للمهتمين بالتعليم (الجزء الثاني)

  • نعتذر عن الأخطاء التقنية في الموقع ، جاري العمل على إصلاحها

    هذا المنتدى وقف لله تعالى


15 سبتمبر 2008
1,478
429
0
64
6- دور التوثيق:أن التوثيق يحسن مستوى التعليم بطرق اربع:
أولا:يساهم في مدى عمق تعلم الاطفال من مشاريعهم .
ثانيا:يقدم للوالدين فكرة عن خبرة الطفل في المدرسة وليس ما أنتجه فقط. ففرق بين مشاهدة انتاج الطفل وبين ملاحظة خبرته التي حصل عليها اثناء عملية الانتاج التي قام بها .
ثالثا:التوثيق نوع مهم من أنواع ابحاث المعلم.
رابعا:التوثيق يعبر عن تعلم الطفل وتقدمه وهذا لا تستطيعه الاختبارات القياسية .
7- نماذج لبرامج الطفولة:اي ما النموذج الذي تحاكيه المدرسة ؟أهو نموذج العائلة والعائلة الممتدة حيث تكون المدرسة كالبيت ويعامل الطالب كما يعامل في بيته ويشارك في أمور كثيرة كما يفعل في البيت كتحضير الطعام ووضعه على المائدة وتنظيف المكان بعد تناول الطعام الخ؟ أم هو نموذج المصنع والشركات الكبرى حيث يعامل الطفل كمادة خام لا بد من تحويلها إلى منتج ولقياس المنتج لا بد من اختبارات قياسية لمعرفة مدى جودة المنتج ومن ثم دفعه إلى سوق العمل ؟؟أم الحل هو الاستفادة من النموذجين؟؟
اختار نموذج روجيو نموذج العائلة وبمهنية عالية. وهذا أعطاها تميزا وأضفى على العلاقات داخل المدرسة دفئا وحبا بالإضافة إلى أنشطة تقدم باحترافية وجدية.
 
  • Like
التفاعلات: أمل القحطاني
15 سبتمبر 2008
1,478
429
0
64
الفصل الثالث


التاريخ والأفكار والفلسفة الأساسية

الفكرة بدأت بعد الحرب العالمية الثانية في قرية في إيطاليا اسمها"فلا سلا"Villa Cellaقريبة منReggio Emilia وقد بدأها الأهالي وفي عام 1963 اصبحت أول مدرسة أو مدارس محلية ورائدها Malaguzzi
وهذه بعض الأفكار التي ذكرها Malaguzzi وهو يحكي تجربته:
1- أنخرط الجميع في مشروع" روبنسن كروسو".وكانت الخطة هي إعادة تركيب القصة والشخصية ومغامرات البطل.عملوا على قراءة القصة ، واستخدموا ذاكرتهم ومهاراتهم في الرسم والتلوين والصلصال والأعمال الخشبية.وأعادوا بناء السفينة والبحر والجزيرة والكهف والأدوات.
2- لتأثرهم بـ "بياجيه"، اختاروا أنشطة متعلقة بالأرقام والرياضيات والادراك.
3- كانوا ولا يزالون مقتنعين بأن التعامل مع الارقام والكمية والتصنيف والابعاد والاشكال والمقاييس والتغير والسرعة ليست تدريبات مزيفة مفروضة على الطفل لإن هذه الاكتشافات تنتمي عفويا لما يحدث يوميا في حياة الانسان ولعبه ومناقشاته وتفكيره وتحدثه مع الاطفال.
4- من المهم للتربية ألا تكون حبيسة الكثير من اليقينيات . عليها أن تعي نسبية قوتها وصعوبة تحويل مثالياتها إلى واقع
5- نرى مدرسة الصغار مكانا لحيوات(جمع حياة) مشتركة وعلاقات بين الصغار والكبار.المدرسة نوع من البناء المتحرك يعدل نفسه باستمرار.وهذا يشبه السفينة التي تبحر باتجاه محدد وبحارتها يقومون باصلاح اشرعتها في الوقت نفسه.
6- ما يتعلمه الأطفال ليس نتيجة اتوماتيكية لما يتم تدريسه. ما يتعلمه الأطفال في الأغلب نتيجة لما يفعله الأطفال أنفسهم نتيجة لنشاطهم ومصادرنا التعليمية الخصبة.
7- عندما يُساعَد الأطفالُ على رؤية أنفسهم كمؤلفين ومخترعين وعندما يُساعَدون على اكتشاف متعة البحث فإن حافزهم ورغبتهم تتفجران.
8- العلاقات هي اساس التواصل في منظومتنا ولكن لا نراها وعاءا للدفئ والحماية ، بل نراها قوى وعناصر ديناميكية ومترابطة تهدف لغرض مشترك. فنحن نبحث عن دعم التفاعلات الاجتماعية التي تدعم تدفق التوقعات والاختلافات والتعاون والاختيارات.
9- لا بد أن يتعلم المعلماتُ فهم وتفسير العمليات المستمرة -أي التعليمية - بدلا من انتظار تقييم النتائج ولا بد من أن يفهموا أن دور الطلاب هو الانتاج لا الاستهلاك اي الانتاج المعرفي والبناء المعرفي لا الاستهلاك المعلوماتي الذي يحدث في الفصول التقليدية
10- لا بد أن يُعلم المعلمون الاطفالَ ما يتعلمه الاطفال بأنفسهم
11- لا بد أن يميز المعلمات بين منظور الطفل( أي كيف يرى الأمور) ومنظور الكبير كالمعلم والأب الخ
12- ولدخول جو العلاقات الجيدة مع الاطفال وهي علاقات منتجة وممتعة ،لا بد ان يعي المعلمات خطورة الاستعجال باصدار الاحكام، فلا بد من دخول الاطار الزمني للطفل الذي تبزغ رغباته في مضمار النشاط او الحوار القائم على ذلك النشاط .
13- الإبداع:
أولا: الابداع ليس وَحدة ذهنية مستقلة بل سمة من سمات طريقة تفكيرنا ومعرفتنا وطريقة القيام باختياراتنا
ثانيا:الابداع يشرق من خبرات متعددة مع دعم جيد من مصادر شخصية (أفراد) وحرية لاكتشاف ما وراء المعروف والمعلوم
ثالثا:الابداع يعبر عن نفسه بعمليات معرفية وخيالية وعاطفية. وهذه العمليات تجتمع وتدعم مهارات التنبؤ بالحلول غير المتوقعة والوصول إليها
رابعا:يبدو أن أفضل موقف للإبداع هو التواصل ومناقشة النزاعات ومقارنة الافكار والافعال
خامسا:الابداع يجد طريقه عندما يقلل الكبارُ ارتباطهم بالطرق التدريسية القائمة على نصوص محددة سلفا وبدلا من ذلك نريدهم مراقبين ومفسرين للمواقف الصعبة
سادسا:الابداع يتطلب ان تجد مدرسة "المعرفة" ارتباطات بمدرسة "التعبير" فاتحةً الابواب للغاتِ الاطفال المائة
14- كثيرٌ من المعلمين وصلوا الى اكتشاف نقاط قوة الاطفال وامكاناتهم اكثر من جوانب قصورهم ومحدوديتهم
15- كلما وسعنا مدى الامكانات المتاحة للاطفال ،كلما كان حافزهم أقوى وخبراتهم أثرى
16- كلما أبعدنا أنفسنا عن الحلول المؤقتة والسريعة ، والاستجابة للاختلافات الفردية بشكل سريع ومستعجل،كلما اتسع مجال الفرضيات. وكلما رفضنا الرغبة في تصنيف الاطفال ،كلما اصبحنا أقدرَ على تغيير خططنا واتاحة انشطة مختلفة
17- مقياس الساعة مزيف.لا شك انه لا يصلح لقياس وقت الاطفال في مواقف التعلم والتعليم الحقيقيين .
18- طفولة الانسان هي الاطول لان الله يعلم كم نهر على الانسان ان يعبر وكم طريق عليه ان يتعقب.والله اعطانا وقتا لنصحح الاخطاء(كبارا وصغارا) ولنتجاوز التحيزات ، ووقتا ليلتقط الاطفالُ انفاسهم ويستعيدوا صورهم عن انفسهم واقرانهم ووالديهم ومعلميهم والعالم.ولا ينبغي أن يؤثر في كل هذا ما يسمى بعصر السرعة.
19- التعلم اثمن من التعليم أو،بمعنى آخر، تقدير التعلم أكبر من التعليم .ولا يعني هذا ان المدرسة ترفض التعليم ولكنها تطلب من المعلم أن يقف جانبا وأن يعطي مجالا للتعلم وأن يراقب ما يمكن أن يفعله الطالب وعندها اي إذا فهم المعلمُ الطفلَ والتعلمَ جيدا ، يستطيع أن يقوم بدوره .
20- هدف التعلم أن يزيد أحتمالات الاختراع والاكتشاف في الطالب. ولا ينبغي أن تستخدم الكلمات والألفاظ لاختزال الطريق إلى المعرفة.الهدف ان نهيئ ظروفا للتعلم.
21- لا تخطيط .الكثير من الاستكشاف والاستطلاع. لا وجود لمنهج مخطط له بوحداته الخ كما يريد السلوكيون.فهذا يدفع مدارسنا إلى التدريس بلا تعلم.وسنهين الطلاب والمدرسة بإخضاعهم لمقررات محددة. وبدلا من ذلك ، تقوم كل مدرسة كل عام بوضع سلسلة مشاريع مترابطة طويلة وقصيرة المدى.وهذه الأفكار تستخدم كداعمات اساسية للبناء وبعد هذا الأمر يعود إلى الاطفال وسير الأحداث والمعلمين في تحديد هل سيكون البناء عمارة أم كوخا الخ
ولا شك أن معلمي الصغار جدا لا يبدؤون من المربع الأول فمعهم تراث من التجارب والمعارف وتوثيق ما فعله الآخرون .إلا أن المعلمين يتبعون الأطفال لا الخطط.الأهداف واضحة ولكن المهم بل الأهم هو كيف ولماذا نحققها
22- تبدا المدارس برحلة استطلاعية عبر المصادر الإنسانية والثقافية والبيئية والتقنية لنصل إلى ملخص يقدم للجميع.
23- إذا كان على مدارس الأطفال أن تكون تمهيدية للابتدائية فهذا يجعلنا – نحن المعلمين- سجناءَ نموذج ينتهي كقِمع. لا بد أن تستجيب مدارس الصغار للصغار.لا بد أن تكون مكانا يتيح للأطفال امتطاء 100 حِصان حقيقي أو خيالي.
24- صحيح اننا بلا خطط ولا مقررات وصحيح ايضا اننا لا نعتمد على الارتجال. والارتجال مهارة مرغوب فيها.
25- نعرف ان الوجود مع الاطفال هو ان تعمل ثلث الوقت مع المتأكَد منه وثلثي الوقت مع غير المتأكَد منه والجديد.
الثلث يجعلنا نفهم ونحاول الفهم.نريد ان ندرس ما إذا كان التعلم له وقته ومكانه وكيف يُنظم التعلمُ ويشجع عليه وكيف تُجهز المواقفُ التعليمية وكيف تتطور الكلمات والرسوماتُ والتفكير المنطقي ولغة البدن والرواية أو الحكاية وكيف تتشكل الصداقات وتنتهي الخ
26- إما ان تكون المدرسة قادرة على تغيير نفسها استجابة للاطفال او ستبقى المدرسة في النقطة نفسها لا تتحرك



خالد سيف الدين عاشور 12 مارس 2010
 
  • Like
التفاعلات: أمل القحطاني
15 سبتمبر 2008
1,478
429
0
64

الفصل الخامس
Projected Curriculum Constructed Through Documentation-Progettazione

1- التخطيط له معنيان:
أولا:المعروف والمعمول به في مدارسنا الذي يضع أهدافا تعليمية عامة مسبقة مصحوبة بأهداف خاصة لكل نشاط
ثانيا: Progettazione طريقة عمل يضع فيها المعلمون اهدافا تعليمية عامة ولكنهم لا يشكلون اهدافا لكل نشاط ومشروع مسبقا.وبدلا من ذلك يشكلون فرضيات عن توقعاتهم لما قد يحدث بناءا على معرفتهم بالاطفال والتجارب السابقة.ويصحب الفرضيات أهدافا يشكلونها تتسم بالمرونة والتكيف وفق حاجات ورغبات واهتمامات الاطفال.

2- نتبنى طريقة تقوم على :
استماع الكبار أكثر من تحدثهم

وعناصر الشك والانبهار مرحب بها مصحوبة بالبحث العلمي
وطريقة المحقق الاستدلالية

الاهتمام بغير المتوقع والممكن

لا وجود لهدر في الوقت

تحمي البراءة الأصلية،والحكم الذاتي(الرأي)،والفروق الفردية بدون عزل طفل واتاحة امكانية مواجهة الطفل مواقف محفزة ومشكلات كعضو في مجموعات صغيرة

الطفل في علاقته بالآخرين من أطفال وغيرهم وعلاقته بالمحيط الاجتماعي والثقافي
( وليس على الطفل بالمعنى المجرد)

3- الطفل لا يخوض تجربته بسلبية بل هو عنصر نشِط في البناءِ المعرفي مع أقرانه.ونشاطُه ليس فقط استجابات للمحيط الاجتماعي بل بناءات ذهنية يطورها الطفلُ بالتفاعل الاجتماعي.
4- التعلم عندنا يشبه من يقوم برحلة ويجد طريقه ببوصلة وليس من يأخذ قطارا بمساراته المحددة ومواعيده الثابتة.فلا بد من ترك مساحة للتغيير وغير المتوقع.
5- نعتبر ان في منظمة كالمدرسة نحتاج للتفكير المنطقي لاستنتاج الارتباطات والعلاقات بين الاحداث التي وقعت وليس لاستنتاج الطريق الاسلم نظريا فيما سنفعل.فعندما تسيطر النظرية على ما يفعله المعلم ويفكر فيه فلن يجد المعلم أن من واجبه أن يفكر ويبدع الجديد.
6- نموذج "الحشد":
أولا:كيف بدا المشروع؟ قبل الإجازة الصيفية طلبت المعلمات من الأطفال أخذ صندوق يحوي أقساما وعليهم أن يضعوا أي شيء في هذه الأقسام يناسبهم وبحمل ذكرى كمحارة أو حجرة أو وردة الخ
ثانيا: عاد الأطفال بعد الإجازة وأعد المعلمون اسئلة مثل: ما الذي رأته اعينكم وسمعته آذانكم وتوقعوا حديثا عن البحر وغيره
ثالثا:تحدث طفل عن منطقة ذهب إليها وكانت مزدحمة بحشود من الناس ومن الصعب رؤية اي شيء إلا حشدا من الأرجل والأيدي والرؤوس
رابعا:لفت موضوع الحشد اتباه المعلمين ورأوا أن الموضوع سيطلق مغامرة تعلم أو مشروعا.
خامسا: سال المعلمون الطلاب عن معنى الحشد وجاءت أجوبة مختلفة مثل:"كيس مليء بالناس" و"مجموعة من الناس بجوار بعضهم البعض"...الخ
سادسا:طلب المعلمون من الطلاب رسم أفكارهم عن الحشود
سابعاك لاحظ المعلمون أن الرسومات متضاربة مع الكلمات
ثامنا:اجتمع المعلمون وسألوا أنفسهم ككيف يجعلون الطلاب واعين لطريقتهم في التعلم
تاسعا: اسمعوهم تعليقاتهم اللفظية عن الحشد وهم يشاهدون رسوماتهم
عاشرا:لاحظوا الفرق بين ما قالوه وما رسموه
حادي عشرك قاموا برحلة إلى مركز المدينة لمشاهدة الحشد وليمونوا جزءا منه وهكذا
7- من المهم ان نملك السعة والقابلية للنمو معهم
خالد سيف الدين عاشور
14 مارس 2010
 
  • Like
التفاعلات: أمل القحطاني
15 سبتمبر 2008
1,478
429
0
64

الفصل 10
دور المعلم:شريك وداعم وموجه

ما دور المعلم في فصول الطفولة المبكرة؟
1- تطوير تعلم الطفل في المجالات المعرفية والاجتماعية والبدنية والعاطفية
2- إدارة الفصل
3- تهيئة البيئة
4- تزويد الاطفال بالدعم والتوجيه
5- التواصل مع الوالدين والزملاء والإداريين والجمهور
6- النمو المهني للمعلم نفسه(التعلم المستمر)
7- القيام بابحاث منظمة تتعلق بالاعمال الفصلية اليومية لأغراض تخطيط المنهج وتطوير المعلم
والمعلمون هنا لا يحللون مكونات عمل المعلم إذا سئلوا عن دوره بل يتحدثون عن صورة متكاملة تجمع المعلم والطفل.فإذا اتفق الكبار على كيف يرون طبيعة طفل المدرسة وحقوقه وإمكاناته فسيتفقون على المعلم الذي يُحتاج إليه لهذا الطفل.
فكيف نعرف هذا الطفل المتعلم أو الذي يتعلم؟؟
يرون أن الأطفال أقوياء ونشطين وأبطال نموهم وتطورهم: ممثِلون في تاريخهم المشترك(دورهم فعال)،مشاركون في المجتمع والثقافة مع حقهم في التحدث من وجهة نظرهم والعمل مع الآخرين على أساس تجربتهم الخاصة ومستوى وعيهم.
جميع الأطفال يبحثون عن هُويتهم وفرديتهم ورضاهم بالحوار والتفاعل والتفاوض مع الآخرين.ومحيطهم الذي يعملون فيه وينشطون فيه عوالم متغيرة ومتداخلة بوجود الكبار بجوارهم ليساعدوهم كمشاركين وموجهين.
وبالتالي لا يمكن تحديد دور المعلم لإنه دائم التغير بتغير الظروف والاطفال. والسؤال عن المعلم يستلزم السؤال عن المعلمين الذين نحتاجهم لأطفالنا.

