خطوات حقيقية منسية تخلصك من خوفك ومرضك
من عقوبات المعاصي : ما يلقيه الله من الرعبوالخوف في قلب العاصي ,فلا تراه إلا خائفا مرعوبا ,فإن الطاعة حصن الله الأعظم الذي من دخله كان من الآمنين من عقوبة الدنيا والآخرة ,ومن خرج عنه أحاطت به المخاوف من كل جانب ,فمن أطاع الله انقلبت المخاوف في حقه أمان,ومن عصاه انقلبت مآمنه مخاوف ,فلا تجد العاصي إلا وقلبه كأنه بين جناحى طائر, إن حركت الريح الباب قال :جاء الطلب ,وإن سمع وقع قدم خاف أن يكون نذيرا بالعطب.يحسب أن كل صيحة عليه ,وكل مكروه قاصدا إليه ,فمن خاف الله آمنه من كل شيء,ومن لم يخف الله أخافه من كل شيء:
بذا قضى الله بين الناس منذ خلقوا ...أن المخاوف والإجرام في قرن
ومن عقوباتها :أنها توقع الوحشة في القلب,فيجد المذنب نفسه مستوحشا,قد وقعت الوحشة بينه وبين ربه,وبين الخلق وبين نفسه ,وكلما كثرت الذنوب اشتدت الوحشة,وامر العيش عيش المستوحشين الخائفين,وأطيب العيش عيش المستأنسين ,فلو نظر العاقل ووازن لذة المعصية وما توقعه من الخوفوالوحشة لعلم سوء حاله وعظيم غبنه ,إذ باع أنس الطاعة وأمنها وحلاوتها بوحشة المعصية وما توجبه من الخوف والضرر الداعي له,كما قيل:
فإن كنت قد أوحشتك الذنوب ...فدعها إذا شئت واستأنس
وسر المسالة أن الطاعة توجب القرب من الرب سبحانه وتعالى,فكلما اشتد القرب قوي الأنس ,والمعصية توجب البعد من الرب ,وكلما ازداد البعد قويت الوحشة,ولهذ يجد العبد وحشة بينه وبين عدوه للبعد الذي بينهما ,وإن كان ملابسا له قريبا منه,ويجد أنسا وقربا بينه وبين من يحب,وإن كان بعيدا عنه ,والوحشة سببها الحجاب ,وكلما غلظ الحجاب زادت الوحشة,فالغفلة توجب الوحشة,وأشد منها وحشة المعصية وأشد منها وحشة الشرك والكفر ,ولا تجد أحدا ملابسا شيئا من ذلك إلا ويعلوه من الوحشة بحسب ما لابسه منه ,فتعلو الوحشة وجهه وقلبه,فيستوحش ويستوحش منه .
ومن عقوباتها : أنها تصرف القلب عن صحته واستقامته إلى مرضه وانحرافه ,فلا يزل مريضا معلولا لا ينتفع بالأغذية التي بها حياته وصلاحه ,فإن تأثير الذنوب في القلوب كتأثير الأمراض في الأبدان بل الذنوب أمراض القلوب وداؤها, ولا دواء لها إلا تركها .وقد أجمع السائرون إلى الله أن القلوب لا تعطي مناها حتى تصل إلى مولاها , ولا تصل إلى مولاها حتى تكون سليمة , ولا تكون صحيحة سليمة حتى ينقلب داؤها فيصير نفس دوائها ,ولا يصح لها ذلك إلا بمخالفة هواها,فهواها مرضها ,وشفاها مخالفته ,فإن استحكم المرض قتل او كاد , وكما أن من نهى نفسه عن الهوى كانت الجنة مأواه ,فكذا يكون قلبه في هذه الدار في جنة عاجلة , لا يشبه نعيم أهلها نعيما ألبتة ,بل التفاوت الذي بين النعيمين كالتفاوت الذي بين نعم الدنيا والآخرة ,وهذ أمر لا يصدق به إلا من باشر قلبه هذا وهذا . ولا تحسب أن قوله تعالى ((إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ* وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ))
الانفطار 13,14
مقصور على نعيم الآخرة وجحيمها فقط ,بل في دورهم الثلاثة هم كذلك -أعني دار الدنيا , ودار البرزخ ,ودار القرار -فهؤلاء في نعيم,وهؤلاء في جحيم ,وهل النعيم إلا نعيم القلب ؟ وهل العذاب إلا عذاب القلب؟ وأي عذاب أشد من الخوف والهم والحزن وضيق الصدر ,وإعراضه عن الله والدار الآخرة ,وتعلقه بغير الله,وانقطاعه عن الله ,بكل واد منه شعبة ؟ وكل من تعلق به وأحبه من دون الله فإنه يسومه سوء العذاب .فكل من أحب شيئا غير الله عذب به ثلاث مرات في هذه الدار. فهو يعذب به قبل حصوله حتى يحصل ,فإذا حصل عذب به حال حصوله بالخوف من سلبه وفواته,والتنغيص والتنكيد عليه .وأنواع
من العذاب في هذه .. المعارضات فإذا سلبه اشتد عليه عذابه .فهذه ثلاثة أنواع من العذاب في هذه الدار.
