تحية عطرة أخي الفاضل
هدي من روعك ولا تجعل هذا يسيطر عليك وتفخم الامور ويستحوذ عليك القلق والخوف وينسيك الحل
والمخرج ..لكن الامر ما فهمت تماما ,لماذا ربطت الدم بالمرض ..هل هو عنده مرض مصاب بنقص المناعة
انسى هذه الامور وعيش حياتك طبيعية ولا تفكر انك أصبت ,وتجعل التفكير يسلبك هدوءك وراحتك وطمانينتك
لكن عليك وعلينا جميعا ان تقرر من اليوم ان تقول قررت أغير حياتي ...لانك غيرت حياتك الحسنى وبدلت النعمة بالمعصية
لكن بصراحة المعصية الرضى بالمنكر ومصاحبة أهل الفسق والعصيان وهذا إن لم تشرب معه وتزني ,جلوسك معه
هذا منكر عظيم يترتب عليه الرضى والصحبة الغير صالحة وموت القلب وعدم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ..وفعل الخير ,وفي
النهاية وصلك لأكبر المصائب وضياع الدنيا والآخرة التفكير في الانتحار..لذلك أخي الفاضل أهرب ,وحصل قبل فوات الآوان والعمر قصير ويكفي ما مضى ..وفر إلى الله وهذا فرار السعداء
وكما قال تعال:
((وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ))الذاريات 49-50
فلما دعا العباد النظر لآياته الموجبة لخشيته والإنابة إليه، أمر بما هو المقصود من ذلك، وهو الفرار إليه أي: الفرار مما يكرهه الله ظاهرًا وباطنًا، إلى ما يحبه، ظاهرًا وباطنًا، فرار من الجهل إلى العلم، ومن الكفر إلى الإيمان، ومن المعصية إلى الطاعة، و من الغفلة إلى ذكر الله فمن استكمل هذه الأمور، فقد استكمل الدين كله وقد زال عنه المرهوب، وحصل له، نهاية المراد والمطلوب.
وسمى الله الرجوع إليه، فرارَا، لأن في الرجوع لغيره، أنواع المخاوف والمكاره، وفي الرجوع إليه، أنواع المحاب والأمن، [والسرور] والسعادة والفوز، فيفر العبد من قضائه وقدره، إلى قضائه وقدره، وكل من خفت منه فررت منه إلى الله تعالى، فإنه بحسب الخوف منه، يكون الفرار إليه،
وكما قال الكريم الأكرم الغفور العفو البر الرحيم الرءوف سبحانه وتعالى:
"إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ"الرعد 11
{ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ } من النعمة والإحسان ورغد العيش { حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } بأن ينتقلوا من الإيمان إلى الكفر ومن الطاعة إلى المعصية، أو من شكر نعم الله إلى البطر بها فيسلبهم الله عند ذلك إياها.
وكذلك إذا غير العباد ما بأنفسهم من المعصية، فانتقلوا إلى طاعة الله، غير الله عليهم ما كانوا فيه من الشقاء إلى الخير والسرور والغبطة والرحمة،
تفسير العلامة السعدي رحمه الله
الله سبحانه وتعالى أسأل لنا ولك جميعا العافية والتوفيق والتوبة النصوع
وان ينفعنا بما علمنا وان يثبتنا على الحق والدين حتى نلقاه
إنه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل