشيوعي ,,حتي في لاوس وفيتنام .!!
الرئيس الامريكي الاسبق كيندي
ومرة أخرى فإن حرب فيتنام أصبحت هدفا عسكريا وإقتصاديا في نفس الوقت إلا أن " كنيدي " كان قد فعل العكس إثر قضية الصواريخ الكوبية التي كادت أن تتسبب في نشوب حرب نووية بين روسيا والولايات المتحدة ..حيث إتجه الي إعلان سعيه لإنهاء الحرب الباردة والبدء في التعاون مع خورشوف ..وإنهاء الحرب في جنوب شرق آسيا ، لذا فقد بدأ فى العمل مع مؤسسات عدة من أهمها مخابرات البنتاجون وصلت في سبتمبر 1963 الي تجهيز خطة تهدف الي سحب القوات الأمريكية من فيتنام حتى نهاية العام 1965م .وكانت تهدف الي البدء بسحب 1000 جندي حتى نهاية ديسمبر 1963 ولكن بعد أسبوع من قتل الرئيس الفيتنامي في " سايجون " وقبل أسبوعين من قتل " كيندي " تم إلغاء الأمر في 7 يونيو 1963 !! ولكن كنيدي أصر علي إكمال الخطة ولم يخضع للتهديدات التي حذرته بقتل الرئيس الفيتنامي ..فكان لابد من التخلص منه !
وكان لابد أن يحدث الإنقلاب ضد الحكم الشرعي فيما يسمي " بالديمقراطية الأمريكية " !!
تهافت الأدلة وسلطات التحقيق:
الغريب أننا حين دققنا في أدلة سلطات التحقيق فيما يتعلق بإغتيال كنيدي وجدناه يتشابه فى عدة نواح مع أدلة قضية تفجيرات 11 سبتمبر رغم الإختلاف الكبير والجذري في أسباب الإنقلابين والغريب والطريف في نفس الوقت أن قضية إغتيال " كنيدي " كلها تم تحميل مسئوليتها كلها لشخص واحد فقط هو " لي هارفي أوزوالد " والذي قالت عنه سلطات التحقيق العام أنه قام بقتل الرئيس بإطلاق 3 رصاصات فقط علي الرئيس من نافذة مخزن الكتب الذي يعمل به في الدور السادس من علي ما يزيد عن 40 متر ..والأكثر طرافة أنهم قالوا أنهم وجدوا " البندقية الآلية " التي استخدمها " لي هارفي أوزوالد " ملقاة في مخزن الكتب وبجوارها 3 رصاصات تماما كما قالوا عن كتاب " كيف تتعلم الطيران في 24 ساعة " في السيارة فى مطار بوسطن أو رسالة محمد عطا التي بقيت وحدها رغم إحتراق الركاب وجسم الطائرة أو وجود جواز سفر في طائرة المركز التجاري العالمي رغم أنه قيل أن درجة الحرارة وصلت بعد الإنفجار الي أكثر من 1000 درجة مئوية حتي أن الحديد قد انصهر مما دمر المبني تماما !!
كما أنهم زعموا أن " أوزوالد " كان قد اشتري البندقية بإسم " آ .هايدل " علي صندوق بريد في ولاية " تكساس " وأن الخط هو خط أوزوالد ..تماما كرسالة محمد عطا !!
ولإثبات ملكيته للبندقية جاءوا بصورة مزيفة نشرتها مجلة " لايف " الأمريكية علي غلافها وهي لصور " أوزوالد " وهو يمسك البندقية ويبتسم للكاميرا ليؤكدوا أنها بندقيته وإذن فهو القاتل ولكن " أوزوالد " حين رأي الصورة صرخ قائلا " لست أنا من في هذه الصورة " نعم إنها صورة وجهي ولكن هذا ليس جسدى إنني افهم في التصوير جيدا ,,إن هذه الصورة تعرضت لمونتاج واضح "!
والغريب أن الخبراء أثبتوا أن الصورة مركبة بسبب بسيط وسهل جدا وكان يجب ألا تقع فيه أجهزة أمن في حجم FBI و CIA حيث ثبت أن إتجاه الظل عند أنف أوزوالد يشير إلي أن وقت التقاط صورة الوجه كان حوالي منتصف الظهر لأن ظل الأنف كان عموديا ، بينما يشير إتجاه ظل الجسم الذي تم تركيبه علي وجه أزوالد ..الي أن وقت التقاط الصورة للجسم كان إما بين 8 أو 9 صباحا أو بين 4 و5 عصرا ، لأن الظل كان مائلا بصورة واضحة !! والغريب أن التحقيقات التي أدانت أوزوالد وقعت في التناقض عدة مرات حيث أثببت وجوده في 3 أماكن في وقت واحد … مثل كوبا والمكسيك والولايات المتحدة وهو نفس ما حدث مع بعض المشتبه في قيامهم بتفجيرات 11 سبتمبر، من ناحية أخري فإن هناك من شكك في أن تكون بصمات أوزوالد وضعت علي البندقية بعد وفاته ، خاصة أن محققي FBI أسرعوا بنقل البندقية الي واشنطن ، بينما بقيت بصمات أوزوالد في دالاس ,,وبذلك فقد تم فقد سير الأحداث تماما ، بل أن محققي FBI " جيمس ليفستون " إعترف بأن هناك أكثر 3 خصائص تعود الي 3 أشخاص وليس أوزوالد فقط ويضيف " ان مجموعة البصمات لم تنسب كلها لمكتب FBI !!
انقاض مركز التجارة العالمي
والمثير للدهشة هو إنكار أوزوالد لإرتكابه أي تهمة قائلا أنا لم أرتكب أية جريمة وقد إعتقلوني فقط لأنني عشت في الإتحاد السوفيتي فشكلي لا يوحي بالثقة ولا نخفي ما لهذه العبارة من دلالة …حيث أن هذا هو نفس ما يحدث مع المشتبه فيهم من العرب المسلمين …والذين اعتقلوهم فقط لأنهم عرب ، ولأن أسماؤهم وأشكالهم شرق أوسطية لا توحي بالثقة ، بل أنها تحتوى علي نفس العداء والإتهامات ولكن للإسلام بدلا من الشيوعية !!
ومما يثير الشك فى نزاهة التحقيقات أن 51 من شهود العيان الذين كانوا في شارع " هيوستن " يشاهدون موكب " كنيدي " من أمثال " جين هيلين " و " جيسي برايز " ، . " أبراهام سرفورد " و " تشارلز برنس " و " ماري مورمان" و "ريتشارد روج " " ولم لوكي وولديه الصغيرين " وغيرهم أكدوا انهم سمعوا أصوات 7 طلقات جاءت من 3 إتجاهات 1- مخزن الكتب - وراء سور خشبي محيط بالشارع الرئيسي ..وموقف للسيارات بصورة تجعل الرصاص جاء من 3 إتجاهات مختلفة لتتقاطع معا لتصيب الرئيس وحرسه …
وذلك علي يد قناصة محترفين ..كما أن بوني روي ويليامز في مبني مجاور واثنين آخرين من مساجين سجن مقابل لمخزن الكتب رأوا رجلين يراقبان الطريق من النافذة التي قيل أن أوزوالد وحده قام بقتل الرئيس منها ، من ناحية أخري فإن رجل الشرطة " تيبيت " الذي قيل أن أوزوالد قد قام بقتله بعد أن قتل الرئيس ذكرت سيدة تدعي " أكيلا كليمنز " أنها رأت رجلين يقتلان " تيبيت " وليس رجلا واحدا .
والغريب أن لجنة التحقيق التي رأسها المدعي العام " جيم جاريسون" بعد 3 سنوات من قتل الرئيس أثبتت وجود انتهاكات شديدة من لجنة التحقيق التي تلت اغتيال " كنيدي " حيث إكتشف أن هناك شخصين قاما بمصادرة كاميرا فيديو كانت تمسك بها سيدة لتصور الرئيس واستطاعت تصوير عملية الإغتيال والأشخاص الموجوين بالمنطقة ، وذكرا له أنهما من رجال الأمن ثم إختفت هذه الكاميرا والشريط الذي بداخلها للأبد ، كما ثبت أن محققي FBI أجبروا الشهود علي قول أنهم لم يسمعوا سوى 3 رصاصات ..هذا بالاضافة الي التغاضي عن بعض الشهادات ، حيث أكدت شاهدة أنها كانت قد رأت سيارة نصف نقل زرقاء نزل منها شخص يحمل بندقية محاطة بغطاء بلاستيك بل وصل الأمر الي قتل 3 اشخاص بسبب شهاداتهم ..أولهم امرأة كانت قد حذرت من قتل كنيدي قبل قتله بيوم واحد …وثبت أن لها علاقة بقاتل أوزوالد فيما بعد - وهو جاك روبين - أو بالأحري " جاكوب روبينشتاين "
وكذلك تم قتل عامل مزلقان كان يعمل فى المنطقة بعد أن أدلي بأوصاف دقيقة لإثنين من المشتبه في مشاركتهم في القتل كانا يقفان بجوار السور الخشبي الذي إنطلقت منه الرصاصات من ناحيته كما أورد بعض الشهود وقد تم قتله في حادث سير .. في طريق خال تماما !!!
كما أن لجنة التحقيق الأولي كانت قد تغاضت عن إصابة أحد المواطنين بحالة صرع فى الساعة 12.15 ظهرا حيث تم إستدعاء سيارة إسعاف لنفس المنحني الذي قتل فيه " كيندي " وظلت ما بين 12.18 الي 12.25 دقيقة وقيل أنه كان لها دور هام في عملية تأمين قتل الرئيس خاصة أن القتل تم في تمام 12.30 ظهرا ، كما أن " كنيدي " كان قد قتل فورا ، ولم يمت في تمام الواحدة ظهرا كما قيل ، لأن د. "بيتزر" الذي فحص " كيندي " أكد أن أكثر من نصف " مخ " كيندي " لم يكن موجودا بعد أن تفتت تماما ، وأن التهتك وصل الي 120 ملم عرضا و7 سم عمقا ، وصل وزن المخ 653جم فقط ، الا أنه أكد أن رجال FBI أجبروا الأطباء علي إنهاء الفحص ، حيث أخبرهم " الأدميرال كيني " أنها بناء علي أوامر عسكرية عليا فتم إرسال الجثة الي واشنطن فورا ، ولكن الغريب أن د.بيترز أكد أن جسد كيندي كان به علي الأقل 3 رصاصات واحدة هشمت مخه ، والثانية في عنقه ، والثالثه في ظهره ، بينما حارسه الأول " كونان " كان بجسده 5 رصاصات ( أي 8 رصاصات ) هذا بينما أصر محققو FBI علي قيام أوزوالد وحده بإطلاق 3 رصاصات فقط استمرت لمدة 5.6 ثانية ، وقد أثبت " جاريسون " فى تحقيقه أن هذه المدة غير كافية لإطلاق 3 رصاصات من بندقية عادية حتى لو كان القناص محترفا ، بالإضافة الي وجود شجرة تقف حائلا أمام التصويب كما أنه كان من الأسهل أن يصوب أزوالد علي الرئيس في بداية شارع " هيوستن " وليس بعد مرور السيارة الي شارع " مين " .
الرئيس الامريكي جورج بوش
ولعل ما ركز عليه " جاري جاريسون" هو إثبات تهافت فكرة " قيام أزوالد " بإطلاق جميع الرصاصات الثلاث التي قتلت الرئيس بينما هناك 8 إصابات علي الأقل في جسدي " كيندي " و " كونان " وهو تغير FBI الطريف الذي أطلق عليه جاريسون " الطلقة السحرية " وأكد كذبة في التاريخ والتي تقول فيه FBI أن هناك طلقة دخلت في ظهر الرئيس وسارت بميل 17 درجة حتى خرجت من عنق الرئيس في معجزة أولي بعد أن انحرفت لليسار ثم استمرت في الهواء 1.6 ثانية لتتجه في معجزة ثانية الي اليمين ثم الي اليسار لتدخل في ظهر كونان لتنحرف الي اليسار 27 درجة لتخرج مرة أخري من صدره بعد أن تحطم الضلع الخامس في معجزة رابعة ثم تحطم يده وتخرج فى معجزة خامسة ، ثم تتجه يسارا الي فخذه الأيسر فى معجزة سادسة ، والأخطر أنها تخرج من فخذه وهي سليمة تماما وكأن الرصاصة خارجة لتوها من المصنع !!
حيث أكد جاريسون أن تكذيب هذه الفكرة السخيفة التي لا يستطيع الأطفال تصديقها ليس لها إلا معني واحدا وهو أن هناك قاتل آخر علي الأقل إشترك أو قام هو وآخرون بقتل كيندي خاصة أن الرصاصة القاتلة جاءته من جانب السور الخشبي ..من الأمام علي اليمين لأن رأسه ذهب الي الإتجاه المعاكس الي الخلف واليسار وهو ما يؤكد المؤامرة !!
والغريب أن هذا يشبه الي حد كبير حكاية الرسالة السحرية لمحمد عطا والتي أكد الصحفي الأمريكي الشهير " بوب وود ورد " صاحب فضيحة ووترجيت " أن بعض العبارات المستخدمة في الرسالة لا تستخدم في التعبيرات الإسلامية مثل متفائل وعبارة 100% ..ومن المعروف أنها عبارات عن النص الأجنبي .!! ليس هذا فقط ..بل هناك عبارة " وإذا ذبحتم فاسلبوا من تقتلونه لأن ذلك من سنن المصطفي صلي الله عليه وسلم " ولا ندري ماذا سيفعلون بالأسلاب ..وهم من المفترض أنهم سيفجرون أنفسهم في الطائرة …وعبارة " ثم طبقوا سنة الأسر وأسروا منهم " ولا ندري ماذا سيفعلون بالأسري أو بالأسلاب طالما أن الطائرات كلها ستنفجر في أهدافها !!
وهذا ما يدل علي أن الذين كتبوا الرسائل هم أمريكيون يتحدثون العربية ولكنهم … والحمد لله حين زوروا الرسائل أخطأوا بصورة فاضحة تشبه ..ما حدث في أدلة إغتيال " كنيدي " .
ونعود هنا الي تقرير " جيم جاريسون" الذي يتساءل فيه ..إذا أردت أن تعرف من قتل " كيندى " ؟ فإسأل من هو المستفيد ؟؟ ومن لديه السلطة والقدرة علي تغطية ذلك ؟!
لماذا لم تتم حماية كيندي رغم ورود تحذيرات تفيد بحدوث الإغتيال ؟! ولماذا كان مقصوداً الا تتم حماية " كيندي " سواء بتكثيف الشرطة في الشوارع أو تفتيش المنازل المجاورة لخط سيره ، وأكثر من يمكنهم فعل ذلك هم رجال المخابرات خاصة مخابرات وزارة الدفاع !! من هو الذى قام بقطع جميع الإتصالات عن واشنطن لمدة ساعة ونصف أثناء وبعد الإغتيال لماذا لم يتم طرد حاكم ولاية دالاس أو رئيس شرطتها ؟ من لديه السلطة للسيطرة علي شرطة دالاس لإخفاء المعلومات ..أو منع التحقيقات ؟ من لديه الهيمنة علي الإعلام ليجبره علي إغلاق عينيه ؟ وينهي " جاريسون " أدلته مؤكدا أنها " عملية عسكرية من البداية وحتي النهاية ، هدفها قيام حرب فيتنام !!
بل وصلت المواجهة بين " جاريسون " وهذه القوي الي حد قتل 3 اشخاص أثناء قيامه هو بنفسه بالتحقيق حيث اشتروا سكوت بعضهم ثم قتلوهم فيما بعد ومنهم "بنيثون " و " كاريل" أما قصة قيام " جاكوب روبنشتاين " إما بالقتل أو بتصوير الأمر علي أنه إنتحار !! أو جاك روبي بقتل أوزوالد ثم قتل روبنشتاين نفسها فيما بعد فلا تحتاج الي تعليق ، إلا أننا نشير فقط الي علاقة روبنشتاين كمخبر للشرطة بجهاز FBI من ناحية وعلاقته بالمافيا من ناحية أخري حيث كان صديقا مقربا لكل من جان كامبينر وجوكاميزس اللذين كانا ضابطين لدي رئيس المافيا ، " كارلوس مارشيلو " بل وصل الأمر لإعلان الشرطة أنه سيتم نقل أوزوالد في صباح يوم الأحد الي سجن المقاطعة في صباح العاشرة ..هكذا علانية !! ثم جاء " روبنشتاين" وأطلق الرصاص علي أزوالد لإخفاء السر في حراسة الجميع ودون أي مقاومة ، بل أن البعض يشير الي أن " أوزوالد " تم الإجهاز عليه في سيارة الإسعاف .. ولم يمت فقط برصاص روبنشتاين …!
ليس ذلك فقط بل أن روبنشتاين ( جاك روبي) نفسه أكد أثناء التحقيقات أن هناك الكثيرين لا يريدونني أن أقول الحقيقة ، وطلب منهم إرساله الي واشنطن قائلا " حياته هنا في خطر " !! ثم قال عبارة واضحة " في أمريكا هناك ناس آخرون تماما سيحصلون علي السلطة " !! وقد أكد جاريسون أن حرب فيتنام كانت هي السبب في قتل كيندي ..لأن تجار السلاح والشركات الكبرى والمافيا و CIA و FBI ووزارة الدفاع و" ليندون جونسون" نفسه الذي تولي الرئاسة بعده (وحصل ما يزيد علي مليار دولار من تجار السلاح ، في ولاية تكساس) .
المخابرات الامريكية ورء مقتل شاه مسعود
كل هؤلاء كان يهمهم أن تستمر الحرب ، وتستعر ليستمر تدفق الأموال ودوران مصانع الأسلحة وفرض النفوذ العسكري والسياسي الأمريكي ، في حرب فيتنام التي تكلفت 220 مليار دولار وفقد 5 آلاف طائرة هليكوبتر ، وقصف فيتنام ب 6.5 مليون طن من القنابل وأدت لمقتل 58 ألف جندي أمريكي ، وما يزيد علي 2 مليون فيتنامي وآسيوى !!! أي أن الولايات المتحدة ساعدت علي قتل رئيسها و58 ألف جندي من جنودها مقابل هيمنة ونفوذ ورواج إقتصادي وتعاون ..بين الأجهزة الحاكمة والأجنحة المتصارعة ..فهل نتعجب أن قامت بعض هذه الأجنحة بالتضحية …ب 7 آلاف قتيل في مركز التجارة العالمي والبنتاجون وراكبي الطائرات ..مقابل الإنقلاب علي سلطة الرئاسة الأمريكي التي اتجهت منذ وصولها في يناير الماضي الي إتباع سياسة إنعزالية ، والتي وصلت الي السلطة بعد معركة سياسية لم تشهد لها مثيلا بين المعسكر الديمقراطي بزعامة " آل جور " والمعسكر الجمهوري بزعامة " بوش " وقد وصل تكسير العظام بين المعسكرين الي حد أن تصور حدوث إنقلاب عسكري حقيقي كدول العالم الثالث صار أمرا غير مستبعد بعد الحديث عن تزوير الانتخابات والعد اليدوى وتمسك المعسكرين بالأحقية في الحكم ولعل الصراع لم يكن في حقيقة الأمر بين " آل جور " وبين " بوش " بل كان بين القوى والأجنحة المتصارعة التي تستخدم هذا أم ذاك ، ورغم أن المعسكر الذي كان يؤيد ثنائي " آل جور " ونائبه اليهودي " جوزيف ليبرمان " والذي كان يفضل السيطرة المباشرة علي الحكم والبدء في فرض الهيمنة الأمريكية علي القارة الأفريقية ، ووسط آسيا بالقوة العسكرية المباشرة بدلا من الضغوط الإقتصادية والهيمنة السياسية لإمكان إستغلال فرصة التفوق الأمريكي علي روسيا والصين بل وعلي روسيا نفسها ، وهو ما حذر منه المحلل الألماني الشهير " جوزيف جوفه " في أن الأوروبيين يريدون دعم الولايات المتحدة ومنعها في نفس الوقت من أن تتحول " آخر قوة عظمي " الي قوة أكثر تجبرا وغطرسة بعد أن صارت تتعامل حتى مع حلفائها الأوروبيين بطريقة الآمر النهائي ، وعلي الجميع إطاعته حتى أن " جوفه " وصفها بأنها تتصرف كأنها " أمريكا التي لا شريك لها " .