وأما في البرزخ :فعذاب يقارنه ألم الفراق الذي لا يرجو عوده .وألم فوات ما فاته من النعيم العظيم باشتغاله بضده ,وألم الحجاب عن الله ,وألم الحسرة التي تقطع الأكباد ,فالهم والغم والحسرة والحزن تعمل في نفوسهم نظير ما يعمل الهون والديدان في أبدانهم ,بل عملها في النفوس دائم مستمر ,حتى يردها الله إلى أجسادها ,فحينئذ ينتقل العذاب إلى نوع هو أدهى وأمر,فأين هذا من نعيم من يرقص قلبه طربا وفرحا وأنسا بربه ,واشتياقا إليه ,وارتياحا بحبه,وطمانينة بذكره ؟ حتى يقول بعضهم في حال نزعه :واطرباه .ويقول الآخر : إن كان أهل الجنة في مثل هذا الحال ,إنهم لفي عيش طيب . ويقول آخر:مساكين أهل الدنيا ,خرجوا منها وما ذاقوا لذيذ العيش فيها , وما ذاقوا أطيب ما فيها .ويقول الآخر: لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من السعادة لجالدونا عليها بالسيوف. ويقول الآخر :إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة. فيا من باع حظه الغالي بإبخس الثمن .وثمنه جنة المأوى ,والسفير الذي جرى على يديه عقد التبايع وضمن الثمن عن المشترى هو الرسول صلى الله عليه وسلم . وقد بعتها بغاية الهوان . كما قال القائل:
إذا كان هذا فعل عبد بنفسه...فمن ذا له من بعد ذلك يكرم؟
"وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ" الحج 18
لا يفهم من كلام العلامة بن القيم في كتابه الدواء الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي إنو لا نا خذ بالأسباب الآخرى بل الشرع امر بالاخذ بالأسباب والحرص على ما ينفع من إتباع الشرع ,بل نفعل الأسباب ولا نعتمد عليها ...ونستعن ونتوكل على القوي القدير المليك المقتدر الشافي
لكن تكون أسباب مشروعة ومعروفة, ولا ننفي إنو لا يوجد مرض كما يقول بعض الناس: هذا وهم وتكبير للامور وعقد وجبن, ولا أهون من شان الخوف والقلق والرهاب , لكن نعمل تفصيل ونفرق بين المرض الحقيقي والتمارض ,كالذي يشعر بعرض واحد مثلا بصداع او يكون يتبول كثير ويجوع بسرعة ويقول عندي سكري وضغط ! يوجد خوف عادي وقلق طبيعي وتوتر وكابة قد ينشأ من الشخص نفسه ويكون هو المتسبب فيه كالعادات الخاطئة والسهر والغذاء الضار الغير صحي الذي لا يوجد فيه ما يحتاجه المخ من مواد وفيتامينات وعدم الرياضة وعدم العيش في الحياة بنظام وفهم والنظرة الخاطئة والمقارنات واليئس وأكل الأغذية الملونة واللي فيها إضافات وحافظة وكثرة السكر وبالمقابل البعد عن الأطعمة والأعشاب المفيد للمخ و للمزاج والراحة
لكن هناك فرق بين التمارض واللصق والاوهام وبين المرض الحقيقي الذي قد يكون سببه خلل في احد مراكذ الدماغ من نقص او زيادة ببعض الإفرازات ونشاط في احد المناطق
من الطبيعي ممكن الشخص يخاف ويترهب من البدايات والمحاولات البداية في التدريس او الخطابة وممكن بعض الناس يرفض رفض كامل ولا يناقش يعن أبدي أن يقدم ويجرب ,ولكن بالمقابل عايش حياته طبيعي ومرتاح ومتزن وافكاره مستقرة وتعامله مع الناس والمجتمع والمقابلات والونسات والمرح , ولا يتذكر الامر ...
