علمتني الدنيا أن التسامح نعمة يتمنى الكثيرون الحصول عليها .. علمتني الدنيا أن الصبر نعمة توصل لمبتغى الأمر المستعصي .. علمتني معاشرة البشر أن أحذر من البشر .. لم تقل لي الحياة التي علمتني ألا أترك لزمام نفسي الطيبة بلا حدود والصبر بلا نهاية و التسامح دون تحديد وتسوير لمدى ذلك التسامح .. بالأمس بكت روحي حين توالت الصفعات من دنياي .. تعفر وجهي بالتراب وأنا أحميه من وقع الصدمة وهول المفاجأة .. ليس من مكان هنا لكل المعاني الجميلة ما يبقى فقط هو الأقوى لأنه الأصلح .. ما تبقى فقط هي المصلحة العليا للنفس الإنسانية الجشعة بلا حدود .. صعب أن تمنح عمرك ، حبك ، حنانك، احتوائك ثم بلحظة غادرة تشعر أن هناك خنجراً قد غرس في ظهرك على حين غرة وممن .. من أناس تحبهم، تحترمهم وتكن لهم كل المودة والدعاء بالخير .. من يقول أن النوايا الحسنة تنقش على الجبين .. حين يظلم الصدق يظلم الوجه بكامله وكل الأحاسيس والمشاعر .. صعب أن تجد الوطاويط قد اتخذت نفسك كهفاً لها .. وأصبحت أعماقك موحشة .. مخيفة ..مظلمة .. مليئة بالشر والأحقاد وغيرها من المنفرات .. صعب أن تتحول من النقيظ إلى النقيظ لأن من حولك قتلوا بذور الخير بداخلك فصرت تمشي بلا أمل .. بلا رغبة في فعل الخير وتوسيع صدرك لمن حولك .. صعب أن يتآمر من تحبهم على قتلك وأنت حي .. هل يعيش الإنسان أبداً بلا أمل .. بلا طموح يغذي حياته .. بلا هدف يسعى من أجله .. هل يعيش لتحاصره أوبئة من العولمة والحداثة والعصرنة وفقدان المعاني الجميلة .. هل نحن فعلاً نستحق الحياة إن كانت هذه قلوبنا وضمائرنا .. الخيانة ليست فقط ما يسمى بالخيانة إنما للخيانة أنواع وقد يخون الإنسان نفسه فمن يعاقبه ويعاتبه حينذ .. صدقاً حين تبكي روحي أود لو أنني أفنى من هذا العالم الوضيع .. ليس لي قيد أنملة يشبع فيّ رمق الحياة .. وأود فعلاً لو أ ودعكم يا من تجبرون روحي على البكاء الدائم دون ذنب اقترفته .
