يا أيها الإنسان هل غفلت عما أفادك الله به من مراقبته إياك "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" "ق18"؟ لماذا لا تتذكر إلا عند مجيء سكرة الموت "لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد" "ق22"؟ ألم تعلم أنك في هذه الحياة الدنيا في زمن امتحان واختبار وقد تبتلى كما أخبرنا خالقنا "ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون" "الأنبياء35" "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون" "البقرة155- 156"؟
فهل اطلع الناس على قصة أيوب وشهادة الله له؟ "إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب" "ص44" لقد منحه الله شهادة الصبر ومعنى أيوب هو شديد الأوب والأوب هو التسبيح لله، "وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين" "الأنبياء83- 84". لقد ضرب المثل بأيوب فقيل "صبر أيوب" فأثبت القرآن هذا المعنى حيث أصيب أيوب بالبلاء في ماله وولده وجسده، ففسد ماله وتفرق عنه أهله وأصابه المرض وكل ذلك يدخل في الاختبار والامتحان، قال الله تعالى "ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم" "محمد31".
الكشف عن الحقيقة أصبح بفضل التقدم العلمي ميسورا، لكن عملية الكشف قد تكون نافعة، إذا كانت لمقصد طيب نافع، كالكشف عن جسم الانسان، بآلات التصوير بواسطة "السكانار" لمعرفة نوع المرض ليتمكن الطبيب من معالجته بدقة. خاصة بالنسبة لأعضاء الجسم الداخلية حيث يتم تشخيص سائر الأعضاء الباطنية بوضوح وشفافية بطرق تقنية رفيعة..
إنما عملية الكشف ذات الأخلاق الحميدة مقصدها خيري وصحي ينفع الناس خاصة في الحالات الصحية التي تستوجب العلاج. أما إذا انحرفت عملية الكشف عن الجانب الأخلاقي واستعملت فيما لا ينفع الناس ويؤذيهم ويشوه سمعتهم، ويشهر بهم فهذا يدخل في صفة الشماتة. ومن أمثال العرب "الشماتة يعقبها الندامة" وقد قال ابن زيدون "كل المصائب قد تمر على الفتى/ فتهون غير شماتة الأعداء". وقال الجاحظ "ما وجدت سنانا أنفذ من شماتة الأعداء" وقال منصور بن اسماعيل الفقيه "يا شامتين بمصرعي/ اليوم لي ولكم غد".
ولهذا أقول لكل انسان "لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك" من مظاهر السفه، والهزء، والسخرية يوجد "كثيرون هم الذين يتكلمون كالبحر أما حياتهم فشبيهة بالمستنقعات"، و"كثيرون هم الذين يرفعون رؤوسهم فوق قمم الجبال أما نفوسهم فتبقى هاجعة في ظلمة الكهوف"، و"بعض الناس يسمعون بآذانهم والبعض ببطونهم والبعض بجيوبهم والبعض لا يسمعون أبدا".
لقد نهانا الله تعالى بقوله "يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون". "يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم" "الحجرات11- 12".
"يهلك الناس في حالتين: فضول المال وفضول الأقوال". "إذا بلغ المرء في الدنيا فوق مقداره تنكرت أخلاقه للناس" قال أحد الشعراء إنا لفي زمن ترك القبيح به/ من أكثر الناس إحسان وإجمال"؛ ويقول آخر:
"سكت عن السفيه فظن أني
عييت وما عييت عن الجواب
متاركة السفيه بلا جواب
أشد على السفيه من العذاب
ولا شيء أحب إلى سفيه
إذا وقع الكلام من السباب".
وقد نهانا الله عن السب بقوله تعالى "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم" "الأنعام108" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا سبك رجل بما يعلم منك فلا تسبه بما تعلم منه فيكون أجر ذلك لك ووباله عليه"، و"لا تسبوا الأئمة وادعوا الله لهم بالصلاح فإن صلاحهم لكم صلاح"، و"لا تسبواالسلطان فإنه فيء الله في أرضه"، و"لا تشغلوا قلوبكم بسب الملوك ولكن تقربوا إلى الله تعالى بالدعاء لهم يعطف الله قلوبهم عليكم".
فيا أيها الانسان لا تعامل أخيك الانسان بما يؤذيه، فهل تسمح الأديان السماوية والأخلاق الانسانية أن يكشف الانسان القوي بقوته عن عورات الضعفاء أو عورات زواره؟ هذا تحد للأخلاق الانسانية فالقوانين الوضعية التي تتضمن الاهانة والذل تغضب الله وعباده المؤمنين وتشعل نار الفتنة. فحذار من أسلوب الكشف عن العورات بآلات التصوير وتشويه سمعة الانسان الذي كرمه الله "ولقد كرمنا بني آدم" "الاسراء70" فلا تخدشوا كرامة الانسان باستخدام العلم غير النافع فيما لا ينفع الناس ويحدث الضرر ويثير الضغينة والغضب الشديد، ويدفع الناس إلى الثأر والانتقام. فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو "اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع وعمل لا يرفع ودعاء لا يسمع".
فالواجب يفرض على الناس جميعا أن يسخروا العلم فيما ينفع ويقلعوا عما لا ينفع لتحقيق السعادة والأمن والاستقرار فالظلم مرتعه وخيم، وعاقبته هلاك ودمار، فالعلم النافع يكشف للناس عن الحقيقة، والكشف عن الحقيقة لن يكون بالعنف وتسخير المخترعات الحديثة لإهانة الانسان واخضاعه للمراقبة كأنه سلعة من السلع الخاضعة للمراقبة، فهذا من خصوصيات العلم غير النافع فلا تجسسوا وبأسلوب الشماتة تؤذوا غيركم، فـ"إن بعض الظن إثم".