لكن المرض الحقيقي الملازم للشخص يمنعه من كثير من الأشياء العادية والمتفق على سهولتها يمنع نفسه من أبصط الامور ,ولا قوة له ولا طاقة له بالتحرك والتجربة ,ولو حاول ووفق ,لا يفكر ان يقدم ويجرب فيما بعد
لكن الاسباب المنسية كثيرة جدا وخطوات العلاج الحقيقي كما ذكر الشيخ نبتعد عن المعاصي.. ونفر إلى الرحمان الرؤوف الشافي الجبار القوي الذي يجبر الفقر بالغني والخوف بالآمن والقوة والفشل بالنجاح
وهذا فرار السعداء فإنهم يفرون إلى الله
"فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ" الذاريات 50
...فلما دعا العباد النظر لآياته الموجبة لخشيته والإنابة إليه، أمر بما هو المقصود من ذلك، وهو الفرار إليه أي: الفرار مما يكرهه الله ظاهرًا وباطنًا، إلى ما يحبه، ظاهرًا وباطنًا، فرار من الجهل إلى العلم، ومن الكفر إلى الإيمان، ومن المعصية إلى الطاعة، و من الغفلة إلى ذكر الله فمن استكمل هذه الأمور، فقد استكمل الدين كله وقد زال عنه المرهوب، وحصل له، نهاية المراد والمطلوب.
وسمى الله الرجوع إليه، فرارَا، لأن في الرجوع لغيره، أنواع المخاوف والمكاره، وفي الرجوع إليه، أنواع المحاب والأمن، [والسرور]والسعادة والفوز، فيفر العبد من قضائه وقدره، إلى قضائه وقدره، وكل من خفت منه فررت منه إلا الله تعالى، فإنه بحسب الخوف منه، يكون الفرار إليه...
تفسير العلامة السعدي
كثير من الناس يجرب كل شيء وحبوب وافكار ناس , ولا يقول قررت أغير حياتي بالقرب منك وطاعتك, أحبك ربي يا بر يا رحيم ,عندما يبداء الشخص وهو في الطريق التقوى وحسن الظن بالله ومعرفة مولاه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى يحس بتغير كثير وكل يوم يرتقي وفوائد ومنن وعطاء ونعيم وسعادة لا تنفد , وقد يلاقي الشخص قوة ونشاط ومخارج ,وقد يفتح له الإله الفتاح أبوابا لم تكن في الحسبان ولا يدريها العبد من همة ونسيان للتوافه والمنقصاة من ثقة وحس ظن وتوكل وعدم أستعجال وقلق وسرعة للتغيير ومخارج ومعارج وتقدم وسبق للخيرات ,ربما كانت تفوت هذه الخيرات اذا لم توجد المصيبة ,ولا تناقض بين المرض والمعانات والضيق وبين الراحة السعادة الإيمانية وصلاح البال والهدوء والسكون ,لذلك تلقى المؤمن القوي صاحب الثقة واللي عارف قيمة الدنيا , في المصائب مرتاح ومطمئن وما يتزعزع ويثبته ربه في الدنيا والآخرة ويستحضر الثواب والخير في الدارين والنعيم المقيم ,وللأمرض فوائد عجيبة لمن صبر واحتسب ..منها تكفر الذنوب وحب الرحمان الأعلى ورفعة في الدارين وتجعل للشخص القبول , وتجعل القلب بإذن الله سليما نقيا متواضعا من الآفات والأمراض كالتكبر والعجب والحسد وحب الظهور والفساد وسوء النية والفراغ والكلام في الناس والإشتغال بعيوب الخلق
وكذلك محبة دروس العلم والتعلم العلم الشرعي و الصدقة وقيام الليل والدعاء والتضرع لله سبحانه وتعالى والثناء عليه بأسمائه الحسنى والدعاء بها ...من الكتب المفيدة جدا ومؤثرة موجود على النت في موقعه ,فقه الأسماء الحسنى الشيخ عبد الرزاق البدر , وأيضا هنالك محاضرة قيمة جدا ومؤثرة ومليئة بالفوائد والقصص والعبر أسباب منسية للدكتور خالد الجبير ومحاضرة قيمة ايضا السعادة للشيخ محمد عثمان العنجري ..
