سانقل لكم الأمثال فى القرآن الكريم

[فضيلة]

وسئل : هل يوجد في كتاب الله تعالى قول النبي صلى الله عليه وسلم:
( لا يلدغ المؤمن من جُحْر مرتين ) ؟
قال : نعم ، في قصة يوسف ، قول يعقوب عليه السلام:
{قالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ }
يوسف64

وسئل : هل يوجد في كتاب الله تعالى :
( إلى أمه يلهف اللهفان ) ؟
قال : نعم ، قوله تعالى}:
{ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ }
النحل53

وسئل : هل يوجد في كتاب الله تعالى :
( من أعان ظالما سُلّط عليه ) ؟
قال : نعم ، قوله تعالى: }
{كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ }
الحج4

وسئل : هل يوجد في كتاب الله تعالى :
( إنَّ الحديد بالحديد يفلح ) ؟
قال : نعم ، قوله تعالى :
{وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا }
الشورى40

وسئل : هل يوجد في كتاب الله تعالى :
( لكل ساقطة لاقطة ) ؟
قال : نعم ، قوله تعالى :
{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }
ق18

 

[فضيلة]

وسئل : هل يوجد في كتاب الله تعالى :
( لا تلد الحية إلا حُوَيّة ) ؟
قال : نعم ، قوله تعالى :
{ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً }
نوح27

وسئل : هل يوجد في كتاب الله تعالى :
( للحيطان آذان ) ؟
قال : نعم ، قوله تعالى :
{ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ }
التوبة47

وسئل : هل يوجد في كتاب الله تعالى :
( بَرَح الخفاء) ؟
وتعني زال الستر واتضح الأمر
قال : نعم ، قوله تعالى :
{ حَتَّى جَاء الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ }
التوبة48

وسئل : هل يوجد في كتاب الله تعالى :
( لو بعثناه إلى بئر سمحة لغار ملؤها ) ؟
قال : نعم ، قوله تعالى :
{ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ }
النحل76

وسئل : هل يوجد في كتاب الله تعالى :
( من صبر على جاره أورثه الله داره ) ؟
قال : نعم ، قوله تعالى :
{وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ }
الأحزاب27

 

[فضيلة]

وسئل هل يوجد في كتاب الله تعالى :
( إذاحضرت الملائكة هربت الشياطين)؟
قال: قوله تعالى :
{ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ }
الأنفال48

وهل يوجد في كتاب الله تعالى :
( كل ممنوع حلو)؟
قال : قوله تعالى :
{ وَلاَتَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ }
البقرة35

وهل يوجد في كتاب الله تعالى :
( كما تكونوا يولّى عليكم)؟
قال: قوله تعالى:
{وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }
الأنعام129

وهل يوجد في كتاب الله تعالى :
( كرامة عين تكرم ألف عين)؟
قال: قوله تعالى :
{وَمَاكَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ }
الأنفال33

 

[فضيلة]

وهل يوجد في كتاب الله تعالى :
( أنف في الماء ورأس في السماء)؟
قال: قوله تعالى:
هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً
الإنسان1

وهل يوجد في كتاب الله تعالى :
( ذنب الكلب لا يتقوم)؟
{ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ }
الأنعام28

وهل يوجد في كتاب الله تعالى :
( وعند صفو الليالي يحدث الكَدَرُ)؟
قال: قوله تعالى :
{ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً }
الأنعام44

وهل يوجد فى كتاب الله تعالى:
( الرفيق قبل الطريق)؟
قال: قوله تعالى :
{ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا }
التوبة40

 

[فضيلة]

وهل يوجد في كتاب الله تعالى :
( الناس على مصابة آبائهم)؟
يعني على طريقة آبائهم
قال: قوله تعالى :
{إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَ إِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ }
الزخرف23

وهل يوجد في كتاب الله تعالى :
( مثل المؤمن مثل النحلة تجمع من صيفها لشتائها)؟
قال: قوله تعالى :
{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ }
التوبة105