وهو ما يطالب به التيار الأصولي المسيحي الذي يسعي لإستغلال الفرصة لإحداث مزيد من الإضعاف للقوى المتصارعة معها ..وهذا ما وضح في عمليات المضاربات التي قادها الملياردير اليهودي " جورج سوزي" وأدت الي إنهيار البورصات في جنوب شرق آسيا عام 1997 بالإضافة الي وضع الولايات المتحدة قدمها في وسط آسيا لمنع أي تحالف محتمل بين الصين وروسيا وباكستان أو الهند من ناحية ..مع إيران وبعض الدول العربية في حلف معارض لأمريكا من ناحية أخري ..وكذلك إستغلال مكافحة الإسلام ..أو ما أسموه " التطرف الإسلامي " تماما كما كانوا يكافحون الشيوعية ، أو ما أسموه بالتطرف الشيوعي ، كما أن حرب " كوسوفا " قد إنتهت بعد حرب البوسنة والهرسك ومن قبلها حرب الخليج ..ولذا فالحروب يجب أن تستمر ومصانع الأسلحة يجب ألا تتوقف طالما أن كل ذلك يتم علي حساب الآخرين ، سواء كانوا الأوربيين أو اليابان ..أو حتي الدول العربية النفطية !!
والغريب أن نفس سيناريو تحقيقات " كيندي " وأعلان الحرب علي فيتنام يتكرر ولكن بصورة مخالفة فقد تم إغتيال " أحمد شاه مسعود " علي يد عملاء للمخابرات بعد رفضه التام لأي محاولة للتحالف مع الولايات المتحدة أو غيرها لإسقاط طالبان ..فتم قتله ..ليفتح الباب أمام من هو مستعد للتحالف ..وهو ما حدث بالفعل !!
كما أن الحديث الأمريكي عن سرية الأدلة في قضية تفجيرات 11 سبتمبر بدعوى حماية الأمن القومي هو نفس ما وصفه " جاريسون " بأنه يمثل الفاشية الكبري ..حيث يتم تأجيل الكشف عن أسرار إغتيال " كيندي" حتى عام 2038 م ثم تم تقديمها وصارت عام 2029م بدعوى حماية الأمن القومي ، كما أن مفهوم العدالة الأبدية أو المطلقة هو مفهوم إلهي يشير الي أن أن أمريكا فقط هي التي ستحدد ما هو العدل وما هو الظلم ، ما هو الحق وما هو الباطل ، ما هو الخير وما هو الشر ، وهذه هي بداية الكارثة ! والغريب أن البروفيسور ، " أوجست براديتو " الأستاذ في جامعة القوات المسلحة الألمانية في مدينة " هامبورج " قد ركز علي السؤال الأهم وهو " من المستفيد ؟ " مؤكدا أن الأمر أكبر بن لادن لأن الأمر لا يتعلق بغضب أعمي هدفه الدمار ، بل بحسابات دقيقة لأهداف محددة ، فالهجمات التي تعرضت لها أهم رموز القوة العظمي الوحيدة في العالم هي " استفزازات مقصودة " ومن له دراية بعمل المخابرات يعرف ردود فعل الخصم مسبقا ..ولذا فمن وراء ذلك قد يكون الهدف إستفزاز حلف الناتو وجره الي معركة مع العالم الإسلامي ..وبالتالي يكون قد تم جرنا الي الوقوع في مصيدة مخيفة " !!
ولعلنا لا نحتاج لأن نشير الي هوية الجناة الحقيقييين بعد أن عرفنا أهدافهم ولعل العبارة الخطيرة التي أنهي بها المخرج الأمريكي " أوليفر ستون " فيلمه الرائع " من قتل كيندي " يكون لها أكثر من مغزى بحيث تجيبنا عن الأسباب الحقيقية لتفجيرات 11 سبتمبر دون تفكير طويل …حيث كانت العبارة تقول " الماضي … ما هو الا مقدمة "!!!!
الاستخبارات الأمريكية : سقوط الأسطورة وأسباب الإخفاق
شعار المخابرات المركزية الامريكية
واشنطن ـ خاص لـ محيط:
الهجمات الانتحارية التي تعرضت لها نيويورك وواشنطن أثارت في الأيام الأخيرة موجة من الانتقادات الحادة داخل الولايات المتحدة ضد أجهزة المخابرات الأمريكية بما فيها وكالة المخابرات المركزية سي أي ايه وذلك لعدم نجاحها فى الكشف مسبقا عن الخطط التي تم تدبيرها لتنفيذ تلك الهجمات .
وعلي الرغم من الميزانية السنوية الضخمة التي يقرها الكونجرس لأجهزة المخابرات الأمريكية والتي تقدر بنحو 30 مليار دولار إلا أنها لم تتمكن من رصد أية تحركات للجهات التي وقفت وراء العمليات الانتحارية الأخيرة أو حتى إطلاق تحذيرات بشأن إمكانية تعرض الولايات المتحدة لمثل هذه النوعية من الهجمات ، وتشير صحيفة الفاينانشيال تايمز في تقرير لها حول أوجه القصور التي تعاني منها حاليا أجهزة المخابرات الأمريكية والتي كشفت عنها الأحداث الأخيرة ، الي أن الشواهد تؤكد أن العناصر التي قامت بعمليات إختطاف الطائرات الأربعة قد قاموا بالتخطيط لتلك الهجمات والتدريب عليها منذ عدة شهور ومن داخل قواعد في الولايات المتحدة .
وقد وصف ريتشارد شيلي العضو البارز فى لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الأمريكي ، الإخفاق الذى منيت به أجهزة المخابرات الأمريكية في الكشف عن المخططات الخاصة بالهجمات الأخيرة بأنه إخفاق ذو بعد كبير أصاب قدراتنا علي التحرك بشكل سريع .
وقد قام وزير الدفاع الأمريكي خلال العام الحالي وتحديدا قبل وقوع الهجمات الانتحارية الأخيرة بتسليم جميع أعضاء لجنة الخدمات العسكرية التابعة للكونجرس نسخة من الدراسة التي صدرت فى العام 1962 حول فشل أجهزة الإستخبارات الأمريكية فى رصد الخطط التي وضعتها اليابان لتنفيذ هجومها الشهير علي ميناء بيرل هاربور .
وقال وزير الدفاع الأمريكي أن الرسالة التي تم استخلاصها من تلك الدراسة مفادها أنه علي الولايات المتحدة أن تكون مستعدة دائما لمواجهة ما يعرف باسم " حتمية المفاجئة " . ويمكن القول أن الولايات المتحدة لم يكن لديها حتي الان الإستعداد لمواجهة حادث الهجمات الأخيرة .
غير أن الإدارة الأمريكية قد بدأت الفعل إجراء عملية إعادة نظر ومراجعة شاملة للإمكانات والقدرات التي تتوافر لأجهزة الاستخبارات في الولايات المتحدة حيث ساهمت تلك العملية في التعرف علي أوجه القصور والمشاكل التي تواجه تلك الأجهزة ويأتي فى مقدمة تلك المشاكل القصور الذى تعاني منه الموارد البشرية العاملة في مجال الإستخبارات حيث يوجد نقص فى الأفراد ذوى التدريب الجيد علي أعمال التجسس وفق الأساليب التقليدية والقديمة .
الرئيس بوش مع مدير المخابرات الامريكية
وتمثل تلك المشكلة أكبر نقاط الضعف التي توجه أجهزة المخابرات الأمريكية والتي ظل يتفوق فيها الجانب الروسي علي منافسه الجانب الأمريكي خاصة خلال فترة الحرب الباردة .
ومن جانبه يري ريتشارد بيتس عضو لجنة العلاقات الخارجية فى الكونجرس أن العلاج الأمثل لرصد العمليات الإرهابية قبل وقوعها وهو اختراق تلك المنظمات لكسر شوكتها غير أن ذلك يعد أمرا صعبا .
وعند الإخفاق فى إختراق المنظمات الإرهابية يتم الإعتماد علي مصادر بديلة حيث أن معظم المعلومات المهمة التي تجمعها أجهزة الإستخبارات الأمريكية يتم الحصول عليها من خلال الصور التي تلتقط عبر الأقمار الصناعية وعمليات التصنت علي الإتصالات الهاتفية .
غير أن معظم المنظمات الإرهابية علي المستوى الدولي أصبحت تتمتع بمهارات جيدة للتعامل مع التقنيات المتطورة التي تستخدمها أجهزة المخابرات فى معظم دول العالم وتجنب الوقوع في شباكها .
وقد أوصت اللجنة الوطنية بشأن الإرهاب فى تقرير لها العام للكونجرس العام الماضي بقيام وكالة الإستخبارات المركزية بالغاء الحظر الذى فرضته في العام 1995 حول عملية تجنيد العناصر الإرهابية والأشخاص ذوى السجل السئ في مجال حقوق الإنسان وذلك للاعتماد عليهم كمصدر للمعلومات .
ويرى باول بريمير السفير المكلف بمواجهة قضايا الإرهاب فى إدارة الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريجان أن القواعد والقوانين الموضوعة لتجنيب تورط وكالة الاستخبارات في التعامل مع أية عناصر أجرامية أو أشخاص ذوى سجل سئ فى مجال حقوق الانسان قد أدت الي عرقلة الجهود التي كانت تبذل لتجنيد عملاء جدد فى أجهزة المخابرات .
وتشير صحيفة " الفاينانشيال تايمز " الي أن أحد أوجه القصور الأخري التي تواجه أجهزة الاستخبارات الأمريكية ، تتمثل في سياسة التمييز الواضحة التي يقرها القانون الأمريكي بين عمليات التجسس داخل الولايات المتحدة وعمليات التجسس التي تتم في الخارج .
انقاض مركز التجارة العالمي
وفي إطار القانون الأمريكي لا يسمح لوكالة الاستخبارات المركزية بمتابعة أي عملية تتم داخل الأراضي الأمريكية وذلك لإعتبارات تتعلق بالحريات المدنية حيث تقوم الوكالة المركزية بنقل أية معلومات أو أدلة تتعلق بأعمال الاستخبارات الي مكتب التحقيقات الفيدرالي وهو ما يؤدي الي دفع الأجهزة ذات أنظمة العمل المختلفة للتعاون مع بعضها البعض .
غير أن الهجمات الإرهابية الأخيرة كشفت عن وجود مخطط علي مستوى عالي من التنسيق تم وضعه بصورة مشتركة داخل الولايات المتحدة وخارجها .
ويؤكد السفير المكلف بمواجهة قضايا الإرهاب فى إدارة الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريجان أن الأحداث الأخيرة تفرض علي الولايات المتحدة ضرورة اجراء نظرة أكثر تعمقا في قضية التجسس علي العناصر الإرهابية داخل الأراضي الأمريكية .
وقد بدا مجلس الشيوخ الأمريكي بالفعل في إقتراح تشريع جديد لأعطاء صلاحيات لمكتب التحقيقات الفيدرالي بمراقبة التعاملات التي تتم علي مستوى شبكات الكمبيوتر .
وهناك مشكلة ثالثة تواجه منظومة الاستخبارات الأمريكية تتمثل فى عدم وجود وكالة أو هينة تتمتع بمفردها بكافة الصلاحيات والسلطات علي باقي الهيئات والإدارات العاملة في مجال الاستخبارات بالولايات المتحدة . ويثير ذلك الوضع بعض الانتقادات باعتبار أنه يؤدي الي حدوث تداخل في المسئوليات .
وقد اقترح بوب جراهام الذي يترأس لجنة الاستخبارات إجراء تنسيق شامل في جميع الأنشطة المرتبطة بأعمال الإستخبارات علي أن يتم ذلك التنسيق إنطلاقا من البيت الأبيض وهو ما سيساهم فى إعطاء صلاحيات واسعة لموظفي الرئاسة .
اسامة بن لادن
وعلي الرغم من تزايد الضغوط والانتقادات التي تطالب بسرعة تغيير أساليب العمل التي تنتهجها اجهزة الاستخبارات الأمريكية الا أن التقارير الحكومية التي تقيم عمليات الاستخبارات تأتي في بعض الأحيان مخيبة للأمال .
فقد أكد تقرير أخير للإدارة الأمريكية حول التفجيرات الإرهابية التي تعرضت لها سفاراتي الولايات المتحدة فى دار السلام ونيروبي إستحالة التكهن مسبقا أو إستطلاع أي هجمات إرهابية قبل وقوعها .
غير أنه لا يمكن تجاهل النقاط الإيجابية التي حققتها أجهزة الإستخبارات الأمريكية في إفشال بعض العمليات الإرهابية خاصة بعد حادث الانفجار الذي تعرض له مركز التجارة العالم في العام 1993 حيث تم إجهاد مخطط لتفجير عدد من الأنفاق في نيويورك .
فخلال السنوت الخمس الماضية لم يحصل برنامج عسكرى فى الولايات المتحدة علي حجم اهتمام وأولوية مثل برنامج مواجهة حوادث الإرهاب حيث تم مضاعفة الميزانية المخصصة للتصدي للعلميات الإرهابية وذلك منذ العام 1995 فى الوقت الذي تم فيه إعطاء وكالة الإستخبارات المركزية صلاحيات لاستخدام ما تراه من تدابير للتصدي لأية مخططات إرهابية .
غير أن هناك ثغرة كبرى تواجه أجهزة الإستخبارات الأمريكية بجانب وراء الهجمات الانتحارية الأخيرة تمثلت في سوء تقدير مصدر العمليات الإرهابية المحتملة ويرجع ذلك الي أن الولايات المتحدة قد سخرت كافة مواردها لتنمية قدراتها الدفاعية فى مواجهة أية هجمات تتعرض بأسلحة كيماوية أو بيولوجية أو نووية ، غير أنه لم يخطر فى ذهن أي إدارة من الإدارات الأمريكية السابقة أن تتعرض أهداف إستراتيجية داخل الولايات المتحدة لهجوم إنتحاري بطائرة مدنية .
الاثنين 23/5/1422هـ الموافق 13/8/2001م، (توقيت النشر) الساعة: 23:32(مكة المكرمة)،20:32(غرينيتش)
محاكمة هنري كيسنجر
خدمة كامبردج بوك ريفيوز
هذا الكتاب هو لائحة ادعاء جريئة ضد هنري كيسنجر, وزير الخارجية الأميركي الأسبق في عهد نيكسون ومستشار الأمن القومي آنذاك. ويطالب المؤلف, كريستوفر هيتشنز, بمحاكمة كيسنجر كمجرم حرب بسبب جرائمه ضد الإنسانية خلال فترة خدمته في الإدارة الأميركية. وهو يرى أن اعتقال ومحاكمة أوغستو بينوشيه, رئيس تشيلي السابق, ومحاكمة سلوبودان ميلوسوفيتش تعنينان أن القانون الدولي يشهد الآن تحولاً بإتجاه جلب مجرمي الحرب الذي دأبوا على الاختفاء خلف مناصبهم الرسمية والدبلوماسية الرفيعة, وأن هذا التحول يجب أن ينطبق على كل مجرمي الحرب سواء أكانوا من الدول الصغرى والضعيفة أم من الدول الكبرى والقوية, وكيسنجر يمثل نموذجاً من مجرمي الدول الكبرى.
غلاف الكتاب
اسم الكتاب: محاكمة هنري كيسنجر.
المؤلف: كريستوفر هيتشنز.
عدد الصفحات: 159الطبعة: الأولى - 2001م
الناشر: فيرسو، لندن- بريطانيا.
لائحة الاتهام التي يوجهها هيتشنز إلى كيسنجر تنحي الاتهامات والمؤامرات التي انخرط فيها كيسنجر التي يمكن إثباتها وهي كثيرة, كما تستثني الاستشهاد بتعليقات الضحايا ومشاعر العداء والكراهية التي "يتمتع" بهما كيسنجر في معظم مناطق العالم كون تلك المشاعر لن تضيف سنداً قانونيا للمحاكمة التي يطالب بها. ولهذا فإن تلك اللائحة تحتوي ستة تهم رئيسية يمكن تجريم كيسنجر بسهولة إزائها نظراً لوجود الأدلة والبراهين والشهود, وهذه التهم هي: القتل المتعمد للمدنيين في الهند الصينية (فيتنام, كمبوديا, ...), التآمر المتعمد في عملياات قتل جماعي وإعدامات في بنغلاديش, والانخراط شخصياً في التخطيط لقتل مسؤول دستوري رفيع في دولة ديمقراطية (تشيلي) لم تكن في حالة حرب مع الولايات المتحدة, الانخراط شخصياً في مؤامرة لتصفية رئيس دولة ديمقراطية (قبرص), تسهيل ودعم حملات الإبادة في تيمور الشرقية, الانخراط شخصياً في خطة لخطف ثم اغتيال أحد الصحفيين في واشنطن دي سي.
”
المؤلف: كيسنجر يرتعد خوفاً كلما سمع أن أرشيفات سرية فتحت, أو أن عميلاً قديماً كان له به علاقة كتب مذكرات, أو أن دكتاتوراً من قدامى أصدقائه يتعرض إلى محاكمة وذلك بسبب طول لائحة الاتهام الموجهة إليه وكثرة جرائمه
”
يقول المؤلف إنه بسبب طول لائحة الاتهام الموجهة إليه وكثرة جرائمه, فإن كيسنجر يرتعد خوفاً كلما سمع أن أرشيفات سرية فتحت, أو عميلاً قديماً كان له به علاقة كتب مذكرات, أو أن دكتاتوراً من قدامى أصدقائه يتعرض إلى محاكمة. ويورد في هذا السياق رد فعل كيسنجر الغاضب على محاكمة بينوشيه نظراً لأن تلك المحاكمة, فيما لو استمرت, ستكشف عن دور كيسنجر ونيكسون في دعم الانقلاب التشيلي ضد الحكم الديمقراطي في تشيلي, ومساعدة بينوشيه في جرائم القتل الجماعي ضد معارضيه بدءاً من أول عقد السبعينيات في القرن الماضي. على أن كيسنجر لا يتوقف عن تسويق نفسه كأحد رموز فكرة "القوة العارية عن الأخلاق" والتي تحركها المصلحة القومية الصرفة, في حالة الدولة, أو المصلحة الفردية الأنانية في حالة الفرد. ومن خلال شركته الاستشارية "كيسنجر أسوشيتس" فإنه يقدم خدماته للحكام والحكومات, خاصة الدكتاتورية, حول كيفية "تحسين الصورة الإعلامية" لهم, فضلاً عن كيفية التعامل مع الأزمات السياسية التي يواجهونها. أما إذا استدعي لإلقاء كلمة أو محاضرة أو استشارة في ملتقى عام فإن "تسعيرته" هي 25 ألف دولار للساعة!.
يبدأ المؤلف بتفصيل دور كيسنجر في إطالة حرب فيتنام لمدة أربع سنوات بالتحالف مع ريتشارد نيكسون قبيل تسلمه الحكم. ففي خريف 1968 كانت الحرب قريبة من النهاية حيث كان من المقرر أن تعقد "مفاوضات باريس" بين الأميركان وفيتنام الجنوبية لإنهاء الحرب. لكن نيكسون وكيسنجر تحركا لقطع الطريق على إعادة انتخاب الديمقراطيين للحكم عن طريق إحباط المفاوضات وبالتالي سقوط الديمقراطيين في الانتخابات. وكان التحرك باتجاه الاتصال بنظام الحكم في فيتنام الجنوبية وإرسال موفدين لهم يحملون رسالة تقول بأن الجمهوريين سوف يعطون الفيتناميين صفقة أفضل من الديمقراطيين إذا فازوا في الانتخابات المزمع عقدها قريباً. وقد صدق الفيتناميون "الوعد" وانسحبوا من مفاوضات باريس, وأمتد أمد الحرب أربعة سنوات أخرى أنتخب في أولها نيكسون كرئيس للولايات المتحدة, وكسينجر كمستشار للأمن القومي ثم وزيراً للخارجية. وخلال هذه السنوات قتل مئات الألوف من الفيتناميين والكمبوديين في الحرب المستعرة, فضلاً عن عشرين ألف أميركي آخر غير الذين قتلوا في السنوات السابقة. وكان أن توقفت الحرب بعد مباحثات جديدة في باريس ووفق اتفاق لم يختلف في جوهره عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مبدئياً سنة 1968.
كما يسرد هيتشنز تفاصيل دقيقة عن مجريات الحرب في فيتنام وتسلسل الأوامر القيادية من نيكسون وكيسنجر إلى الميدان, وما رافقها من مجازر جماعية وقعت بحق مدنيين, واستخدام النابالم الأميركي لحرق مناطق شاسعة من القرى والغابات في الريف والجبال الفيتنامية. ولعل من أهم الآراء القانونية التي يسوقها المؤلف إزاء تقييم الجرائم الأميركية في فيتنام ومسؤولية القيادات السياسية آنذاك, وأهمهم نيكسون وكيسنجر, هو رأي الجنرال تيلفورد تايلور الذي كان المدعي العام الرئيسي في محاكمات نورمبيرغ الشهيرة عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية والتي حوكمت أمامها قيادات ألمانيا النازية. ويقول تايلور إنه لو طبقت نفس معايير محكمة نورمبيرغ ومحكمة مانيلا التي حوكم بموجبها, عقب إنتهاء نفس تلك الحرب، القادة العسكريون اليابانيون, على المسؤولين الأميركيين الذي كانوا وراء حرب فيتنام فإن نتيجة الحكم سوف تكون غالباً نفس نتيجة الحكم التي أصدرتها محاكم نورمبيرغ ومانيلا (ص 25) وهذه شهادة فائقة الأهمية من جنرال وقانوني دولي أميركي تستحق التأمل, خاصة وأنها جاءت بعد أن تابع الجنرال وقائع وتفصيلات الحرب والمجازر التي حدثت فيها. ويعلق على الرسائل التي كانت تصل إلى واشنطن من الميدان وتشير بوضوح إلى أن شرط التقدم العسكري في هذه المنطقة أو تلك هو "تنظيفها من القرى والحقول والأبنية" المدنية بالطبع. وكيف أن كيسنجر وزملاءه في القيادة العليا كانوا يغضون النظر عن هذه الرسائل ولم يطلبوا اتخاذ أية إجراءات لحماية المدنيين أو تجنبهم. وينطبق نفس الأمر والسياسة على عمليات قصف كمبوديا ولاوس بسبب اتهامها بإيواء الثوار الفيتناميين ومساعدتهم, حيث أحرقت قرى مدنية بأكملها بزعم أنها تسترت على مقاتلين فيتناميين.
”
يوجه المؤلف إدانة لكيسنجر شخصياً في حروب الهند الصينية وعملية (سبيدي إكسبرس), التي قتل فيها أكثر من 11 ألفاً من المدنيين في منطقة كين هوا من أجل تنظيفها وقد قامت بذلك الوحدة التاسعة بأوامر مباشرة ومصادقة من القيادات السياسية العليا وكيسنجر تحديداً
”
ومن أهم العمليات المباشرة التي يوثق فيها المؤلف إدانة كيسنجر شخصياً في حروب الهند الصينية عملية "الانتقال السريع" (سبيدي إكسبرس), التي قتل فيها أزيد من أحد عشر ألفاً من المدنيين في منطقة كين هوا من أجل تنظيفها وقد قامت بذلك الوحدة التاسعة بأوامر مباشرة ومصادقة من القيادات السياسية العليا وكيسنجر تحديداً, واستخدمت المدفعية الثقيلة وطائرات الهيلوكبتر والمقاتلات الحربية. ويشير المؤلف إلى أن الشعار الذي كان مكتوباً على إحدى طائرات الهيلوكبتر كان يقول "الموت صنعتنا وهي صنعة جيدة!". وكانت نتيجة الحرب التي ألقت فيها الولايات المتحدة أكثر من أربعة ملايين ونصف طن من القنابل والمتفجرات على فيتنام, أي ضعف ما ألقي في الحرب العالمية الثانية, مقتل أكثر من ثلاثة ملايين فيتنامي وحرق البلد وتدمير مدنه وقراه بأكملها.
أما بشأن بنغلاديش فقد تواطأ كيسنجر مع رئيس الحكم العسكري يحيى خان, في سنوات 1970/ 1971 ضد نتائج الانتخابات الديمقراطية في باكستان الشرقية, والتي ستستقل وتعرف لاحقاً باسم بنغلاديش. لكن الأسوأ من ذلك هو سكوت كيسنجر المفضوح عن الجرائم التي أرتكبها الجيش الباكستاني بحق المدنيين البنغال الذين ثاروا ضد الحكم العسكري وضد إلغاء الديمقراطية. ففي آذار 1971 قصف الجيش الباكستاني دكا العاصمة البنغالية وأنتشرت قوات الجيش فيها ونفذت جرائم إبادة جماعية ضد السكان "لتأديبهم" بما في ذلك من حرق لمساكن الطالبات, وقتل شامل واغتصاب. وتقدر المصادر المختلفة أن عدد الضحايا من البنغال المدنيين في تلك الأسابيع الدامية تراوح بين نصف مليون ومليون إنسان. وكان كيسنجر, كوزير للخارجية, مطلع أول بأول على تفاصيل المجازر ويتسلم الرسائل الغاضبة من السفير الأميركي في دكا التي تدين الصمت الأميركي على الإبادة (وهو السفير الذي خسر منصبه على التو إثر موقفه المتمرد على كيسنجر). وتتبدى فجاجة كيسنجر ووحشيته في ممارسة "السياسة الواقعية" في رسالة بعث بها في تلك الأثناء إلى الرئيس الباكستاني العسكري يحيى خان يهنئه فيها على "الدقة والحذق" التي عالج بها المسألة البنغالية. ونعرف الآن أن كل ذلك الحرص الكيسنجري على الرئيس الدموي الباكستاني كان بسبب أن سفيره في بكين كان هو قناة الاتصال السرية بين واشنطن وبكين وهي القناة التي هيأت لزيارة نيكسون التاريخية إلى الصين.
يتابع المؤلف سيرة "توحش السياسة" عند كيسنجر في مناطق أخرى أهمها إندونيسيا حيث لعبت السي آي إيه وبتوجيهات سياسية عليا على إدارة الانقلاب العسكري ضد أحمد سوكارنو في أوائل السبعينات من القرن الماضي, وكان أحد مؤسسي حركة عدم الانحياز ومن أشد أعداء الإمبريالية الأميركية آنذاك. ودعمت واشنطن سوهارتو ووقفت خلفه مقابل ولائه لها. وقد قبض سوهارتو ثمناً سياسياً مجزياً لقاء ذلك, وهو إطلاق يده في تيمور الشرقية التي قررت الاستقلال بحسب استفتاء شعبي كاسح. سوهارتو مارس إبادة سكانية في تيمور الشرقية طالت مئات الألوف من الأبرياء, وكان كيسنجر الغطاء الدبلوماسي الذي حماه ووفر له الأجواء السياسية العالمية للمضي في جرائمه.
أما في القارة الأفريقية فقد لعب كيسنجر أدواراً قذرة في جنوب القارة. ورغم أن الكتاب لم يتناول "الفصل الأفريقي" من سيرة كيسنجر إلا أن ما صار معروفاً هو مساهمة كيسنجر في توطيد حكم التفرقة العنصرية في دولة جنوب أفريقيا في أواخر الستينات وأوائل السبعينات من القرن المنصرم وذلك مقابل أن تلعب جوهانسبرغ دور الشرطي الأميركي في المنطقة. فخلال تلك الحقبة تصاعدت وتائر حركات التحرر والاستقلال في الجنوب الأفريقي, زيمبابوي, زامبيا, ناميبيا, أنغولا وغيرها. وكانت معظم تلك الحركات معادية للولايات المتحدة وسياستها, ولهذا فقد تحالف كيسنجر مع جوهانسبرغ كي تعمل على إخماد واستئصال تلك الحركات. وكانت
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه،أما بعد:
أيها الإخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد رغبت في كتابة شيء مفيد عن تلكم الأحداث التي وقعت في نيويورك وواشنطن،لأثبت بطريق المنطق أن العملية ليست من تدبير إسلاميين قط،بل مما حاكه آخرون وفي الغالب أحد أجنحة الحكم في أمريكا خدمة للقضايا اليهودية وترسيخا للهيمنة الأمريكية،يعني عصفورين بحجر!،حتى صرت أتندر قائلا لقد أصبح لأمريكا وزارة داخلية للعالم هي التي يسميها الناس وزارة الخارجية،بالتعاون مع سي أي أ،و اف بي أي،هذا غير الوزارات المختصة بالأمن الداخلي عندهم،وفي الحقيقة هذا الذي كانت أمريكا ترغب فيه تعمل من أجله على استحياء،ومن طرف خفي،وهو ما أخذت تمهد له من خلال سلسلة طويلة ومملة من الأعمال والاتفاقات الدولية،التي أضاعت عليهم كثيرا من الوقت وأخذت منهم الكثير من الجهد،مثل موضوع العولمة واتفاقية التجارة العالمية وتعدد الأحلاف الدولية في كل زاوية،هم يريدون نفوذا في كل زاوية من هذا الكون،وكان تحقق ذلك يحتاج للمزيد من الوقت والجهد،فكانت تلك العمليات بمثابة الفتح حيث اختصروا كثيرا من الجهود والأوقات فصاروا في غنى عن سلوك طرق طويلة ووعرة لفرض الهيمنة وبسط النفوذ،فهم الآن ليسوا في حاجة لاتفاقية التجارة العالمية،وليس مهما أمر العولمة وموقف الناس منها،ولي مهما تعدد الأحلاف،كل ذلك لم يعد مهما،لأنهم وجدوا البديل الأنجع والأنفع والأقوى يدا إنه حربهم على ما يسمونه الإرهاب،ومفتاح السر في تلك الضربة،التي وقعت على بيويورك،وواشنطن،أشبه بضربة بير هاربر،ومقتل كندي،أعني أن وجه الشبه يقترب من الحالتين المنطلقات تشبه ما كان من أجله قتل كندي،والوسيلة ما كان من أجله ضرب بير هاربر ،وعلى كل أزعم أن العملية كانت بعلم بعض أجنحة الحكم في أمريكا بل وتخطيطهم ولا بأس لو تم استغلال بعض الحركات الإسلامية في هذا الصدد،ولكن في الغالب أن هذا الأخير لم يحدث أيضا نظرا للتقارير التي سيراها القارئ بعد قليل،ولا يفوتني هنا أن الفزع صار يفتك بكثيرين من رواد العمل السياسي في أمريكا نظرا للمكاسب التي حققها الناخب العربي والمسلم في أمريكا خلال الانتخابات السابقة مما جعلهم يفكرون في كيفية توجيه ضربة قاضية لتلك المكاسب فلم يكن أفضل من تلك العملية وبتلك الدرجة من اقوة كي يخسر العرب والمسلمون معظم التعاطف الذي حققوه في أوقات سابقة,لعل الضربة لو كانت أخف لا تحقق الأهداف ذاتها ولهذا كانت بهذه القوة،المهم هنا أنني سأسرد أهم ما وقع تحت نظري مما له علاقة بالأحداث دون تعليق مني،وسأدع القارئ يقرر ما يراه في الموضوع:
ما حدث هل هو إرهاب ، أم انتقام داخلي ، أم انقلاب عسكرى ؟!
مركز التجارة العالمي قبل انهياره
برلين ـ كتب وليد الشيخ :
ما هذا الذي حدث ؟ ومن ذا الذي استطاع أن يذل أمريكا ويمرغ أنفها في التراب ، وأن يستهدف أهم مراكزها الاقتصادية والعسكرية ، ومؤسساتها الأمنية ، وكرامتها السياسية ، وهي عاجزة حتى عن فهم ما حدث !!
فهل هو فعلا "بن لادن" الذي يعطونه حجما اكبر كثيرا من حجمه ، وأن تكون العملية لمجرد الانتقام من الهيمنة الأمريكية أم هو انتقام يقوم به اليمين الأمريكي المتطرف ضد الهيمنة الصهيونية علي الحكومات الأمريكية المتعاقبة أم هو عمل أجهزة مخابراتية أجنبية متفوقة لمنع الولايات المتحدة من المضي في مشروع مظلة الصواريخ الدفاعية ؟
أم هو صراع الأجنحة المتعارضة داخل السلطة الأمريكية …وبدء ..النظام العالمي الجديد ..فعلا ؟
وفى البداية نؤكد أننا سنعرض لاحتمالات قد تبدو خيالية ، إلا أنها ستظل أكثر واقعية من التصريحات الأمريكية الساذجة التي تعودنا عليها من قبل ، سواء في ضرب مصنع الشفاء للأدوية في الخرطوم ، بزعم انه مصنع للأسلحة الكيماوية أو حكاية انتحار ، " جميل البطوطي " فى قصة الطائرة المصرية الشهيرة .
وقد بدا واضحا ومنذ اللحظة الأولي لعديد من خبراء مكافحة الإرهاب الأوروبيين أن دقة وتنظيم وكفاءة العملية أكبر من إمكانيات جميع المنظمات المعروفة ، مثل الجهاد أو حماس أو حزب الله أو الجبهة الشعبية أو الديمقراطية ، بل أيضا من منظمة القاعدة التي يترأسها بن لادن ، كما شكك العديدون فى التصريحات الرسمية الأمريكية ، حتى أن أحد الخبراء أكد فى القناة الثانية الألمانية "ZDF" أن كل ما يقال مجرد تكهنات ، وأن التحقيقات محاطة بالسرية التامة ، بل أن المخابرات الأمريكية إما أنها تحاول تسليط الأضواء بصورة مقصودة إلى جهة محددة حتى لا تتجه أفكار الرأي العام إلى "جهات أخرى " حاليا وإما أنها ليس لديها أي فكرة عما حدث وفي حقيقة الأمر فان هناك العديد من الألغاز التي تتعارض مع التفسيرات الأمريكية التي زعمت أن الأمر تم عن طريق خطف طائرات مدنية وتوجيهها إلى أهداف معينة كقنابل مدمرة .
بن لادن نفى مسئوليته عن الهجوم
حيث أن الكثيرين شككوا في قصة اختطاف 4 طائرات ـ في البداية قيل 5 ثم قيل 6 ثم 8 .. وهكذا ـ حتى أن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق "جورج شولتس" صرح مشككا فى ذلك قائلا:
منذ عشر سنوات لم يتم اختطاف طائرة أمريكية ، فكيف يتم اختطاف 5 طائرات خلال ساعة واحدة كما أنه من المعروف أن لكل طائرة مدنية تقوم برحلة ما خط سير معين وارتفاع معين لا تستطيع الخروج منه ، حتى لا تحدث كارثة وتصطدم بطائرات أخرى ، خاصة وأن منطقة بوسطن، نيويورك ، واشنطن علي الساحل الشرقي للولايات المتحدة ، تعد أكثر منطقة فى العالم حماية ومراقبة بسبب الاستعداد القديم لمواجهة أي هجوم نووي من قبل الاتحاد السوفيتي خاصة علي أهم مدينتين : واشنطن ونيويورك . بالإضافة إلى وجود قاعدة البحرية الأمريكية التي تتعامل بأشعة الليزر ,..ولعلنا لا ننسي اسقاط الطائرة المصرية !
وهذا يؤكد أن خروج الطائرة عن مسارها سيتم إبلاغه فورا علي الأقل لحمايتها من السقوط مثلا ، كما أن تغيير المسار كان هاما جدا حيث خرجت الطائرة الأولي عن مسارها إلى الشمال بدرجة 120 درجة فجأة حين اقتربت من نيويورك بينما خرجت الطائرة الثالثة من مطار نيوارك وسارت فى مسارها حتى دخلت ولاية بنسلفانيا ثم دخلت ولاية أوهايو ، ثم عادت فجأة بصورة حادة 30 درجة حتى تم اسقاطها بجوار مدينة بتسبورج . والرابعة هو الأغرب ، حيث ما حادث يتناقض مع الفكر الإرهابي الذي يختار أقصر الطرق ، حيث أن الطائرة قربت من مطار واشنطن وسارت في مسارها حتى مرت بولايتي ويست فرجينيا ثم أوهايو ..وفجأة عادت لتقصف مقر البنتاجون في واشنطن نفسها ، رغم أنها كانت تستطيع فعل ذلك مجرد إقلاعها من المطار وعبور نهر "بوتماك" بحيث تنتهي من مهمتها في 5 دقائق بدلا من 60 دقيقة من الذهاب والعودة .