يتبع بإذن الله
قصص غربيين تعايشوا مع القلق
ولا خوف مع اسم الله الولي
من عقوبات المعاصي : ما يلقيه الله من الرعبوالخوف في قلب العاصي ,فلا تراه إلا خائفا مرعوبا ,فإن الطاعة حصن الله الأعظم الذي من دخله كان من الآمنين من عقوبة الدنيا والآخرة ,ومن خرج عنه أحاطت به المخاوف من كل جانب ,فمن أطاع الله انقلبت المخاوف في حقه أمان,ومن عصاه انقلبت مآمنه مخاوف ,فلا تجد العاصي إلا وقلبه كأنه بين جناحى طائر, إن حركت الريح الباب قال :جاء الطلب ,وإن سمع وقع قدم خاف أن يكون نذيرا بالعطب.يحسب أن كل صيحة عليه ,وكل مكروه قاصدا إليه ,فمن خاف الله آمنه من كل شيء,ومن لم يخف الله أخافه من كل شيء:
بذا قضى الله بين الناس منذ خلقوا ...أن المخاوف والإجرام في قرن
ومن عقوباتها :أنها توقع الوحشة في القلب,فيجد المذنب نفسه مستوحشا,قد وقعت الوحشة بينه وبين ربه,وبين الخلق وبين نفسه ,وكلما كثرت الذنوب اشتدت الوحشة,وامر العيش عيش المستوحشين الخائفين,وأطيب العيش عيش المستأنسين ,فلو نظر العاقل ووازن لذة المعصية وما توقعه من الخوفوالوحشة لعلم سوء حاله وعظيم غبنه ,إذ باع أنس الطاعة وأمنها وحلاوتها بوحشة المعصية وما توجبه من الخوف والضرر الداعي له,كما قيل:
فإن كنت قد أوحشتك الذنوب ...فدعها إذا شئت واستأنس
وسر المسالة أن الطاعة توجب القرب من الرب سبحانه وتعالى,فكلما اشتد القرب قوي الأنس ,والمعصية توجب البعد من الرب ,وكلما ازداد البعد قويت الوحشة,ولهذ يجد العبد وحشة بينه وبين عدوه للبعد الذي بينهما ,وإن كان ملابسا له قريبا منه,ويجد أنسا وقربا بينه وبين من يحب,وإن كان بعيدا عنه ,والوحشة سببها الحجاب ,وكلما غلظ الحجاب زادت الوحشة,فالغفلة توجب الوحشة,وأشد منها وحشة المعصية وأشد منها وحشة الشرك والكفر ,ولا تجد أحدا ملابسا شيئا من ذلك إلا ويعلوه من الوحشة بحسب ما لابسه منه ,فتعلو الوحشة وجهه وقلبه,فيستوحش ويستوحش منه .
ومن عقوباتها : أنها تصرف القلب عن صحته واستقامته إلى مرضه وانحرافه ,فلا يزل مريضا معلولا لا ينتفع بالأغذية التي بها حياته وصلاحه ,فإن تأثير الذنوب في القلوب كتأثير الأمراض في الأبدان بل الذنوب أمراض القلوب وداؤها, ولا دواء لها إلا تركها .وقد أجمع السائرون إلى الله أن القلوب لا تعطي مناها حتى تصل إلى مولاها , ولا تصل إلى مولاها حتى تكون سليمة , ولا تكون صحيحة سليمة حتى ينقلب داؤها فيصير نفس دوائها ,ولا يصح لها ذلك إلا بمخالفة هواها,فهواها مرضها ,وشفاها مخالفته ,فإن استحكم المرض قتل او كاد , وكما أن من نهى نفسه عن الهوى كانت الجنة مأواه ,فكذا يكون قلبه في هذه الدار في جنة عاجلة , لا يشبه نعيم أهلها نعيما ألبتة ,بل التفاوت الذي بين النعيمين كالتفاوت الذي بين نعم الدنيا والآخرة ,وهذ أمر لا يصدق به إلا من باشر قلبه هذا وهذا . ولا تحسب أن قوله تعالى ((إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ* وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ))
الانفطار 13,14
مقصور على نعيم الآخرة وجحيمها فقط ,بل في دورهم الثلاثة هم كذلك -أعني دار الدنيا , ودار البرزخ ,ودار القرار -فهؤلاء في نعيم,وهؤلاء في جحيم ,وهل النعيم إلا نعيم القلب ؟ وهل العذاب إلا عذاب القلب؟ وأي عذاب أشد من الخوف والهم والحزن وضيق الصدر ,وإعراضه عن الله والدار الآخرة ,وتعلقه بغير الله,وانقطاعه عن الله ,بكل واد منه شعبة ؟ وكل من تعلق به وأحبه من دون الله فإنه يسومه سوء العذاب .فكل من أحب شيئا غير الله عذب به ثلاث مرات في هذه الدار. فهو يعذب به قبل حصوله حتى يحصل ,فإذا حصل عذب به حال حصوله بالخوف من سلبه وفواته,والتنغيص والتنكيد عليه .وأنواع
من العذاب في هذه .. المعارضات فإذا سلبه اشتد عليه عذابه .فهذه ثلاثة أنواع من العذاب في هذه الدار.