وهل يوجد في كتاب الله تعالى :
( لايعجبك رخصه،في البيت ترمى نصفه)؟
قال: قوله تعالى :
{قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الخبيث }
المائدة100

وهل يوجد في كتاب الله تعالى :
( الجار قبل الدار)؟
{ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ }
التحريم11

​

 

[فضيلة]

وسُئل : هل يوجد في كتاب الله تعالى :
( العودُ أحمدْ ) ؟
قال : نعم ، قوله تعالى :
{إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ }
القصص85

وهل يوجد في كتاب الله تعالى :
( كل خنفسة في عين أمها جوهرة)؟
قال: قوله تعالى :
{ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }
المؤمنون53
وقد أورد ابن الطيب الفاسى فى هذا المثل:
كل امرئ حسن فى عين صاحبه *** والخنفساء تسمى بنتها القمرا

وهل يوجد في كتاب الله تعالى :
( المحسن مُعان)؟
قال: قوله تعالى :
{إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ }
النحل128

وهل يوجد في كتاب الله تعالى:
( من عدم المرانة عدم التوفيق ) ؟
قال: قوله تعالى :
وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ
آلعمران159

وبذلك نكون قد انتهينا والحمد لله من النوع الثانى
من الأمثال فى القرآن الكريم .. وهى الأمثال الكامنة
وسنبدأ إن شــاء الله النوع الثالث من الأمثال
وهى الأمثال المُرســلة
تابعونا

​

 

[فضيلة]

3- الأمثال المُرسلة فى القرآن الكريم
***********************
النوع الثالث من الأمثال فى القرآن الكريم هى
(الأمثال المُرسلة)
وهي جمل أرسلت إرسالًا من غير تصريح بلفظ التشبيه.
فهي آيات جارية مجرى الأمثال.
فهي آيات من القرآن الكريم أو بعض من آية،
جرت عادة بعض الناس على ضرب المثل بها في بعض الأحوال.
وهي في جملتها مبادئ خلقية ودينية موجزة مركزة،

وهذا النوع أمثلته في القرآن الكريم كثيرة جداً،
سوف نذكر جملة وافرة منها،
مع بيان ما تُضرب هذه الأمثال من أجله من المناسبات.

فمن هذه الأمثال:
***********
1- ليْسَ لَهَا مِن دُونِ اللهِ كَاشِفَةٌ (النجم:58)
يضرب لتعاظم الشدائد، وتفارط الخطوب والتصريح بالعجز
في مواجهتها واللجوء إلى الله تعالى وحده لكشفها.

2- لَن تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ (آل عمران:92)
يضرب للحث على تحري المحبوب الجيد عند النفقة
لمن ينفق من ردئ ماله، أو مما يهون عليه لكراهته.

3- الآنَ حَصْحَصَ الحَقُّ (يوسف:51)
يضرب لظهور الحق واضحا بعد خفائه،
ومعنى حصحص:برز وتبين،
واشتقاقه في اللغة من الحصة،
أي بانت حصة الحق وجهته من حصة الباطل وجهته،
وقيل: حصحص الحق بمعني وضح وانكشف،
تقول العرب: حصحص البعير في بروكه:
إذا تمكن وأثّر في الأرض وفرق الحصي

4- وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَه (يس:78)
يُضرب لمن يطلب دليلا وبرهانا على أمر
دليله بين يديه لو تأمل أدني تأمل.

5- ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ (الحج:10)
يُضرب لمن نالته عقوبة يستحقها إذا تعجب من ذلك.

6- قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (يوسف:41)
يُضرب لسد باب الجدل في أمر
ليس من وراء الجدل فيه طائل أو فائدة

7- أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (هود:81)
يُضرب للتبشير بقرب الفصل في الأمر،
مع الاطمئنان للنتيجة.

8- وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ (سبأ:54)
يُضرب للتشفي والنعي على من حرم آماله
بسبب إهماله، وسيء أعماله.

9- لِّكُلِّ نَبَأٍ مُّسْتَقَرٌّ(الأنعام:67)
يُضرب لنهاية الأنباء الكاذبة، وأن مصيرها الكشف،
وأن لكل دعاية أو شائعة نهاية.

10- وَلاَ يَحِيقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ (فاطر:43)
يُضرب لبيان أن من يكيد لغيره سيقع في مكيدته.

​

 

[فضيلة]

11- قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ (الإسراء:84)
يُضرب للعمل الجاري على طبيعة صاحبه واعتباره
وأصله على طريقة أن كل إناء ينضح بما فيه.

12- وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ (البقرة:216)
يُضرب للمواساة والتسلية عند الشدة وأن ما يراه
الإنسان شراً قد يحمل في طياته الخير الكثير.

13- كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (المدثر:38)
يُضرب للتهديد بإنزال العقوبة،
وأنه لن يفلت مجرم بجريمته.

14- مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ البَلاغُ (المائدة:99)
يُضرب لإبراء ذمة الرسول، وأن مسئولية
صدق الخبر وتبعاته على قائله لا مُبلغه.

15- مَا عَلَى المُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ (التوبة:91)
يُضرب للمواساة ودفع المؤاخذة على تقصير من يقصر
في أمور التطوع، إذا كان التقصير ليس إهمالا.

16- هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ (الرحمن:60)
يُضرب لتقدير حسن الجزاء على حسن العمل.

17- كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ (البقرة:249)
يُضرب ليبان أن عوامل النصر في القتال ترتبط بالعقيدة
وتأييد الله للمؤمنين أكثر من ارتباطها بكثرة العدد والعدة.

18- الآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ (يونس:91)
يُضرب لمن حاول استدراك ما فاته بعد فوات أوانه.

 

[فضيلة]

19- تحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى (الحشر:14)
يُضرب لعدم الاغترار بقوة تماسك الظاهر
مع تصدع وتفكك الواقع.

20- وَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (فاطر:14)
يُضرب لطمأنة المُستخبر على ما يسأل عنه
لتمام علم المسئول به.

21- كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (الروم:32)
يُضرب لإعجاب كل فريق بما لديه
أكثر من غيره مع تساويهم.

22- وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ (الأنفال:23)
يُضرب لليأس من صلاح من طُبع على الشر.

23- وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (سبأ:13)
يُضرب لبيان قلة الأخيار بالقياس إلى الإشرار.

24- لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا (البقرة:286)
يُضرب لرفع الحرج عمن لا يطيق فعل ما كُلف به.

25- قُل لاَّ يَسْتَوِي الخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ (المائدة:100)
يُضرب للتفريق بين الأخيار والأشرار
وإن كثر عدد الأشرار أو كثر ماعندهم.

26- ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ (الروم:41)
يُضرب لشيوع الظلم والفساد نتيجة لأعمال
الناس بالمعاصي، وانتشار ذلك فيهم.

​

 

[فضيلة]

27- ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (الحج:73)
يُضرب للتحقير والتهوين من شأن من يدعي القوة
أو تُدعي له وهو ليس كذلك بل هو في غاية الضعف.

28- بل سولت لكم أنفسكم أمرا (يوسف:18)
لمن زُين في نفسه السوء.

29- لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ العَامِلُونَ (الصافات:61)
يُضرب للترغيب في التنافس في الخير
بعد بيان حسن جزائه.

30- وشهد شاهد من أهلها (يوسف:26)
يُقال حينما يشهد شاهد من أهل المشهود عليه
في قضية ما , فيدينه ويثبت عليه التهمه

31- فَاعْتَبِرُوا يَا أُوْلِي الأَبْصَارِ (الحشر:2)
يُضرب للفت العقلاء إلى ما ينبغي من الاتعاظ
بما يقع لغيرهم من شدائد جزاء عملهم
حتى لا يقعوا فيما وقعوا فيه.

32- فصبر جميل والله المستعان (يوسف:18)
لمن فوض أمره لله واستعان بالله وصبر .

 

[فضيلة]

33- (لكم دينكم ولي دين) (الكافرون:6)
يُضرب لمن يحاوره صاحب مذهب فاسد يحاول
استهواءه إلى باطلة فيقول (لكم دينكم ولي دين)

34- إلا حاجة في نفس يعقوب (يوسف:68)
دلالة على فعل أمر ما،
واكنان القصد منه لحاجة في النفس

35- إن كيدكن عظيم (يوسف:28)
للدلالة على عظيم كيد بعض النساء

36- لا تثريب عليكم (يوسف:92)
يُقال عند العفو عن المسئ مع القدرة عليه

37- أضغاث أحلام (يوسف:44)
دلاله على ( لامعنى لهذه الرؤيا )،
أو لا تكترث لأمرها

38- إن النفس لأمارة بالسوء إلا مارحم ربي (يوسف:53)
للتبرير على الوقوع في الخطأ، والاعتذار عن ذلك .

 

[فضيلة]

رأى العلماء فى استخدام الأمثال المُرسلة

اختلف العلماء في هذا النوع من الآيات الذي يسمونه إرسال المثل،
ما حكم استعماله استعمال الأمثال؟

فرآه البعض خروجًا عن أدب القرآن،
فقال في تفسير قوله تعالى: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}:
"جرت عادة الناس بأن يتمثلوا بهذه الآية عند المُتاركة،
وذلك غير جائز؛ لأنه تعالى ما أنزل القرآن ليتمثل به،
بل يتدبر فيه، ثم يعمل بموجبه".

ورأى آخرون أنه لا حرج فيما يظهر
أن يتمثل الرجل بالقرآن في مقام الجد،
كأن يأسف أسفًا شديدًا لنزول كارثة قد
تقطعت أسباب كشفها عن الناس فيقول:
{لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ}،

أو يحاوره صاحب مذهب فاسد
يحاول استهواءه إلى باطله فيقول:
{لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}

والإثم الكبير في أن يقصد الرجل
إلى التظاهر بالبراعة فيتمثل بالقرآن
حتى في مقام الهزل والمزاح.

​

 

[فضيلة]

فتاوى حول
استخدام الأمثال المُرسلة
***************
(( حكم استخدام الآيات القرآنية لضرب الأمثال ))
لفضيلة الشيخ : ( صالح بن فوزان الفوزان ) - حفظه الله تعالى - :
رقم الفتوى : 1543
عنوان الفتوى : استخدام الآيات القرآنية لضرب الأمثال .

نص السؤال :

نسمع كثيرًا من الإخوان يستخدمون الآيات القرآنية لضرب أمثلة
كقوله تعالى ‏‏: ‏( ‏لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ ) ‏[‏الغاشية‏‏ : 7‏]‏
وقوله‏‏ : ‏( ‏مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ ) ‏[‏طه‏‏ : 55‏]‏
فهل هذا جائز أم لا ‏؟‏
وإذا كان جائزًا ففي أي الحالات يمكن ذكرها
وترديدها‏‏ جزاكم الله خيرًا ‏؟‏

نص الإجابة :

لا بأس بالتمثل بالقرآن الكريم إذا كان لغرض صحيح كأن يقول‏‏ :
( هذا الشيء لا يسمن ولا يغني من جوع )
أو يقول‏‏ : ‏( ‏مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ ) ‏[‏طه‏‏ : 55‏]‏
إذا أراد التذكير بحالة الإنسان مع الأرض وأنه خُلق منها
ويعود إليها بعد الموت ثم يبعثه الله منها،
فالتمثل بالقرآن الكريم إذا لم يكن على وجه السخرية
والاستهزاء لا بأس به ،
أما إذا كان على وجه السخرية والاستهزاء فهذا يُعتبر
ردة عن الإسلام ؛ لأن من استهزأ بالقرآن الكريم أو بشيء
من ذكر الله - عز وجل - وهزل بشيء من ذلك فإنه يرتد
عن دين الإسلام كما قال تعالى‏‏ :
‏( ‏قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ
لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ )
‏[‏التوبة‏‏ : 65-66‏]
‏‏ فيجب تعظيم القرآن واحترامه .‏

