مر الشوق بي فـ سقاني
من مر حبك ابشع الكلماتِ
فـ طفقت ارتجي من ربي رحمةً
وميعاداً بالعفو منه والغفرانِ
ربي قد ملكتني من فضلك نعمةً
اقبض فيها نفسي عن العصيانِ
وجعلت قلبي من كل قيد
حراً طليقاً صامداً يشدو بأشجانِ
قد عشقته حتى تناولت يدي
صُحفاً وقلماً لكتابة الألحانِ
وانا التي ضربت على مشاعري
حضراَ للتجولِ في كل مكانِ
وصنعت حولي جداراً عازلاً
وأمرت حراسي ,لا للإقترابِ
ياعاشقي ,كفى عذبتني وآلمتني
دون سمع منك وعلمٍ وابصاري
قال لي الناس يوماً,ان الحياة تعيسةً
في عذاب الحب والهيماني
ومرت سنون العُمر سريعةً
حتى رأيتني ابسم في قمة الأحزاني
هل انا اعشق ام ان الهوى
سلب العقل وجرى الى ذلك الإنسانِ
ان حدثتكم عنه فإنني اهذي كثيراً
فاانسو وتغاضو واسترو هذياني
له من بين خلق الله عقلاً
لايكون الا لشهم كامل الأوصافِ
وقلباً طاهراً طيباً صادقاً
يفوق في بياضه انصع الأثوابِ
ان تراه في طريق حسبته
اغنى من علمت وبخير ثباتِ
وان بحثت عنه في خفيةٍ
لوجدت مُصابه في حالة الغليانِ
ثلاث وبضع وعشرون انقضت
ولم انسى ذلك الوجه كامل الأشراقِ
بل واكثر من هذا حفنة ذكرى
بضع احاديث قالها على استعجالِ
ان الموت في احيانٍ كثيرةٍ
اجمل من ذكرى اكتبها على هذه الأوراقِ
ولكن حال دنيانا ,هنا العشق
هنا العقل ,والصبرُ والكتمانِ
فيا اخوتي ,مهلاً لاتحكموا
على حبي بالموت والحرمانِ
فإنه باقٍ بأعماق نفسي وروحي
حتى بعد رحيله الى قبر شديد ظلامِ
لأني كتمت في صدري حاجةً
عن كل خلق الدنيا من الضعفاءِ
وطلبته في جنة الله بعد حسابنا
زوجاً لي بالستر مغموراً بعشقه وحنانِ
ياعاشقي الدنيا,اسمعو وانصتو واعو
درساً من عشقنا بمكارم الأخلاقِ
ان للحب العفيفِ لذةً وكرامةً
تعدو الشهد ورحيقه في الإحسانِ
بل ان اخلاص المرء لحبيبه في دنيانا
يشبه النفي بعيداً عن الأم والأصحابِ
ربي, قد عشقته ملكاً لي وحدي
ارجوه منك ,في تلكم الجناتِ
ايا حبي الأول ,صبراً فإن لقاءنا
بات قريباً فأنجر صالح الأعمالِ
وكأنني من شدة الوثوقِ بخالقي
أراك الآن هنا ,وقد احضروك امامي ..