كما أنه لا يصدق أحد في أمريكا وفى العالم أن الإرهابيين يختطفون طائرة أقلعت من مطار بوسطن فى الساعة 7.59 وغيرت اتجاهها حتى وصلت الي نيويورك ثم تصطدم بالبرج الشمالي لمركز التجارة العالمي فى الساعة 8.45 (بعد 46 دقيقة) ثم تختطف طائرة أخرى أقلعت من بوسطن فى الساعة 8.14 لتصطدم بالبرج الجنوبي بعد 18 دقيقة من الاصطدام الأول في الساعة 9.03 دقائق دون أي رد فعل لأي جهاز أمني أمريكي وكأنهم يشاهدون فيلما سينمائيا ليس هذا فقط بل يتم تحطيم جزء كبير من وزارة الدفاع الأمريكي "البنتاجون" بطائرة ثالثة في الساعة 9.43 أي بعد 58 دقيقة من أول اصطدام بمركز التجارة العالمي ، رغم أن البنتاجون هو أول هدف يمكن قصفه عند حدوث أي هجوم نووي أو حتى عسكري علي الولايات المتحدة ، فإذا كان البنتاجون لا يستطيع حماية نفسه من طائرة مدنية فماذا سيفعل مع أي هجوم عسكري حقيقي .
من ناحية أخرى فان إغلاق المطارات الأمريكية وإغلاق المجال الجوى الأمريكي وتحويل الطائرات إلى المطارات الكندية يتعارض مع تصوير الأمر وكأنه مجرد اختطاف للطائرات لأن ، أي مختطف سيقال له اذهب إلى كندا لن يذهب ، كما أنه لم يختطف الطائرة للهبوط ، بل لتفجيرها في أماكن بعينها ، وهذا يدل علي أن الأزمة كانت أكبر من قدرة الولايات المتحدة علي التحكم والسيطرة بل ومواجهة بضع طائرات مدنية !! .
بوش يتوعد بالانتقام
كما أن اختفاء الرئيس بوش وهربه من ولاية فلوريدا الي لويزيانا ثم الهروب إلى مكان آمن في ولاية نبراسكا فى عمق الوسط الأمريكي كل ذلك آثار شكوكا مريبة حيث أن ذلك لا يحدث إلا إذا كان هناك هجوما خارجيا أو وجود سلطة قادرة علي الوصول إلي الرئيس في أي مكان ، أو فشل كامل في السيطرة علي أجهزة التحكم الأمريكية وليس مجرد بعض الأفراد اختطفوا بضعة طائرات والتبرير الذي ذكروه فيما بعد أن الطائرة التي اصطدمت بالبنتاجون كانت في البداية تستهدف البيت الأبيض وطائرة الرئيس الرئاسية ثم غيرت هدفها ، أمر مردود عليه حيث إن هذه العملية تميزت بالدقة الهائلة وتمت خطواتها بدقة غير عادية ولا احتمال فيها للتغيير كما أن استهداف طائرة ..لطائرة الرئيس أمر مثير للسخرية !!
بل أن البعض تساءل إذا كان ما حدث هو فقط اختطاف بعض الطائرات بالسكاكين فلماذا تم تجميد الرحلات الأوربية لأمريكا ، ولماذا تم إغلاق المجال الجوى الأمريكي لعدة أيام ؟
كما أن البعض يتساءل : أين كانت الرادارات الأمريكية ..وأين القوات الجوية .. وما الذي منعها من مواجهة الموقف خاصة أن المفاجئة انتهت منذ اصطدام أول طائرة بمركز التجارة العالمي وما هو نوع الشلل الذي أصاب البنتاجون وباقي الأجهزة الأمنية ولماذا حدث ذلك ؟
والغريب أن من دبر هذه العمليات كانت لديه معلومات لا يمكن أن يحصل عليها إلا أشخاصا أمريكيين وعلي خبرة غير عادية عسكريا وفنيا وتكنولوجيا حيث أكد "كريج كيجلي" المتحدث باسم البنتاجون مثلا بأن مبني البنتاجون عليه وسائل عديدة للدفاع عن النفس لكن ليس من بينها إصطدام طائرة بالمبني ، فمن هو الذي عرف هذه المعلومات ، وكذلك يؤدي اصطدام طائرة بأي برج من برجي مركز التجارة العالمي يؤدي إلى كسر العوارض الحديدية ويؤدي هذا الضغط المفاجئ إلى تدمير العوارض الحديدية للجانب المقابل مما يحدث فراغاً في منطقة الانفجار مما يعمل مع ارتفاع درجة الحرارة إلى 1000 درجة مئوية ون ثم الي انصهار العوارض الحديدية التي صنع منها المبني مما يؤدي لانهياره فكيف عرفوا هذه المعلومات ؟! .
كما أن التصرفات السخيفة بأن هناك بعض العرب مثل "محمد عطا" و "مروان الشمي " كانا قد تدربا فى مدرسة " هوفمان " لتعليم الطيران يبدو متهافتا لأن هناك عشرات من العرب و المسلمين يتدربون في مدارس عديدة للطيران في أنحاء أمريكا فهل هذا دليل ؟؟
كما أن أحد مدرسي الطيران في المدرسة نفسها أكد أن نظم التدريب في الطائرات الصغيرة يختلف تماما عن الطائرات الكبيرة ..ليس ذلك فقط بل أن خبير الطيران في واشنطن صرح قائلا : أن الطيار المجهول أدار الطائرة 270 درجة نحو اليمين متجهة صوب وزارة الدفاع من الناحية الجنوبية الغربية حيث أصبحت تحت مستوى الرادار واختفت من شاشات المراقبة مضيفا أن قيادته الطائرة المدنية ذكرته بالطائرات المقاتلة .
وهذا لا يعنى إلا أن قائد الطائرة لابد وأن يكون طيارا مقاتلا محترفاً بل إن الطيارين المقاتلين قد يستطيعون المناورة بطائراتهم القتالية والدوران 270 درجة غير أن هذا أمر شديد الصعوبة مع طائرة بوينج "757" .
أما الحديث عن عدة تدريبات في مدرسة للتدريب علي الطائرات الشراعية أو الطائرات الصغيرة فهو أمر يثير السخرية .
لذا فإن اتهام "بن لادن" بأنه المسئول عن هذه العمليات يفترض انه قوة عالمية أخطر وأشد قوة من جميع الأجهزة الأمريكية بما فيها الجيش الأمريكي أو انه حصل علي مساعدة علي أعلي المستويات من وزارة الدفاع إلى المخابرات إلى المباحث الفيدرالية لاستغلال هذا الدعم العالمي الغير مسبوق ، لحصار العالم الإسلامي والوصول إلى التحالف الدولي ضد الإرهاب الذي يتبع أمريكا كقائد عالمي لحكومة عالمية مهيمنة .
من ناحية أخرى فان بعض المراقبين أشاروا إلى احتمال تورط العراق في هذه العمليات عن طريق طياريها الذين يتميزون بالخبرة بعد هجرتهم إلى الولايات المتحدة ولجوئهم إلى بعض دول أوربا ، وهذا مردود عليه بأن السلطات الأمريكية المعادية للعراق لم تجد أي دليل علي ذلك كما أن ما ينطبق علي " بن لادن" ينطبق علي العراق حيث أن الأدلة تشير وبكل دقة إلى تورط جهات أمنية أمريكية فائقة القدرة التكنولوجية ، ولديها أسرار عديدة ، وقادرة علي التحرك بكل حرية .
احدى الطائرتين في طريقها للمركز
أما إذا استثنينا العرب والمسلمين ، فإننا نبحث عن المستفيد من الجريمة لنعرف من هو الفاعل وهي قاعدة قانونية قديمة ، وفى الحقيقة ورغم أن إسرائيل هي المستفيد الأول من هذه العمليات لتخفيف الضغط السياسي والإعلامي من حولها ، ولإعطائها المبرر الأخلاقي والسياسي الذي يتيح لها ذبح الفلسطينيين تماما كما ستفعل الولايات المتحدة مع "بن لادن" بالإضافة إلى استغلال الفرصة لإنهاء اتفاقية السلام تماما والقيام باحتلال كامل لمناطق السلطة الفلسطينية وربما القيام بقصف مشترك مع الولايات المتحدة وربما الناتو كله لقصف الدول التي تحمي الإرهاب وهي في عرف أمريكا تضم سوريا والعراق ولبنان وإيران وهذا ما يمكن أن يعجل بالحرب العالمية الثالثة ، أو ما يطلقون عليه المعركة النهائية " هرمجيدون " للقضاء علي "الشر" في العالم والإعداد لقدوم السيد " المسيح " ليحكم العالم لمدة ألف سنة .
ورغم أننا نعرف التغلغل والتعاون الاستراتيجي للموساد مع الأجهزة الأمنية الأمريكية والقدرة الفائقة له للتحرك في الأراضي الأمريكية إلا أننا نعتقد أن الأمر لا يمكن أن يتم إلا بمساعدة من جهات أمنية أمريكية عليا وهذا ما يتجاوز مجرد مصلحة إسرائيل لأن الأمر هنا يتعلق بأمن أمريكا وهويتها ونظام الحكم الذي سيقودها للمائة عام القادمة علي الأقل .
ومن ناحية أخرى فإن المراقبين أكدوا علي أن الحكومة الأمريكية الحالية قامت في خلال 8 أشهر فقط بمعاداة معظم الدول ، بل ومنظمات العالم بصورة غير مسبوقة حيث اصطدمت بروسيا فيما يتعلق بحرب طرد الجواسيس ثم بمظلة الصواريخ الدفاعية ، واصطدمت بالصين فى موضوع الطائرة الصينية ، ومع معظم دول العالم ومنظماته فى تصرفات استفزازية بدأت بإعلان الانسحاب من اتفاقية الحد من الصواريخ الباليستية والإصرار علي مشروع مظلة الصواريخ الدفاعية والإنسحاب من اتفاقية كيوتو لحماية المناخ ، والانسحاب من اتفاقية وقف إنتاج الأسلحة البيولوجية ورفض اتفاقية الحد من إنتاج الأسلحة الصغيرة وغيرها من القرارات التي أدت لتذمر عالمي :..حتى بين أقرب حلفائها الأوروبيين الذين ساعدوا علي طردها من لجنتي حقوق الإنسان ومكافحة المخدرات في حرب ديبلوماسية واضحة عبر عنها محلل ألماني الشهير بعبارة " أمريكا التي لا شريك لها " . مؤكدا أنها تتعامل حتى مع دول أوربا والناتو بغطرسة تعتمد علي إصدار القرارات ثم إجبار هذه الدول بإتباعها بلا مناقشة وهذا ما يؤكد أن أعداء أمريكا ليسوا فقط العرب والمسلمين ، أو في شرق ووسط أسيا بل أن العداء اصبح عالميا بصورة واضحة !
بينما أشار بعض المراقبين إلى أبعاد أكثر خطورة …حيث أشاروا إلى أن ما حدث من فزع وذعر وهروب وإجراءات أكبر آلف مرة من مواجهة هجمات إرهابية يقوم بها مختطفو طائرات مدنية :
فهروب الرئيس الأمريكي إلى ولايات مختلفة حتى يصل إلى نبراسكا وإغلاق المجال الجوى الأمريكي وإعلان قصف أي طائرة تتحرك وإخلاء موظفي وزارة الخارجية ومجلس النواب والشيوخ والأمم المتحدة بل وإخلاء مقار المخابرات الأمريكية ..وحدوث حالة من الهرج والمرج الغير عادي .ثم إرسال حاملات طائرات عسكرية وصواريخ موجهة لحماية السواحل الأمريكية مثل حاملتي الطائرات " جون كنيدى " و " جورج واشنطن " ثم إعلان استدعاء الاحتياطي الأمريكي للجيش ، وفتح باب قبول متطوعين جدد ، وإرسال نائب الرئيس الأمريكي " ديك تشيني " إلى مكان سرى قيل أنه في جبال " ميرلاند " لحمايته يؤكد أن الأمر يتجاوز إرهاب وطائرات ..لا ابن لادن ولا حتى إرهاب أي جهاز مخابرات في العالم … بل هو أقرب إلى حالة الحرب الحقيقية .
ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي
ولعل تصريحات عضو لجنة الكونجرس للشئون العسكرية ، " جيمس انهوف" يؤكد مدى التخبط ..بل يؤكد أن ما حدث شل قدرات الجيش الأمريكي علي المواجهة حتى انه أشار بصراحة إلى أن ما حدث يصل إلى حد هجوم عبر حكومة دولة أجنبية حيث قال يجب اكتشاف المذنبين سواء كانوا منظمة أو حكومة دولة أجنبية ".
وأضاف نعم نحن في حالة حرب ولكننا لا نعرف من هو عدونا ومن الضروري تحديد ذلك في اقرب وقت .
حتى أن هناك بعض التسريبات ادعت بأن جميع دول الناتو عقدت اجتماعات سرية وكذلك روسيا فور ورود الأخبار التي توقعت أن يتم توجيه ضربة جوية معادية ضد الولايات المتحدة ربما تكون ضربة نووية ، لأن شبكة الدفاع الأمريكية شلت تماما وأن أجهزة الكمبيوتر التابعة للبنتاجون تعطلت تماما لسبب غير مفهوم ، حتى أنها فقدت القدرة علي رصد الطائرات المدنية أو إبداء أي رد فعل تجاهها ، مما تسبب في قلق أمريكي هائل من إمكان أن يكون ذلك مقدمة لحرب عالمية ثالثة … وهذا ما تسبب في حالة القلق والتخبط الذي تصرف به القادة الأمريكيون .
ولكن روسيا والصين أرسلت رسائل سريعة وحاسمة بأنها لا علاقة لها بتعطل الشبكة الأمريكية ولا بالهجمات بالطائرات المدنية ..وأخبرتها بأن يبعدا عن المشكلة في داخل أمريكا !!
ورغم أن بعض المحللين ذهب إلى معقولية هذا الاحتمال بسبب إصرار الولايات المتحدة علي المضي قدما في مشروع مظلة الصواريخ الدفاعية ، وهو مما يعد إنهاء وتحييدا كاملاً للأسلحة النووية الروسية والصينية بمعنى أن الولايات المتحدة ستكون قادرة علي المبادرة بقصف كل من روسيا والصين فى الوقت الذي تستطيع فيه تحمل الضربة النووية المضادة مما يمكنها من تدمير البلدين ومن ناحية أخرى فإنها ستكون قادرة علي تحمل أو إضعاف الضربة النووية الأولي للصين أو روسيا في الوقت الذي يمكنها إصابة البلدين بقوة في الضربة المضادة ، مما يعد بصورة أوضح إعلانا نهائيا لاستسلام الصين وروسيا أمام الولايات المتحدة التي ستنفرد وحدها … دون أوربا أيضا بقيادة العالم وتهديد أي دولة فيه في أي لحظة .
ولذا فان البعض فسر ما حدث بأنه رسالة روسية أو صينية ، يمكن أن تعتمد علي تكنولوجيا شديدة التفوق تشل تماما الأجهزة الإلكترونية الأمريكية لوسائل الدفاع مما يجعل 700 طائرة مدنية قادرة علي إرعاب الولايات المتحدة بجلالة قدرها في صورة تشبه فيروس الإيدز الذي يعمل علي إنقاص المناعة الطبيعية بصورة تجعل الجسم غير قادر حتى علي مواجهة مرض الأنفلونزا مما يؤدي به إلى الموت !!
ويدللون علي ذلك باستمرار حالة الاستنفار الأمريكية حتى بعد عدة أيام ثم إعلان حالة الاستدعاء وفتح الباب أمام تطوع المواطنين الأمريكيين للالتحاق بالجيش الأمريكي بعد استعدادات لإعلان حرب كبرى وليس مجرد الحماية من الإرهاب أو قصف أفغانستان .
تيموثي ماكفي منفذ انفجار أوكلاهوما
وهذا بينما ذهبت تحليلات أخرى منذ البداية إلى أن ما حدث شبيه بما حدث في انفجار أوكلاهوما عام 1969 وأن الانفجارات يمكن إن تكون من داخل أمريكا بل أن صحيفة "برلينر تسايتوبج" كتبت تقريرا أكد أن الإشارات تدل علي أن مدبر الهجوم من أتباع الجماعات والميليشيات العسكرية الأمريكية التي تنتمي لليمين المتطرف …والتي تشعر بفخر وطني شاذ أو أن لديها تفويضا إلهيا ويضرب مثلا لها بالجماعات المناهضة لنظام ZOG أي ZIONIST Occupied GOVERNMENT ويعترضون بصورة أساسية علي هيمنة اليهود علي الحكومات الأمريكية المتعاقبة وأشارت إلى أن " تيموثي ماكفاي " كان عضوا في أحد هذه الجماعات بل أشارت أيضا إلى جماعات أخرى مثل "كوكلوكوس كلان" و "أمة آريان " وحليقي الرؤس " والنازيون الجدد و "المراقب الوطنى " المعروفة بثقافة العنف والعنصرية والانتحار .
بينما أجرت صحيفة " ديرتاجيس شبيجل " حوارا مع" توماس جدومكه " الخبير في شئون اليمين الأمريكي الذي أكد أن لديه معلومات بأن سلطات الأمن الأمريكية تقوى تحرياتها في اتجاه مسئولية اليمين المتطرف ..المعروف بالتعصب وبالأيدلوجية المتطرفة اللازمة للقيام بمثل هذا الهجوم (الكاميكازى) ولديهم أيضا الإمكانيات الاستراتيجية الهائلة ، مضيفاً أن الدقة الغير عادية التي تم بها الهجوم تتجاوز قدرة المنظمات الإرهابية العادية كما أنها تشير إلى استحالة إتمام هذه العمليات بدون مساعدة عديد من الأمريكيين الذين يشغلون مناصب حساسة في الأجهزة الأمنية بصورة كاملة ، وليس فقط عن طريق الدعم اللوجيستى الهائل الذي يمكن من خطف طائرات في وقت واحد بل أيضا الهروب من أجهزة الرادار ، وهذا أمر غير ممكن بدون خبرة تكنولوجية عالية من داخل المؤسسات الأمريكية نفسها … مضيفا أنه لا يمكن المرور هكذا وبسهولة فوق البنتاجون بدون أن يشعر بك أحد !!
ويضيف " جرومكه" أن اليمين المتطرف متغلغل في الجيش بصورة كبيرة ويحصلون علي تعاطف غير محدود مما يمكنهم من الحصول علي دعم لوجيستي كبير ، كما يستبعد وجود تعاون بين هذه المنظمات ومنظمات شرق أوسطية ، مؤكدا أن منظمة مثل "عنصر الأريان الأبيض " والمعروفة اختصارا باسم WAR ( أى الحرب ) تعادى السامية بشدة بمعني " عدو إسرائيل ..صديق " ويضيف أن اليكس كورتس مؤسس جماعة " المراقب الوطني " كان قد عرض على الإنترنت أدلة تشير إلي قدرته علي إنتاج أسلحة بيولوجية بينما تم القبض منذ عامين علي أحد أعضاء منظمة "أمة آريان " وهو ينقل فيروسات " الجمرة الخبيثة " في سيارته .
حطام مبني البنتاجون
بينما يوجد هناك رأي مختلف وغريب تماماً يذهب إلى أن ما حدث أكبر من ذلك بكثير فهو أقرب إلى الانقلاب العسكري فى السلطة الأمريكية بعد وجود خلافات شديدة بين أجنحة السلطة الأمريكية إثر خلافات عديدة بين التيار الأصولي المسيحي الذي يؤمن بعودة المسيح في نهاية العالم بعد المعركة الفاصلة بين الخير والشر والقضاء علي الأشرار (العرب والمسلمين) في موقعة " هرمجيدون " فى القدس خاصة أن عملية السلام وصلت إلى نهايتها ، واصبح الاستعداد للقضاء علي الفلسطينيين مسألة وقت فقط ، والتيار الآخر الذي يسعى إلى سيطرة أمريكا علي العالم بصورة متدرجة وصراع بين الأجهزة الأمنية المتعارضة مثل CIA والمباحث الفيدرالية FBI ووكالة الأمن القومي NSA والبحرية الأمريكية والقوات الجوية ، والبنتاجون ، حيث تزايدت الخلافات إلى الدرجة التي تسعي فيها بعض الأجنحة إلى تحدى السلطة الأمريكية الحالية ليثبت لها أنه يملك السلطة الحقيقية في أمريكا … ولعلهم يبررون ذلك بالطريقة تبدو أقرب إلى مباراة في التحدي بين فريقين ..حيث أثبتت الفرق التي قامت بالتفجيرات بأنها تجيد لعب المباراة بمهارة : فقد قام بتعطيل جميع شبكات الكمبيوتر الخاصة بالجيش الأمريكي ووزارة الدفاع ثم بدأ في الهجوم علي السلطة الحاكمة بأتفه وأضعف الأشياء .. وهز أمريكا كلها بدون قنبلة واحدة أو جرام من المتفجرات بل بطائرات مدنية ،ليس ذلك فقط ، بل قام باختيار أوقات الهجوم بصورة تحتوى علي التحدي و الاستهانة .
فبدلاً من التصرف بصورة منطقية بقصف البنتاجون أولا وبصورة مفاجئة ، ثم يقصف برجي مركز التجارة العالمي … قاموا بالعكس باختطاف عدة طائرات في وقت واحد والسيطرة علي أجهزة الرادار والكمبيوتر في أهم مقر عسكري في العالم ، ثم بدأ في توجيه ضرة لأحد البرجين في الساعة 8.42 صباحا ثم ضربة أخرى بعدها ب 18 دقيقة للبرج الآخر في 9.0 صباحاً وبعد ساعة كاملة وجهت ضربة لمقر البنتاجون نفسه والذي وقف بلا حول ولا قوة بل أنه تعمد تأخير قصف البنتاجون حيث خطفت الطائرة فور إقلاعها في الساعة 8.42 رغم قدرتهم علي إصابته من البداية ..والأكبر من ذلك هو فشل جميع أجهزة الكمبيوتر بصورة غير عادية … حتى أن قناة "sat.7" الألمانية أكدت أن الأقمار الصناعية كان عليها تغيير اتجاه الطائرة حتى لو كان أحد المختطفين يقودها كما أن إسقاطها بصاروخ كان أمرا ممكنا و لكن هناك شيئا ما غير معروف منع حدوث ذلك ،،حتى البعض ذهب الآن إلى احتمال سيطرة مخلوقات من كائنات أخرى أصابت الأجهزة بالخلل وكان خبير الإرهاب الألماني " هانز جورج زيبرت " قد صرح منذ اللحظة الأولي لقناة RTL الألمانية : أنه لا يجب التسرع في الحكم باتهام أحد فربما تكون جماعة داخلية أمريكية وربما يكون خطأ تكتيكيا ما أصاب الطائرات حتى أنها بدت وأحيانا وكأنها فاقدة السيطرة وتتجه إلى أهدافها بصورة لا إرادية ، حتى المناورات التي قامت بها يصعب علي أي طيار القيام بها بهذه الدفة …
وفى النهاية فرغم أننا لا يمكننا إنكار حوادث الاختطاف التي قام بها بعض الأفراد ، بل وربما يكون من بينهم بعض العرب .. إلا أن الأخطر هو أن تدبير وقيادة هذا العمل الدقيق كانت في يد أمريكيين من داخل المؤسسات الأمريكية العليا وتعرف سلفا أن الحكومة الأمريكية ستصر علي اتهام بن لادن رغم كل شئ : أولا لأنها لا تستطيع الاعتراف بحقيقة ما حدث ، و لأنها لن تضيع فرصة الدعم العالمي اللامحدود لتأديب من تشاء ،، كما أن التيار الأصولي المسيحي والتيار الصهيوني سيستغل القضية أفضل استغلال لفرض إرادة الذين يحكمون حكام العالم من الماسونيين الكبار علي العالم وخاصة الدول العربية والإسلامية .
فهل كان ما حدث حادثا إرهابياً مروعا أم انتقاما أمريكيا من الداخل أم انقلابا عسكريا لتغيير الدستور الأمريكي ، وتحويل الولايات المتحدة إلى دولة عسكرية بوليسية ؟
الحرب الجرثومية : بن لادن "البيولوجي" و بوش "النووي" .. السيناريو الأسوأ لم يأت بعد
الجمرة الخبيثة حولت حياة الامريكيين لجحيم
كتب : مصطفى عبد الجواد
لم يكد يمر شهر واحد على تلك التفجيرات الرهيبة التي ضربت الولايات المتحدة الأمريكية في الحادي عشر من سبتمبر الماضي ، حتى عاد الرعب والهلع ليسيطر مرة أخرى على الأمريكيين بعد الاكتشافات المتوالية لأشخاص تعرضوا للإصابة ببكتيريا " الجمرة الخبيثة " في نيويورك وفلوريدا ، الأمر الذي أثار مخاوف كبيرة لدى الأمريكيين من أن تكون تلك الحوادث بداية لحرب بيولوجية ، وفي هذا الإطار ألمح ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي إلى احتمال وجود علاقة بين بكتيريا " الجمرة الخبيثة " وأسامة بن لادن الذي تتهمه واشنطن بالوقوف وراء تفجيرات الثلاثاء الدامي ، فيما ذكرت صحيفة " الاوبزرفر " البريطانية أن فريقا من المحققين الأمريكيين يعتقد في وقوف العراق وراء تلك الحوادث .
وكانت احتمالات تعرض الولايات المتحدة لهجمات باستخدام أسلحة جرثومية فتاكة قد تزايدت في أعقاب بدء حملة الانتقام الأمريكية ضد أفغانستان ، وتصاعدت المخاوف من احتمال قيام بن لادن أو جماعة قريبة منه بشن هجمات انتقامية داخل الولايات المتحدة باستخدام أسلحة كيماوية أو بيولوجية . خاصة مع وجود تقارير استخباراتية تؤكد امتلاك تنظيم القاعدة الذي يتزعمه بن لادن لتلك الأسلحة ، وقد تعززت تلك التقارير مع تأكيدات جمال الفاضل ، الشاهد الرئيسي في قضية تفجير سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا ، بان بن لادن أكد لاتباعه أن امتلاك تلك الأسلحة يعد " واجبا دينيا " ، وزعم الفاضل انه شارك في صفقة لشراء اليورانيوم لصالح بن لادن ، لكنه أكد عدم علمه إذا ما كانت الصفقة قد تمت أم لا .
وعلى الرغم من أن تفجيرات الثلاثاء الدامي كانت الأسوأ في تاريخ أمريكا ، إلا أن تزايد احتمالات تعرض أمريكا لهجمات بيولوجية أو كيماوية دفع بعض المحللين إلى القول بان " السيناريو الأسوأ لم يأت بعد " ، فواشنطن تعرف جيدا عواقب تعرضها لمثل تلك الهجمات ، فالجيش الأمريكي شن بتوسع المئات من تلك الهجمات ضد القرى الفيتنامية خلال حرب فيتنام ، ومازال أطفال تلك القرى يولدون بتشوهات خلقية بسبب الغازات والأبخرة التي خلفتها الهجمات رغم مرور اكثر من 30 عاما . كما أن التاريخ يحفظ للمستعمرين البيض الذين غزوا الأمريكتين قبل اكثر 300 عام ، انهم أول من استخدم الأسلحة الجرثومية في تاريخ البشرية ، أثناء حرب الإبادة التي مارسوها ضد السكان الأصليين من الهنود الحمر ، حيث قام المستعمرون القادمون من أوروبا بتوزيع أغطية ومأكولات ملوثة بفيروس " الجدري " المميت على هؤلاء السكان ، مما أودى بحياة مئات الآلاف منهم .
تشيني وجه اصابع الاتهام لبن لادن
وتعتمد فكرة الحرب البيولوجية علي نشر أنواع من جراثيم الأوبئة الفتاكة والسريعة الانتشار ، والتي لا طاقة للبشر علي مقاومتها ، وتنتشر تلك الأوبئة - غالبا - مع ذرات الهواء ، مما يزيد من مقدرتها على الانتشار عبر اكبر مساحة ممكنة ، وبعضها لديه قابلية واسعة للانتقال من شخص لأخر . وتنقسم الأوبئة التي يمكن استخدامها كأسلحة جرثومية إلى نوعين :
أ - البكتيريا ومن أنواعها:
1 - الجمرة الخبيثة " الأنثراكس " : وهي حمي مميتة تخلف أعراضاً تنفسية حادة وقوية ، وتنتقل البكتيريا للإنسان عن طريق الجلد أو الاستنشاق أو من خلال تناول لحوم ملوثة بالمرض ، وهى أساساً من أمراض الماشية ، خصوصاً ذات الحوافر مثل الخيل والأغنام والأبقار ، وتنتقل البكتيريا للإنسان إذا تعامل بشكل مستمر مع الماشية مثل الرعاة أو من يعملون في المذابح ، ومن النادر أن ينتقل الانثراكس من إنسان مصاب إلى آخر، حتى لو قام برعايته أو سكن معه في المنزل نفسه. ومن حسن الحظ أنها قابلة للعلاج بالمضادات الحيوية، لكن الجراثيم تبقي في التربة طويلاً ، وهذا من مصادر الخوف من هذا الوباء . وقد تسبب تسرب كمية قدرت بجرام واحد من الانثراكس من إحدى المعامل العسكرية الروسية عام 1979 في وفاة 66 شخصاً .
2 - الطاعون" يرسينا بيستس " .. يسبب أعراضاً مثل ارتفاع الحرارة ووجع العضلات والوهن وتضخـم الغـدد الليمفاوية. وربما أدت إلي الوفاة بفعل الهبوط الحاد في ضغط الدم.
3 - الحمي المالطية " حمي الماشية " .. تسبب أعراضاً تشبه الأنفلونزا الحادة، مع عرق شديد ، واضطراب في الأداء العقلي.
4 - حمي الأرانب " تولاريميا " .. يكفي التعرض لكمية ضئيلة منها ، للإصابة بصـداع قوي وضعف شديد وسعال، وهي صعبة العلاج وثلث المصابين بها معرضون للوفاة .
ب - الفيروسات ومنها:
1- الجدري .. قضي الطب الحديث علي هذا المرض، لكنه يقبع في مخازن جيوش الدول الكبرى ، نظراً لقدرته علي قتل ثلث الحالات التي تتعرض للإصابة به . ويسبب بثوراً تصبح هي بدورها مصدراً للعدوى ، وقد يسبب الجدري وباء عالمياً إذا لم تتم مجابهته والتصدي له بسرعة وفعالية . فالهواء ينقله بسهولة ليقضي على 30 في المائة من آخذي التطعيم . فكيف الحال إذن بالنسبة لمن لم يتم تطعيمهم .
2- الحمي الصفراء .. يكفي التعرض لفيروس واحد لنقل الإصابة ! وتسبب حمي حادة ونزيفاً وهبوطاً في الضغط.
3- حمي دماغ الأحصنة الفنزويلية .. تسبب صداعاً حاداً وتقيؤاً وأوجاعاً عضلية تستمر أسبوعين.
المختصون يفحصون احدى العينات
وتشير صحيفة " الواشنطن بوست " إلى وجود انقسام في دوائر الاستخبارات الأميركية حول قدرة تنظيم " القاعدة " على شن هجمات بيولوجية داخل الولايات المتحدة ، ففيما يؤكد فريق أن سعي بن لادن الحثيث لامتلاك أسلحة الدمار الشامل ربما يمكنه من شن هجوم بسلاح بيولوجي بدائي يعتمد على الابتكار اكثر من كونه متطورا ، ويرجح ذلك الفريق امتلاك بن لادن لبكتيريا الانثراكس .
وعلى الجانب الأخر يشكك فريق من خبراء الاستخبارات في امتلاك بن لادن
لتلك القدرة ، بسبب الحواجز العلمية والتقنية التي يجب عبورها لتحويل العناصر البيولوجية إلى أسلحة قادرة على نشر الجراثيم عبر مساحة واسعة . ويؤكد هؤلاء أن تنفيذ " القاعدة " لهجوم جرثومي لن يكون اكثر فاعلية من الهجوم البدائي بغاز السارين الذي شنته جماعة «اوم شينريكيو» اليابانية عام1995 داخل محطة للمترو في العاصمة اليابانية طوكيو ، وأدى لمقتل 12 شخصا وإصابة 5000 آخرين .
وفي تجربة مثيرة قام بها خبراء وزارة الدفاع الأمريكية ، نجح هؤلاء الخبراء في إنشاء مصنع لإنتاج الأسلحة الجرثومية من خلال الأجهزة والمعدات التي تباع بدون قيود في الأسواق ، ولعل هذا ما اتخذه الرئيس بوش في مطلع العام الحالي كذريعة لرفض التوقيع على مسودة اتفاق لتعزيز معاهدة حظر الأسلحة الجرثومية التي وقعت عليها 143 دولة عام 1972 .
والأمر المرعب في حال تعرض أي دولة لهجوم جرثومي ، بما في ذلك الولايات المتحدة ، هو أن الإجراءات الوقائية أو المضادة لن يتعدى دورها سوى كونها مسكنات أو مصدات للتقليل من حجم الخسائر والوفيات ، فجرامات قليلة من فيروس الجدري قادرة على إبادة ولاية أمريكية بأكمله ، في حين أن دولة كالولايات المتحدة يقترب سكانها من 300 مليون نسمة فلا تملك سوى 2 مليون مصل للوقاية من بكتيريا الجمرة الخبيثة ، كما أن المرء لا يستطيع استخدام أقنعة الغاز لأكثر من 12 ساعة ، لن يجد مفرا بعدها من استنشاق الجراثيم المميتة ، وإلا تعرض للاختناق داخل القناع . هذا - كله - في حالة نجاح أجهزة الإنذار المبكر في اكتشاف وجود الجراثيم ، أما إذا فشلت تلك الأجهزة في ذلك ، فالأمر المؤكد أن آلاف بل ملايين البشر سوف يلقون حتفهم .
الامصال المضادة لبكتيريا الجمرة الخبيثة
ويشير الخبراء على ثغرة قاتلة في آلية عمل أجهزة الإنذار الخاصة بالهجمات الجرثومية ، حيث تعتمد فكرة عمل تلك الأجهزة على تخزين بصمة الجراثيم الممكن استخدامها في الهجمات الجرثومية ، وفي حال التقاط الأجهزة لجزئيات تلك الجراثيم في الجو فإنها تطلق إشارات للتحذير ، والخطر يكمن هنا في حال استخدام الجهة المنفذة للهجوم لجراثيم غير مسجلة أو جراثيم تم تعديلها معمليا ، وفي هذه الحالة فان أجهزة الإنذار سوف تفشل حتما في التعرف عليها ، ويبقى الفيروس في الجو ، حتى تظهر أعراضه على الضحايا ، وفي هذه المرحلة يعتبر اللجوء للأمصال المضادة غير ذي جدوى .
وفي سيناريو لهجوم جرثومي وضعه مجموعة من كبار خبراء الأمن القومي الأمريكيين ، وتم عرضه أمام الكونجرس بعد أيام من تفجيرات الثلاثاء الدامي ، يظهر مدى الدمار والرعب اللذان قد يسببهما مثل هذا الهجوم . ويبدأ السيناريو بنبأ مقتضب يبثه التلفزيون مفاده أن اكثر من عشرين شخصا تعرضوا لمرض غامض في ولاية اوكلاهوما ، يتبين فيما بعد انه فيروس الجدري القاتل وسريع الانتشار ، وخلال أيام تسجل إصابات مماثلة في ولايتي بنسلفانيا. وفي اليوم السادس يتوفى 300 أمريكي من جراء إصابتهم بهذا المرض ويصاب ألفان به . وسرعان ما يصبح نظام الصحة الأمريكي عاجزا عن احتواء هذا المرض مع نفاد جرعات اللقاح الـ 12 مليونا المتوفرة ، ويتم إغلاق المدارس وفرض قيود علي التجمعات.
الامريكي الذي راح ضحية الجمرة الخبيثة
ويأخذ السيناريو منعطفاً درامياً ، حيث يغادر سكان اوكلاهوما بأعداد كبيرة متوجهين إلى تكساس ، إلا أن حاكمها يقرر إغلاق الحدود ونشر الحرس الوطني حرصا منه علي سلامة المواطنين ، وتحدث اشتباكات بين المواطنين ورجال الحرس الوطني للولاية . وفي حين يتفاقم النزاع بين ولايتي تكساس واوكلاهوما، تبرز خلافات عميقة بين السلطات الفدرالية والمحلية. ويقترح أعضاء في مجلس الأمن القومي وضع الحرس تحت سلطة الحكومة الفيدرالية، في حين يصر حكام الولايات علي ضرورة إبقاء القوات تحت قيادتهم. وفي اليوم الـ 12 يعلن عن وفاة ألف شخص وتتوقف النشاطات التجارية وتغلق البورصة ، وتتحول المظاهرات المطالبة بالحصول علي لقاحات إضافية إلى أعمال شغب وتنقل الأمم المتحدة مقرها إلى جنيف .
وتأتي نهاية السيناريو المأساوية بعد اقل من شهرين من بدء الهجوم ، حيث يبلغ عدد القتلى مليونا وعدد المصابين ثلاثة ملايين ، ويجمع الرئيس الأمريكي مستشاريه لدراسة إمكانية فرض قانون الأحكام العرفية.
ويعتبر بعض المحللين أن الذعر الذي يجتاح المجتمعات المحتمل تعرضها لهجمات جرثومية يعد اخطر جوانب الحرب البيولوجية ، وقد تفوق نتائجه المدمرة الأثر الفتاك للجراثيم التي تحملها تلك الأسلحة ، وظهر ذلك في موجة الذعر والهلع التي اجتاحت المجتمع الأمريكي بعد اكتشاف حالات الجمرة الخبيثة ، حيث اقدم الآلاف على شراء الأمصال المضادة للجمرة لتخزينها تحسبا للطوارئ ، كما ارتفعت بشدة معدلات شراء الأمريكيين للأقنعة الواقية من الغازات والجراثيم .
وهو ما عبرت عنه صحيفة " النيويورك تايمز " بقولها أن سيدات نيويورك وواشنطن يتناقشن الآن حول ما إذا كان عليهن اختيار أقنعة غاز إسرائيلية أم أميركية ، وإذا ما كانت أقنعة الغاز خفيفة الوزن التي تستخدم لنصف ساعة أوفر من أقنعة الغاز التي تستخدم لثمان ساعات ، وأقنعة الغاز للأطفال وأقنعة الغاز للحيوانات الأليفة، وسيطرة فكرة الحرب البيولوجية على أحاديث العشاء وأغلفة المجلات التي تقدم النصيحة عن "كيف تحمي أسرتك من الإرهاب البيولوجي" .
وعلى الرغم من تأكيدات تومي تومسن وزير الصحة الأمريكي بأن الولايات المتحدة مستعدة للتصدي لأي هجوم بيولوجي ، حيث توجد 8 مناطق في أمريكا مجهزة بـ50 طن من الإمدادات الطبية من لقاحات ومضادات حيوية وأقنعة غاز ، إضافة إلى اكثر من 7000 مسعف مستعدّين للتعامل مع أي أزمة في أي مكان في أمريكا ، من جهة أخرى أكد استطلاع أجرته مجلة " النيوزويك " أن 46 في المائة من الأمريكيين لا يثقون في قدرة الإدارات الفيدرالية والمحلية على مواجهة هجوم بالأسلحة الكيماوية أو البيولوجية .
فضائح تحقيقات FBI
شعار المباحث الفيدرالية الامريكية
برلين ـ من وليد الشيخ
الأكاذيب الكبرى ..يتبعها ناس كثيرون ..عبارة شهيرة لهتلر تنطبق بإمتياز علي ما يشهده العالم حاليا عما يقال عن إقامة تحالف دولي ضد ما يسمي "الإرهاب الإسلامي " مما يدل علي وقوع العقل الغربي في أسر عقلية عنصرية تلفيقية متطرفة .. تتحدث عن تفوقها الحضاري وعن قيادة " حرب صليبية " طويلة المدي تعتمد علي إجراءات علنية وأخري سرية ..ضد الإرهاب تحت عنوان " النسر النبيل " وتنتهي " بإنتصار الخير علي الشر " لتحقيق " العدالة الأبدية المطلقة .
ليس ذلك فقط بل أن الإعلام الغربي ..بل وبعض الصحف الغربية أصبحت تنقل عن المباحث الفيدرالية الأمريكية FBI والمخابرات المركزية الأمريكية CIA وكأنها ناطق رسمي بإسمها …دون أن تدقق في مصداقية الأدلة رغم سذاجتها وتهافتها !!
من ناحية أخري فإن الأدلة التي تثبت وجود تورط أمريكي تبدو أكثر واقعية من إتهام بن لادن ومنظمته سواء فيما يتعلق بعلاقة تفجيرات 11 سبتمبر وبمقتل أحمد شاه مسعود قائد التحالف الشمالي في أفغانستان قبلها بيومين فقط أي في 9 سبتمبر أو غيرها من الإشارات المريبة للسياسة الأمريكية بعد إنتهائها من حرب الخليج ..وحرب البوسنة والهرسك وحرب كوسوفا !!
ولكننا اذا عدنا الي مصداقية سلطات التحقيق الأمريكية خاصة CIA و FBI في ملفات أخرى فإننا سنتجاوز موضوع إسقاط الطائرة المصرية بجوار نيويورك رغم التزييف الهائل للأدلة وذلك حتي لا نقع في التحيز … بل سنختار قضية داخلية تماما لمتابعة كيفية تلفيق تحقيقات هذه الجهات للأدلة والإعتماد علي ما يسمي " السرية " لإخفاء أدلة أخرى ..وهي قضية قتل الرئيس الأمريكي " جون كيندي " فى 22 نوفمبر سنة 1963 والغريب أننا فوجئنا بوجود علاقة شبه كبيرة بين تلفيق الأدلة في هذه القضية ،، و بين تلفيق الأدلة في قضية تفجيرات 11 سبتمبر 2001 م .
ليس هذا فقط … بل وجدنا هناك شبه تطابق بين أهداف " إغتيال كنيدى " الذي يعد " الإنقلاب الأول " فى السلطة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية وتفجيرات 11 سبتمبر التي تعد الإنقلاب الثاني داخل المؤسسات الأمريكية المتعارضة !ّ
وقبل أن نحاول فهم السبب الحقيقي لإغتيال " جون كنيدي " سنحاول أن نعرض لمؤسسات السلطة الأمريكية المعروفة والسرية حيث من المعروف أن مؤسسي الدستور الأمريكي أنفسهم قد صاغوه منذ البداية بطريقة تجعل الكونجرس أشد قوة من الرئيس الأمريكي ، رغم أنهم وضعوا عبارات غامضة فى مواد الدستور تعطي الرئيس دورا أكبر والغريب أن المادة الأولي من الدستور الأمريكي تعمل علي إستمرار الصراع بين الطرفين الذى توج بإنتصار الكونجرس فى مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولي ..مما أدي الي ظهور سياسة " الإنعزال " التي خرجت منها فقط إثر هجوم "بيرل هاربور " ثم بدأت مرحلة سيطرة مؤسسة الرئاسة التي دعمها إنشاء الرئيس " ترومان " مؤسسات المعلومات للمساعدة في دعم القرار ومنها " مجلس الأمن القومي " الذي تأسس عام 1947 والذي ظهرت فاعليته بوضوح في عهد الرئيس " جون كنيدي " الذى أبدي قدرا كبيرا من الإستقلالية حتى أنه تصادم مع أهم أجنحة السلطة ومنها وزارة الدفاع و CIA و FBI والمافيا ..وهيئة الصناعات العسكرية التي تشمل أصحاب الشركات التسليحية والمسئولين التابعين لها والنواب والممثلين لها فى الكونجرس والتي وصل نفوذها الي حد وصف الرئيس الأمريكي ، أيزنهاور لمدي تغلغلها قائلا " إن التأثير الكامل للنفوذ السياسي للبنية الصناعية العسكرية ..واضح في كل مكتب وكل مدينة ..وهي تعد خطرا كبيرا لأن قوتها الهائلة تعمل علي إنهيار التوازن السياسي !! والأهم من ذلك أن " كنيدي " تصادم مع "المؤسسة الشبحية " أو المؤسسة " × " وهي المؤسسة التي تضع الأهداف الحقيقية للإستراتيجية الأمريكية والتي لها رجالها في المناصب العليا سواء مؤسسة الرئاسة ..او الكونجرس أو CIA و FBI وفيما بعد وكالة الأمن القومي NSA وأخيرا وكالة الإستطلاع القومي هذا بالإضافة الي البنتاجون والبحرية الأمريكية ,,,و ,,,و !!
فهي المؤسسة الحاكمة فعلا في الولايات المتحدة لذا كان يجب أن يموت " كنيدي " ولعل هذه المؤسسة هي التي وضعت أشهر وثيقة للأمن القومي فى مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية وهي وثيقة "NSC-68" والتي صاغها " بول نتيز" الذي خلف " جورج كينان " في رئاسة إدارة التخطيط السياسي بوزارة الخارجية الأمريكية وهي وثيقة سرية أقرت في 14 أبريل 1950 لم يفرج عنها سوي عام 1975 و التي تصر علي إحتواء الإتحاد السوفيتي وكل ما يهدد فاعلية الهيمنة الأمريكية التي تسيطر علي 50% من ثروات العالم ..وهذا ما ثبت فشله فى بداية الستينيات حين ظهر بوضوح عجز الميزان التجاري بين الولايات المتحدة وحلفائها كما أن تفوق النموذج الإقتصادي الألماني الأوربي ، والياباني أدي لزيادة إعتماد الولايات المتحدة لتفوقها العسكري كأداة لفرض نفوذها فى العالم ، وهذا ما اعتبره " مكورميك" فى كتابه " ما بعد أعراض حرب فيتنام " " MC CORMICK" إصرارا أمريكيا علي الإنفراد بالهيمنة العسكرية علي حلف الناتو .. وعلي جنوب شرق آسيا بعد معاهدة الدفاع المشترك مع اليابان .ولذا كانت حرب فيتنام مصلحة عسكرية ..ليس فقط بل أن " جون لويس جاديس" أكد في كتابه " مستقبل السياسة الخارجية الأمريكية " أن تراجع الإقتصاد الأمريكي أمام الإقتصاد الياباني والألماني والأوروبي ، في بداية الستينيات أدي لأن تتجه الولايات المتحدة الي الحفاظ علي إنفاقها العسكري المرتفع علي حساب حلفائها الاقتصاديين السياسيين ، بمعني أن الولايات المتحدة استخدمت الإنفاق العسكري لتدعيم الاقتصاد الأمريكي علي حساب حلفائها لحمايتهم من الخطر الشيوعي ,,حتي في لاوس وفيتنام .!!
الرئيس الامريكي الاسبق كيندي
ومرة أخرى فإن حرب فيتنام أصبحت هدفا عسكريا وإقتصاديا في نفس الوقت إلا أن " كنيدي " كان قد فعل العكس إثر قضية الصواريخ الكوبية التي كادت أن تتسبب في نشوب حرب نووية بين روسيا والولايات المتحدة ..حيث إتجه الي إعلان سعيه لإنهاء الحرب الباردة والبدء في التعاون مع خورشوف ..وإنهاء الحرب في جنوب شرق آسيا ، لذا فقد بدأ فى العمل مع مؤسسات عدة من أهمها مخابرات البنتاجون وصلت في سبتمبر 1963 الي تجهيز خطة تهدف الي سحب القوات الأمريكية من فيتنام حتى نهاية العام 1965م .وكانت تهدف الي البدء بسحب 1000 جندي حتى نهاية ديسمبر 1963 ولكن بعد أسبوع من قتل الرئيس الفيتنامي في " سايجون " وقبل أسبوعين من قتل " كيندي " تم إلغاء الأمر في 7 يونيو 1963 !! ولكن كنيدي أصر علي إكمال الخطة ولم يخضع للتهديدات التي حذرته بقتل الرئيس الفيتنامي ..فكان لابد من التخلص منه !
وكان لابد أن يحدث الإنقلاب ضد الحكم الشرعي فيما يسمي " بالديمقراطية الأمريكية " !!
تهافت الأدلة وسلطات التحقيق:
الغريب أننا حين دققنا في أدلة سلطات التحقيق فيما يتعلق بإغتيال كنيدي وجدناه يتشابه فى عدة نواح مع أدلة قضية تفجيرات 11 سبتمبر رغم الإختلاف الكبير والجذري في أسباب الإنقلابين والغريب والطريف في نفس الوقت أن قضية إغتيال " كنيدي " كلها تم تحميل مسئوليتها كلها لشخص واحد فقط هو " لي هارفي أوزوالد " والذي قالت عنه سلطات التحقيق العام أنه قام بقتل الرئيس بإطلاق 3 رصاصات فقط علي الرئيس من نافذة مخزن الكتب الذي يعمل به في الدور السادس من علي ما يزيد عن 40 متر ..والأكثر طرافة أنهم قالوا أنهم وجدوا " البندقية الآلية " التي استخدمها " لي هارفي أوزوالد " ملقاة في مخزن الكتب وبجوارها 3 رصاصات تماما كما قالوا عن كتاب " كيف تتعلم الطيران في 24 ساعة " في السيارة فى مطار بوسطن أو رسالة محمد عطا التي بقيت وحدها رغم إحتراق الركاب وجسم الطائرة أو وجود جواز سفر في طائرة المركز التجاري العالمي رغم أنه قيل أن درجة الحرارة وصلت بعد الإنفجار الي أكثر من 1000 درجة مئوية حتي أن الحديد قد انصهر مما دمر المبني تماما !!
كما أنهم زعموا أن " أوزوالد " كان قد اشتري البندقية بإسم " آ .هايدل " علي صندوق بريد في ولاية " تكساس " وأن الخط هو خط أوزوالد ..تماما كرسالة محمد عطا !!
ولإثبات ملكيته للبندقية جاءوا بصورة مزيفة نشرتها مجلة " لايف " الأمريكية علي غلافها وهي لصور " أوزوالد " وهو يمسك البندقية ويبتسم للكاميرا ليؤكدوا أنها بندقيته وإذن فهو القاتل ولكن " أوزوالد " حين رأي الصورة صرخ قائلا " لست أنا من في هذه الصورة " نعم إنها صورة وجهي ولكن هذا ليس جسدى إنني افهم في التصوير جيدا ,,إن هذه الصورة تعرضت لمونتاج واضح "!
والغريب أن الخبراء أثبتوا أن الصورة مركبة بسبب بسيط وسهل جدا وكان يجب ألا تقع فيه أجهزة أمن في حجم FBI و CIA حيث ثبت أن إتجاه الظل عند أنف أوزوالد يشير إلي أن وقت التقاط صورة الوجه كان حوالي منتصف الظهر لأن ظل الأنف كان عموديا ، بينما يشير إتجاه ظل الجسم الذي تم تركيبه علي وجه أزوالد ..الي أن وقت التقاط الصورة للجسم كان إما بين 8 أو 9 صباحا أو بين 4 و5 عصرا ، لأن الظل كان مائلا بصورة واضحة !! والغريب أن التحقيقات التي أدانت أوزوالد وقعت في التناقض عدة مرات حيث أثببت وجوده في 3 أماكن في وقت واحد … مثل كوبا والمكسيك والولايات المتحدة وهو نفس ما حدث مع بعض المشتبه في قيامهم بتفجيرات 11 سبتمبر، من ناحية أخري فإن هناك من شكك في أن تكون بصمات أوزوالد وضعت علي البندقية بعد وفاته ، خاصة أن محققي FBI أسرعوا بنقل البندقية الي واشنطن ، بينما بقيت بصمات أوزوالد في دالاس ,,وبذلك فقد تم فقد سير الأحداث تماما ، بل أن محققي FBI " جيمس ليفستون " إعترف بأن هناك أكثر 3 خصائص تعود الي 3 أشخاص وليس أوزوالد فقط ويضيف " ان مجموعة البصمات لم تنسب كلها لمكتب FBI !!
انقاض مركز التجارة العالمي
والمثير للدهشة هو إنكار أوزوالد لإرتكابه أي تهمة قائلا أنا لم أرتكب أية جريمة وقد إعتقلوني فقط لأنني عشت في الإتحاد السوفيتي فشكلي لا يوحي بالثقة ولا نخفي ما لهذه العبارة من دلالة …حيث أن هذا هو نفس ما يحدث مع المشتبه فيهم من العرب المسلمين …والذين اعتقلوهم فقط لأنهم عرب ، ولأن أسماؤهم وأشكالهم شرق أوسطية لا توحي بالثقة ، بل أنها تحتوى علي نفس العداء والإتهامات ولكن للإسلام بدلا من الشيوعية !!
ومما يثير الشك فى نزاهة التحقيقات أن 51 من شهود العيان الذين كانوا في شارع " هيوستن " يشاهدون موكب " كنيدي " من أمثال " جين هيلين " و " جيسي برايز " ، . " أبراهام سرفورد " و " تشارلز برنس " و " ماري مورمان" و "ريتشارد روج " " ولم لوكي وولديه الصغيرين " وغيرهم أكدوا انهم سمعوا أصوات 7 طلقات جاءت من 3 إتجاهات 1- مخزن الكتب - وراء سور خشبي محيط بالشارع الرئيسي ..وموقف للسيارات بصورة تجعل الرصاص جاء من 3 إتجاهات مختلفة لتتقاطع معا لتصيب الرئيس وحرسه …
وذلك علي يد قناصة محترفين ..كما أن بوني روي ويليامز في مبني مجاور واثنين آخرين من مساجين سجن مقابل لمخزن الكتب رأوا رجلين يراقبان الطريق من النافذة التي قيل أن أوزوالد وحده قام بقتل الرئيس منها ، من ناحية أخري فإن رجل الشرطة " تيبيت " الذي قيل أن أوزوالد قد قام بقتله بعد أن قتل الرئيس ذكرت سيدة تدعي " أكيلا كليمنز " أنها رأت رجلين يقتلان " تيبيت " وليس رجلا واحدا .
والغريب أن لجنة التحقيق التي رأسها المدعي العام " جيم جاريسون" بعد 3 سنوات من قتل الرئيس أثبتت وجود انتهاكات شديدة من لجنة التحقيق التي تلت اغتيال " كنيدي " حيث إكتشف أن هناك شخصين قاما بمصادرة كاميرا فيديو كانت تمسك بها سيدة لتصور الرئيس واستطاعت تصوير عملية الإغتيال والأشخاص الموجوين بالمنطقة ، وذكرا له أنهما من رجال الأمن ثم إختفت هذه الكاميرا والشريط الذي بداخلها للأبد ، كما ثبت أن محققي FBI أجبروا الشهود علي قول أنهم لم يسمعوا سوى 3 رصاصات ..هذا بالاضافة الي التغاضي عن بعض الشهادات ، حيث أكدت شاهدة أنها كانت قد رأت سيارة نصف نقل زرقاء نزل منها شخص يحمل بندقية محاطة بغطاء بلاستيك بل وصل الأمر الي قتل 3 اشخاص بسبب شهاداتهم ..أولهم امرأة كانت قد حذرت من قتل كنيدي قبل قتله بيوم واحد …وثبت أن لها علاقة بقاتل أوزوالد فيما بعد - وهو جاك روبين - أو بالأحري " جاكوب روبينشتاين "
وكذلك تم قتل عامل مزلقان كان يعمل فى المنطقة بعد أن أدلي بأوصاف دقيقة لإثنين من المشتبه في مشاركتهم في القتل كانا يقفان بجوار السور الخشبي الذي إنطلقت منه الرصاصات من ناحيته كما أورد بعض الشهود وقد تم قتله في حادث سير .. في طريق خال تماما !!!
كما أن لجنة التحقيق الأولي كانت قد تغاضت عن إصابة أحد المواطنين بحالة صرع فى الساعة 12.15 ظهرا حيث تم إستدعاء سيارة إسعاف لنفس المنحني الذي قتل فيه " كيندي " وظلت ما بين 12.18 الي 12.25 دقيقة وقيل أنه كان لها دور هام في عملية تأمين قتل الرئيس خاصة أن القتل تم في تمام 12.30 ظهرا ، كما أن " كنيدي " كان قد قتل فورا ، ولم يمت في تمام الواحدة ظهرا كما قيل ، لأن د. "بيتزر" الذي فحص " كيندي " أكد أن أكثر من نصف " مخ " كيندي " لم يكن موجودا بعد أن تفتت تماما ، وأن التهتك وصل الي 120 ملم عرضا و7 سم عمقا ، وصل وزن المخ 653جم فقط ، الا أنه أكد أن رجال FBI أجبروا الأطباء علي إنهاء الفحص ، حيث أخبرهم " الأدميرال كيني " أنها بناء علي أوامر عسكرية عليا فتم إرسال الجثة الي واشنطن فورا ، ولكن الغريب أن د.بيترز أكد أن جسد كيندي كان به علي الأقل 3 رصاصات واحدة هشمت مخه ، والثانية في عنقه ، والثالثه في ظهره ، بينما حارسه الأول " كونان " كان بجسده 5 رصاصات ( أي 8 رصاصات ) هذا بينما أصر محققو FBI علي قيام أوزوالد وحده بإطلاق 3 رصاصات فقط استمرت لمدة 5.6 ثانية ، وقد أثبت " جاريسون " فى تحقيقه أن هذه المدة غير كافية لإطلاق 3 رصاصات من بندقية عادية حتى لو كان القناص محترفا ، بالإضافة الي وجود شجرة تقف حائلا أمام التصويب كما أنه كان من الأسهل أن يصوب أزوالد علي الرئيس في بداية شارع " هيوستن " وليس بعد مرور السيارة الي شارع " مين " .
الرئيس الامريكي جورج بوش
ولعل ما ركز عليه " جاري جاريسون" هو إثبات تهافت فكرة " قيام أزوالد " بإطلاق جميع الرصاصات الثلاث التي قتلت الرئيس بينما هناك 8 إصابات علي الأقل في جسدي " كيندي " و " كونان " وهو تغير FBI الطريف الذي أطلق عليه جاريسون " الطلقة السحرية " وأكد كذبة في التاريخ والتي تقول فيه FBI أن هناك طلقة دخلت في ظهر الرئيس وسارت بميل 17 درجة حتى خرجت من عنق الرئيس في معجزة أولي بعد أن انحرفت لليسار ثم استمرت في الهواء 1.6 ثانية لتتجه في معجزة ثانية الي اليمين ثم الي اليسار لتدخل في ظهر كونان لتنحرف الي اليسار 27 درجة لتخرج مرة أخري من صدره بعد أن تحطم الضلع الخامس في معجزة رابعة ثم تحطم يده وتخرج فى معجزة خامسة ، ثم تتجه يسارا الي فخذه الأيسر فى معجزة سادسة ، والأخطر أنها تخرج من فخذه وهي سليمة تماما وكأن الرصاصة خارجة لتوها من المصنع !!
حيث أكد جاريسون أن تكذيب هذه الفكرة السخيفة التي لا يستطيع الأطفال تصديقها ليس لها إلا معني واحدا وهو أن هناك قاتل آخر علي الأقل إشترك أو قام هو وآخرون بقتل كيندي خاصة أن الرصاصة القاتلة جاءته من جانب السور الخشبي ..من الأمام علي اليمين لأن رأسه ذهب الي الإتجاه المعاكس الي الخلف واليسار وهو ما يؤكد المؤامرة !!
والغريب أن هذا يشبه الي حد كبير حكاية الرسالة السحرية لمحمد عطا والتي أكد الصحفي الأمريكي الشهير " بوب وود ورد " صاحب فضيحة ووترجيت " أن بعض العبارات المستخدمة في الرسالة لا تستخدم في التعبيرات الإسلامية مثل متفائل وعبارة 100% ..ومن المعروف أنها عبارات عن النص الأجنبي .!! ليس هذا فقط ..بل هناك عبارة " وإذا ذبحتم فاسلبوا من تقتلونه لأن ذلك من سنن المصطفي صلي الله عليه وسلم " ولا ندري ماذا سيفعلون بالأسلاب ..وهم من المفترض أنهم سيفجرون أنفسهم في الطائرة …وعبارة " ثم طبقوا سنة الأسر وأسروا منهم " ولا ندري ماذا سيفعلون بالأسري أو بالأسلاب طالما أن الطائرات كلها ستنفجر في أهدافها !!
وهذا ما يدل علي أن الذين كتبوا الرسائل هم أمريكيون يتحدثون العربية ولكنهم … والحمد لله حين زوروا الرسائل أخطأوا بصورة فاضحة تشبه ..ما حدث في أدلة إغتيال " كنيدي " .
ونعود هنا الي تقرير " جيم جاريسون" الذي يتساءل فيه ..إذا أردت أن تعرف من قتل " كيندى " ؟ فإسأل من هو المستفيد ؟؟ ومن لديه السلطة والقدرة علي تغطية ذلك ؟!
لماذا لم تتم حماية كيندي رغم ورود تحذيرات تفيد بحدوث الإغتيال ؟! ولماذا كان مقصوداً الا تتم حماية " كيندي " سواء بتكثيف الشرطة في الشوارع أو تفتيش المنازل المجاورة لخط سيره ، وأكثر من يمكنهم فعل ذلك هم رجال المخابرات خاصة مخابرات وزارة الدفاع !! من هو الذى قام بقطع جميع الإتصالات عن واشنطن لمدة ساعة ونصف أثناء وبعد الإغتيال لماذا لم يتم طرد حاكم ولاية دالاس أو رئيس شرطتها ؟ من لديه السلطة للسيطرة علي شرطة دالاس لإخفاء المعلومات ..أو منع التحقيقات ؟ من لديه الهيمنة علي الإعلام ليجبره علي إغلاق عينيه ؟ وينهي " جاريسون " أدلته مؤكدا أنها " عملية عسكرية من البداية وحتي النهاية ، هدفها قيام حرب فيتنام !!
بل وصلت المواجهة بين " جاريسون " وهذه القوي الي حد قتل 3 اشخاص أثناء قيامه هو بنفسه بالتحقيق حيث اشتروا سكوت بعضهم ثم قتلوهم فيما بعد ومنهم "بنيثون " و " كاريل" أما قصة قيام " جاكوب روبنشتاين " إما بالقتل أو بتصوير الأمر علي أنه إنتحار !! أو جاك روبي بقتل أوزوالد ثم قتل روبنشتاين نفسها فيما بعد فلا تحتاج الي تعليق ، إلا أننا نشير فقط الي علاقة روبنشتاين كمخبر للشرطة بجهاز FBI من ناحية وعلاقته بالمافيا من ناحية أخري حيث كان صديقا مقربا لكل من جان كامبينر وجوكاميزس اللذين كانا ضابطين لدي رئيس المافيا ، " كارلوس مارشيلو " بل وصل الأمر لإعلان الشرطة أنه سيتم نقل أوزوالد في صباح يوم الأحد الي سجن المقاطعة في صباح العاشرة ..هكذا علانية !! ثم جاء " روبنشتاين" وأطلق الرصاص علي أزوالد لإخفاء السر في حراسة الجميع ودون أي مقاومة ، بل أن البعض يشير الي أن " أوزوالد " تم الإجهاز عليه في سيارة الإسعاف .. ولم يمت فقط برصاص روبنشتاين …!
ليس ذلك فقط بل أن روبنشتاين ( جاك روبي) نفسه أكد أثناء التحقيقات أن هناك الكثيرين لا يريدونني أن أقول الحقيقة ، وطلب منهم إرساله الي واشنطن قائلا " حياته هنا في خطر " !! ثم قال عبارة واضحة " في أمريكا هناك ناس آخرون تماما سيحصلون علي السلطة " !! وقد أكد جاريسون أن حرب فيتنام كانت هي السبب في قتل كيندي ..لأن تجار السلاح والشركات الكبرى والمافيا و CIA و FBI ووزارة الدفاع و" ليندون جونسون" نفسه الذي تولي الرئاسة بعده (وحصل ما يزيد علي مليار دولار من تجار السلاح ، في ولاية تكساس) .
المخابرات الامريكية ورء مقتل شاه مسعود
كل هؤلاء كان يهمهم أن تستمر الحرب ، وتستعر ليستمر تدفق الأموال ودوران مصانع الأسلحة وفرض النفوذ العسكري والسياسي الأمريكي ، في حرب فيتنام التي تكلفت 220 مليار دولار وفقد 5 آلاف طائرة هليكوبتر ، وقصف فيتنام ب 6.5 مليون طن من القنابل وأدت لمقتل 58 ألف جندي أمريكي ، وما يزيد علي 2 مليون فيتنامي وآسيوى !!! أي أن الولايات المتحدة ساعدت علي قتل رئيسها و58 ألف جندي من جنودها مقابل هيمنة ونفوذ ورواج إقتصادي وتعاون ..بين الأجهزة الحاكمة والأجنحة المتصارعة ..فهل نتعجب أن قامت بعض هذه الأجنحة بالتضحية …ب 7 آلاف قتيل في مركز التجارة العالمي والبنتاجون وراكبي الطائرات ..مقابل الإنقلاب علي سلطة الرئاسة الأمريكي التي اتجهت منذ وصولها في يناير الماضي الي إتباع سياسة إنعزالية ، والتي وصلت الي السلطة بعد معركة سياسية لم تشهد لها مثيلا بين المعسكر الديمقراطي بزعامة " آل جور " والمعسكر الجمهوري بزعامة " بوش " وقد وصل تكسير العظام بين المعسكرين الي حد أن تصور حدوث إنقلاب عسكري حقيقي كدول العالم الثالث صار أمرا غير مستبعد بعد الحديث عن تزوير الانتخابات والعد اليدوى وتمسك المعسكرين بالأحقية في الحكم ولعل الصراع لم يكن في حقيقة الأمر بين " آل جور " وبين " بوش " بل كان بين القوى والأجنحة المتصارعة التي تستخدم هذا أم ذاك ، ورغم أن المعسكر الذي كان يؤيد ثنائي " آل جور " ونائبه اليهودي " جوزيف ليبرمان " والذي كان يفضل السيطرة المباشرة علي الحكم والبدء في فرض الهيمنة الأمريكية علي القارة الأفريقية ، ووسط آسيا بالقوة العسكرية المباشرة بدلا من الضغوط الإقتصادية والهيمنة السياسية لإمكان إستغلال فرصة التفوق الأمريكي علي روسيا والصين بل وعلي روسيا نفسها ، وهو ما حذر منه المحلل الألماني الشهير " جوزيف جوفه " في أن الأوروبيين يريدون دعم الولايات المتحدة ومنعها في نفس الوقت من أن تتحول " آخر قوة عظمي " الي قوة أكثر تجبرا وغطرسة بعد أن صارت تتعامل حتى مع حلفائها الأوروبيين بطريقة الآمر النهائي ، وعلي الجميع إطاعته حتى أن " جوفه " وصفها بأنها تتصرف كأنها " أمريكا التي لا شريك لها " .
وهو ما يطالب به التيار الأصولي المسيحي الذي يسعي لإستغلال الفرصة لإحداث مزيد من الإضعاف للقوى المتصارعة معها ..وهذا ما وضح في عمليات المضاربات التي قادها الملياردير اليهودي " جورج سوزي" وأدت الي إنهيار البورصات في جنوب شرق آسيا عام 1997 بالإضافة الي وضع الولايات المتحدة قدمها في وسط آسيا لمنع أي تحالف محتمل بين الصين وروسيا وباكستان أو الهند من ناحية ..مع إيران وبعض الدول العربية في حلف معارض لأمريكا من ناحية أخري ..وكذلك إستغلال مكافحة الإسلام ..أو ما أسموه " التطرف الإسلامي " تماما كما كانوا يكافحون الشيوعية ، أو ما أسموه بالتطرف الشيوعي ، كما أن حرب " كوسوفا " قد إنتهت بعد حرب البوسنة والهرسك ومن قبلها حرب الخليج ..ولذا فالحروب يجب أن تستمر ومصانع الأسلحة يجب ألا تتوقف طالما أن كل ذلك يتم علي حساب الآخرين ، سواء كانوا الأوربيين أو اليابان ..أو حتي الدول العربية النفطية !!
والغريب أن نفس سيناريو تحقيقات " كيندي " وأعلان الحرب علي فيتنام يتكرر ولكن بصورة مخالفة فقد تم إغتيال " أحمد شاه مسعود " علي يد عملاء للمخابرات بعد رفضه التام لأي محاولة للتحالف مع الولايات المتحدة أو غيرها لإسقاط طالبان ..فتم قتله ..ليفتح الباب أمام من هو مستعد للتحالف ..وهو ما حدث بالفعل !!
كما أن الحديث الأمريكي عن سرية الأدلة في قضية تفجيرات 11 سبتمبر بدعوى حماية الأمن القومي هو نفس ما وصفه " جاريسون " بأنه يمثل الفاشية الكبري ..حيث يتم تأجيل الكشف عن أسرار إغتيال " كيندي" حتى عام 2038 م ثم تم تقديمها وصارت عام 2029م بدعوى حماية الأمن القومي ، كما أن مفهوم العدالة الأبدية أو المطلقة هو مفهوم إلهي يشير الي أن أن أمريكا فقط هي التي ستحدد ما هو العدل وما هو الظلم ، ما هو الحق وما هو الباطل ، ما هو الخير وما هو الشر ، وهذه هي بداية الكارثة ! والغريب أن البروفيسور ، " أوجست براديتو " الأستاذ في جامعة القوات المسلحة الألمانية في مدينة " هامبورج " قد ركز علي السؤال الأهم وهو " من المستفيد ؟ " مؤكدا أن الأمر أكبر بن لادن لأن الأمر لا يتعلق بغضب أعمي هدفه الدمار ، بل بحسابات دقيقة لأهداف محددة ، فالهجمات التي تعرضت لها أهم رموز القوة العظمي الوحيدة في العالم هي " استفزازات مقصودة " ومن له دراية بعمل المخابرات يعرف ردود فعل الخصم مسبقا ..ولذا فمن وراء ذلك قد يكون الهدف إستفزاز حلف الناتو وجره الي معركة مع العالم الإسلامي ..وبالتالي يكون قد تم جرنا الي الوقوع في مصيدة مخيفة " !!
ولعلنا لا نحتاج لأن نشير الي هوية الجناة الحقيقييين بعد أن عرفنا أهدافهم ولعل العبارة الخطيرة التي أنهي بها المخرج الأمريكي " أوليفر ستون " فيلمه الرائع " من قتل كيندي " يكون لها أكثر من مغزى بحيث تجيبنا عن الأسباب الحقيقية لتفجيرات 11 سبتمبر دون تفكير طويل …حيث كانت العبارة تقول " الماضي … ما هو الا مقدمة "!!!!
الاستخبارات الأمريكية : سقوط الأسطورة وأسباب الإخفاق
شعار المخابرات المركزية الامريكية
واشنطن ـ خاص لـ محيط:
الهجمات الانتحارية التي تعرضت لها نيويورك وواشنطن أثارت في الأيام الأخيرة موجة من الانتقادات الحادة داخل الولايات المتحدة ضد أجهزة المخابرات الأمريكية بما فيها وكالة المخابرات المركزية سي أي ايه وذلك لعدم نجاحها فى الكشف مسبقا عن الخطط التي تم تدبيرها لتنفيذ تلك الهجمات .
وعلي الرغم من الميزانية السنوية الضخمة التي يقرها الكونجرس لأجهزة المخابرات الأمريكية والتي تقدر بنحو 30 مليار دولار إلا أنها لم تتمكن من رصد أية تحركات للجهات التي وقفت وراء العمليات الانتحارية الأخيرة أو حتى إطلاق تحذيرات بشأن إمكانية تعرض الولايات المتحدة لمثل هذه النوعية من الهجمات ، وتشير صحيفة الفاينانشيال تايمز في تقرير لها حول أوجه القصور التي تعاني منها حاليا أجهزة المخابرات الأمريكية والتي كشفت عنها الأحداث الأخيرة ، الي أن الشواهد تؤكد أن العناصر التي قامت بعمليات إختطاف الطائرات الأربعة قد قاموا بالتخطيط لتلك الهجمات والتدريب عليها منذ عدة شهور ومن داخل قواعد في الولايات المتحدة .
وقد وصف ريتشارد شيلي العضو البارز فى لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الأمريكي ، الإخفاق الذى منيت به أجهزة المخابرات الأمريكية في الكشف عن المخططات الخاصة بالهجمات الأخيرة بأنه إخفاق ذو بعد كبير أصاب قدراتنا علي التحرك بشكل سريع .
وقد قام وزير الدفاع الأمريكي خلال العام الحالي وتحديدا قبل وقوع الهجمات الانتحارية الأخيرة بتسليم جميع أعضاء لجنة الخدمات العسكرية التابعة للكونجرس نسخة من الدراسة التي صدرت فى العام 1962 حول فشل أجهزة الإستخبارات الأمريكية فى رصد الخطط التي وضعتها اليابان لتنفيذ هجومها الشهير علي ميناء بيرل هاربور .
وقال وزير الدفاع الأمريكي أن الرسالة التي تم استخلاصها من تلك الدراسة مفادها أنه علي الولايات المتحدة أن تكون مستعدة دائما لمواجهة ما يعرف باسم " حتمية المفاجئة " . ويمكن القول أن الولايات المتحدة لم يكن لديها حتي الان الإستعداد لمواجهة حادث الهجمات الأخيرة .
غير أن الإدارة الأمريكية قد بدأت الفعل إجراء عملية إعادة نظر ومراجعة شاملة للإمكانات والقدرات التي تتوافر لأجهزة الاستخبارات في الولايات المتحدة حيث ساهمت تلك العملية في التعرف علي أوجه القصور والمشاكل التي تواجه تلك الأجهزة ويأتي فى مقدمة تلك المشاكل القصور الذى تعاني منه الموارد البشرية العاملة في مجال الإستخبارات حيث يوجد نقص فى الأفراد ذوى التدريب الجيد علي أعمال التجسس وفق الأساليب التقليدية والقديمة .
الرئيس بوش مع مدير المخابرات الامريكية
وتمثل تلك المشكلة أكبر نقاط الضعف التي توجه أجهزة المخابرات الأمريكية والتي ظل يتفوق فيها الجانب الروسي علي منافسه الجانب الأمريكي خاصة خلال فترة الحرب الباردة .
ومن جانبه يري ريتشارد بيتس عضو لجنة العلاقات الخارجية فى الكونجرس أن العلاج الأمثل لرصد العمليات الإرهابية قبل وقوعها وهو اختراق تلك المنظمات لكسر شوكتها غير أن ذلك يعد أمرا صعبا .
وعند الإخفاق فى إختراق المنظمات الإرهابية يتم الإعتماد علي مصادر بديلة حيث أن معظم المعلومات المهمة التي تجمعها أجهزة الإستخبارات الأمريكية يتم الحصول عليها من خلال الصور التي تلتقط عبر الأقمار الصناعية وعمليات التصنت علي الإتصالات الهاتفية .
غير أن معظم المنظمات الإرهابية علي المستوى الدولي أصبحت تتمتع بمهارات جيدة للتعامل مع التقنيات المتطورة التي تستخدمها أجهزة المخابرات فى معظم دول العالم وتجنب الوقوع في شباكها .
وقد أوصت اللجنة الوطنية بشأن الإرهاب فى تقرير لها العام للكونجرس العام الماضي بقيام وكالة الإستخبارات المركزية بالغاء الحظر الذى فرضته في العام 1995 حول عملية تجنيد العناصر الإرهابية والأشخاص ذوى السجل السئ في مجال حقوق الإنسان وذلك للاعتماد عليهم كمصدر للمعلومات .
ويرى باول بريمير السفير المكلف بمواجهة قضايا الإرهاب فى إدارة الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريجان أن القواعد والقوانين الموضوعة لتجنيب تورط وكالة الاستخبارات في التعامل مع أية عناصر أجرامية أو أشخاص ذوى سجل سئ فى مجال حقوق الانسان قد أدت الي عرقلة الجهود التي كانت تبذل لتجنيد عملاء جدد فى أجهزة المخابرات .
وتشير صحيفة " الفاينانشيال تايمز " الي أن أحد أوجه القصور الأخري التي تواجه أجهزة الاستخبارات الأمريكية ، تتمثل في سياسة التمييز الواضحة التي يقرها القانون الأمريكي بين عمليات التجسس داخل الولايات المتحدة وعمليات التجسس التي تتم في الخارج .
انقاض مركز التجارة العالمي
وفي إطار القانون الأمريكي لا يسمح لوكالة الاستخبارات المركزية بمتابعة أي عملية تتم داخل الأراضي الأمريكية وذلك لإعتبارات تتعلق بالحريات المدنية حيث تقوم الوكالة المركزية بنقل أية معلومات أو أدلة تتعلق بأعمال الاستخبارات الي مكتب التحقيقات الفيدرالي وهو ما يؤدي الي دفع الأجهزة ذات أنظمة العمل المختلفة للتعاون مع بعضها البعض .
غير أن الهجمات الإرهابية الأخيرة كشفت عن وجود مخطط علي مستوى عالي من التنسيق تم وضعه بصورة مشتركة داخل الولايات المتحدة وخارجها .
ويؤكد السفير المكلف بمواجهة قضايا الإرهاب فى إدارة الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريجان أن الأحداث الأخيرة تفرض علي الولايات المتحدة ضرورة اجراء نظرة أكثر تعمقا في قضية التجسس علي العناصر الإرهابية داخل الأراضي الأمريكية .
وقد بدا مجلس الشيوخ الأمريكي بالفعل في إقتراح تشريع جديد لأعطاء صلاحيات لمكتب التحقيقات الفيدرالي بمراقبة التعاملات التي تتم علي مستوى شبكات الكمبيوتر .
وهناك مشكلة ثالثة تواجه منظومة الاستخبارات الأمريكية تتمثل فى عدم وجود وكالة أو هينة تتمتع بمفردها بكافة الصلاحيات والسلطات علي باقي الهيئات والإدارات العاملة في مجال الاستخبارات بالولايات المتحدة . ويثير ذلك الوضع بعض الانتقادات باعتبار أنه يؤدي الي حدوث تداخل في المسئوليات .
وقد اقترح بوب جراهام الذي يترأس لجنة الاستخبارات إجراء تنسيق شامل في جميع الأنشطة المرتبطة بأعمال الإستخبارات علي أن يتم ذلك التنسيق إنطلاقا من البيت الأبيض وهو ما سيساهم فى إعطاء صلاحيات واسعة لموظفي الرئاسة .
اسامة بن لادن
وعلي الرغم من تزايد الضغوط والانتقادات التي تطالب بسرعة تغيير أساليب العمل التي تنتهجها اجهزة الاستخبارات الأمريكية الا أن التقارير الحكومية التي تقيم عمليات الاستخبارات تأتي في بعض الأحيان مخيبة للأمال .
فقد أكد تقرير أخير للإدارة الأمريكية حول التفجيرات الإرهابية التي تعرضت لها سفاراتي الولايات المتحدة فى دار السلام ونيروبي إستحالة التكهن مسبقا أو إستطلاع أي هجمات إرهابية قبل وقوعها .
غير أنه لا يمكن تجاهل النقاط الإيجابية التي حققتها أجهزة الإستخبارات الأمريكية في إفشال بعض العمليات الإرهابية خاصة بعد حادث الانفجار الذي تعرض له مركز التجارة العالم في العام 1993 حيث تم إجهاد مخطط لتفجير عدد من الأنفاق في نيويورك .
فخلال السنوت الخمس الماضية لم يحصل برنامج عسكرى فى الولايات المتحدة علي حجم اهتمام وأولوية مثل برنامج مواجهة حوادث الإرهاب حيث تم مضاعفة الميزانية المخصصة للتصدي للعلميات الإرهابية وذلك منذ العام 1995 فى الوقت الذي تم فيه إعطاء وكالة الإستخبارات المركزية صلاحيات لاستخدام ما تراه من تدابير للتصدي لأية مخططات إرهابية .
غير أن هناك ثغرة كبرى تواجه أجهزة الإستخبارات الأمريكية بجانب وراء الهجمات الانتحارية الأخيرة تمثلت في سوء تقدير مصدر العمليات الإرهابية المحتملة ويرجع ذلك الي أن الولايات المتحدة قد سخرت كافة مواردها لتنمية قدراتها الدفاعية فى مواجهة أية هجمات تتعرض بأسلحة كيماوية أو بيولوجية أو نووية ، غير أنه لم يخطر فى ذهن أي إدارة من الإدارات الأمريكية السابقة أن تتعرض أهداف إستراتيجية داخل الولايات المتحدة لهجوم إنتحاري بطائرة مدنية .
الاثنين 23/5/1422هـ الموافق 13/8/2001م، (توقيت النشر) الساعة: 23:32(مكة المكرمة)،20:32(غرينيتش)
محاكمة هنري كيسنجر
خدمة كامبردج بوك ريفيوز
هذا الكتاب هو لائحة ادعاء جريئة ضد هنري كيسنجر, وزير الخارجية الأميركي الأسبق في عهد نيكسون ومستشار الأمن القومي آنذاك. ويطالب المؤلف, كريستوفر هيتشنز, بمحاكمة كيسنجر كمجرم حرب بسبب جرائمه ضد الإنسانية خلال فترة خدمته في الإدارة الأميركية. وهو يرى أن اعتقال ومحاكمة أوغستو بينوشيه, رئيس تشيلي السابق, ومحاكمة سلوبودان ميلوسوفيتش تعنينان أن القانون الدولي يشهد الآن تحولاً بإتجاه جلب مجرمي الحرب الذي دأبوا على الاختفاء خلف مناصبهم الرسمية والدبلوماسية الرفيعة, وأن هذا التحول يجب أن ينطبق على كل مجرمي الحرب سواء أكانوا من الدول الصغرى والضعيفة أم من الدول الكبرى والقوية, وكيسنجر يمثل نموذجاً من مجرمي الدول الكبرى.
غلاف الكتاب
اسم الكتاب: محاكمة هنري كيسنجر.
المؤلف: كريستوفر هيتشنز.
عدد الصفحات: 159الطبعة: الأولى - 2001م
الناشر: فيرسو، لندن- بريطانيا.
لائحة الاتهام التي يوجهها هيتشنز إلى كيسنجر تنحي الاتهامات والمؤامرات التي انخرط فيها كيسنجر التي يمكن إثباتها وهي كثيرة, كما تستثني الاستشهاد بتعليقات الضحايا ومشاعر العداء والكراهية التي "يتمتع" بهما كيسنجر في معظم مناطق العالم كون تلك المشاعر لن تضيف سنداً قانونيا للمحاكمة التي يطالب بها. ولهذا فإن تلك اللائحة تحتوي ستة تهم رئيسية يمكن تجريم كيسنجر بسهولة إزائها نظراً لوجود الأدلة والبراهين والشهود, وهذه التهم هي: القتل المتعمد للمدنيين في الهند الصينية (فيتنام, كمبوديا, ...), التآمر المتعمد في عملياات قتل جماعي وإعدامات في بنغلاديش, والانخراط شخصياً في التخطيط لقتل مسؤول دستوري رفيع في دولة ديمقراطية (تشيلي) لم تكن في حالة حرب مع الولايات المتحدة, الانخراط شخصياً في مؤامرة لتصفية رئيس دولة ديمقراطية (قبرص), تسهيل ودعم حملات الإبادة في تيمور الشرقية, الانخراط شخصياً في خطة لخطف ثم اغتيال أحد الصحفيين في واشنطن دي سي.
”
المؤلف: كيسنجر يرتعد خوفاً كلما سمع أن أرشيفات سرية فتحت, أو أن عميلاً قديماً كان له به علاقة كتب مذكرات, أو أن دكتاتوراً من قدامى أصدقائه يتعرض إلى محاكمة وذلك بسبب طول لائحة الاتهام الموجهة إليه وكثرة جرائمه
”
يقول المؤلف إنه بسبب طول لائحة الاتهام الموجهة إليه وكثرة جرائمه, فإن كيسنجر يرتعد خوفاً كلما سمع أن أرشيفات سرية فتحت, أو عميلاً قديماً كان له به علاقة كتب مذكرات, أو أن دكتاتوراً من قدامى أصدقائه يتعرض إلى محاكمة. ويورد في هذا السياق رد فعل كيسنجر الغاضب على محاكمة بينوشيه نظراً لأن تلك المحاكمة, فيما لو استمرت, ستكشف عن دور كيسنجر ونيكسون في دعم الانقلاب التشيلي ضد الحكم الديمقراطي في تشيلي, ومساعدة بينوشيه في جرائم القتل الجماعي ضد معارضيه بدءاً من أول عقد السبعينيات في القرن الماضي. على أن كيسنجر لا يتوقف عن تسويق نفسه كأحد رموز فكرة "القوة العارية عن الأخلاق" والتي تحركها المصلحة القومية الصرفة, في حالة الدولة, أو المصلحة الفردية الأنانية في حالة الفرد. ومن خلال شركته الاستشارية "كيسنجر أسوشيتس" فإنه يقدم خدماته للحكام والحكومات, خاصة الدكتاتورية, حول كيفية "تحسين الصورة الإعلامية" لهم, فضلاً عن كيفية التعامل مع الأزمات السياسية التي يواجهونها. أما إذا استدعي لإلقاء كلمة أو محاضرة أو استشارة في ملتقى عام فإن "تسعيرته" هي 25 ألف دولار للساعة!.
يبدأ المؤلف بتفصيل دور كيسنجر في إطالة حرب فيتنام لمدة أربع سنوات بالتحالف مع ريتشارد نيكسون قبيل تسلمه الحكم. ففي خريف 1968 كانت الحرب قريبة من النهاية حيث كان من المقرر أن تعقد "مفاوضات باريس" بين الأميركان وفيتنام الجنوبية لإنهاء الحرب. لكن نيكسون وكيسنجر تحركا لقطع الطريق على إعادة انتخاب الديمقراطيين للحكم عن طريق إحباط المفاوضات وبالتالي سقوط الديمقراطيين في الانتخابات. وكان التحرك باتجاه الاتصال بنظام الحكم في فيتنام الجنوبية وإرسال موفدين لهم يحملون رسالة تقول بأن الجمهوريين سوف يعطون الفيتناميين صفقة أفضل من الديمقراطيين إذا فازوا في الانتخابات المزمع عقدها قريباً. وقد صدق الفيتناميون "الوعد" وانسحبوا من مفاوضات باريس, وأمتد أمد الحرب أربعة سنوات أخرى أنتخب في أولها نيكسون كرئيس للولايات المتحدة, وكسينجر كمستشار للأمن القومي ثم وزيراً للخارجية. وخلال هذه السنوات قتل مئات الألوف من الفيتناميين والكمبوديين في الحرب المستعرة, فضلاً عن عشرين ألف أميركي آخر غير الذين قتلوا في السنوات السابقة. وكان أن توقفت الحرب بعد مباحثات جديدة في باريس ووفق اتفاق لم يختلف في جوهره عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مبدئياً سنة 1968.
كما يسرد هيتشنز تفاصيل دقيقة عن مجريات الحرب في فيتنام وتسلسل الأوامر القيادية من نيكسون وكيسنجر إلى الميدان, وما رافقها من مجازر جماعية وقعت بحق مدنيين, واستخدام النابالم الأميركي لحرق مناطق شاسعة من القرى والغابات في الريف والجبال الفيتنامية. ولعل من أهم الآراء القانونية التي يسوقها المؤلف إزاء تقييم الجرائم الأميركية في فيتنام ومسؤولية القيادات السياسية آنذاك, وأهمهم نيكسون وكيسنجر, هو رأي الجنرال تيلفورد تايلور الذي كان المدعي العام الرئيسي في محاكمات نورمبيرغ الشهيرة عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية والتي حوكمت أمامها قيادات ألمانيا النازية. ويقول تايلور إنه لو طبقت نفس معايير محكمة نورمبيرغ ومحكمة مانيلا التي حوكم بموجبها, عقب إنتهاء نفس تلك الحرب، القادة العسكريون اليابانيون, على المسؤولين الأميركيين الذي كانوا وراء حرب فيتنام فإن نتيجة الحكم سوف تكون غالباً نفس نتيجة الحكم التي أصدرتها محاكم نورمبيرغ ومانيلا (ص 25) وهذه شهادة فائقة الأهمية من جنرال وقانوني دولي أميركي تستحق التأمل, خاصة وأنها جاءت بعد أن تابع الجنرال وقائع وتفصيلات الحرب والمجازر التي حدثت فيها. ويعلق على الرسائل التي كانت تصل إلى واشنطن من الميدان وتشير بوضوح إلى أن شرط التقدم العسكري في هذه المنطقة أو تلك هو "تنظيفها من القرى والحقول والأبنية" المدنية بالطبع. وكيف أن كيسنجر وزملاءه في القيادة العليا كانوا يغضون النظر عن هذه الرسائل ولم يطلبوا اتخاذ أية إجراءات لحماية المدنيين أو تجنبهم. وينطبق نفس الأمر والسياسة على عمليات قصف كمبوديا ولاوس بسبب اتهامها بإيواء الثوار الفيتناميين ومساعدتهم, حيث أحرقت قرى مدنية بأكملها بزعم أنها تسترت على مقاتلين فيتناميين.
”
يوجه المؤلف إدانة لكيسنجر شخصياً في حروب الهند الصينية وعملية (سبيدي إكسبرس), التي قتل فيها أكثر من 11 ألفاً من المدنيين في منطقة كين هوا من أجل تنظيفها وقد قامت بذلك الوحدة التاسعة بأوامر مباشرة ومصادقة من القيادات السياسية العليا وكيسنجر تحديداً
”
ومن أهم العمليات المباشرة التي يوثق فيها المؤلف إدانة كيسنجر شخصياً في حروب الهند الصينية عملية "الانتقال السريع" (سبيدي إكسبرس), التي قتل فيها أزيد من أحد عشر ألفاً من المدنيين في منطقة كين هوا من أجل تنظيفها وقد قامت بذلك الوحدة التاسعة بأوامر مباشرة ومصادقة من القيادات السياسية العليا وكيسنجر تحديداً, واستخدمت المدفعية الثقيلة وطائرات الهيلوكبتر والمقاتلات الحربية. ويشير المؤلف إلى أن الشعار الذي كان مكتوباً على إحدى طائرات الهيلوكبتر كان يقول "الموت صنعتنا وهي صنعة جيدة!". وكانت نتيجة الحرب التي ألقت فيها الولايات المتحدة أكثر من أربعة ملايين ونصف طن من القنابل والمتفجرات على فيتنام, أي ضعف ما ألقي في الحرب العالمية الثانية, مقتل أكثر من ثلاثة ملايين فيتنامي وحرق البلد وتدمير مدنه وقراه بأكملها.
أما بشأن بنغلاديش فقد تواطأ كيسنجر مع رئيس الحكم العسكري يحيى خان, في سنوات 1970/ 1971 ضد نتائج الانتخابات الديمقراطية في باكستان الشرقية, والتي ستستقل وتعرف لاحقاً باسم بنغلاديش. لكن الأسوأ من ذلك هو سكوت كيسنجر المفضوح عن الجرائم التي أرتكبها الجيش الباكستاني بحق المدنيين البنغال الذين ثاروا ضد الحكم العسكري وضد إلغاء الديمقراطية. ففي آذار 1971 قصف الجيش الباكستاني دكا العاصمة البنغالية وأنتشرت قوات الجيش فيها ونفذت جرائم إبادة جماعية ضد السكان "لتأديبهم" بما في ذلك من حرق لمساكن الطالبات, وقتل شامل واغتصاب. وتقدر المصادر المختلفة أن عدد الضحايا من البنغال المدنيين في تلك الأسابيع الدامية تراوح بين نصف مليون ومليون إنسان. وكان كيسنجر, كوزير للخارجية, مطلع أول بأول على تفاصيل المجازر ويتسلم الرسائل الغاضبة من السفير الأميركي في دكا التي تدين الصمت الأميركي على الإبادة (وهو السفير الذي خسر منصبه على التو إثر موقفه المتمرد على كيسنجر). وتتبدى فجاجة كيسنجر ووحشيته في ممارسة "السياسة الواقعية" في رسالة بعث بها في تلك الأثناء إلى الرئيس الباكستاني العسكري يحيى خان يهنئه فيها على "الدقة والحذق" التي عالج بها المسألة البنغالية. ونعرف الآن أن كل ذلك الحرص الكيسنجري على الرئيس الدموي الباكستاني كان بسبب أن سفيره في بكين كان هو قناة الاتصال السرية بين واشنطن وبكين وهي القناة التي هيأت لزيارة نيكسون التاريخية إلى الصين.
يتابع المؤلف سيرة "توحش السياسة" عند كيسنجر في مناطق أخرى أهمها إندونيسيا حيث لعبت السي آي إيه وبتوجيهات سياسية عليا على إدارة الانقلاب العسكري ضد أحمد سوكارنو في أوائل السبعينات من القرن الماضي, وكان أحد مؤسسي حركة عدم الانحياز ومن أشد أعداء الإمبريالية الأميركية آنذاك. ودعمت واشنطن سوهارتو ووقفت خلفه مقابل ولائه لها. وقد قبض سوهارتو ثمناً سياسياً مجزياً لقاء ذلك, وهو إطلاق يده في تيمور الشرقية التي قررت الاستقلال بحسب استفتاء شعبي كاسح. سوهارتو مارس إبادة سكانية في تيمور الشرقية طالت مئات الألوف من الأبرياء, وكان كيسنجر الغطاء الدبلوماسي الذي حماه ووفر له الأجواء السياسية العالمية للمضي في جرائمه.
أما في القارة الأفريقية فقد لعب كيسنجر أدواراً قذرة في جنوب القارة. ورغم أن الكتاب لم يتناول "الفصل الأفريقي" من سيرة كيسنجر إلا أن ما صار معروفاً هو مساهمة كيسنجر في توطيد حكم التفرقة العنصرية في دولة جنوب أفريقيا في أواخر الستينات وأوائل السبعينات من القرن المنصرم وذلك مقابل أن تلعب جوهانسبرغ دور الشرطي الأميركي في المنطقة. فخلال تلك الحقبة تصاعدت وتائر حركات التحرر والاستقلال في الجنوب الأفريقي, زيمبابوي, زامبيا, ناميبيا, أنغولا وغيرها. وكانت معظم تلك الحركات معادية للولايات المتحدة وسياستها, ولهذا فقد تحالف كيسنجر مع جوهانسبرغ كي تعمل على إخماد واستئصال تلك الحركات. وكانت