هو عبدالله بن ابي قحافه عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مره بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي التيمي , امه ام الخير بنت صخر بن عامر بن كعب فهي تلتقى مع زوجها عثمان فى الجد الثاني كعب , ويلتقيان مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) فى مره بن كعب الجد السادس لهما.
سمي فى الجاهلية عبد الكعبه, ثم سماه رسول الله ..عبدالله ..., ولقب عتيقاً لجماله , او لنقاء نسبه ..وفى حديث عائشه رضى الله عنها أن رسول الله قال فيه: .( من سرّه أن ينظر إلى عتيق من النار فلينظر إلى هذا).
وإشتهر بالصديق لمبادرته إلى تصديق رسول الله ولزومه الصدق إذ لم يأت ببهتان قط , ويروى إبن اسحاق انه عرف بهذا اللقب منذ صبيحة الاسراء, وقد عرفه به رسول الله فى الحديث المشهور : .( أُسكن أُحد..فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان ). ويؤكد بعض المؤرخين أنه كان معروفاً بهذا اللقب حتى فى الجاهليه لاشتهاره بالصدق .
وقد تميز دون الصحابة بأن لقبه غلب على اسمه والى هذا يشير ابو محجن الثقفي اذ يقول : .وسُميت صديقاً ,وكل مهاجر ...سواك يسمى باسمه غير منكرِ
نشأته
ولد الصديق بعد رسول الله بسنتين وأشهر , وقد نشأ بمكه لايكاد يغادرها الا للتجاره, واحيط منذ صغره بجو ممتاز من الدماثه اللتى عرف بها قومه بنو تميم وهى صفه اكتسبوها بالتمرس الطويل فى عمل التجاره , والللتى تعتمد على اللطف والأناة دون القوه والمكاثره , فوضح أثرها فى افرادهم من حيث الود والمتبادل , والبراللذي لاتكاد تخطئه فى واحد من اسرة الصديق.
ولقد امتاز الصديق بين اقرانه بوفرة المال كما امتاز بوفرة المروءه اللتى تجعل المال لديه وسيلة البر والاحسان والاسهام فى كل معروف.
بهذه المميزات العاليه تبوأ الصديق بين قومه فى الجاهليه منزلته الرفيعه , اذ كان ممثل قومه تيم فى احدى رئاسات المجتمع القرشي , يدير منها امور الاشناق _ الديات_ فيقضى بما يراه , دون أن يجد فى قريش معارضاً لرأيه, فإذا تعهد فيها بشئ أيدت قريش تعهده ونفذت التزامه ومن معه بينما هى ترفض اى تعهد او التزام من سواه .
ومن هنا وصف انه كان من رؤساء قريش فى الجاهليه ..ومن أهل شوراهم محببا فيهم مؤلفا لهم .ولعل اصدق وصف له فى نظر الجاهليين كلمة ابن الدغنه اللذى عرض عليه جواره ضناً به أن يفارق مكه فراراً بدينه : .( انك لتصل الرحم, وتصدق الحديث , وتكسب المعدوم , وتعين على نوائب الدهر , وتقري الضيف ).
وقد روى ابن العساكر من طريق عائشه رضى الله عنها انه لم يقل شعراً قط .. ولقد ترك وعثمان شرب الخمر , وطبيعي ان ابا بكر وهو من فصحاء قريش لايهجر الشعر جهلاً بقيمته وأثره وبلاغته , وانما فعل ذلك اشمئزازاً من مسلك الشعراء اللذين سخروه للهجاء والمدح والفخر وما الى ذلك من دواعي النفاق واثارة الفتن والتنافس فى الشر , وهى الامور اللتى لاتتفق مع فطرته النواعه الى تلك الفضائل اللتى يصفها ابن الدغنه ... كذلك الامر فى الخمر فهو وعثمان يمثلان طائفه من اصفياء النفوس اللذى عرفتهم فترة ماقبل البعثه , ناقمين من استحكام هذه المفسدهفى اخلاق معاصريهم.
وقد روى ابن سعد ايضا وصف ابنته عائشه له بأنه ..( ابيض خفيف العارضين . اجنا , لايستمسك ازاره على حقويه , معروق الوجه , غتئر العينين , ناتئ الوجنتين عاري الاشاجع ).
ولعل كثيرين يتميزون بهذه الصفاة , دون أن يكون فيها اى تعبير عن شى ممتاز , ولكن هذه النحافه وما ينسجم معها من النعوت الاخرى تكون ذات دلاله روحيه عاليه حين تنطوي على حس متوهج كحس ابي بكر , وقلب مشرب بالخير والتطلع اليه كقلبه , فليس كل نحيف خفيف اللحم بعبقري بعيد النظر طويل الفكر , ولكن الغالب ان الانسان عندما ينطوي على مثل هذه الطاقات الروحيه لابد ان تأكل من لحمه وتخفف من شحمه الى هذا الحد .
اسلامه
فى أخبار الصديق قصه ؤادها انه حدث عن نفسه فقال: كنت جالساً بفناء الكعبه , وكان زيد بن عمرو بن نفيل قاعداً , فمر به أُميه بن أبي الصلت فسأل : كيف أصبحت ياباغي الخير ؟ قال : بخير . قال : هل وجدت ؟ قال : لا ولم آل من طلب . فقال : كل دين يوم القيامه إلا ماقضى الله والحنيفه زور
اما إن هذا النبي اللذى ينتظر منا او منكم او من ارض فلسطين ....))
قال ابو بكر : ولم أكن سمعت قبل ذلك بنبي ينتظر أو يبعث , فخرجت اريد ورقة بن نوفل , وكان كثير النظر فى السماء , كثير همهمة الصدر , فاستوقفته , ثم قصصت عليه الحديث , فقال : نعم ياابن اخي .. ابى أهل الكتاب والعلماء الا أن هذا النبي اللذى ينتظر من اوسط العرب نسباً.. وقومك اوسط العرب نسباً....)) قال ابو بكر : ياعم ومايقول النبي ؟ قال : يبلغ مايوحى اليه : ألا انه لاظلم ولا تظالم ..) يقول ابو بكر : فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم آمن وصدقت . ))
الجزء :1
من كتاب مشاهد من حياة الصديق
للكاتب : محمد المجذوب
يتبع >>>
سمي فى الجاهلية عبد الكعبه, ثم سماه رسول الله ..عبدالله ..., ولقب عتيقاً لجماله , او لنقاء نسبه ..وفى حديث عائشه رضى الله عنها أن رسول الله قال فيه: .( من سرّه أن ينظر إلى عتيق من النار فلينظر إلى هذا).
وإشتهر بالصديق لمبادرته إلى تصديق رسول الله ولزومه الصدق إذ لم يأت ببهتان قط , ويروى إبن اسحاق انه عرف بهذا اللقب منذ صبيحة الاسراء, وقد عرفه به رسول الله فى الحديث المشهور : .( أُسكن أُحد..فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان ). ويؤكد بعض المؤرخين أنه كان معروفاً بهذا اللقب حتى فى الجاهليه لاشتهاره بالصدق .
وقد تميز دون الصحابة بأن لقبه غلب على اسمه والى هذا يشير ابو محجن الثقفي اذ يقول : .وسُميت صديقاً ,وكل مهاجر ...سواك يسمى باسمه غير منكرِ
نشأته
ولد الصديق بعد رسول الله بسنتين وأشهر , وقد نشأ بمكه لايكاد يغادرها الا للتجاره, واحيط منذ صغره بجو ممتاز من الدماثه اللتى عرف بها قومه بنو تميم وهى صفه اكتسبوها بالتمرس الطويل فى عمل التجاره , والللتى تعتمد على اللطف والأناة دون القوه والمكاثره , فوضح أثرها فى افرادهم من حيث الود والمتبادل , والبراللذي لاتكاد تخطئه فى واحد من اسرة الصديق.
ولقد امتاز الصديق بين اقرانه بوفرة المال كما امتاز بوفرة المروءه اللتى تجعل المال لديه وسيلة البر والاحسان والاسهام فى كل معروف.