الاستماع للأطفال:
الاستماع للطفل اساس دور المعلم وروحه.
ومعناه الإنتباه الكامل للطفل، وفي الوقت نفسه تحمل مسؤولية تسجيل وتوثيق ما يراقبه المعلمُ لاستخدامه كاساس لاتخاذ قرارات بمشاركة الاطفال والوالدين. فالاستماع يعني المتابعة ودخول عالم التعلم النشط الذي يقوم به الطفل.وهذا يعني أن على المعلم أن يكون مع المجموعة أحيانا أو داخل المجموعة ويكون أحيانا حول المجموعة.وهو يستمع ويراقب ويفهم استراتيجية الاطفال في التعلم.والمعلم له دور في إيجاد الفرص والمناسبات ومن المهم ألا يراه الطفل قاضيا، بل مصدر تعلم يلجئ إليه إذا احتاج لذلك. لا بد أن ينخرط المعلم في اكتشافات وبحوث الطفل ولا بد أن يستمتع المعلمُ كما يفعل الطفل ولا بد من أن يتلقف الكرة التي يرمي بها الطفلُ إليه وأن يعيدها للطفل بطريقة تدفع الطفل للرغبة في إكمال اللعبة مع المعلم.

19 مارس 2010
 
  • Like
التفاعلات: أمل القحطاني
15 سبتمبر 2008
1,478
429
0
64

الفصل التاسع
مساحات التعليم والاهتمام والعناية
في مدخل المدرسة لوحة كتبت عليها حقوق الاطفال كالحق في الوقوع في الاخطاء والعيش بسلام الخ
وهناك صور لأعضاء المدرسة جميعا
وهناك جداول الأحداث والأنشطة:تدريب المعلمين- الاجتماع بالوالدين- اجتماع اعضاء المدرسة جميعا-الرحلات والاحتفالات
توجد صور لمجموعات الاطفال وهم منخرطون في عملية تعليمية
بناء المدرسة واختيار المواد والطريقة الجذابة التي تعد بها المواد وتنظم تصبح دعوة مفتوحة للاكتشاف والبحث
كل شيء يتم اختياره بعناية ويوضع بنية تهيئة جو تواصل وتفاعل بين الناس وبينهم وبين مكونات البيئة التعليمية
لا بد من تغيير تصميم المدارس بعيدا عن العلب التي نسميها فصولا دراسية لإن التعلم والتعليم يتغيران أو لا بد ان يتغيرا. فإذا اعتبرنا أن التعلم معناه أفراد أو مجموعة من الاطفال يطرحون اسئلة ويُولّدون معلومات من مصادر متنوعة ويناقشونها مع الاخرين، فالمعلمون لن يصبحوا في جو كهذا محاضرين وملقين ومرسلي معلومات ومودعينها في عقول الطلاب، بل يضحون مراقبين بحماس لتعلم الأطفال وطريقة تعليمهم.وعملهم سيكون استثارة وإنعاشا لتفكير الطلاب في العملية التعليمية. وبهذا تصبح العلب المدرسية (أي الفصول بجدرانها الأربعة وماصاتها وكراسيها التي نعرفهما منذ عقود) كاستديوهات بمساحات متنوعة للتجمع والعمل الفردي والتعلم التعاوني . ويشترك في هذا الجميع طلابا ومعلمين ووالدين. لقد آن الأوان لأن ينمو هذا النموذج التعلمي المدرسي .
أن الأوان ألا تتحكم فينا جدران الفصول وجرس انتهاء الحصة وطريقة تنظيم الفصول أو "العلب" وتنظيم المدرسة كلها والمناهج أو المقررات والطريقة الإلقائية والوصاية المعرفية من قِبل المعلمين . آن الأوان لأن نتحكم في كل هذا لأن هدفنا أن يتعلم الطفل أو الطالب وأن يفكر وأن يُولّد معلوماتٍ ومعارف وأن يحاور وأن يختار ما يفعل (على الأقل معظم الوقت أو نصفه) وأن يكتشف ويسال وبيحث ويتفاعل مع المعلم والأطفال والبيئة المحيطة الداخلية والخارجية وأن يتصل بالعالم الخارجي ويستقبل ضيوفا في مكان تعلمه ليحاورهم ويحاوروه وأن يعبر عن فهمه أو محاولة فهمه بالألفاظ والمسرحيات والصور والألوان والرموز المختلفة والأعمال اليدوية والرحلات واللعب الخ وأن يحس بأنه في بيته مع عائلته تزوره أو تأتي أمه إليه متى أرادت وتلعب معه ومع غيره كما تود ويتقلب في بيئات تعليمية مختلفة وأركان تفاعلية متنوعة ويرى المعلمَ مصدرا(لا المصدر) من المصادر المعلوماتية ومشاركا وباحثا ومندهشا . آن الأوان لأن تصبح المدارس تجمعات بشرية صغيرة طبيعية بعيدا عن الزيف والكذب وبعيدا عن جو المنافسة والدرجات والعصا والجزرة والسخرية والتهكم ومحاولة إرضاء المعلم. آن الأوان للوقوف أمام المجهول وغير المعروف والفراغ المعرفي لاكتشاف كل هذا . لقد وقف الإنسان أمام الكون حائرا وسائلا وباحثا ولم ينزل له الله الإجابات بل أعطاه عقلا ليبحث ويجيب فأضحى بحر الظلمات المحيط الأطلسي وأصبح كثير من المجهول معروفا ووصل الإنسان إلى القمر الخ وهكذا المدرسة لا تقدم الإجابات أو ما تزعمه الإجابات بل يبحث الكل عن إجابات وحلول وإبداعات.

خالد سيف الدين عاشور
20 مارس 2010


 
  • Like
التفاعلات: أمل القحطاني
15 سبتمبر 2008
1,478
429
0
64
نظرت خلفي فوجدت كتابا عنوانه"تعزيز التعليم. التعليم النقدي للتغيير الاجتماعي" تأليف إرا شور. تصفحت المقدمة وعنوانها"اليوم الأول في الفصل: اجتياز الاختبار" وكانت أول جملة يكتبها هي" كجميع الأطفال ، أحببت التعلم لا التمدرس" . شدني العنوان والجملة الأولى وشدتني قصة المعلم عندما بدأ أول يومه في المدرسة كمعلم وهو يوم صعب على الكثيرين. يصف الطلاب وصفا أعجبني فهم ينتظرون من يقوم بالتعليم أو من " يفعل" التعليم لهم إن صحت العبارة وهذا ما يجيده كل معلم وما يريده كل معلم وما عليه النظام التعليمي أصلا. المعلم يقوم بالعملية التعليمية (أقصد التلقينية والإيداعية بالياء لا الباء) والطلاب بانتظار من يقوم بهذا . باختصار حاول المعلم الجديد أن يحرك الطلاب فطلب منهم أن يتحدث كل إثنين ثم يروي كل واحد من الإثنين ما فهمه من زميله إلا أنه لم يجد استجابة من الطلاب إلى أن طرح السؤال الآتي :"ما مشكلة الاختبار ولماذا ترونه غير منصف؟" وعندها علت الاصوات وبدأ النقاش . لقد طرح فكرة جعلتهم يجدون فيها فرصة للتعبير عن اصواتهم وعن المشكلات التي وَلّدتها تجاربُهم الخاصة.
ذكرني هذا بفصل أولى ابتدائي دخلته قبل أعوام وجلست في الخلف لأرى كيف يوظف المعلم الذكاءات المتعددة في درسه والحقيقية أنه لم يفعل ولاحظت سأم الطلاب وضجرهم (وهذا ليس مستغربا بل العكس هو المستغرب) إلى أن انتهى الدرس (وفي رأيي أنه كان درسا في الملل والسأم والمدرسة أفضل مكان لتعليم الملل) وطرح المعلم سؤالا على الطلاب وهو: لماذا لا توجد صورة ماما في الكتاب؟ (في موضوع العائلة أو الأسرة الأب موجود والأخت والأخ) وإذا بالطلاب يستيقظون ويقدمون إجابات مختلفة ثم جاء معلم آخر وسأل سؤالا: من يساعد ماما إذا لم تكن هناك شغالة؟ وإذا بالأيدي ترتفع والتفاعل يزيد إلا أن المعلم لم يعرف كيف يوظف فرص التعلم التي بدأت وفتحت أبوابها للأسف الشديد واصرّ على وجود إجابة واحدة لسؤاله وهي "كلنا يساعد أمنا".
لقد ذكرت من قبل كيف ينجح معلمون في إطلاق تفكير الطلاب واستخدام مواقف مختلفة للتعلم . فعندما لخصت "المدارس التي يستحقها أطفالنا" ذكرت:
في مدرسة تمهيدي في نيو جرسي استغل المعلم خللَ مواسير الحمام الذي أدى إلى تدفق الماء لمساعدة الأطفال على التفكير العلمي في مصدر الماء وكيف يمكن إصلاح الخلل.

وفي مدرسة في إلينويس حول معلمُ الصف الثالث ابتدائي الضجيج الصادر من أعمال بناء بجوار المدرسة إلى فرصة للتعلم.فكان على الطلاب مراقبة ما يحدث واستنتاج ما يحدث في كل مرحلة وتسجيل ذلك في دفاترهم ومناقشة ما شاهدوه بالإضافة إلى أفضل الكلمات لوصف ما شاهدوه.



وفي مدرسة متوسطة ترك المعلم الجدران عارية وكان على الطلاب أن يزينوها بما يختارون ووجد الطلاب أنهم ليفعلوا ذلك بحاجة إلى القياس واستخدام الكسور وقد رأى المعلم أن هذا قد يكون أفضل درس في الكسور على مرّ التاريخ.

وعندما تحدثت عن مدارسنا ليست أماكن للتعلم (أتحفظ على العنوان الآن لإنها تعلم الكثير ومنه كما ذكرت الملل)قلت:

المدرسة لا تجيب إذا جاءت فرصة التعلم تقرع على الباب.( بل تطردها) ( تصور لو أنّ طالبا في درس التاريخ سأل معلمه " كيف أعلم أنّ المكتوب أمامي في الكتاب قد وقع بالفعل كما كُتب" بم سيجيبُ المعلمُ الطالبَ؟؟؟؟)

خالد سيف الدين عاشور
25 مارس 2010
 
  • Like
التفاعلات: أمل القحطاني
15 سبتمبر 2008
1,478
429
0
64

في كتاب "الفي كن" الذي حصلت عليه قبل اشهر وعنوانه بالعربية" ما الذي ينبغي أن تبحث عنه في الفصول" يأتي الجزء الأول بعنوان "إدارة الفصل" والفصل الأول بعنوان" حدود تدريس المهارات"
من الأمور التي لفتت انتباه المؤلف التركيز على تدريس المهارات للطلاب كالاستماع والتعاون ومساعدة الاخرين الخ.
وهذا قد يكون من البدهيات لدى الكثيرين . أي تعليم بعض الطلاب على الأقل مهارات نرى أنها تنقصهم. ولا شك أن تعليم الطلاب مهارات معينة له دوره في جعلهم أفضل في المهارات التي تعلموها ولا شك ايضا أن هذا ليس نهاية القصة.
فهناك من يرى أن الاطفال يعرفون كيف يستمعون إلا أن الرغبة تنقصهم (من يستمع لدرس ممل في مدارسنا اليوم؟ولماذا يستمع أصلا؟؟)
وهناك من يرى أن الأولى من تدريس الناس مهارات مساعدة الآخرين مثلا، وضعهم في مواقف تتطلب ذلك. (وقد يكون ما حدث في جدة بعد الكارثة مثال جيد لهذا عندما اجتمع مجموعة من الشباب والشابات للعمل التطوعي . وبدون تعليمهم مهارات مساعدة الآخرين انخرطوا في العمل وساعدوا الآخرين. وهذا يختلف حتما عن وضعهم في فصل وتزويدهم بتوجيهات في هذا الأمر. وأنا لا أتحدث هنا عن مهارات الإجراءات فهذا أمر آخر)
وهناك من يرى أن كثيرا من الاطفال لا ينقصهم الحزم في قضايا معينة إلا أنهم لا يفعلون ذلك ويبقى السؤال هو لماذا؟
ما المفتاح هنا؟
إنه التشويق
فالطفل الذي يجد ما يقوم به مشوقا (والمدرسة مملة) يُحصّل المهارة التي يحتاجها للقيام بما يشوقه. وهذه واحدة من الفروق بين التعليم التقليدي والتعلم بالمشاريع مثلا، فالتعليم التقليدي يركز المعلم فيه على مساعدة الأطفال على اكتساب المهارات والآخر يهيء فيه المعلمُ الفرص للأطفال لتطبيق المهارات. وبالتالي لا بد من الحرص على أن تكون فصولنا حريصة على إثراء رغبة الطفل في التعلم والاكتشاف والبحث والسؤال والسير في مسارات جديدة والمجازفة ليفهم والسؤال.أما توقع ما نتوقعه في مدارس كمدارسنا وفصول كفصولنا فالسفينة لا تمشي على اليبس.
ما الذي نعنيه معشرَ المعلمين والآباء والأمهات عندما نقول بأن الطفل لا يحترم الآخرين ولا يتحمل المسؤولية؟
في المدرسة ترى المعلمة أن الطالبة التي "ترد جوابا" ولا تقوم بما تطلبه منها طالبة لا تحترم الآخرين كما أن الطالبة التي لا تخضع لما يُطلب منها طالبة غير مسؤولة.
فتعريفنا لمن يحترم الآخرين وتعريفنا للإنسان الذي يتحمل المسؤولية هو القيام بما يُطلب منه بلا نقاش ولا سؤال.
والسؤال هو : هل يشعر ابنك وهل تشعر ابنتك وهل يشعر الطالب في الفصل والطالبة أنها تُحترم كذلك؟والاحترام ليس كلاما فلسان الحال أبلغ من لسان المقال.
كيف أطلب منها أن تحترمني وهي لا تُحترم؟؟؟؟؟؟
يقول المؤلف:"إنهن يتحدثن إلى الطالبات بدلا من الاستماع لهن ويُخفقن في التعامل مع حاجات ووجهات نظر الطالبات بجدية ويحاولن التحكم في سلوك الطالبات بوضع المكافآت أمامهم أو تهديدهن بالعقوبة ولا يبذلن أي مجهود أو يبذلن القليل منه لجعلهن جزءا من اتخاذ القرار"
هل يكفي أن اكون نموذجا في مهارة معينة؟ لا
لا بد ايضا من تلبية احتياجات الطفل وبالتالي المساعدة في تهيئة الظروف النفسية للأطفال ليعاملوا الآخرين باحترام.
كما انك اذا طلبت من الطفل ان يكون مسؤولا ،لا بد ان ان تعطيه مسؤوليات وخيارات. لا بد من تهيئة فصل يُشجع فيه الأطفالُ على اتخاذ القرار وإلا كيف يتعلمون تحمل المسؤولية في فصل أو بيت لا يقوم إلا على التوجيهات والأوامر ظانين أن هذا هو الذي يعلمهم تحمل المسؤولية؟
يقول المؤلف:"ومرة أخرى، السؤال ليس هل علمنا الطفل قائمة بالمهارات المطلوبة ، بل هل عمِلنا معهم لتهيئة بيئة تهتم بحاجاتهم وما يفضلونه وبيئة تُسمع فيها اصواتهم وتثمن"

ولكن لم كل هذا الاهتمام بتعليم المهارات؟
1- لإن هذه الطريقة تحمل في طياتها أن الطالب هو الذي يحتاج لأن نصلحه
فهي تتيح لنا تجاهل تركيبة الفصل ومنظومته. فاذا أهان طالبٌ طالبا فالاسهل ان نطلب من الطالب التصرف بلباقة . وأما ان نبحث عن عناصر المنظومة التي ساهمت في هذا الموضوع ........صعب.
2- هذا الاسلوب يشبه السلوكية التي تستبعد كل ما لا يمكن اختزاله في مجموعة من السلوكيات التي يمكن قياسها ومراقبتها او مشاهدتها.
تخيل طفلين اعطى كل واحد منهما جزءا من طعامه لزميل له. مسلكان متشابهان والحافزان مختلفان . فلنفرض أن حافز الاول ان يراه المعلم ويثني عليه وأن حافز الثاني اهتمامه بزميله ولا يهمه ما يقوله المعلم عنه . ولا شك اننا نتأثر كثيرا بالثاني الا ان التركيز على المهارات يضع حاجزا بيننا والحوافز(أي ما حفز كل واحد من الطفلين)

ضع الاثنين معا (اقصد التأكيد على إصلاح الطفل والتركيز على السلوك) وستحصل على ما يمكن ان يُسمى طريقة التعليم بالنقل أو بالإيداع كما أسماها آخر. اي صب المعلومات في اوعية فارغة ونقل القيم الى مُستَقبِلات سلبية.
وقد ينجح هذا الاسلوب (كتعليمهم النظر إلى عيون الآخرين أثناء التحدث معهم ) الى حد ما ،إلا ان المحاكاة لا تتضمن الالتزام والتسميع لا يعني الفهم.
ولنجمع بين الأمرين لا بد من بيئة فصلية ومنزلية تهيئ الفرص للطفل لتحمل المسؤولية والمساعدة والاستماع واحترام الآخرين الخ ولا بأس أيضا من بعض التوجيهات في هذا الشان .

خالد سيف الدين عاشور
26 مارس 2010
 
  • Like
التفاعلات: أمل القحطاني
15 سبتمبر 2008
1,478
429
0
64
2
" كيف لا نعلم القيم"
عنوان لطيف
فإذا سألت المعلمين :لماذا تعلمون أو ما الهدف من المدارس؟
تأتيك إجابات مختلفة منها:
تربية إنسان أو مسلم أو مواطن صالح
كيف؟
ببناء الشخصية
كيف؟
تدريب الطلاب على الأخلاق الحسنة .
كيف؟
المواعظ ودروس الدين والعقوبة والمكافأة الخ
هل نجحت هذه الأساليب؟
.............................................
وسؤال آخر: لماذا يفعل بعض الناس ما يفعلونه مما نراه سلوكا مرفوضا؟
الجواب عند الوعاظ والمهتمين: ضعف الإيمان وضعف الوازع الديني وإهمال البيت والفضائيات وغياب القيم الخ
الحل؟
المزيد من المواعظ والدروس الدينية والابتعاد عن الفضائيات أو مشاهدة الفضائيات الدينية (اي المواعظ والقصص والفتاوى)
وقد اشرت من قبل إلى مدرسة استخدمت اسلوب النقاط لتحفيز طلابها على السلوك الحسن:

مدرسة ثانويةتنفذ برنامج "نقاط" لتعزيز السلوكيات الإيجابية للطلاب
أبها: محمد مانع
تنفذمتوسطة ابن الأثير وثانوية الإمام عبدالعزيز التابعة لإدارة التربية والتعليم فيمحافظة سراة عبيدة برنامجا لتعزيز السلوك الإيجابي لدى طلاب المدرسة، وزيادة فاعليةعمليتي التعلم والتعليم لديهم أطلق عليه "برنامج نقاط".
وقال المشرف على تنفيذالبرنامج بالمدرسة أمين مركز مصادر التعلم علي بن محمد آل مدشوش إن فكرة البرنامجتتمثل في إعداد عشرات البطاقات المرقمة وبفئات مختلفة (فئة 50 نقطة، فئة 100 نقطة ... الخ) وتم إعداد خطة عمل لتنفيذها شملت التعريف بالمشروع وأهدافه وآلية عمله،ومن ثم توزيع البطاقات على الإداريين والمعلمين بالمدرسة، بعد ترقيمها بشكل تسلسلي،وتغليفها، على أن يقوم المعلم برصد السلوك الإيجابي لدى طلابه على مدار اليومالدراسي، سواء في حضور الاصطفاف، أو البرامج الإذاعية، أو الانتظام في دخول الحصص،والمساهمة في برامج النشاط الطلابي، وبرامج مركز مصادر التعلم، أو المحافظة علىأوقات الصلاة.
وأضاف أن المعلم يعمل على إعطاء الطالب الذي يحقق سلوكا إيجابيابطاقة تحمل فئة يقدرها وفقا للسلوك الذي حققه الطالب، سواء كانت من فئة 50 نقطة أو 100 نقطة، مما يدفع الطالب إلى تحصيل أكبر قدر من النقاط، مشيرا إلى أنه عند تحقيقالطالب للنقاط المطلوبة، يتم تكريمه من قبل المدرسة، ووضع اسمه في لوحة الشرف، فيحين تم إعداد سجل خاص بهذه التجربة يتم من خلاله توثيق ما جمعه الطالب مننقاط.
وأضاف آل مدشوش أنه تم تنفيذ التجربة منذ بداية الفصل الدراسي الأول منالعام الجاري، وحققت العديد من الإيجابيات، لاسيما ما يخص برامج مركز مصادر التعلم،ومن أبرزها إعداد الطلاب لبعض الدروس على برنامج البور بوينت، والمساهمة في إعدادالدروس على الحاسب الآلي، كما أدت التجربة إلى بث روح التنافس الشريف بين الطلاب،حيث يحرص كل طالب على جمع أكبر قدر من النقاط، لتضاف إلى رصيده، وقد تم تكريم نخبةمن الطلاب الفائزين بدروع تذكارية وشهادات تقديرية وجوائز قيمة.
وأشار آل مدشوشإلى أنه تم إجراء تقييم للتجربة بعد مرور نصف عام دارسي، بهدف تعزيز إيجابياتها،وتلافي بعض السلبيات، لافتا إلى أن هناك سؤالاً يومياً ثقافياً يتم طرحة على طلابالمدرسة، ويتمكن الفائز من الحصول على النقاط المحددة للسؤال، فيما سيتم تنفيذبرامج مبتكرة جديدة لزيادة فاعلية مركز مصادر التعلم والإفادة منه، مما يعمل علىجعل الطالب محور النشاط.
من جهته ينفذ المشرف على التوعية الإسلامية بالمدرسةيحيى بن مسعود آل حسن برنامجا مماثلا وببطاقات تمنح للطلاب المتميزين في جميعالمجالات، لاسيما الجانب السلوكي، وكتب على خلف كل بطاقة أحاديث شريفة وعباراتتشجيعية للطلاب، على أن يتم تكريم المتميزين في هذا البرنامج.
ويعد برنامجالبطاقات ضمن خطط وبرامج توعوية إسلامية من أبرزها المشاركة الفاعلة في برامجالإذاعة المدرسية، وإلقاء المواعظ عقب صلاة الظهر، وتخصيص بعض الأوقات لتنفيذ بعضالبرامج إضافة إلى تنفيذ العديد من المسابقات.
وفي هذا السياق رحب مدير التربيةوالتعليم في محافظة سراة عبيدة يحيى بن محمد آل فايع بالأفكار التي من شأنها أنتسهم في تطوير العملية التعليمية والتربوية، وتعمل على تعديل سلوك الطلاب، مما يسهمفي بناء شخصية متكاملة للطالب من جميع النواحي، لافتا إلى أن إدارة التربيةوالتعليم تعمل على دراسة التجارب والرؤى الواردة من الميدان، وتعمل من خلالالمشرفين التربويين المختصين على تقييمها، وتعميم الصالح منها.
المصدر: صحيفة "الوطن" السعودية 21-3-2007


ولا أدري هل نجح الأسلوب على المدى البعيد أم لا . رأيي: لا. وعلى فرض أنه "نجح"(ما معنى نجح؟؟) فعلى حساب ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟
خالد سيف الدين عاشور
26 مارس 2010
 
  • Like
التفاعلات: أمل القحطاني
15 سبتمبر 2008
1,478
429
0
64

3

ما الافتراضات التي يحملها من يقوم بهذا العمل اي من يفعل ما ذكرته قبل قليل؟
يرى المؤلف أنها خمسة ويوجه اسئلة تكشف عنها:
1- في اي مستوى يتم التعامل مع المشكلة.
2- كيف ننظر إلى الطبيعة البشرية؟
3- ما الهدف النهائي؟
4- ما القيم التي يتم تنميتها؟
5- كيف يتعلم الإنسان؟

فلنبدأ باسم الله الواحد الأحد
1- في اي مستوى يتم التعامل مع المشكلة
اسمحوا لي أن أنقل حرفيا ما يقوله المؤلف:"لو أن الناس يسرقون أو يغتصبون أو يقتلون فقط لإنهم يحملون قيما سيئة –أي بسبب سماتهم الشخصية- فذا يحمل دلالة على أن الحقائق الاقتصادية والسياسية لا علاقة لها بالموضوع ولا ينبغي أن نتحدث عنها. فدعوا جانبا التزايد المذهل للبطالة في المدن أو أن أكثر ثروات الشعب محصورة في يد الأقلية وركزوا اللوم على الأفراد الذين يحملون سمات سيئة"
هل كثير مما نفعل ومن نحن انعكاس للموقف الذي نجد أنفسنا فيه؟؟؟؟

هذا سؤال كبير ويثير الكثير من المناقشات.

هل كثير مما يفعله شباب جدة مثلا وهُوياتهم انعكاس لمواقف معينة لو تغيرت تغيروا؟؟؟؟؟
هذه رؤية علم النفس الاجتماعي.
بل هذه رؤية المهتمين بإدارة الجودة الشاملة TQM المرتبطة بأفكار" دمنج "Deming ففي جوهر تعليمه فكرة أن منظومة الشركة(المنظمة) مثلا تحدد بشكل كبير النتائج.
وهنا قد يأتي سؤال: من يُغيّر إذن؟
إذا كنا جميعا نتيجة لمنظومة إذا تغيرت تغيرنا وأن المشكلة في المنظومة لا في الأفراد فمن يغير؟
سنغافورة تغيرت. وأصبحت منظومة مختلفة إن صح التعبير. من صاحب التغيير. لا شك أن تغيرها غيّر الكثيرين فيها من حيث السلوك والطموحات والأولويات الخ ولا شك أيضا أن هناك من غيّر . قد يكون شخصا واحدا أو مجموعة أو شخصا جمع حوله آخرين وألهمهم التغيير فعملوا كفريق وغيروا. ويعرف الكثيرون الأب الروحي لسنغافورة وهو Lee Kuan Yewوهو رئيس وزراء سابق. هناك الكثير من الشواهد على تغير الانسان بتغير البيئة التي يعيش فيها(إلى أي مدى؟؟ لا أدري؟؟ما معنى أن يتغير "من هو" ؟ لا أدري. ولعلي أدري بعدين)

خالد سيف الدين عاشور
26 مارس 2010










 
  • Like
التفاعلات: أمل القحطاني
15 سبتمبر 2008
1,478
429
0
64

افكر كثيرا في التعليم والتعلم وتطوير التعليم ونظريات التعلم . ويشغلني بصفة خاصة تعلم الأطفال والبيئة التعليمية المناسبة لهم وأثر كل هذا عليهم. أفكر في مدارسنا ومناهجنا ومعلمينا . كيف يتغير كل هذا ؟ كيف نغير الفلسفة التعليمية ؟ ما الفلسفة التعليمية التي ينبغي أن نتبنى؟ ماذا نريد ؟ ما الذي نود أن نصل إليه؟
ما الذي يجعل طلابا ،كما قرأتم في المقال السابق، ينتقلون من الضجر وعدم الاستجابة إلى الاستجابة والحركة والنشاط والتفكير وطرح الأسئلة والرغبة في الاكتشاف والنهم المعرفي؟؟؟ ما هو السر؟؟؟
مدارسنا بوضعها الحالي مملة جدا وهذا أمر لا أظن أن أحدا يشك فيه أو أن ألأمر نسبي لأسباب مختلفة.
السؤال هو : كيف نجعلها مشوقة؟؟ بالترفيه ؟ لا
بالمعنى كما ذكرت من قبل ؟ نعم
وقد ذكر مؤلف الكتاب أن إيجاد فكرة متحركة أو مولدة للمعرفة ومنشطة للذهن وداعية للبحث ومنطلقة من ظروف الطلاب وغارقة في مشكلاتهم ومرتبطة بحياتهم، يحفز الطلاب للقيام بعمل ذهني ضخم ينتج ثروة من تعبيرات الطلاب في مقابل الجدب والقحط الذي نجده في مدارسنا من قبل المعلمين والطلاب.
ولا أظن أنه يمكن التغيير لإن التغيير يستلزم قدرة القيادات على تحمل الكم الهائل من الأسئلة والمواضيع التي سيتم طرحها من قبل المعلمين والطلاب كمواضيع العدل والظلم والقهر والهدر وتوزيع الثروة والفقر والمساواة والتحرش الجنسي وزواج الصغيرات وعمل المرأة والعنصرية والمناهج نفسها والمدرسة والاختبارات والمخدرات والمسكرات والتعليم والسجون والاستبداد الخ وهذا بدوره يفتح المزيد من الأبواب ويوسع الآفاق ويحرك الساكن ويثير الزوابع ويكسر الأبواب المغلقة ويزيل التكلس عن العقول ويمحو الصدأ وهنا تتفجر المعرفة وتتحول إلى قوة مُغيرة. وكما يقول المؤلف:" الإمامة(عكس الأمية) والوعي وحدهما لا تغيران ظروف القهر في المدرسة والمجتمع. المعرفة قوة فقط لهؤلاء الذين يستخدمونها لتغيير أحوالهم" هل نتحمل هذا؟؟ ولهذا لا أظن أن مدارسنا ستتغير ولا ارى أن اسلوب دمج التفكير للوصول إلى ما تم تقريره سلفا ينفع ولا النقاش إذا كان سيوصل الطلاب إلى ما يسمى بالإجابة الصحيحة ينفع.
هل سنقبل بطرح قضايا مختلفة من وجهات نظر عدة ومن وجهات نظر الطلاب أنفسهم؟
هل سنقبل التشكيك في معلومات تاريخية معينة مثلا؟
هل سنقبل أن يتبنى طالب أو طلاب نظرية أو فرضية تخالف ما في المقرر أو ما في ذهن المعلم؟ هل سنقبل أن يطرح الطالب سؤالا في المناطق المحرمة سياسيا ودينيا التي تحمل ألوان الطيف أصلا؟
هل سنقبل أن يبني الطالبُ معرفته ويخالف المحققين والمعلمين؟
هل سنقبل أن يناقشنا طالب في مسّلمات هي ليست مسلمات أصلا؟؟؟
هل سنقبل أن يصبح المعلم جزءا من مجموعة فصلية يترأسها طالب ويناقش موضوعا معهم ويناقشونه؟
هل سنقبل استضافة رجل من موقع معين ومناقشته؟
هل سنقبل أن يناقش الطالبات السياسة التعليمية والاختبارات وأسلوبها ؟؟؟
هل سنعمل على تنشيط مهارات التفكير العليا أم سنبقى على التلقين والتلقي والقولبة والسلبية لإخراج صور طبق الأصل؟
هل سنقدم عالما متغيرا أم ثابتا؟
وماذا عن علاقات الطلاب الصغار بعضهم ببعض؟ لماذا يجلسون ولا تسمع لهم همسا ؟ اين اصواتهم؟ اين حواراتهم الحقيقية؟ اين التعلم التعاوني الحقيقي؟ اين برلمانهم؟
يقول أحد المهتمين بالتعليم:"لو كنت معلم ابتدائية لكرست وقتي لمشكلات التفاعل بين الناس والعلاقات الاجتماعية . فأهم ما يتعلمه الطلاب ليس القراءة والكتابة والحساب بل العلاقات الاجتماعية"
ويقل بياجيه المعروف:"اذا كان الهدف من تدريب الذهن تشكيل الذكاء بدلا من ملئ الذاكرة وانتاج مكتشفين مفكرين بدلا من معرفة فقط ، فإن التعليم التقليدي مُدان بعجز مميت"
وكما ولد الانسان حرا، فقد ولد راغبا في التعلم ومحبا للاستطلاع والبحث والسؤال الا ان المدرس تحوله الى عبد وتقتل فيه حب الاستطلاع لان شعارها "كفيتم" وهذا شعار قتل الدماغ برصاصة تزعم أنها رصاصة الرحمة.