فتوى رقم 6252
السؤال :

استعمال بعض آيات القرآن في المزاح ما بين الأصدقاء مثال :
(1) خذوه فغلوه (2) ووجوه يومئذ عليها غبرة
(3) سيماهم في وجوههم .
هل يجوز استعمال هذه الآيات في المزاح ما بين الأصدقاء ؟

الإجابة:

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه..وبعد :
لا يجوز استعمال آيات القرآن في المزاح على أنها آيات من
القرآن، أما إذا كانت هناك كلمات دارجة على اللسان لا يقصد
بها حكاية آية من القرآن أو جملة منه فيجوز .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
نائب رئيس اللجنة /عبد الرزاق عفيفي
الرئيس/عبد العزيز بن عبد الله بن باز

الســؤال:

فضيلة الشيخ _ بارك الله فيكم _ وحفظكم :
كثيرا ما يتناقل بعض الناس أثناء الحديث على ألسنتهم آيات من
القرآن الكريم أو من السنة على سبيل المزاح ،
مثاله : كأن يقول : فلان { نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا }
أو قول بعضهم لبعض { لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ }
أو قول أحدهم لآخر { يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا }
أو ما شابه ذلك وهكذا .
ومن السنة كأن يقول أحدهم إذا ذُكِّر ونُصِح بترك المعصية :
يا أخي (( التقوى هاهنا )) ،
أو قوله : (( إن الدين يسر )) ، وهكذا .
فما قولكم في أمثال هؤلاء وما نصيحتهم ؟

الجواب :

[ أما من قال على سبيل الاستهزاء والسخرية فإنه على خطر عظيم ؛
وقد يُقال إنه خرج من الإسلام ، لأن القرآن لا يجوز بأي حال من
الأحوال أن يُتخذ هزوا ، وكذلك الأحكام الشرعية ،
كما قال الله تبارك وتعالى:
{ يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم
قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا َتحْذَرُونَ {64}
وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ ليَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ
قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ {65}
لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بعْدَ إِيمَانِكُمْ }
ولهذا قال العلماء رحمهم الله : من قال كلمة الكفر فإنه يكفر ،
ويجب عليه أن يتوب ، وأن يعتقد أنه تاب من الردة ،
فيجدد إسلامه ، فآيات الله عزَّ وجلَّ ، ورسول الله ،
والرب عزَّ وجلَّ ، أعظم من أن يتخذ هزوا أو مزحا .

أما من استشهد بآية على واقعة جرت وحدثت ، فهذا لا بأس به ،
فإن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم استشهد بالآيات على الوقائع ،
فاستشهد بقوله: { أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ}
حينما جاء الحسن والحسين يتعثران في أثوابهما ،
فنزل من المنبر وقال صلى الله عليه وسلم
(( إنما أموالكم و أولادكم فتنة )) .

فالاستشهاد بالآيات على الوقائع لا بأس به ،
وأما تنزيل الآيات على ما لم يرد الله بها لا سيما
إن قارن ذلك سخرية واستهزاء فالأمر خطير ]اهـ .
الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله

​

 

[فضيلة]

( حكم ضرب الأمثال بالقرآن ) :
وسُئل الشيخ : ( محمد بن صالح العثيمين ) - رحمه الله -
عن حكم ذلك :

السؤال:

بالنسبة لضرب الأمثال بالقرآن،
مثلاً: يقول أحدهم لرجل احتال عليه: { وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ }
[الأنفال:30]
أو يقول: { يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ }
[النساء:142]

الجواب :

(( إذا صح أن تنطبق الآية على هذا المعنى فلا بأس،
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم استشهد بالقرآن حينما
خرج الحسن و الحسين يعثران في ثيابهما ثم نزل من المنبر،
وأخذهما وجعلهما بين يديه، ثم قال:
( صدق الله : { إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ } [التغابن:15]).
لكن المهم أن تنطبق،
أما أن تقول لرجل:
{ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ } [النساء:142] وهو مؤمن،
فهذا لا يجوز، لأن هذه الآية في المنافقين )) انتهى .

المصدر: سلسلة ( لقاء الباب المفتوح ) شريط 111 ، الأسئلة.

السؤال

"حلاق" كاتب ( وجوهٍ يومئذٍ ناعمة )
"مطعم" كاتب ( كلوا من طيبات ما رزقكم )
"خياط" كاتب ( وكل شيئ فصلناه تفصيلا )
"محل عصير كاتب(وسقاهم ربهم شرابا طهورا)
"صاحب مكتبة كاتب(وقل ربى زدنى علما)أو(فيها كتب قيمة)
" أما سائق "التاكسي" يكتب
( يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين )

فهل هذا الكلام يُعتبر استهزاء بالقرآن أم لا؟؟

الجواب

الأمثلة المُرسلة كثيرة ،
منها ماهو مقبول ،
ومن الأمثلة في ذلك ( الآن حصحص الحق ).
يقولها الكثير حينما يتضح الأمر بعد غموض
ويظهر الحق للعيان ولا محيص منه .
يظهر لك الحق فتقول : الآن حصحص الحق

و حينما ييئس الإنسان من الضعف أو ييئس المسلمون من الذلة
والهوان وهذا الكرب وهذا العسر الذي يعيشونه، فيأتي من يهون
عليه ذلك بهذا المثال فيقول له :{أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ } .

ومنها ماهو مرفوض
ولا يجوز ويُعتبر فيه استهزاء بالقرآن،
ومثل ذلك حينما تأتي لشخص مثلاً وتناوله كتاب تقول:
{يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ }، مثل هذا الاستخدام لا يجوز .

أو يكون مثلاً شخص له ابن اسمه إبراهيم، أو صاحب اسمه إبراهيم
تريد أن تنهاه عن شيء تقول :{ يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا }.

مثل هذه الإطلاقات لا تجوز لأنها تسبب نوعًا
من الابتذال وتقليل هيبة القرآن وتوقيره.

أما إذا كانت من باب الاستخدام السليم الخارج من الابتذال
فهذا لا بأس به كما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم :
(( إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ))
حين ما قال : (( إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته )) .

وقوله صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر :
( إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين ).

ومما يُذكر في ذلك أيضا، أنه لما تمنع صلى الله عليه وسلم من
لقاء أبي سفيان بن الحارث رضي الله عنه لما جاء ليسلم
أشار عليه العباس بأن يواجه الرسول صلى الله عليه وسلم
ويقول له حال ما يراه :
"تالله لقد ءاثرك الله علينا "
فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :
" لا تثريب عليكم اليوم ".

وكما قال أيضًا ابن مسعود في مسألة في الفرائض حين ما قال :
{ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ } .
هنا أتى بذكر آية ليست من باب الابتذال .

وأما ما ذُكر في السؤال من الأمثال فكله من باب الاستهزاء والابتذال
فلا يجوز ويحذر أصحابه من ذلك ، ويخشى عليهم العاقبة والعياذ بالله .

وجملة القول: أن يُراعي توقير القرآن الكريم في أقوال الإنسان،
وتمثله في حديثه، وفي هذا الإطار لا حرج فيما ذكرنا.

انتهينا والحمد لله من موضوع الأمثال فى القرآن الكريم
اللهم تقبل منا وأنت ضاحكٌ إلينا وراضٍ عنا..آمين

​