واحدة من الاكتشافات المثيرة في الأحياء البشرية والطب بشكل عام وبالذات العلم الجديد المسمى بعلم المناعة العصبية النفسية (Psychoneuroimmunology)، المختص في العلاقة بين المشاعر النفسية والأفكار ومدى تأثيرها على جهازي المناعة والعصبي، اكتشافه ميكانيكية الجسد في تجديد نفسه.
هل تعلم أنك تصنع جسداً جديداً كل سنة؟ جسدك كله يتجدد وعلى مدار الساعة .. كل خلية في جسدك تتجدد دورياً؛ فأنت تصنع جلداً جديداً كل شهر، وجمجمة جديدة كل ثلاثة شهور، وأغشية معوية جديدة كل خمسة أيام، حتى أصغر مخلوق في جسدك وتسمى الـDNA، والتي تملك المليارات منها في جسدك، والتي تنقل معلومات آلاف وربما ملايين السنين عبر الأجيال، تتجدد كل ستة أسابيع ناقلة معها دقائق المعلومات إلى الجيل الذي يليها. إن ذلك يعني أن هناك DNA فيك قد كانت في محمد - صلى الله عليه وسلم - وآدم - عليه السلام - وأرسطو وهولاكو وصدام!
إذا كان الجسد يتجدد في هذه السرعة، فهل الورم الذي يصاب به البعض ويرى بالأشعة هو غيره بعد ثلاثة شهور؟ الجواب: نعم. الورم ليس هو بل تغير. لماذا لم يختفي؟ الجواب: أن البنية المعلوماتية غير المحسوسة استمرت في إعطاء الأوامر لتجديد الورم. هل لو كانت الأوامر مختلفة لما تجدد الورم في بضعة شهور؟ الجواب: نعم
دعني أعطيك تجربة شخصية. قبل سنوات بدأت ألاحظ تساقط شعري وملامح الصلع. صار الشعر يخف مع مرور الأيام (نسبة 20% من الشعر الكلي). بدأت باستخدام بعض طرق الـNLP المتقدمة في الخيال والتصور، ولمدة سنة تقريباً، فأوقفت تساقط الشعر بل واسترجعت قرابة 10% أي قرابة نصف ما تساقط. آمل أن استمر حتى نرى نتائج التجربة كاملة.
كلام كثير حول هذا الموضوع .. هل ممكن أن تذهب جروح؟ تتغير ملامح؟ على الأقل تفنى أمراض؟ موضوعات نتناولها في نشرات قادمة إن شاء الله. المهم أن تدرك أن قواك الكامنة في عقلك رائعة وخارقة لكن ينبغي ألا تعيقها. من أكثر ما يعيق هذه القوة الداخلية القلق. القلق العائق رقم واحد لعمل الجسم والعقل بانسجامية مفيدة. من هنا وحتى النشرة القادمة "كن مطمئناً وتغلب على القلق".
( إعداد د. صلاح الراشد )