ظاهرة الألوان في القرآن الكريم
من مظاهر الإعجاز ... وشاهد على القدرة والإبداع
إن ظاهرة اللون في القرآن الكريم من مظاهر الإعجاز .. والتعبير الفني والجمالي ، وحلية لفظية يتميز بها الأسلوب القرآني المعجز ، لدرجة جاءت متناسقة في النص ، لكي تؤدي وظيفة مهمة إلى جانب الوظائف التعبيرية التي حفل بها كتاب الله العزيز الحكيم .
وهذه الظاهرة بالذات ، تقدم للإنسان دلالات نفسية ، بما تثير فيه من مشاعر وأحاسيس ، تبعث على التفكير والتدبُّر فقد شغلت المفكرين والكتاب والشعراء ، فأفردوا لها مؤلفات مشوقة بين معجم متخصص ، ودراسة فنية ، وبحث علمي .
قال تعالى في كتابه العزيز :
( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) [فاطر:27،28].
واختلاف الألوان ، دعوة للتأمل في هذا الكون لكي يعرف أن توزيع الألوان لم يكن عبثاً ، بل تكاملت واتصلت حركة الكون ، صوتاً وصورة ، ليلاً ونهارا، شمساً وقمراً ، كواكب ونجوماً .. ولكل منها لونه المميز ... حين يتتبعه الإنسان يخر ساجداً لله جلت قدرته ..واللون في حد ذاته آية من آياته تبارك وتعالى :
(وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) [النحل:13]. ومن آياته عز وجل اختلاف ألواننا وألسنتنانا : (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْعَالِمِينَ) [الروم:22] .
وقد وردت كلمة اللون ومشتقاتها في القرآن الكريم تسع مرات في سبع آيات كريمة ، تحدث فيها عن اختلاف الناس والدواب والثمار والزرع والنفوس ... وقد جعل الله تعالى ، اختلاف الألوان آيات لقوم يتفكرون ، وفي ذلك دعوة إلى التأمل فيما نحن فيه من نعم تقع عليها العين ،فتميز بين الأسود والحالك ، والأبيض الناصع ، والأخضر الزاهي ، والتفكير في عظمة الخالق ودقة الصانع ، وجمال هذا الكون في مواضع جماله .
فما هذه الألوان ؟
في القرآن الكريم ستة ألوان : الأخضر والأصفر والأبيض والأزرق والأحمر والأسود إضافة إلى وجود ألفاظ أخرى تحمل معاني الألوان من دون لفظها ، كألفاظ : (( أحوى ))
و((مَدْهامتان )) و (( وردة كالدهان ))..إلخ.
ونلاحظ أن وظيفة اللون الجمالية والتزيينية ، تكمن في توضيح الصورة ، وإبراز الفكرة ، وتعميق المعنى وبلاغة التعبير والتأثير بالتشويق أو التنفير .. مما يوقظ القلب وينبه الحواس ، ويثير الشهية للتذوق .
اللون آية من آيات الله في الكون ، وشاهد على القدرة والإبداع الإلهي .. ونعمة جعلها الخالق مرتبطة بالإبصار في الإنسان .. ودعوة إلى التفكير بالعقل ، لدراسة هذه الظاهرة ، دراسة واعية ، نستخلص منها العبرة والموعظة ، ونقر فيها للخالق بالتفرد والإبداع والإعجاز .. وصدق الله إذ يقول : (وفي أنفسكم أفلا تبصرون )[ الذاريات : 21].
_________________________________________
ليلى محمد محمد : مجلة منار الإسلام
من مظاهر الإعجاز ... وشاهد على القدرة والإبداع
إن ظاهرة اللون في القرآن الكريم من مظاهر الإعجاز .. والتعبير الفني والجمالي ، وحلية لفظية يتميز بها الأسلوب القرآني المعجز ، لدرجة جاءت متناسقة في النص ، لكي تؤدي وظيفة مهمة إلى جانب الوظائف التعبيرية التي حفل بها كتاب الله العزيز الحكيم .
وهذه الظاهرة بالذات ، تقدم للإنسان دلالات نفسية ، بما تثير فيه من مشاعر وأحاسيس ، تبعث على التفكير والتدبُّر فقد شغلت المفكرين والكتاب والشعراء ، فأفردوا لها مؤلفات مشوقة بين معجم متخصص ، ودراسة فنية ، وبحث علمي .
قال تعالى في كتابه العزيز :
( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) [فاطر:27،28].
واختلاف الألوان ، دعوة للتأمل في هذا الكون لكي يعرف أن توزيع الألوان لم يكن عبثاً ، بل تكاملت واتصلت حركة الكون ، صوتاً وصورة ، ليلاً ونهارا، شمساً وقمراً ، كواكب ونجوماً .. ولكل منها لونه المميز ... حين يتتبعه الإنسان يخر ساجداً لله جلت قدرته ..واللون في حد ذاته آية من آياته تبارك وتعالى :
(وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) [النحل:13]. ومن آياته عز وجل اختلاف ألواننا وألسنتنانا : (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْعَالِمِينَ) [الروم:22] .
وقد وردت كلمة اللون ومشتقاتها في القرآن الكريم تسع مرات في سبع آيات كريمة ، تحدث فيها عن اختلاف الناس والدواب والثمار والزرع والنفوس ... وقد جعل الله تعالى ، اختلاف الألوان آيات لقوم يتفكرون ، وفي ذلك دعوة إلى التأمل فيما نحن فيه من نعم تقع عليها العين ،فتميز بين الأسود والحالك ، والأبيض الناصع ، والأخضر الزاهي ، والتفكير في عظمة الخالق ودقة الصانع ، وجمال هذا الكون في مواضع جماله .
فما هذه الألوان ؟
في القرآن الكريم ستة ألوان : الأخضر والأصفر والأبيض والأزرق والأحمر والأسود إضافة إلى وجود ألفاظ أخرى تحمل معاني الألوان من دون لفظها ، كألفاظ : (( أحوى ))
و((مَدْهامتان )) و (( وردة كالدهان ))..إلخ.
ونلاحظ أن وظيفة اللون الجمالية والتزيينية ، تكمن في توضيح الصورة ، وإبراز الفكرة ، وتعميق المعنى وبلاغة التعبير والتأثير بالتشويق أو التنفير .. مما يوقظ القلب وينبه الحواس ، ويثير الشهية للتذوق .
اللون آية من آيات الله في الكون ، وشاهد على القدرة والإبداع الإلهي .. ونعمة جعلها الخالق مرتبطة بالإبصار في الإنسان .. ودعوة إلى التفكير بالعقل ، لدراسة هذه الظاهرة ، دراسة واعية ، نستخلص منها العبرة والموعظة ، ونقر فيها للخالق بالتفرد والإبداع والإعجاز .. وصدق الله إذ يقول : (وفي أنفسكم أفلا تبصرون )[ الذاريات : 21].
_________________________________________
ليلى محمد محمد : مجلة منار الإسلام