وأما في البرزخ :فعذاب يقارنه ألم الفراق الذي لا يرجو عوده .وألم فوات ما فاته من النعيم العظيم باشتغاله بضده ,وألم الحجاب عن الله ,وألم الحسرة التي تقطع الأكباد ,فالهم والغم والحسرة والحزن تعمل في نفوسهم نظير ما يعمل الهون والديدان في أبدانهم ,بل عملها في النفوس دائم مستمر ,حتى يردها الله إلى أجسادها ,فحينئذ ينتقل العذاب إلى نوع هو أدهى وأمر,فأين هذا من نعيم من يرقص قلبه طربا وفرحا وأنسا بربه ,واشتياقا إليه ,وارتياحا بحبه,وطمانينة بذكره ؟ حتى يقول بعضهم في حال نزعه :واطرباه .ويقول الآخر : إن كان أهل الجنة في مثل هذا الحال ,إنهم لفي عيش طيب . ويقول آخر:مساكين أهل الدنيا ,خرجوا منها وما ذاقوا لذيذ العيش فيها , وما ذاقوا أطيب ما فيها .ويقول الآخر: لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من السعادة لجالدونا عليها بالسيوف. ويقول الآخر :إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة. فيا من باع حظه الغالي بإبخس الثمن .وثمنه جنة المأوى ,والسفير الذي جرى على يديه عقد التبايع وضمن الثمن عن المشترى هو الرسول صلى الله عليه وسلم . وقد بعتها بغاية الهوان . كما قال القائل:
إذا كان هذا فعل عبد بنفسه...فمن ذا له من بعد ذلك يكرم؟
"وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ" الحج 18
لا يفهم من كلام العلامة بن القيم في كتابه الدواء الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي إنو لا نا خذ بالأسباب الآخرى بل الشرع امر بالاخذ بالأسباب والحرص على ما ينفع من إتباع الشرع ,بل نفعل الأسباب ولا نعتمد عليها ...ونستعن ونتوكل على القوي القدير المليك المقتدر الشافي
لكن تكون أسباب مشروعة ومعروفة, ولا ننفي إنو لا يوجد مرض كما يقول بعض الناس: هذا وهم وتكبير للامور وعقد وجبن, ولا أهون من شان الخوف والقلق والرهاب , لكن نعمل تفصيل ونفرق بين المرض الحقيقي والتمارض ,كالذي يشعر بعرض واحد مثلا بصداع او يكون يتبول كثير ويجوع بسرعة ويقول عندي سكري وضغط ! يوجد خوف عادي وقلق طبيعي وتوتر وكابة قد ينشأ من الشخص نفسه ويكون هو المتسبب فيه كالعادات الخاطئة والسهر والغذاء الضار الغير صحي الذي لا يوجد فيه ما يحتاجه المخ من مواد وفيتامينات وعدم الرياضة وعدم العيش في الحياة بنظام وفهم والنظرة الخاطئة والمقارنات واليئس وأكل الأغذية الملونة واللي فيها إضافات وحافظة وكثرة السكر وبالمقابل البعد عن الأطعمة والأعشاب المفيد للمخ و للمزاج والراحة
لكن هناك فرق بين التمارض واللصق والاوهام وبين المرض الحقيقي الذي قد يكون سببه خلل في احد مراكذ الدماغ من نقص او زيادة ببعض الإفرازات ونشاط في احد المناطق
من الطبيعي ممكن الشخص يخاف ويترهب من البدايات والمحاولات البداية في التدريس او الخطابة وممكن بعض الناس يرفض رفض كامل ولا يناقش يعن أبدي أن يقدم ويجرب ,ولكن بالمقابل عايش حياته طبيعي ومرتاح ومتزن وافكاره مستقرة وتعامله مع الناس والمجتمع والمقابلات والونسات والمرح , ولا يتذكر الامر ...