خالد سيف الدين عاشور
27مارس 2010
 
  • Like
التفاعلات: أمل القحطاني
15 سبتمبر 2008
1,478
429
0
64
للمهتمين بالتعليم (الجزء 3)

ستجدون مقالين نشرتهما في الجزء الثاني مع أنهما من كتاب يختلف عن الذي ألخصه الآن هناك فرأيت أن اضع الجديد هنا وبالله التوفيق

1
نظرت خلفي فوجدت كتابا عنوانه"تعزيز التعليم. التعليم النقدي للتغيير الاجتماعي" تأليف إرا شور. تصفحت المقدمة وعنوانها"اليوم الأول في الفصل: اجتياز الاختبار" وكانت أول جملة يكتبها هي" كجميع الأطفال ، أحببت التعلم لا التمدرس" . شدني العنوان والجملة الأولى وشدتني قصة المعلم عندما بدأ أول يومه في المدرسة كمعلم وهو يوم صعب على الكثيرين. يصف الطلاب وصفا أعجبني فهم ينتظرون من يقوم بالتعليم أو من " يفعل" التعليم لهم إن صحت العبارة وهذا ما يجيده كل معلم وما يريده كل معلم وما عليه النظام التعليمي أصلا. المعلم يقوم بالعملية التعليمية (أقصد التلقينية والإيداعية بالياء لا الباء) والطلاب بانتظار من يقوم بهذا . باختصار حاول المعلم الجديد أن يحرك الطلاب فطلب منهم أن يتحدث كل إثنين ثم يروي كل واحد من الإثنين ما فهمه من زميله إلا أنه لم يجد استجابة من الطلاب إلى أن طرح السؤال الآتي :"ما مشكلة الاختبار ولماذا ترونه غير منصف؟" وعندها علت الاصوات وبدأ النقاش . لقد طرح فكرة جعلتهم يجدون فيها فرصة للتعبير عن اصواتهم وعن المشكلات التي وَلّدتها تجاربُهم الخاصة.
ذكرني هذا بفصل أولى ابتدائي دخلته قبل أعوام وجلست في الخلف لأرى كيف يوظف المعلم الذكاءات المتعددة في درسه والحقيقية أنه لم يفعل ولاحظت سأم الطلاب وضجرهم (وهذا ليس مستغربا بل العكس هو المستغرب) إلى أن انتهى الدرس (وفي رأيي أنه كان درسا في الملل والسأم والمدرسة أفضل مكان لتعليم الملل) وطرح المعلم سؤالا على الطلاب وهو: لماذا لا توجد صورة ماما في الكتاب؟ (في موضوع العائلة أو الأسرة الأب موجود والأخت والأخ) وإذا بالطلاب يستيقظون ويقدمون إجابات مختلفة ثم جاء معلم آخر وسأل سؤالا: من يساعد ماما إذا لم تكن هناك شغالة؟ وإذا بالأيدي ترتفع والتفاعل يزيد إلا أن المعلم لم يعرف كيف يوظف فرص التعلم التي بدأت وفتحت أبوابها للأسف الشديد واصرّ على وجود إجابة واحدة لسؤاله وهي "كلنا يساعد أمنا".
لقد ذكرت من قبل كيف ينجح معلمون في إطلاق تفكير الطلاب واستخدام مواقف مختلفة للتعلم . فعندما لخصت "المدارس التي يستحقها أطفالنا" ذكرت:
في مدرسة تمهيدي في نيو جرسي استغل المعلم خللَ مواسير الحمام الذي أدى إلى تدفق الماء لمساعدة الأطفال على التفكير العلمي في مصدر الماء وكيف يمكن إصلاح الخلل.

وفي مدرسة في إلينويس حول معلمُ الصف الثالث ابتدائي الضجيج الصادر من أعمال بناء بجوار المدرسة إلى فرصة للتعلم.فكان على الطلاب مراقبة ما يحدث واستنتاج ما يحدث في كل مرحلة وتسجيل ذلك في دفاترهم ومناقشة ما شاهدوه بالإضافة إلى أفضل الكلمات لوصف ما شاهدوه.



وفي مدرسة متوسطة ترك المعلم الجدران عارية وكان على الطلاب أن يزينوها بما يختارون ووجد الطلاب أنهم ليفعلوا ذلك بحاجة إلى القياس واستخدام الكسور وقد رأى المعلم أن هذا قد يكون أفضل درس في الكسور على مرّ التاريخ.

وعندما تحدثت عن مدارسنا ليست أماكن للتعلم (أتحفظ على العنوان الآن لإنها تعلم الكثير ومنه كما ذكرت الملل)قلت:

المدرسة لا تجيب إذا جاءت فرصة التعلم تقرع على الباب.( بل تطردها) ( تصور لو أنّ طالبا في درس التاريخ سأل معلمه " كيف أعلم أنّ المكتوب أمامي في الكتاب قد وقع بالفعل كما كُتب" بم سيجيبُ المعلمُ الطالبَ؟؟؟؟)

خالد سيف الدين عاشور
25 مارس 2010

2
افكر كثيرا في التعليم والتعلم وتطوير التعليم ونظريات التعلم . ويشغلني بصفة خاصة تعلم الأطفال والبيئة التعليمية المناسبة لهم وأثر كل هذا عليهم. أفكر في مدارسنا ومناهجنا ومعلمينا . كيف يتغير كل هذا ؟ كيف نغير الفلسفة التعليمية ؟ ما الفلسفة التعليمية التي ينبغي أن نتبنى؟ ماذا نريد ؟ ما الذي نود أن نصل إليه؟
ما الذي يجعل طلابا ،كما قرأتم في المقال السابق، ينتقلون من الضجر وعدم الاستجابة إلى الاستجابة والحركة والنشاط والتفكير وطرح الأسئلة والرغبة في الاكتشاف والنهم المعرفي؟؟؟ ما هو السر؟؟؟
مدارسنا بوضعها الحالي مملة جدا وهذا أمر لا أظن أن أحدا يشك فيه أو أن ألأمر نسبي لأسباب مختلفة.
السؤال هو : كيف نجعلها مشوقة؟؟ بالترفيه ؟ لا
بالمعنى كما ذكرت من قبل ؟ نعم
وقد ذكر مؤلف الكتاب أن إيجاد فكرة متحركة أو مولدة للمعرفة ومنشطة للذهن وداعية للبحث ومنطلقة من ظروف الطلاب وغارقة في مشكلاتهم ومرتبطة بحياتهم، يحفز الطلاب للقيام بعمل ذهني ضخم ينتج ثروة من تعبيرات الطلاب في مقابل الجدب والقحط الذي نجده في مدارسنا من قبل المعلمين والطلاب.
ولا أظن أنه يمكن التغيير لإن التغيير يستلزم قدرة القيادات على تحمل الكم الهائل من الأسئلة والمواضيع التي سيتم طرحها من قبل المعلمين والطلاب كمواضيع العدل والظلم والقهر والهدر وتوزيع الثروة والفقر والمساواة والتحرش الجنسي وزواج الصغيرات وعمل المرأة والعنصرية والمناهج نفسها والمدرسة والاختبارات والمخدرات والمسكرات والتعليم والسجون والاستبداد الخ وهذا بدوره يفتح المزيد من الأبواب ويوسع الآفاق ويحرك الساكن ويثير الزوابع ويكسر الأبواب المغلقة ويزيل التكلس عن العقول ويمحو الصدأ وهنا تتفجر المعرفة وتتحول إلى قوة مُغيرة. وكما يقول المؤلف:" الإمامة(عكس الأمية) والوعي وحدهما لا تغيران ظروف القهر في المدرسة والمجتمع. المعرفة قوة فقط لهؤلاء الذين يستخدمونها لتغيير أحوالهم" هل نتحمل هذا؟؟ ولهذا لا أظن أن مدارسنا ستتغير ولا ارى أن اسلوب دمج التفكير للوصول إلى ما تم تقريره سلفا ينفع ولا النقاش إذا كان سيوصل الطلاب إلى ما يسمى بالإجابة الصحيحة ينفع.
هل سنقبل بطرح قضايا مختلفة من وجهات نظر عدة ومن وجهات نظر الطلاب أنفسهم؟
هل سنقبل التشكيك في معلومات تاريخية معينة مثلا؟
هل سنقبل أن يتبنى طالب أو طلاب نظرية أو فرضية تخالف ما في المقرر أو ما في ذهن المعلم؟ هل سنقبل أن يطرح الطالب سؤالا في المناطق المحرمة سياسيا ودينيا التي تحمل ألوان الطيف أصلا؟
هل سنقبل أن يبني الطالبُ معرفته ويخالف المحققين والمعلمين؟
هل سنقبل أن يناقشنا طالب في مسّلمات هي ليست مسلمات أصلا؟؟؟
هل سنقبل أن يصبح المعلم جزءا من مجموعة فصلية يترأسها طالب ويناقش موضوعا معهم ويناقشونه؟
هل سنقبل استضافة رجل من موقع معين ومناقشته؟
هل سنقبل أن يناقش الطالبات السياسة التعليمية والاختبارات وأسلوبها ؟؟؟
هل سنعمل على تنشيط مهارات التفكير العليا أم سنبقى على التلقين والتلقي والقولبة والسلبية لإخراج صور طبق الأصل؟
هل سنقدم عالما متغيرا أم ثابتا؟
وماذا عن علاقات الطلاب الصغار بعضهم ببعض؟ لماذا يجلسون ولا تسمع لهم همسا ؟ اين اصواتهم؟ اين حواراتهم الحقيقية؟ اين التعلم التعاوني الحقيقي؟ اين برلمانهم؟
يقول أحد المهتمين بالتعليم:"لو كنت معلم ابتدائية لكرست وقتي لمشكلات التفاعل بين الناس والعلاقات الاجتماعية . فأهم ما يتعلمه الطلاب ليس القراءة والكتابة والحساب بل العلاقات الاجتماعية"
ويقل بياجيه المعروف:"اذا كان الهدف من تدريب الذهن تشكيل الذكاء بدلا من ملئ الذاكرة وانتاج مكتشفين مفكرين بدلا من معرفة فقط ، فإن التعليم التقليدي مُدان بعجز مميت"
وكما ولد الانسان حرا، فقد ولد راغبا في التعلم ومحبا للاستطلاع والبحث والسؤال الا ان المدرس تحوله الى عبد وتقتل فيه حب الاستطلاع لان شعارها "كفيتم" وهذا شعار قتل الدماغ برصاصة تزعم أنها رصاصة الرحمة.

خالد سيف الدين عاشور
27مارس 2010


3
لا تنفصل المناهج أو المقررات المدرسية عن السياسة بحال. فالتي تعزز التفكير النقدي ليست أكثر" سياسية" من تلك التي ترفع شعار "ناموا ولا تستيقظوا ما فاز إلا النوم" فكلاهما له هدف. وأما هدف الثانية فهو إبقاء الأمور على ما هي عليه والاعتماد على السلطات بأنواعها والاحساس بأن التغيير لا يمكن وأن العالم والمعرفة جامدة وبالتالي لا تتفاعل المدرسة مع المتغيرات والأحداث الخارجية (كيوم الأرض مثلا) إلا وفق أجندة معينة وقوالب معدة سلفا . كما أن الذي يقدم لهم لاستهلاكه لا يناقش ولا ينتقد ولا تمارس عليه أي أنشطة عقلية عدا سين سؤال وجيم جواب.
ولهذا أيضا ذكرت من قبل أن المناهج لها تعاريف عدة ومنها ما لا يُقدم للطلاب. ولا شك أنه لم يقدم لهم لأسباب سياسية . والذي قدم لهم قدم لأسباب سياسية ولخدمة أغراض سياسية . وقمع العقل والسؤال والحيرة والتشكيك يتم لأسباب سياسية. فالمناهج ليست حيادية بحال. فتاريخ من وأدب من يتم تدريسهما ولماذا؟ ولماذا تم تجاهل ما لم يتم تدريسه؟
من وجهة نظر من نقدم الماضي والحاضر؟؟ ولماذا؟ أوجهة نظرهم هي الصواب؟ ومن قال هذا؟ فنحن مثلا نذكر قصة الفتوحات الإسلامية من وجهة نظرنا فماذا عن وجهة نظر من فُتحت بلادهم؟ اين أصواتهم؟ وهذا ينطبق على شعوب أخرى كذلك.
هل المناهج الدراسية متعددة الثقافات أي تقدم ثقافات الآخرين في المجتمع نفسه أو خارجه ليطلع عليها الطلاب؟
كما ان الأسلوب المتبع في التدريس سياسي كذلك وإن لم يكن مقصودا ولكنه كذلك.
يقول مصطفى حجازي في كتابه "التخلف الاجتماعي : مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور"
"ما زال التعليمُ في مختلف مراحله وبشكل إجمالي، سطحيا في معظم البلدان النامية في طرقه وفي محتوياته . طرق التعليم ما زالت تلقينية إجمالا تذهب في اتجاه واحد من المعلم الذي يعرف كل شيء ويقوم بالدور النشط إلى التلميذ الذي يجهل كل شيء ويُفرضُ عليه دورُ التلقي الفاتر دون أن يشارك أو يناقشَ أو يمارس، دون أن ُيعمل فكره فيما يُلقن. بالطبع لا تساعد هذه الطرق على اكتسابه التفكير النقدي الجدلي وبالتالي لا تكسبه الصيغ العلمية في النظر إلى الأمور. انه في أحسن الأحوال يحفظ العلم دون أن يستوعبه. يحفظ الامتحان دون أن تعد شخصيته بشكل علمي. "

يسأل المؤلف:"ما الذي يقوله المعلمون عن المادة المقررة؟ هل يشعر الطلاب بالحرية في مخالفة معلمهم؟هل يتجاوب الطلاب مع ملاحظات اقرانهم؟ هل يعملون في الفصل كمشاركين أم كمراقبين بعيدين لتبادل التعليقات في الفصل؟هل يطلب منهم التفكير النقدي في مادة ما ورؤية المعرفة كحقل للتفسيرات المختلفة أم يتم إطعامهم المعرفة كإجماع رسمي؟هل يعمل الطلاب متعاونين أم أن الفصل منافسة تُعلي من شأن الأكثر جزما ؟"

ولا أريد الخوض في تصميم المدارس والفصول وترتيب الماصات والمساحات الضيقة وإغلاق الأبواب الخ فكل هذا له دلالاته وكله جزء من منهج بلا شك.

خالد سيف الدين عاشور
28 مارس 2010



ما المقصود بتعزيز التعليم ؟
يقول المؤلف: " تدريس نقدي- ديمقراطي يهدف للتغير الشخصي والاجتماعي. إنه برنامج يرتكز على الطالب بغرض ديمقراطية متعددة الثقافات في المدرسة والمجتمع. وتتعامل مع نمو الفرد كعملية نشطة وتعاونية واجتماعية لإن الفرد والمجتمع يبني أحدهما الآخر. فالبشر لا يبنون أنفسهم في فراغ والمجتمع لا يبني نفسه حتى يبنيه الناسُ سويا. وأهداف هذا النوع من التعليم ربط النمو الشخصي بالحياة العامة بتطوير مهارات قوية ومعرفة أكاديمية وعادات الاستقصاء وحب الاستطلاع النقدي في ميدان المجتمع والسلطة واللامساواة والتغيير"
وقد يتحسس البعض من الديمقراطية وأنا هنا أقصد بها التداول السلمي للسلطة والمشاركة الشعبية في صنع القرار في ظل ثوابتنا كمسلمين وإن كنا سنطرح سؤال ما الثوابت؟ والذي يبدو أن الثوابت هي ما جاءت بها النصوص قطعية الثبوت وقطعية الدلالة والله أعلم.
لا شك أنه كلام كبير وضخم ويحتاج إلى جهد جبار لنصل بالتعليم إلى هذا المستوى ونتحمل نتائج هذا المستوى.
لا بد من تعليم الطلاب كما يقول أحد المهتمين بالتعليم هذا:"ليناضلوا من أجل نوعية حياة يستفيد منها الجميع" وقال:" لا بد أن يُدافع عن المدارس كخدمة اجتماعية هامة تعلم الطلاب أن يكونوا مواطنين ناقدين يستطيعون أن يفكروا وأن يقبلوا التحدي وأن يغامروا وأن يؤمنوا بأن أعمالهم ستغير المجتمع الأكبر"

وقد اقترح المؤلف أجندة قيم لهذا التعليم التعزيزي وهي:
1- المشاركة
2- التأثير
3- مناقشة للمشكلات
4- الارتباط بحياة المتعلمين
5- تعدد الثقافات
6- الحوار
7- فحص حياتنا الاجتماعية
8- ديمقراطية
9- البحث
10- التداخل
11- النشط
ولا بد من شرح هذه القيم والحديث سيطول .
وما سبق يبين أن إصلاح التعليم لا يكون بمجرد تغيير مناهج وفصول ودهان وسبورة ذكية أو غبية وتقييم مستمر أو منقطع وداتا شو وكلمة"فَكر" في المقررات واختصار المقرر أو الإضافة إليه الخ القضية أعمق وأوسع وقضية وطن بكامله وماذا يريد تماما من الأجيال القادمة وكيف يرى مستقبله دينيا واجتماعيا وسياسيا وقتصاديا الخ وهل يريد أن تكون المدارس والجامعات مغيرة أو مثبتة لوضعه وعقول الناس وما الذي يريد أن يغيره وما الذي يريد أن يبقيه . كما أن المسألة ليست في التركيز على الرياضيات والعلوم فقط بل التركيز على الإنسان صانع الحضارات والنهضات .

خالد سيف الدين عاشور
28 مارس 2010






 
  • Like
التفاعلات: أمل القحطاني
15 سبتمبر 2008
1,478
429
0
64
4

قبل أن أبدأ أود أن أشير إلى أني لم أورد نموذج المدرسة التي تستخدم النقاط تأييدا لهذا الأسلوب فهو أسلوب في رأيي لا يجدي ولا يسمن ولا يغني من جوع وقد لخصت في هذا كتابا أو أجزاءا منه ووضعته في هذا الرابط لمن أحب الاطلاع
http://www.airssforum.com/f1084/t71798.html

نعود إلى موضوعنا
السؤال الثاني: كيف ننظر إلى الطبيعة البشرية؟

هنا يختلف الناس كما يختلفون في قضايا كثيرة ومتعددة. والاختلاف يترتب عليه أمور كثيرة. فالذي يرى الطبيعة البشرية بمنظار أسود سيعامل الإنسان أو الطفل بالأسلوب الذي يناسب رؤيته والعكس كذلك.
كما أن الإجابة على هذا السؤال تقود إلى ما يريد المؤلف أن يصل إليه. ولن أخوض في هذا الموضوع الآن. أعود إليه فيما بعد.
السؤال الثالث:ما الهدف النهائي؟
ما الهدف النهائي من تعليم القيم؟
يستطيع كل واحد أن يقدم إجابة. هل الهدف السلوك الحسن؟ التكيف مع المجتمع؟ عدم الخروج عن المألوف؟
ماذا لو كان الهدف مساعدة الطلاب على ان يكونوا أعضاء فعالين في تغيير المجتمع نحوالأفضل أو تعزيز العدالة الاجتماعية وإقامة الشورى الحقة ورفع مستوى وعي الإنسان بنفسه ومجتمعه والإنسانية ورفع مستوى اهتمامه بالآخرين وبعالم الأفكار ؟ ما الفرق بين هذه الأهداف والأهداف السابقة؟؟؟؟

السؤال الرابع؟
أي قيم؟؟؟؟
أي قيم نعلم؟ وكيف نعلم هذه القيم وهل يمكن أن نعلم الناس القيم وهل بتعليمهم القيم يتبنون القيم وهل من حقنا أن نعلمهم ما نراه نحن قيما أو ما نقيمه نحن في المدرسة مثلا؟
في المدرسة نقيم الخضوع والهدوء والسكوت وتلبية طلبات المعلم وعدم مناقشة المقرر وعدم الخروج عن المألوف. هل هذا ما نريد أن نعلمه؟ وهل هذا يبني شخصية مسؤولة كما نتمنى؟؟؟؟
ماذا لو أن أحدا رأى أن نعلم الطلاب قيمة أن يروا وجهات نظر الآخرين وأن يناقشوا ما يُقدم لهم ولا يسلموا لكل ما يقدم لهم مهما علا كعب مؤلفه ومقدمه؟؟ أهي قيم مقبولة؟؟ أتنشئ مسؤولين أو أناسا يتحملون المسؤولية؟؟

السؤال الخامس:
ما هي نظرية التعلم؟
كيف تعلم القيم وكيف يتم التعلم؟
لاحظ المؤلف أن الطريقة التي يتم بها تعليم القيم هي بالنصح والإرشاد والإلزام والمديح (مدح من يطبق ما يطلب منه) وتقدم اختبارات وهذه الاختبارات من نوع الاختيارات إلا أنّ الإجابة الصحيحة واحدة وحتى عندما يُطرح الموضوعُ للنقاش ويسمح للطلاب بالنقاش والوصول إلى نتيجة معينة وتكون خاطئة وفق المقرر، فإن المعلم يعلمهم سبب الخطأ.
ويختصر المؤلف الموضوع بقوله إن القيم يتم إيداعها في الطالب ونقلها إليه ويشبه الطلاب هنا بمستقبِلات سلبية او قطع من الصلصال يتم قولبتها او حيوانات يتم ترويضها او كمبيوترات تتم برمجتها.
والملخص هو أن طريقة التعليم تتبع نموذج يرى الطلاب أشياء يتم التحكم بها بدلا من متعلمين مشاركين بفعالية في التعلم. فالهدف ليس مساعدة الطلاب أو الأطفال على النضج الاجتماعي والأخلاقي بل الهدف هو خضوع الأطفال لما يُملى عليهم وفرق شاسع بين الهدفين.
خالد سيف الدين عاشور
2 إبريل 2010



5
لقد لفتّ المؤلفُ(مؤلف " ما الذي ينبغي أن تبحث عنه في الفصول") انتباهي إلى أمور مهمة وهي أن الأطفال ليسوا حيوانات أليفة لا بد من ترويضها أو أشياء لا بد من التحكم فيها(ولا يعني هذا أن نفلت الحبل على الغارب) أو التلاعب بها أو صلصالا لا بد من قولبته بل هم بشر من بني آدم وهم متعلمون بالفطرة ولا بد ان يكون هدفنا هو أن نساعدهم على النضج الاجتماعي والأخلاقي وهذا بدوره يساعدنا نحن على النمو والنضج . تخيل لو أن ابنك رفض أن يعطي صديقا له لعبة وحاروت طفلك لتقنعه ولم يقتنع ولم تستخدم معه الوعد والوعيد أو الفهلوة السخيفة التي يتبعها البعضُ وتعاملت معه بجد لا بسخرية وعباطة ومع ذلك لم يقتنع ولم يتنازل عن لعبته ولم تنجح أنت في محاولا تك أي في الوصول إلى النتيجة التي تريدها أنت ونجح هو في الإبقاء على لعبته وعدم إعطائها لصديقه . كم تعلمت أنت وكم تعلم هو من هذا الموقف؟؟؟ أنت لم تحاول ،كما عبر المؤلف، شراء سلوكه وهذا تعبير رائع لإن البعض يشتري سلوك ابنته بوعدها بمكافأة لو أنها أعطت صديقها لعبتها والبعض يُجبر ابنته على إعطاء اللعبة للصديق (يكسر راسها) ويكسر إرادتها لأساب منها : إيش يقولوا عننا؟؟ ومنها ليعلمها (زعم) الكرم والإيثار والعطاء !!!!!!!!!!وقد أعجبني "ستيفن كوفي " كما يحكي في كتابه "العادات السبع" عندما وقع له مثلُ هذ الموقف مع ابنته التي أبت أن تُشرك غيرها في العابها فما كان منه إلا أن أخذ العابها بالقوة وأعطاها لأصدقائها ويعبر عن هذا بكلام رائع:" لقد استعرتُ قوة من موقعي كأب وسلطتي وأجبرتها على عمل شيء أريدها ان تقوم به" وهذه قضية مهمة جدا لا بد من الالتفات إليها. وبعد حين، ذهبت السكرة وجاءت الفكرة وذهب الانفعال وبدا التفكير وذهب مفعول الدماغ الحوفي (العاطفي) وبدأ عمل النيوكورتكس وذهب التفكير في اللحظة وما سيقوله الآخرون عنه وبدأ التفكير في ما الذي يريد أن تكون عليه ابنته مستقبلا وكيف يريدها أن تكون وهل ما فعله سيؤدي إلى هذا الذي يريدها ان تكونه ويريد لعلاقته بها أن تكون . لقد ذبح الأوزة فكيف سيحصل على البيضة الذهبية؟ ويحتاج الان لعمل، لا كلام ليستعيد الثقة التي- لعلها- فقدت بينهما بسببب فعله . والكلام لا يخرجك من مشكلة أوقعك سلوكك فيها كما يقول. كما أنه انتبه إلى قضية مهمة وهيأنه لم يستطع أن يعطيها صبرا وفهما ،وتوقع مع ذلك، ان تعطي أشياءها !! لا استطيع أن اعطي وأنا في الخمسين أو الأربعين، وأطالب طفلة في الخامسة أن تعطي !!! عجيب جدا . وقال كلمة بليغة وهي :"من الاسهل ان تعمل من مستوى عاطفي منخفض وان تعطي نصيحة من مستوى عال" بمعنى أن النصح سهل والتطبيق صعب.
وهنا أعجبني ما قاله "ألفي كن" من أن تعليم القيم اليوم يركز على العادات أي السلوك ويتم شراء السلوك بالوعد والوعيد كما أن طريقة تعليم القيم تلائم منتجها او انتاجها . يعني ، كما يذكر، بأن نموذج نقل القيم مصحوبا باستخدام المكافآت والعقوبات لتامين الطاعة يبدو انه مناسب اذا كانت القيم التي تحاول ان تنقلها للطفل هي اشياء كالطاعة والولاء واحترام السلطة . الا ان هذا الاسلوب لا يرى الفرق بين الاجراء والنتيجة . فعندما نجادل في موضوع اي القيم نركز عليها ، فنحن نسير في طريق محاكمة القيم . وعندما نتحدث عن افضل الطرق لتعليم هذه الاشياء ، فاننا نكون واصفين لا مقدمين علاجا. وحتى لو كنت محبا للقيم التي يقدمها تعليم القيم ، فان محاولة نقل القيم يفسد المشروع لان هذا لا يتماشى مع كيف يتعلم الناس . بمعنى أننا نريد نتيجة ولكن أسلوبنا لا يوصلنا لهذه النتيجة.
ولا بد من ايجاد طريقة غير نقل القيم بلا تفكير اذا اردنا اناسا اصحاب خلق وليس اناسا يقومون بما يُطلب منهم فقط .
"اذا اردنا اطفالا يقاومون (ضغط الزميل) ولا يكونون ضحايا لافكار الاخرين فلا ، بد ان نعلم الاطفالَ التفكير في الافكار كلها ومنها افكار الكبار" كما تقول ريتا درفيز وبتي زان
وإذا قمنا بزراعة القيم كما نزرع نباتا وتعاملنا مع الطلاب على أنهم مُتلقون وسلبيون ومقولبون فماذا نتوقع؟؟ وكيف نتوقع ألا يأتي غيرنا ليزرع فيهم قيما أخرى بنفس الأسلوب اي الأسلوب النقلي والإيداعي (بالياء) والشحن العاطفي العالي واللعب بالمفردات ؟؟؟ طالب لا يتعلم أن يفكر في شيء كيف نطلب منه أن يفكر يا قوم ؟؟ هل يكفي أن نقول: فكر ...فكر...؟؟؟؟؟؟
استغرب من قوم يحصدون ما زرعوا ثم يغضبون ويسألون "أنّى هذا" والجواب "قل هو من عند أنفسكم" "والذي خبث لا يخرج إلا نكدا"
يقول المؤلف:" لا بد من دعوة الأطفال للتفكير في القضايا المعقدة ، وأن يعيدوا صياغتها في ضوء تجاربهم وأسئلتهم وأن يستنتجوا بأنفسهم ومع الآخرين اي نوع من الناس يحب أحدُهم أن يكون وأي التقاليد تستحق الإبقاء عليها وكيف يتصرفون عندما تكون قيمتان اساسيتان على المحك"
إن التعليم الديني وغيره اليوم في مدارسنا وجامعاتنا لا يساعد الطلاب على شيء من هذا بل تسطيح غريب بعيد عن الحياة المعقدة في جوانبها المختلفة.
ويُقدم الصحابة بسطحية عجيبة والتابعون وكأنهم عاشوا بلا مشاكل خارجية وداخلية ولم يتعرض أحدهم لصراع قيم ويهز الناس رؤوسَهم في خطب الجمعة السطحية الضحلة في الأغلب للأسف الشديد.
مدارس سطحية وفضائيات أكثر سطحية إلا الندرة وخطب جمعة منقولة من كتب ينتمي بعضها إلى عالم آخر وزمان آخر ومجتمع لا يعيشه الناس اليوم.
وصدق من سمى كتابه "النباهة والاستحمار"
وبس
خالد سيف الدين عاشور
3 إبريل 2010






6
أود ان ابدأ بهذه المقولات:

"ما زال التعليمُ في مختلف مراحله وبشكل إجمالي، سطحيا في معظم البلدان النامية في طرقه وفي محتوياته . طرق التعليم ما زالت تلقينية إجمالا تذهب في اتجاه واحد من المعلم الذي يعرف كل شيء ويقوم بالدور النشط إلى التلميذ الذي يجهل كل شيء ويُفرضُ عليه دورُ التلقي الفاتر دون أن يشارك أو يناقشَ أو يمارس، دون أن ُيعمل فكره فيما يُلقن. بالطبع لا تساعد هذه الطرق على اكتسابه التفكير النقدي الجدلي وبالتالي لا تكسبه الصيغ العلمية في النظر إلى الأمور. انه في أحسن الأحوال يحفظ العلم دون أن يستوعبه. يحفظ الامتحان دون أن تعد شخصيته بشكل علمي. "
المصدر: كتاب"التخلف الاجتماعي : مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور"/ مصطفى حجازي



نسمع اليوم كثيرا من السياسيين والقادة التربويين يتحسرون على مستوى الطلاب في العلوم والرياضيات ولكننا نسمع القليل المفيد عن الحاجة لبرامج تساعدهم على تطوير امكاناتهم الإبداعية. ولا شك أنّ التفوق في الرياضيات والعلوم أهداف ذات قيمة خاصة لمن يميلون لهذا التخصص بطبيعتهم ولكن ماذا عن تعليم الصغار أسس العملية الإبداعية؟وماذا عن إعدادهم للعمل باستقلالية في المجتمع الذي سيعيشون فيه؟ وإذا كنا أمناء، فلا بد أن نعترف بأن الهدف الباطن لجميع المدارس العامة وأغلب المدارس الخاصة لسنوات طويلة كان تزويدَ الطلاب بمهارات واتجاهات تجعلهم عاملين لهؤلاء الذين سيخدمون أجندتهم طوال حياتهم( يقصد أصحاب رؤوس الأموال مثلا) ولم تكن الأهداف مساعدة الطلاب على اكتشاف فلسفتهم وبناء أهدافهم عليها"

Zen and the Art of making Living by Laurence G. Boldt




"التعليم تقديم تفسيرات وسؤال عن أسباب وقوع الأحداث والأمور واكتشاف البدائل وليس معرفة وجهتي نظر قضية ما ،ثم الموازنة بينهما "
Whose Wars ? Teaching About the Iraq War and the War on Terrorism/ A Rethinking schoolsCollection

ما الذي يطلب المؤلف التخلص منه؟
يطلب التخلص من نظرية سكنر ولعلكم اطلعتم على ملخص كتابه "العقوبة بالمكافأة" وقد اشرت إليه كثيرا.
ما الذي طلب المؤلف القيام به كبديل؟
1- اجتماعات طلابية منتظمة يخطط الطلاب فيها ويقررون ويفكرون
2- اعطاء الطلاب فرصا لرؤية الامور من وجهات نظر مختلفة أي كيف يرى الآخرون العالم مثلا. فأنشطة تنمي فهما لكيف يفكر الاخرون ويشعرون له أهميته في الجانب الاخلاقي كما انه ينمي الجانب الذهني
3- استخدام الأدب لتعزيز القيم. وقبل أن أكمل أنقل ما يلي:

" إن براعتي كمعلمة هي اكتشاف قصة أو كتاب يساعدان طلابي على رؤية أنفسهم قادرين على التغلب على المعيقات الاجتماعية أو البحث عن قصيدة تلهمهم كتابة قصائد احتفائية بحياتهم أو وضع وحدة منهجية تربطهم بقضايا الحياة الملحة"

" ...أختار كتبا ووحدات تزود الطلاب بأمثلة لطرق وأساليب يستخدمها الناس لتنظيم أنفسهم من أجل التغيير وأجد قصصا تضع الشخصياتُ فيه اهتماماتهم الأنانية في سبيل الصالح العام...."

..... " أستطيع أن أضع منهجا يفحص الأدب والتاريخ ليساعد الطلاب على رؤية الطريقة التي استخدمها العرق والطبقة لرفع أقوام ووضع آخرين وتهميشهم. ولكنني أيضا اخترت أدبا يعلي من شأن مقاومة المضطهدين بدلا من التركيز على هزيمتهم....
Beyond anthologies by LindaChristensen . From rethinking Schools magazine .Volume 22, Number 2 Winter 2007-08

ويرى المؤلف أنه لا بد من تقديم الأدب (قصص وشعرالخ) الذي يقدم قضايا ومسائل أخلاقية ولا ينبغي أن نقدم لهم القصص المثالي الذي نعرفه جميعا بل الأدب الثري المعقد الذي يعكس الحياة وما يدور في أخلاد الناس والصراع الذي يحدث بينهم وفي دواخلهم بدلا من التسطيح الذي نقدمه لطلابنا . ولا ينبغي أن نحاول حماية أطفالنا وطلابنا من الغموض والتعامل معه . واعتقد أننا مثلا نجد أمثلة في حياة الصحابة كحادثة الإفك وقصة حاطب وقصة سلمان الفارسي وقصة إبي ذر وعدم تحمله للتطور بأشكاله وقصة كعب بن مالك وقصة يوسف عليه السلام ومقتل عمر وعثمان وعلي بعيدا عن المثاليات والطريقة التي تقدم بها هذه القصص وأيضا حيرة ابراهيم عليه السلام وحي بن يقظان الخ ولعلي أعود إلى هذه النماذج لأبين ما أريد تماما.
وهذا ذكرني بما ذكرته عندما لخصت كتاب "36 طفل"
(بدأ العام الدراسي وتعرف المعلمُ على الطلاب وجاءت المناهج أو المقررات الدراسية كالرياضيات والقراءة والاجتماعيات. المشكلة، مثلا، أن مواضيع القراءة غير مشوقة ومسطحة إن صح التعبير بعيدا عن تعقيدات الحياة الحقيقية ولا تقدم إلا المبهج في الحياة وحددت المبهجَ بالمقبول من قِبل الناس.والشخصيات التي في مواضيع القراءة طيبة وبسيطة وبالتالي ليست حقيقية ولا يمكن لأحد أن يقتنع بهذه المثاليات في عالمنا. وشعرَ المعلمُ بأن المقررات تطلب منه النفاق، والمنافق لا يستطيع أن يكسب ثقة الطلاب وبالتالي لا يمكنه أن يعلمهم.)
و:

(قضى المعلم وقتا يقرأ لطلابه عن الحب والكره والغيرة والخوف والحرب والدين والنصر والهزيمة وقرأ بأصوات السخرية والبهجة والتهكم واللامبالاة. أليست هذه الحياة؟ فلم الطبعة المزورة عنها في المدرسة؟؟!)
وعندما تحدثت عن التعليم للفهم ذكرت مستويات الفهم:

1- مستوى المحتوى: يقرأ القصيدة وبشرح الكلمات ويتوقع أن يعرف الطلاب القصيدة أو يحفظونها..............
2- مستوى حل المشكلات: يقدم الطالبات تفسيرات

ففي كل يوم يولد المرء ذو الحِجا # وفي كل يوم ذو الجهالة يلحد
ما الذي يقوله العقاد هنا؟

لماذا يولد صاحب العقل كل يوم؟

فماذا عن:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله؟؟؟؟

3- المستوى الإدراكي:يقدم الطالبات أسباب تفسيراتهن

4- مستوى المسائلة:

الطالبات يسألن ويحترن و.................

وليس من المناسب أن نحاول توجيه الحديث او غيره ليخدم ما يريده المعلم أو المنهج . فليناقش الطلاب بحرية وليخرجوا مكنوناتهم وليفكروا مع المعلم وليوجدوا حلولا إن أمكن وليقدموا قصصهم وهكذا........

لماذا لا يناقش الطلاب الكذب والقهر والظلم والعدل والمساواة والعنصرية والهدر بأنواعه الخ؟؟؟
أرجو من تعليمنا أن يعيد النظر في فلسفته التعليمية وأن يعلم أن سنوات من إيداع المعلومات والقيم والأخلاق لم ينجح وأنه لا بد من إعادة النظر في كل هذا. القضية ملحة ومهمة جدا جدا.

خالد سيف الدين عاشور
3 إبريل 2010
 
  • Like
التفاعلات: أمل القحطاني
15 سبتمبر 2008
1,478
429
0
64

الفصل الخامس
مقاومة التعلم التعاوني
لماذا؟
لماذا يقاوم بعضُ المعلمات والمعلمين التعلم التعوني؟
1- قصور من قِبل المدربين في تقديم مفهوم التعلم التعاوني
2- الطريقة التي يهدد بها التعلمُ التعاوني مفاهيم المعلمين أو بعضهم او بعضها

كثير من المدربين يقدمون التعلم التعاوني بسرعة وفي ساعات قليلة وينصرفون . وعند التطبيق تظهر أسئلة لا يوجد من يجيب عليها أو مشكلات لا يستطيع المعلم أن يقدم لها حلا(ومشكلة بعض المعلمين أنه يريد من يقدم له الحل ولا يبحث عنه ). مثل: أن يرفض طالبٌ العمل مع آخر أو أن ترفض الإدارة هذا المفهوم أو أن يخاف بعض الطلاب العملَ الجماعي الخ
فكثير من المشكلات لا تظهر إلا عند التطبيق وقد يحتج بعض المعلمين بها للعودة إلى أسلوبه القديم لإنه لا يريد التغيير أو لإنه فعلا لا يعرف كيف يتعامل مع المشكلات أو الإجابة على الأسئلة أو ليثبت أنه اسلوب فاشل .
فإذاً ، واحدة من عواقب هذا التدريب غير الكافي هي إخفاقه في عرض الأسئلة والمشكلات التي تظهر عند التطبيق وأخرى إخفاقه في التفكير في الذي يعنيه التعلم التعاوني والذي لا يعنيه.
وهذه 3 أخطاء في فهم التعلم التعاوني:
1- أنه نوع من الخروج عن التعليم الجاد ونوع من التخفيف عن الطلاب
"يلا يَبني شوية تعلم تعاوني عشان ترتاحوا". (والبعض يجمعهم حول طاولة واحدة وخاضة عند زيارات بعض المسؤولين وهل قتلنا إلا التصنع والتمثيل والنفاق؟)
2- وضع الطلاب في مجموعات فقط ( اسماه معلم لا أذكر غسمه التعلم الزُمَري.) وهذا بكل تأكيد ليس تعلما تعاونيا .فإذا لم يؤد إلى ما سمعه المعلم من المدرب من فوائد التعلم التعوني ، فالخطأ ليس في التعلم التعاوني وإنما لإن المعلم يقدم مهمة لا تحتاج للتفاعل بين الطلاب فلا يهيء لهم هذه البيئة. كما أنه لم يُعطهم أي توجيه له علاقة بالمهارات الاجتماعية . كما أن تذكيرهم بأهمية التعلم التعاوني فقط لا يجدي ."تعاونوا ...تعاونوا...".
3- التعاون لا يعني الاتفاق.والسؤال هنا ليس :هل سيظهر الاختلاف بينما يلعب الناس بالافكار او يكافحون لاتخاذ قرار لإن الاختلاف سيظهر ولا بد (ولهذا لا نقوم بهذا في مدارسنا). السؤال هو :هل سيظهر الاختلاف في سياق التعاون او التنافس؟
وعلى المعلمين الا يختاروا بين تهيئة الفصل للوصول الى اجماع مزيف او حالة يكون فيها الاختلاف قائما ولكن يُعبر عنه بمناظرة تدريبية .فيتم تقسيم الفصل إلى مجموعتين ويختار المعلم موضوعا سطحيا وتبدأ المناظرة وأعينهم على المعلم والهدف الفوز!
فالخيار الاول يطلب من الطلاب نفي الواقع المعقد ، كما انه يحرمهم من التعلم الحقيقي. والخيار الثاني يحول الدرسَ من الموضوع الذي يناقشه الطلاب الى الرغبة في الفوز ."الفائز هو الفريق الأول" في مناظرة لا تسمن ولا تغني من جوع ولكني مقتنع أن الوهم لا بد منه.
البديل؟؟؟
الدعوة للاختلاف ووضعه في اطار الخلاف البنّاء. ونحن لم نالف هذا الخلاف البناء. (حتى الفرق الإسلامية لم تعرفه ومارست كل فرقة إقصائية عجيبة للفرق الأخرى وليتهم تلاقحوا فكريا لإني أحسب أن لو فعلوا لكان إسلامنا اليوم يتخلف عن إسلامنا اليوم أي طبعة مختلفة مزيدة ومنقحة أو مختلفة تماما ولكن سار التاريخ في مسار وكانت النتيجة هي ما بين أيدينا وختم بالشمع الأحمر.)
(بل لاحظ كيف نقدم اختلاف الصحابة في كتب كالعواصم من القواصم وغيرها. ووجدنا مهربا وهو ابن سبأ فلنحملة المسؤولية كاملة )
لقد اجتمعوا الطلاب ليتعلموا ولكن لا يعني هذا أن عليهم تجنب الاختلاف .


لماذا يشكل التعلم التعاوني تهديدا للمعلمين أو بعضهم؟
1- يقلل من تحكم المعلم وقدرته على التنبؤ: ليه؟ لإنه يُطلب من المعلم أن يوجه الطلاب إلى أن يُعِين أحدُهم الآخرَ كما أنه يفتح الباب أمام غير المعروف (يا دين محمد)وغير المُتأكَد منه والمجهول وغير معروف النهاية ويوصد باب الدرس المُخَطط له ومعروف النهاية. (راجع كتاب "رعب السؤال")
التعلم التعاوني يقدم عنصرا جديدا كما يقول المؤلف وهو انّ "التعلم لم يعد شيئا يَحدث عندما يُكوّن الطفلُ معنى للنص او العالم فقط ، التعلم يحدث إلى حدٍ ما عندما يتفاعل الطلاب مع بعضهم بعضا"

لماذا يخيف هذا المعلم؟؟ لإن البعض من المعلمين (وهي ثقافة نعيشها في كل مكان) لا يريد اسئلة لا يعرف الإجابة عليها ولا الدخول في منطقة لا يحمل خريطتها ولا يتحمل اسئلة تفجر المجهول وتفتح باب الاحتمال والتشكيك والافتراض لإنه ألِف أن كل شيئ "تمام يا فندم." هكذا تعلم وهكذا يُعلم .

2- التعلم التعاوني يتطلب الانتباه للأهداف الاجتماعية:
كثير من الطلاب بعد التخرج لا يحسن الكثير من الاعمال التعاونية والعمل ضمن فريق لإنه ببساطة لم يألف هذا الأسلوب ولم يكن يتعلم بهذا الأسلوب كما أنه لم تُنم مهاراتُه الاجتماعية أو ذكاؤه الاجتماعي .فتراه لا يحسن التعامل مع الاختلاف ويخافه أو أنه يتعامل معه بقهر الآخر أو الوقوع ضحية لقهر الآخر كما يذكر المؤلف.

ولا شك أننا نريد من المدارس متعلمين جيدين ونريد أيضا أناسا جيدين .ومن الخطأ أن يُوظف التعلم التعاوني وسيلة للجانب الأكاديمي وننسى قيمته بمعنى أن نستخدمه كوسيلة فقط أو جسر ولا نراه قيمة في ذاته . فقد يتعلم الطلاب بالتعلم التعاوني الكثير من المواضيع ونريدهم أيضا أن يتعلموا مهارات اجتماعية من التعلم التعاوني فهو وسيلة وغاية في الوقت نفسه. كما أنه –وهذا مهم ويُغفل عنه- يهيئ بيئة فصلية يهتم افرادها بالآخرين فهو تجمع بشري يتفاعل أفراده بعضهم مع بعض وهذا له آثاره التي لا تخفى على أحد حاضرا ومستقبلا.(إنت فين والحب فين؟)

خالد سيف الدين عاشور
4 إبريل 2010
 
  • Like
التفاعلات: أمل القحطاني
15 سبتمبر 2008
1,478
429
0
64
3- التعلم التعاوني يتحدى التزامنا بالفردية:
ادخل أي فصل، تجد أن كل طالب يعمل وحده وحتى طريقة رص الماصات توحي بهذا فلا مجال لتعاون على الاطلاق بل التنافس هو سيد الموقف والفردية في العمل تطل بابشع صورها وكل تعاون يسمى غِشا وصدق من سمى الفصل فصلا. هو لا يفصل بين الفصول ولا بين الطلاب في الفصل الواحد فقط بل بين الطالب ونفسه وامتداداته)
والتعلم التعاوني لا يقلل من نمو الطالب الشخصي والاكاديمي كما يذكر المؤلف ولا يفقد الانسان به نفسه وسط المجموعة . إن التعلم والنمو الشخصي والاكاديمي وتطوير المهارات الاجتماعية لا يحدث عندما يكون التوجيه صادرا من المعلم وحده ولا يحدث بقراءة المقررات ومخاطبة النصوص بل بالتفاعل بين الطلاب وبينهم ومعلمهم وبينهم وزوارهم وبينهم والمجتمع الحقيقي.