بهذه المميزات العاليه تبوأ الصديق بين قومه فى الجاهليه منزلته الرفيعه , اذ كان ممثل قومه تيم فى احدى رئاسات المجتمع القرشي , يدير منها امور الاشناق _ الديات_ فيقضى بما يراه , دون أن يجد فى قريش معارضاً لرأيه, فإذا تعهد فيها بشئ أيدت قريش تعهده ونفذت التزامه ومن معه بينما هى ترفض اى تعهد او التزام من سواه .
ومن هنا وصف انه كان من رؤساء قريش فى الجاهليه ..ومن أهل شوراهم محببا فيهم مؤلفا لهم .ولعل اصدق وصف له فى نظر الجاهليين كلمة ابن الدغنه اللذى عرض عليه جواره ضناً به أن يفارق مكه فراراً بدينه : .( انك لتصل الرحم, وتصدق الحديث , وتكسب المعدوم , وتعين على نوائب الدهر , وتقري الضيف ).
وقد روى ابن العساكر من طريق عائشه رضى الله عنها انه لم يقل شعراً قط .. ولقد ترك وعثمان شرب الخمر , وطبيعي ان ابا بكر وهو من فصحاء قريش لايهجر الشعر جهلاً بقيمته وأثره وبلاغته , وانما فعل ذلك اشمئزازاً من مسلك الشعراء اللذين سخروه للهجاء والمدح والفخر وما الى ذلك من دواعي النفاق واثارة الفتن والتنافس فى الشر , وهى الامور اللتى لاتتفق مع فطرته النواعه الى تلك الفضائل اللتى يصفها ابن الدغنه ... كذلك الامر فى الخمر فهو وعثمان يمثلان طائفه من اصفياء النفوس اللذى عرفتهم فترة ماقبل البعثه , ناقمين من استحكام هذه المفسدهفى اخلاق معاصريهم.
وقد روى ابن سعد ايضا وصف ابنته عائشه له بأنه ..( ابيض خفيف العارضين . اجنا , لايستمسك ازاره على حقويه , معروق الوجه , غتئر العينين , ناتئ الوجنتين عاري الاشاجع ).
ولعل كثيرين يتميزون بهذه الصفاة , دون أن يكون فيها اى تعبير عن شى ممتاز , ولكن هذه النحافه وما ينسجم معها من النعوت الاخرى تكون ذات دلاله روحيه عاليه حين تنطوي على حس متوهج كحس ابي بكر , وقلب مشرب بالخير والتطلع اليه كقلبه , فليس كل نحيف خفيف اللحم بعبقري بعيد النظر طويل الفكر , ولكن الغالب ان الانسان عندما ينطوي على مثل هذه الطاقات الروحيه لابد ان تأكل من لحمه وتخفف من شحمه الى هذا الحد .
اسلامه
فى أخبار الصديق قصه ؤادها انه حدث عن نفسه فقال: كنت جالساً بفناء الكعبه , وكان زيد بن عمرو بن نفيل قاعداً , فمر به أُميه بن أبي الصلت فسأل : كيف أصبحت ياباغي الخير ؟ قال : بخير . قال : هل وجدت ؟ قال : لا ولم آل من طلب . فقال : كل دين يوم القيامه إلا ماقضى الله والحنيفه زور
اما إن هذا النبي اللذى ينتظر منا او منكم او من ارض فلسطين ....))
قال ابو بكر : ولم أكن سمعت قبل ذلك بنبي ينتظر أو يبعث , فخرجت اريد ورقة بن نوفل , وكان كثير النظر فى السماء , كثير همهمة الصدر , فاستوقفته , ثم قصصت عليه الحديث , فقال : نعم ياابن اخي .. ابى أهل الكتاب والعلماء الا أن هذا النبي اللذى ينتظر من اوسط العرب نسباً.. وقومك اوسط العرب نسباً....)) قال ابو بكر : ياعم ومايقول النبي ؟ قال : يبلغ مايوحى اليه : ألا انه لاظلم ولا تظالم ..) يقول ابو بكر : فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم آمن وصدقت . ))
الجزء :1
من كتاب مشاهد من حياة الصديق
للكاتب : محمد المجذوب
يتبع >>>