لكن المرض الحقيقي الملازم للشخص يمنعه من كثير من الأشياء العادية والمتفق على سهولتها يمنع نفسه من أبصط الامور ,ولا قوة له ولا طاقة له بالتحرك والتجربة ,ولو حاول ووفق ,لا يفكر ان يقدم ويجرب فيما بعد
لكن الاسباب المنسية كثيرة جدا وخطوات العلاج الحقيقي كما ذكر الشيخ نبتعد عن المعاصي.. ونفر إلى الرحمان الرؤوف الشافي الجبار القوي الذي يجبر الفقر بالغني والخوف بالآمن والقوة والفشل بالنجاح
وهذا فرار السعداء فإنهم يفرون إلى الله
"فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ" الذاريات 50
...فلما دعا العباد النظر لآياته الموجبة لخشيته والإنابة إليه، أمر بما هو المقصود من ذلك، وهو الفرار إليه أي: الفرار مما يكرهه الله ظاهرًا وباطنًا، إلى ما يحبه، ظاهرًا وباطنًا، فرار من الجهل إلى العلم، ومن الكفر إلى الإيمان، ومن المعصية إلى الطاعة، و من الغفلة إلى ذكر الله فمن استكمل هذه الأمور، فقد استكمل الدين كله وقد زال عنه المرهوب، وحصل له، نهاية المراد والمطلوب.
وسمى الله الرجوع إليه، فرارَا، لأن في الرجوع لغيره، أنواع المخاوف والمكاره، وفي الرجوع إليه، أنواع المحاب والأمن، [والسرور]والسعادة والفوز، فيفر العبد من قضائه وقدره، إلى قضائه وقدره، وكل من خفت منه فررت منه إلا الله تعالى، فإنه بحسب الخوف منه، يكون الفرار إليه...
تفسير العلامة السعدي
كثير من الناس يجرب كل شيء وحبوب وافكار ناس , ولا يقول قررت أغير حياتي بالقرب منك وطاعتك, أحبك ربي يا بر يا رحيم ,عندما يبداء الشخص وهو في الطريق التقوى وحسن الظن بالله ومعرفة مولاه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى يحس بتغير كثير وكل يوم يرتقي وفوائد ومنن وعطاء ونعيم وسعادة لا تنفد , وقد يلاقي الشخص قوة ونشاط ومخارج ,وقد يفتح له الإله الفتاح أبوابا لم تكن في الحسبان ولا يدريها العبد من همة ونسيان للتوافه والمنقصاة من ثقة وحس ظن وتوكل وعدم أستعجال وقلق وسرعة للتغيير ومخارج ومعارج وتقدم وسبق للخيرات ,ربما كانت تفوت هذه الخيرات اذا لم توجد المصيبة ,ولا تناقض بين المرض والمعانات والضيق وبين الراحة السعادة الإيمانية وصلاح البال والهدوء والسكون ,لذلك تلقى المؤمن القوي صاحب الثقة واللي عارف قيمة الدنيا , في المصائب مرتاح ومطمئن وما يتزعزع ويثبته ربه في الدنيا والآخرة ويستحضر الثواب والخير في الدارين والنعيم المقيم ,وللأمرض فوائد عجيبة لمن صبر واحتسب ..منها تكفر الذنوب وحب الرحمان الأعلى ورفعة في الدارين وتجعل للشخص القبول , وتجعل القلب بإذن الله سليما نقيا متواضعا من الآفات والأمراض كالتكبر والعجب والحسد وحب الظهور والفساد وسوء النية والفراغ والكلام في الناس والإشتغال بعيوب الخلق
وكذلك محبة دروس العلم والتعلم العلم الشرعي و الصدقة وقيام الليل والدعاء والتضرع لله سبحانه وتعالى والثناء عليه بأسمائه الحسنى والدعاء بها ...من الكتب المفيدة جدا ومؤثرة موجود على النت في موقعه ,فقه الأسماء الحسنى الشيخ عبد الرزاق البدر , وأيضا هنالك محاضرة قيمة جدا ومؤثرة ومليئة بالفوائد والقصص والعبر أسباب منسية للدكتور خالد الجبير ومحاضرة قيمة ايضا السعادة للشيخ محمد عثمان العنجري ..
يتبع بإذن الله
قصص غربيين تعايشوا مع القلق
ولا خوف مع اسم الله الولي
التعديل الأخير: