أنت تناقض نفسك بنفسك
أخي الفاضل: التعالي...
في البداية أنت لا تؤمن بالحب (من يؤمن بالحب يأتي ليثبت)
وفي الختام أنت تحب (محبكم التعالي)
فما كل هذا التناقض, أخي الفاضل أنا لست هنا لأزيد من معاناتك, فلقد لمست من كتاباتك مقدار الإحباط الذي تعانيه, والذي ولد بداخلك ردة فعل عكسية اتجاه الحب... ولكن ماذا لو قرأت هذا المقال!!؟
يقول: د. ريشارد كارلسون تحت عنوان " أغمر حياتك بالحب"
(لا أعلم أي إنسان لا يرغب في أن يغمر حياته بالحب. ولأجل تحقيق ذلك, فإن الجهد يجب أن يبدل أولاً في داخلنا. فبدلاً من انتظار الغير كي يقدم لنا الحب الذي نرغبه, يجب أن نكون صورة ومصدراً مشعاً للحب. فيجب أن نمنح الحب والعطف حتى نكون قدوة يحتذي بها الآخرون.
ولقد قيل بأن أقصر" نقطة بين نقطتين هي خط مستقيم". وينطبق ذلك بالفعل على الحياة التي يغمرها الحب. إن نقطة البداية أو الأساس للحياة التي يملؤها الحب تتمثل في الرغبة والالتزام بأن تكون مصدراً للحب. وسوف تقودنا مواقفنا واختياراتنا وأفعالنا الخيرة, واستعدادنا لأن نكون البادين بالمعروف صوب هذا الهدف.
في المرة القادمة التي تشعر فيها بالإحباط نتيجة نقص الحب في حياتك أو نقصه في العالم, فحاول هذه التجربة. انس العالم والغير للحظة, وبعد ذلك عليك أن تمعن النظر في قلبك. هل يمكنك أن تصبح مصدراً للحب؟ هل يمكن أن توسع دائرة أفكار الحب هذه لتشمل بقية العالم حتى لأولئك ممن تشعر أنهم لا يستحقوه؟
وبفتح قلبك أمام زيادة مقدار ما يكنه من حب, (وجعل نفسك مصدراً للحب ــ بدلاً من الحصول على الحب) كأولوية رئيسية, ستكون بذلك تتخذ خطوة هامة في طريق الحصول على الحب الذي ترغبه. كما ستكتشف كذلك أمراً غاية في الروعة, فكلما زاد مقدار الحب الذي تمنحه, كلما زاد المقدار الذي تتلقاه. (وكلما زاد تركيزك على كونك شخصاً محباً بدرجة أكبر, وهو الشيء الذي لا يمكن أن تسيطر عليه) (وتركز أقل على أن يحبك الآخرون, وهو ما لا تستطيع التحكم فيه) فستجد أن هناك قدراً هائلاً من الحب في حياتك. وعاجلاً سوف تكتشف أحد أكبر أسرار الحياة: الحب يجلب الحب. )