فهل اطلع الناس على قصة أيوب وشهادة الله له؟ "إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب" "ص44" لقد منحه الله شهادة الصبر ومعنى أيوب هو شديد الأوب والأوب هو التسبيح لله، "وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين" "الأنبياء83- 84". لقد ضرب المثل بأيوب فقيل "صبر أيوب" فأثبت القرآن هذا المعنى حيث أصيب أيوب بالبلاء في ماله وولده وجسده، ففسد ماله وتفرق عنه أهله وأصابه المرض وكل ذلك يدخل في الاختبار والامتحان، قال الله تعالى "ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم" "محمد31".
الكشف عن الحقيقة أصبح بفضل التقدم العلمي ميسورا، لكن عملية الكشف قد تكون نافعة، إذا كانت لمقصد طيب نافع، كالكشف عن جسم الانسان، بآلات التصوير بواسطة "السكانار" لمعرفة نوع المرض ليتمكن الطبيب من معالجته بدقة. خاصة بالنسبة لأعضاء الجسم الداخلية حيث يتم تشخيص سائر الأعضاء الباطنية بوضوح وشفافية بطرق تقنية رفيعة..
إنما عملية الكشف ذات الأخلاق الحميدة مقصدها خيري وصحي ينفع الناس خاصة في الحالات الصحية التي تستوجب العلاج. أما إذا انحرفت عملية الكشف عن الجانب الأخلاقي واستعملت فيما لا ينفع الناس ويؤذيهم ويشوه سمعتهم، ويشهر بهم فهذا يدخل في صفة الشماتة. ومن أمثال العرب "الشماتة يعقبها الندامة" وقد قال ابن زيدون "كل المصائب قد تمر على الفتى/ فتهون غير شماتة الأعداء". وقال الجاحظ "ما وجدت سنانا أنفذ من شماتة الأعداء" وقال منصور بن اسماعيل الفقيه "يا شامتين بمصرعي/ اليوم لي ولكم غد".
ولهذا أقول لكل انسان "لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك" من مظاهر السفه، والهزء، والسخرية يوجد "كثيرون هم الذين يتكلمون كالبحر أما حياتهم فشبيهة بالمستنقعات"، و"كثيرون هم الذين يرفعون رؤوسهم فوق قمم الجبال أما نفوسهم فتبقى هاجعة في ظلمة الكهوف"، و"بعض الناس يسمعون بآذانهم والبعض ببطونهم والبعض بجيوبهم والبعض لا يسمعون أبدا".
لقد نهانا الله تعالى بقوله "يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون". "يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم" "الحجرات11- 12".
"يهلك الناس في حالتين: فضول المال وفضول الأقوال". "إذا بلغ المرء في الدنيا فوق مقداره تنكرت أخلاقه للناس" قال أحد الشعراء إنا لفي زمن ترك القبيح به/ من أكثر الناس إحسان وإجمال"؛ ويقول آخر:
"سكت عن السفيه فظن أني
عييت وما عييت عن الجواب
متاركة السفيه بلا جواب
أشد على السفيه من العذاب
ولا شيء أحب إلى سفيه
إذا وقع الكلام من السباب".
وقد نهانا الله عن السب بقوله تعالى "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم" "الأنعام108" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا سبك رجل بما يعلم منك فلا تسبه بما تعلم منه فيكون أجر ذلك لك ووباله عليه"، و"لا تسبوا الأئمة وادعوا الله لهم بالصلاح فإن صلاحهم لكم صلاح"، و"لا تسبواالسلطان فإنه فيء الله في أرضه"، و"لا تشغلوا قلوبكم بسب الملوك ولكن تقربوا إلى الله تعالى بالدعاء لهم يعطف الله قلوبهم عليكم".
فيا أيها الانسان لا تعامل أخيك الانسان بما يؤذيه، فهل تسمح الأديان السماوية والأخلاق الانسانية أن يكشف الانسان القوي بقوته عن عورات الضعفاء أو عورات زواره؟ هذا تحد للأخلاق الانسانية فالقوانين الوضعية التي تتضمن الاهانة والذل تغضب الله وعباده المؤمنين وتشعل نار الفتنة. فحذار من أسلوب الكشف عن العورات بآلات التصوير وتشويه سمعة الانسان الذي كرمه الله "ولقد كرمنا بني آدم" "الاسراء70" فلا تخدشوا كرامة الانسان باستخدام العلم غير النافع فيما لا ينفع الناس ويحدث الضرر ويثير الضغينة والغضب الشديد، ويدفع الناس إلى الثأر والانتقام. فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو "اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع وعمل لا يرفع ودعاء لا يسمع".
فالواجب يفرض على الناس جميعا أن يسخروا العلم فيما ينفع ويقلعوا عما لا ينفع لتحقيق السعادة والأمن والاستقرار فالظلم مرتعه وخيم، وعاقبته هلاك ودمار، فالعلم النافع يكشف للناس عن الحقيقة، والكشف عن الحقيقة لن يكون بالعنف وتسخير المخترعات الحديثة لإهانة الانسان واخضاعه للمراقبة كأنه سلعة من السلع الخاضعة للمراقبة، فهذا من خصوصيات العلم غير النافع فلا تجسسوا وبأسلوب الشماتة تؤذوا غيركم، فـ"إن بعض الظن إثم".
منقول