4- التعلم التعاوني يتحدى التزامنا بالمنافسة: وادخل أي فصل تجد المنافسة بين الطلاب بتشجيع المعلم والنظام . المنافسة لنيل العلامات العالية ، والتفوق - كما يسمى- والمنافسة لإرضاء المعلم والعمل على الفوز في السباق الذي ليفوز فيه واحد لا بد ان يخسر فيه الآخر وصدق من قال بأنه في سباق الفئران يفوز فأر ومع ذلك يبقى فأرا. والمنافسة تعبر عن نفسها بالمقارنة بين الطلاب ويقوم بهذا المعلم لينتشي الطالب الذي مدحه المعلم وأثنى على إجاباته الصحيحة وفق المقرر والمنهج والثقافة ووفق معايير المعلم للصح والخطأ.
ويرى المؤلف بأن المنافسة تعني ترتيبا بأن الشخص ينجح إذا أخفق الآخرون أو غذا عمل ‘لى أن يخفقوا.

وهنا تذكرت فتاة أعرفها في الخامسة من عمرها وتعيش في بيئة يسيطر عليها "الصح والخطأ "و "أنا فزت وأنت خسرت" (والخوف أن تستمد قوتها من هذا) و"هل تحبني إذا خسرت؟" ولا بد من تقليل شأن الآخرين لتشعر بالرضا!!!!!! بمعنى أن غيرها اصبح هو المقياس وأنها بحاجة إلى اعتراف الآخرين بها لتشعر بكيانها ووجودها وهذا مخيف جدا كما أنه لا بد من تحقير البعض لتنتشي هي.
هل فعلا لا بد من ذلك في البيت والمدرسة والمجتمع؟ كيف سيشعر الخاسر وفق مقاييسنا ؟ وهل خسر فعلا؟ وما الذي خسره؟ وألا توجد معايير أخرى؟ وهل التفوق هو الانتصار على الآخرين؟؟؟؟؟؟؟ وما الذي نخسره هنا كأفراد ومجتمع؟؟؟؟


خالد سيف الدين عاشور
4 إبريل 2010

 
  • Like
التفاعلات: أمل القحطاني
15 سبتمبر 2008
1,478
429
0
64
وسأركز على موضوع المنافسة وإن كنت الخص كتابا للمؤلف عن المنافسة وسأكمله بحول الله وقوته .
البعض يسيء للتعلم التعاوني عندما يحول الفصل إلى مجموعات متنافسة أو يبقي على جو المنافسة بين الطلاب عندما يوقف التعلم التعاوني ليعودوا إلى الجهد الفردي.
وأود أن أذكر سريعا بأكاذيب أربع ذكرها المؤلف في كتابه الآخر عن المنافسة وهي:
المنافسة طبيعة بشرية
وتدفعنا لإخراج أحسن ما عندنا
وهي أفضل طريقة للاستمتاع
وتبني الشخصية

وكثير من الناس والمعلمين يقسمون الفصل إلى مجموعات متنافسة. ويبدأ العد التنازلي للوصول إلى الجواب أو حل المسألة (على افتراض أنهم فعلا يطبقون التعلم التعاوني على الأقل في كل مجموعة لإن الأغلب من المعلمين لا يطبق فتجد في كل مجموعة واحدا أو اثنين يُسمَون "شطارا" أو" متفوقين"(وفق مقاييس مدرسية لا قيمة لها في رأيي ) وقد يتم تصميم المجموعات بحيث يكون في كل مجموعة "شاطر" أو أكثر ويتم الاعتماد عليه وتكسب مجموعة من المجموعات وينتهي الأمر ويظن المعلم أنه بهذا قد حقق شيئا عظيما جدا)
والسؤال هو : هل المنافسة بين المجموعات فعلا يُخرج أحسن ما في المجموعات أو أعضاء المجموعات؟ وهل هي طريقة للاستمتاع أو أفضل طريقة لذلك؟ وهل اتباع هذا الاسلوب يعزز المهارات الاجتماعية للمجموعات الفائزة ؟ وعلى فرض أنه يفعل ذلك فماذا عن المجموعة الخاسرة؟ وهل يحفزها هذا للفوز؟ ربما. ما الفائدة؟؟؟؟ ما السلبيات؟؟
مشكلتنا فعلا هي اننا لا نفكر ولم نفكر في قضايا كهذه ولا نحاول أن نعيد النظر فيها حتى لو لم توصلنا إلى ما نريد (على فرض أننا نعرف ما نريد ولا أقصد ترديد الكلام الذي نحفظه من أننا نريد إنسانا ومواطنا صالحا ...الخ ولكن أقصد هل فعلا نعرف ما نريد؟؟؟ وعلى فرض أننا نعلم ما نريد ، فهل ما نفعله يوصلنا لما نريد؟؟) بل نظل نكررها ونكررها على أمل أن توصلنا لما نريد أو لأننا لا نعرف إلا هي أو لإننا لا نريد أن نبحث عن غيرها (البحث متعب ونحن حتى في الأمور الدينية لا نريد أن نتعب . لقد ألفنا وجود الجواب وعدم السؤال والبحث والاستقصاء ودخول المناطق الوعرة. والذهن ألِف هذا إلا من خرج من الرنقة وأعلن تمرده هلى هذه العقلية . نريد كل شيء جاهز . والتعليم عندنا يقوم على الإجابات الجاهزة والأسئلة التي يُجاب عليها بما نريد) أو لإنها تجعل الطلاب أو بعضهم يحفظون الدرس ليفوزوا في المنافسة على أساس أنه من الطبيعي أن يكون البعض" شطارا" والبعض ليسوا كذلك كما أنهم اقنعونا (وجاءوا بالنصوص ) أنه من الطبيعي أن يكون البعض فقيرا والآخر غنيا وعلى الفقير أن يرضى فهذا ما كتبه الله عليه ولست أدري كيف علموا بذلك . هل أعلمهم الله بهذا؟ وويل لأمة يطوع الدين فيها ليخدم فئة أو طبقة أو سلطة.
ولعل البعض يرى الطلاب مستمتعين فيظن ان هذا الأسلوب هو الأفضل .

صدق من قال لي بأن ابنتي سامية نقطة تحول في حياتي. لم ألحظ هذا ولاحظه هو. وتأملت فوجدته صحيحا.

هل الألعاب التنافسية التي يفوز فيها شخص ويخسر- ولا بد- فيها آخر هي الأفضل لسامية ابنتي مثلا؟ (كلعبة الكراسي الثلاثة التي يدور حولها أربعة أطفال)وما معنى "أفضل" على فرض أنها أفضل؟ وعلى حساب ماذا؟ هل تنمي شخصيتها؟ هل تزيد من تقديرها لذاتها؟ وعلى فرض أنه يفعل، فهل هو هدف؟ ألم يكن المستبدون أصحاب تقديرعال لذواتهم؟؟ هل تجعلها أكثر استمتاعا حتى لو خسرت؟؟؟
أريد من القرّاء أن يفكروا معي.
لنرى ما يقوله المؤلف. يرى المؤلف ان المنافسة تُضعف احترام الذات او تقدير الذات ونوعية التعلم!!! وهذا قد يستغربه البعض. وأظن أن الاستغراب من كونها تضعف احترام الذات اكثر من الاستغراب من كونها تضعف نوعية التعلم.
وسنتحدث عن موضوع احترام الذات لاحقا بإذن الله.
إن موضوع التعلم التعاوني موضوع مهم ولا ينبغي أن يؤخذ بنوع من الاستخفاف . كما أنه من المهم أن نلحظ أنه ينمي في الانسان الكثير من المهارات الاجتماعية بدون أن يعرف الانسان أن هذا يحدث. كما أن عمل الإنسان في فريق بحد ذاته له آثاره عليه وغيره.


خالد سيف الدين عاشور
6 إبريل 2010




الكثير من الاطفال الذين لا يحبون القراءة

تصوروا لو أن الحكومة أو جهة ما أعلنت أنها ستعطي مبلغا من المال لكل من يقرأ كتابا(لا تسألوني كيف سيعرفون أنه قرأ الكتاب لإني افترض أنهم يعلمون)هل تظنون أن الناس سيقرؤون ونتحول إلى أمة اقرأ أو إلى شعب قارئ؟ وهل تظنون اننا سنجد في العيادات والمستشفيات وغيرهما من أماكن الانتظار الناس وفي يدي كل واحد منهم كتابا؟ بلاش. تصوروا لو جعلنا المكافأة للأطفال. اقرأ كتابا تحصد جائزة . هل سنجد كتابا في يد كل طفل . وعلى فرض أن الجائزة قطعة بيتزا ، فهل سيصبح اطفالنا أكبرَ عقولا أم كروشا ؟(ويمكن أن أقول قروشا)المؤلف الذي اقرأ له الآن عدو للوعد بالمكافأة. انتبهوا : ليس عدوا للمكافأة بل عدوا لجعلها ثمنا لشيء آخر أو رشوة. اقرأ وأعطك بيتزا أو حلاوة أو درجات أو أحبك الخ. ويرى أنها تؤدي إلى عكس ما نريد.
من أكثر عطاءا، الذين يوعدون بمكافأة إذا اعطوا أم الذين لم يُوعدوا؟
من أكثر اهتماما بالتعلم ، المهتمون بالدرجات أم الذين لا يهتمون بها؟ ومن من الفريقين اكثر ابداعا ومن منهما يختار المهمات الأسهل؟
وسؤال: هل الوعد بالمكافأة عدو الاكتشاف؟ البحث؟ المغامرة؟ المجازفة؟ دخول طريق وعرة؟ فتح أبواب المجهول؟؟
قد يقول قائل: نجحت معي.
نجحت في ماذا؟ ومع من؟ ولأي مدى؟وهل شراء السلوك نجاح؟؟ ونجحت معك بمعنى لبى الطفل ما تريد.....هل هذا نجاح؟ وماذا عن الطفل؟
اقرا وأعطك مالاً مثلا.
ماذا سيقرأ؟
ماذا عن الاستيعاب والفهم وموقفه من القراءة بعد توقف الجوائز؟؟؟؟؟
هل هناك كينونة اسمها"الحافز" ؟ وما الأهم، الكمية ام النوع؟
ما الفرق بين الحافز الداخلي والخارجي؟(نوعان)
أي الأشخاص يكون اهتمامه منصبا على المهمة لذاتها؟
هل تنهض الأمم على من لا يعمل إلا بحوافز خارجية؟
هل السؤال هو : كم هو متحفز؟ أم السؤال هو :كيف يتحفز؟
ما رأيكم بعبارة :"التحكم او السيطرة بالإغراء"؟
ما الفرق بين طالب يسأل: ماذا اريد ان اكون ؟واي نوع من الناس اريد ان اكون وما نوع المجتمع الذي نريد؟ وطالب يسأل:ما الذي يريدونني أن أفعل وما الذي أحصل عليه لو فعلت ما يريدون؟
سؤال: هل يمكن ان نبدأ بالحافز الخارجي ثم نوقفه؟ والسؤال الذي يجيب على السؤال هو: لو فعلنا هذا ، فكيف سينظر الطفل لنفسه وكيف سيرى من يعطه مكافأة وكيف سيرى المهمة التي يُكافأ إذا أنجزها كما يقول المؤلف؟
البعض يقول: فماذا إذا لم يكن الطالبُ متحفزا داخليا للقيام بالعمل؟ والسؤال هو : هل المشكلة في فقدانه الاهتمام أم في الذي نطلبه منهم؟؟
بربكم الواحد الأحد هل هذا الذي يسمونه مدارس وفصول ومقررات الخ يمكن أن يثير أي اهتمام لدى الطالب أو الطالبة (بإضافة الهناجر)؟؟؟ هل في الذي نطلبه منهم في المدارس ما يمكن أن يُولد اهتماما وشغفا وشوقا؟؟؟؟ الشيء الوحيد الذي يشوقهم ولا يحتاجون حافزا خارجيا لفعله هو حصة الرياضة والفسحة والصرفة والذهاب لدورة المياه هربا من "عنبر" أولى ثاني أو رابعة خامس.
ليه؟؟؟؟؟؟
من غير ليه.الأمر واضح.
وهنا يسأل البعض سؤالا كما يذكر المؤلف:
يُدفع للكبار ليعملوا، فلماذا لا ندفع للصغار ليتعلموا؟
ما جواب المؤلف؟
جوابان.
1- "إن جعل الموظفيين يرون التعويض كمكافأة (كالعلاوة ومثلها) سيكون مردودُه عكسيا إذا كان الهدف هو النوعية بدلا من الكمية، واذا كانت المهمة تتطلب اي درجة من الابداع واذا كان الاطار الزمني يتجاوز ما يحدث اليوم"
2- "لا شيء في المدرسة يماثل المال الذي على الكبار أن يجنوه بطريقة أو أخرى. فاهتمامنا هنا مساعدة الطلاب لا على القراءة فقط بل على الرغبة في القراءة ليصبحوا راغبين في التعلم باستمرار واناسا محترمين.وحتى لو كانت الجوائز فعالة مع الموظفين فهذا ليس مبررا لاستخدامها للوصول الى مجموعة اهداف مختلفة مع مجموعة مختلفة من الناس تسعى للتطور"

خالد سيف الدين عاشور
7 إبريل
2010



 
  • Like
التفاعلات: أمل القحطاني
15 سبتمبر 2008
1,478
429
0
64
من أجل الطفولة وحدها
كتب الوزير السابق للتربية والتعليم د. الرشيد - ولا يزال يكتب - مقالات في صحيفة الرياض" من أجل الطفولة وحدها" وقد علقت في "الرياض" الالكترونية على مقاله سائلا ما الذي فعله الرشيد ايام الوزارة من أجل الطفولة وحدها؟ أطفالنا بنين وبنات يرتادون مدارس حكومية مستأجرة وغيرها . وهي مبان لا تصلح للطفولة تصميما ومساحات وأفنية ودورات مياه وفصولا وشروط سلامة إلا ما ندر(ولن أتحدث عن التعليم في هذه المدارس). فما الذي فعله الرشيد يوم كان وزيرا في هذه الأمور من أجل الطفولة وحدها؟ يا قوم الأمرُ جد مهم وجد خطير ولا بد من أن يُعامَل بجدية وعلى عجل. واقترح على الوزراء المعنيين والمسؤولين المعنيين من التعليم والمرور والشرطة والدفاع المدني وأعضاء مجلس الشورى أن يزوروا المدارس بدون إعلام وصخب ووجاهة وبدون مشالح وفي الصيف وفي زيارة مفاجئة وأن يجلسوا في مقاعد الطلاب والطالبات يوما واحدا من السابعة والنصف إلى الواحدة أو الواحدة والنصف وأن يستخدموا دورات المياه وأن يعيشوا حالة إنذار بحريق وأن يخرجوا الفسحة مع الطلاب وينصرفوا كما ينصرف الطلاب. هنا سيحسون بالطفل والطفولة. عيشوا معهم يوما واحدا كاملا بلا إعدادات مسبقة واطلبوا من المعليمن أن يدخلوا الفصول وأن يعاملوكم كطلاب ابتدائية وأن يشرحوا الدرس كما يشرحونه لطلابهم(ظني أنكم ستصبحون خبراء في الملل من يوم واحد ). وبعد هذا عودوا إلى مكاتبكم واعملوا على التغيير السريع في المباني وغيرها وفعّلوا تطبيق الأنظمة المرورية أمام المدارس(على فرض وجود أنظمة) للحفاظ على أرواح الأطفال عند القدوم والإنصراف.
ويمكن ايضا أن تأخذوا ابناءكم أو احفادكم معكم ليجلسوا في فصول أخرى مع الطلاب. وأرجو ألا تختاروا في جدة مثلا مدارس الشمال الحكومية (ولا يُفهم من كلامي أنها مدارس جديرة بالإشادة)التي ينفق عليها بعض أولياء الأمور، بل اذهبوا إلى المستأجرة منها واذهبوا إلى مدارس قويزة وبترومين وغليل وغيرها.
كدت أن أكتب مقالا أطالب فيه باستنساخ اسعد عبدالكريم. لإني رأيت الجوازات (من الداخل طبعا أما خارج الجوازات فالأمر كما كان منذ 30 سنة والفرق الوحيد أنهم كانوا يستخدمون الآلات الكاتبة والآن الكمبيوترات وكنت قبل فترة قد كتبت موضوعا بعنوان جدة غير في أغسطس 2009 وعلقت فيه على ما شاهدته خارج مبنى الجوازات وقلت:
عندما ذهبت إلى مبنى الجوازات المعروف أوقفت سيارتي بعيدا ومشيت إلى المبنى حتى لا اضيق على أحد ولا يضيق عليّ أحد(أرجو) ومشيت في الطريق المعروف الموصل إلى الجوازات فرأيت القبح والفوضى العارمة والقذارة في كل مكان ناهيك عن عدم وجود أرصفة يمشي عليها الإنسان مما يضطره للمشي في الشارع وهذا يتطلب وعيا وتشغيلا لكل طاقاته واستنفارا لكل حواسه ليتحاشى الاصطدام بسيارة او اصطدام سيارة به وشاهدت الكَتبة وعارضي خدمة دفع تكاليف تجديد الجواز أو غيره مما أعاد ذاكرتي ثلاثين سنة أو اكثر إلى الوراء. لم يتغير شيء. الفوضى كما هي والقبح كما هو والقذارة كما هي؟ لماذا؟ لست أدري.)
وأما من الداخل فقبل اسعد عبدالكريم كان المكان أشبه بحظيرة غنم لا في الشكل فقط بل في اسلوب المعاملة (وعلى ذكر حظيرة الغنم فقد ذهبت بالأمس لأحضر ابنتي من مدرستها المتوسطة والجو حار وكان علي كما تعلمون أن أنادي عليها بالميكروفون. وارى البنات يتجمعن خارج بوابة السجن أقصد المدرسة بانتظار من سيأخذهن وإذا بحارس المدرسة ومسؤول الميكروفون يحمل عصاه ويهش بها على غنمه أقصد الطالبات ليغطين وجوههن ويعدن إلى الداخل والمشهد فعلا يشبه راعي الغنم عندما يسوق غنمه بعصاه ). لن أنسى تلك الأيام التي كنا نقف فيها أمام نوافذ صغيرة شبه راكعين في الأفنية، والمكيفات تضخ هواءها الساخن لتبرد مكتب الموظف في الداخل . وكان علينا أن نبتسم ونداعب الموظف لإلا يغضب(ثقافة الاستجداء) وقد يغلق النافذة في وجهك فجاة وعليك ان تحمل معك أحمالا من الصبر والتحمل (غصبا عنك) وقد تقف طابورا فإذا وصلت طالبا جوازا جديدا بعد ساعة أو أكثر أعلمك الموظف بأن الجوازات خلصت وراجعنا بكرة.
وجاء أسعد عبدالكريم وغير تغييرا جذريا نعيش آثاره إلى اليوم عدا موضوع الأرقام الذي توقف مع أنه يُستخدم في مطاعم "البيك" إلى اليوم وأصبحنا الآن " ننطنط" على الكراسي كما تعلمون.
هل يمكن استنساخه ليتولى المستنسَخون المسؤولية في الصحة والمرور والشرطة على الأقل لعلنا نخرج من النفق المظلم ونرى النور؟؟
من أجل الطفولة وحدها ومن أجل أرواح الأطفال وحدها أو وحدهم فلنبدأ بالتغيير الجاد بنين وبنات. يا قوم اذهبوا إلى مدرسة أرامكو وكنت طالبا فيها قبل أكثر من 44 سنة!!!!!!وسلوا أنفسكم السؤال المحير: لماذا ؟ واين الخلل؟
الذي يحدث حرام في حق الطفولة وحق الإنسان الذي كرّمه الله عز وجل.

خالد سيف الدين عاشور
25 إبريل 2010
 
  • Like
التفاعلات: أمل القحطاني
15 سبتمبر 2008
1,478
429
0
64
من أين جاءتنا فكرة أن التوجيه المستمر للطفل يعلمه ما نريد أن يتعلمه ويرسخ في ذهنه ما نريد أن يرسخ في ذهنه؟

من اين جاءت فكرة أن الطفل لا يمكن ان يفعل شيئا " نريده" إلا بالمكافأة والعقوبة؟
من أين جاءتنا فكرة أن علينا أن ننشئ مدارس بالطريقة التي عليها مدارسنا اليوم بمقررات تُلقن للطلاب ويتلقونها ويحفظونها ليتم اختبارهم في الذي حفظوه بعد ذلك ظانين أن هذا هو الذي يصنع أجيالا جيدة؟
من اين جاءت فكرة التركيز على الرياضيات والعلوم لنلحق بالقوم ؟
من اين جاءت فكرة الاختبارات قصيرة الإجابة ؟
من أين جاءت فكرة الإجابة الصحيحة الواحدة في المعلومات والمعارف والأحاسيس والمشاعر والآراء؟
من اين جاءت فكرة أن الطفل صفحة بيضاء وعجينة لا بد ان نقولبها كما نحب؟
من أين جاءت فكرة التدريس لا التعلم؟ تقديم المعلومة لا صناعة المعرفة وانتاجها؟
من أين جاءت فكرة الإجابات الجاهزة لا الاكتشاف والبحث والسؤال؟
من اين جاءت فكرة أن الطفل يتعلم بالإجابة لا بالسؤال(هو يسأل أسئلة مفتوحة)؟
من قال بأن الطفل يأتي المدرسة بلا خبرة؟
من قال بأنه على المعلم أن يعمل له كل شيء لا معه؟
من اين جاءت فكرة إطفاء المغامرة والمجازفة ليفهم ؟
من اين جاءت فكرة جعله معتمدا علينا في كل شيء معرفيا وعاطفيا؟
من اين جاءت فكرة مدحه كلما أحسن حتى يصبح معتمدا على مدحنا وكلماتنا وبسماتنا وملامحنا ؟
من اعطانا هذه السلطة؟
من أعطانا الحق في التدخل في عالمه كله وحرمانه من الاستمتاع به بطريقته وحرمانه من انشاء نظرياته الخاصة به وفهمه للعالم كما يحب ؟؟؟؟؟
من قال أنه لا بد أن نبدأ من الجزء إلى الكل ومن السهل إلى الصعب؟
من قال بأن الطفل ينسى ولا بد بالتالي من تكرار المعلومة ليحفظها ونحن نعلم أن المشكلة ليست في النسيان بل في عدم النسيان؟
اشبه التعليم بالشخصين اللذين ارادا زيارة صديق لهما في الطابق العشرين والمصعد لا يعمل فوضعا خطة للوصل بسلام بالدرج إلى الطابق العشرين فوصلا إلا أنهما اكتشفا أنهما في العمارة الخطأ. متى يكتشف تعلمنا أنه في العمارة الخطأ وأنه مهما بذل من جهد لن يصل إلى ما يريد على فرض أنه يعرف ما يريد فالشخصان السابقان لن يصلا إلى صديقهما مهما بذلا من جهد في العمارة الخطأ.
خالد سيف الدين عاشور
13 إبريل 2010
 
  • Like
التفاعلات: أمل القحطاني
15 سبتمبر 2008
1,478
429
0
64

المدرسة منتدى للاكتشاف والبحث والمعرفة والدهشة والتعبير الحر عن المشاعر والأفكار والحوار والنقاش والتفكير بدون نتائج مسبقة وتصورات جاهزة. كما أن المدرسة دخول عوالم جديدة وأراض جديدة وامتلاك أعين جديدة والانتقال إلى مواقع فكرية متقدمة والانتقال من الإجابة الجاهزة إلى البحث عن إجابة أو تصميم إجابة وإبداع واحدة والانتقال من فرضيات السابقين إلى فرضيات جديدة ما عرفها السابقون ولا خطرت على أخلادهم ومحاولة العودة إلى ما قبل تكوين الأنماط وتعلم اللغة وتحديد المصطلحات والمسارات والخطوط الفاصلة وقبل الأسوار الحديدية والأقفاص المعرفية والتصنيفات الحادة المتطرفة والتعميمات والمطلقات وما يرتبط بها من ألفاظ وشحن عاطفي.


خالد سيف الدين عاشور
26 إبريل 2010
 
  • Like
التفاعلات: أمل القحطاني
15 سبتمبر 2008
1,478
429
0
64
ملاحظة: لم أرسلها للوزير ولعلها تصل لمن يهمه الأمر
معالي وزير التربية والتعليم
السلام عليكم وبعد
فلقد قمت بزيارة بعض المدارس بجدة. وزرت هذه المدارس ودخلت عدة فصول إبتدائية ومتوسطة وكان غرضي من الزيارة الاطلاع على ما استجد في الشأن التعليمي والبيئة التعليمية وتعلم الصغار بصفة خاصة. والتغير الوحيد الذي لمسته هو استخدام "بعض" الفصول للسبورة الذكية وما عدا ذلك فالتعليم أو اسلوب التعليم لم يتغير . فالفصول تسيطر عليها الإجابات الصحيحة الواحدة ولا مجال لافتراض أو تفكير أو تساؤل أو تأمل لا من قِبل الطلاب ولا المعلم كما أن الفصول تسيطر عليها السقوف المعرفية بمعنى أن المحطة التي على الطلاب أن يصلوا إليها معروفة سلفا فلا مجهول ولا مجازفة ولا بحث ولا اكتشاف. والفصول يسيطر عليها الوعد بالمكافأة وهذا هو أكبر قاتل للحافز الداخلي فكل حركة يقوم بها الطالب تحتاج إلى وعد من المعلم بمكافأة إذا قام بها من نجوم إلى ألعاب إلى درجات الخ والمعلم لا يزال هو الملقن والطالب المتلقي أو المعلم هو مودع المعلومات في ذهن الطالب والحفظ لا يزال سيد الموقف( والحافظ هو المتفوق ) فالمعلم هو المحور والأساس والفصل فصله والطلاب ضيوف(على الأقل بلسان الحال) فأحد المعلمين ذكر بأنه يصمم الوسائل لتكون لائقة ولا يسمح للأطفال بذلك. لائقة بالنسبة لمن؟؟؟؟ هنا السؤال.
كما أن الفصول موحشة فالزجاج ليس شفافا بل يضعون على بعضه ساترا زيادة في الكآبة وطريقة رص ماصات الصف الأول ابتدائي هي الطريقة المألوفة وهذه توحي بفلسفة تعليمية لا زلنا نجترها إلى الآن .

وقد وضعت قبل أشهر ملامح البيئة التعليمية الصحية في رأيي:
بيئة تعليمية صحية:
1- بيئة الطالبُ فيها مستعد لأن يجازف من أجل أن يفهم(لا بأس أن يخطئ وهذا محظور في المدارس)
2- بيئة يعمل فيها المعلم مع الطلاب ولا يقوم بالأمور لهم أو بالنيابة عنهم (وهذا لا يحدث في المدارس بل المعلم هو من يقوم بكل شيء)
3- هي بيئة يقوم فيها التعلم على التفكير والفهم(وفي المدارس على الحفظ فقط)
4- هي بيئة توظف ذكاءات الطلاب المتعددة لتعليمهم وتعبيرهم عن تعلمهم( في المدارس لا نوظف إلا الذكائين اللغوي والمنطقي /رياضي-من رياضيات- وبحدود)
5- هي بيئة تقدم ما له معنى بالنسبة للطلاب والمعلمين(والمدارس تفضل ما لا معنى له)
6- هي بيئة يكون فيها المعلم معلما وميسرا وباحثا ومتعلما(والمعلم في مدراسنا معلم فقط وسلطة معرفية)
7- هي بيئة تهتم بالتمهن المعرفي والتفكير المرئي(والمعلم عندنا لا يكشف طريقة تفكيره)
8- بيئة لا تهتم فقط بالإجابة الصحيحية بل كيف وصل إليها الطالب وبيئة تعرف أن الإجابة الخاطئة يتعلم منها الجميع أكثر من الإجابة الصحيحة(وهذا لا يتم في مدارسنا)
9- بيئة لا تقدم المعرفة كلها على أنها صح أو خطا أو اسئلة مغلقة بل تتيح الفرص للطلاب للإكتشاف والبحث والسؤال والتفكير( وهذا حرام في مدارسنا)
10- التقييم فيها مستمر وهدفه معرفة الطالب لنفسه وكم وكيف تعلم
11- بيئة لا تعتمد على المديح والثناء والوعد بالمكافأة بل التشجيع (فرق بين الثناء الشخصي والثناء الوصفي) (ويبدو أن الحضارات لا تقوم على أكتاف من يعمل بمحفزات خارجية فقط.)
12- بيئة تتيح للطالب تجاوز المعلم والمقرر وانتاج معرفة يتعلم منها المعلم
13- بيئة تحفز الطلاب للمعرفة حبا فيها ورغبة في التزود منها(لإن الإنسان محب للمعرفة بفطرته)
14- بيئة تؤمن بتوزع الذكاء وارتباطاته وامتداداته البشرية والمادية(فالذكاء ليس في الراس فقط )
15- بيئة ليست معزولة عن الواقع الحياتي بل موصولة به بجسور من المعاني
16- بيئة تهتم بالإنجاز الأكاديمي وتهتم أكثر بالإنسان كمنظومة متكاملة
17- بيئة لا تعد الطالب لسوق العمل أو لخدمة أجندة آخرين بل تعده كإنسان يعرف نفسه ويكتشف قدراته الذاتية وكفاءاته الاجتماعية وتعينه على التعامل مع المتغيرات
18- بيئة تجعله يحس بالإنتماء لهذا العالم الإنساني الكبير يهتم بآماله وآلامه
19- بيئة لا ترى التفوق في الحفظ بل التفكير والإبداع وإنتاج المعرفة وتجاوز العتبات المعرفية والسلطات المعرفية والأضرحة المعرفية
20- بيئة تعلم الطالب مناهج البحث وتتركه ليبحث ولا تخشى نتائج بحثه
21- بيئة تعلم الطالب أهمية العمل التعاوني والتلاقح المعرفي والسِلم الاجتماعي وفقه الاختلاف وإدارة التنازع
22- بيئة لا يُعد فيها ما يفعله الطالب مشكلة . بمعنى أن ما يفعله الطالب في مكان ما ويعد مشكلة ، لا يكون مشكلة في مكان آخر فقد يكون الطالب مشاغبا في فصل إلا أنه في ملعب كبير معد للعبه وقفزه وحريته البدنية وأنشطته المختلفة لا يعد مشكلة.
23- بيئة تبرز المتفوقين والموهوبين الذين يعجز النظام التعليمي عن إبرازهم لقصوره لا لقصورهم
24- بيئة تهتم بمساعدة الطلاب أكثر من اهتمامها بتصنيف الطلاب.
25- بيئة تهتم بتوفير أدوات للطلاب للتعرف على طرق تفكيرهم (تعرفهم وتعرف زملائهم وتعرف معلميهم) ،لا على طرق تفكير المعلم فقط

خالد سيف الدين عاشور
14 ربيع الأول 1431هـ


 
  • Like
التفاعلات: أمل القحطاني