[FONT="]بمجرد إعلان الطبيب المعاين لجثث الاطفال القتلى عن تعرض كل طفل لعدة طلقات نارية قد يصل بعضها الى الـ11 طلقة حتى عمّ الرعب كل أرجاء الولايات المتحدة[/FONT]
[FONT="]ولتحدثنا بعدئذ الأرقام في الولايات المتحدة عن معدل 30 ألف قتيل سنويا ولتحدثنا إحصاءات مكتب التحقيقات الفديرالي عن قرابة مليوني قطعة سلاح قد بيعت الشهر الماضي وليفصح علماء الاجتماع عن تخوفاتهم فليس في الأفق ما يدل على خطوة جريئة تأخذ بيد الأمريكيين الى بر الأمان.[/FONT]
[FONT="]وبدل أن تنصب جهود علماء الاجتماع على رفع النقاب عن علة العلل الكامنة وراء احجام الحكومات المتعاقبة عن اتخاذ قرارات صارمة بالتعاون مع الكونغرس وعن علة العلل التي تحوّل الكائن العاقل الحكيم المرشح لخلافة الله في الأرض الى كائن طائش لا يعبأ بحق الغير في الحياة بل ويتلذذ باغتيال البراءة ببرودة أعصاب فقد حمّل فريق منهم وفرة الأسلحة وسهولة اقتنائها المسئولية كلها بينما أضاف الفريق الآخر منهم الدكتور فرانك فارلي الى الوفرة اقترانها بالثقافة الأمريكية المبنية على العنف, كيف لا وقد قامت الولايات المتحدة _كما يشير أرنولد تونبي_على الثورة المسلحة[/FONT]
[FONT="]وبالرغم من أن استعمال البندقية دعت اليه الحاجة آنذاك الا أن الحاجة أخذت تتلاشى[/FONT]
[FONT="]لتحلّ محلها اللذة[/FONT]
[FONT="]وبهذا يمكن تقسيم المقتنين للأسلحة الى صنفين اثنين[/FONT]
[FONT="]غاية أحدهما رد العدوان أما الصنف الآخر ففي تسديد الرمية هوايته وفي إصابة الهدف نشوته فاقتناؤه السلاح لا يسدّ حاجة بل هو لهو ليس إلا.[/FONT]
[FONT="]ولن نفشي سرا[/FONT][FONT="] بإقرارنا _ يقول د.فارلي_ أننا طرف في العنف الذي دارت رحاه في كثير من البلاد مثل كوريا وفيتنام والعراق وحاليا أفغانستان[/FONT]
[FONT="]فالعنف هنا وهناك قد حدا بنا لتصدّر قائمة رواد السجون.[/FONT]
[FONT="]هناك سحابة قاتمة عالقة في سماء أمريكا وقد أمطرت (لعنتها) على أهم وأكثر المؤسسات براءة في الرابع عشر من ديسمبر,وهي المدرسة الابتدائية الواقعة بكناكتكت...[/FONT]
[FONT="]كم من الأرواح ستحصد اللعنة كي نقف على أقدامنا لنقول "كفى"[/FONT]
[FONT="]لا بد من وضع ضوابط لاستعمال السلاح في أمريكا , وتأمين مدارسنا , وتشخيص ومعالجة المتسببين في بث الرعب[/FONT]
[FONT="]وليس للدكتور فارلي أدنى ريب في قدرات أمريكا في رفعها التحدي :[/FONT]
[FONT="]"فحينما توجه الرئيس الأمريكي كيندي بندائه للعلم كي يقودنا الى القمر استجاب العلم وبقي أثر مسير نيل آرمسترونغ على سطح القمر يمثل الشاهد المثير للدهشة والاعجاب.[/FONT]
[FONT="]يمكن لعلم النفس والاجتماع وعلم الاعصاب والامراض العقلية والانثروبولوجيا وللعلوم الانسانية مجتمعة أن تتظافر جهودها على غرار الجهود التي تظافرت في انجاز مشروع منهاتن أو مشروع القمر أو مشروع الجينوم البشري لدحر الرعب[/FONT]
[FONT="]نحن بحق ذوو قدرات هائلة فقد تمكنّا من وضع أقدامنا على سطح القمر[/FONT]
[FONT="]ووجهتنا اليوم الى كوكب المريخ[/FONT]
[FONT="]وقد غزونا المحيطات وباستطاعتنا ضمان استمرار حياة أبناء وطنننا بأعضاء اصطناعية[/FONT]
[FONT="]نحن أمة مبدعة ومغامرة[/FONT]
[FONT="]فلئن يستحل اجتثاث الرعب فلن يقف شيء في طريقنا لاجتثاثه من مدارسنا وإنقاذ أرواح أبنائنا" [/FONT][FONT="]اهـ[/FONT]
[FONT="]عجبا للدكتور فارلي فيما اقتبسناه من مقال له تحت عنوان "استيقظي أمريكا,إن اللعنة تقتل فلذات أكبادك" فالظاهر أن آخر كلامه يناقض أوله[/FONT]
[FONT="]فهو بين ناف للعجز ومثبت له أو قل إن شئت بين مثبت للقدرة وناف لها في آن واحد.[/FONT]
[FONT="]بيد أن الانصاف يلزمنا بوضع الاشياء في مواضعها[/FONT]
[FONT="]فنحن لا ننكر القدرات المادية الهائلة التي تمتلكها أمريكا ولكنها صفر إذا ما تعلق الأمر بمشكلة الوجود الانساني وبكيفية بث الاستقرار في كيان الانسان الأمريكي[/FONT]
[FONT="]فالدكتور يثبت العجز عن القضاء على الرعب لأن اسبابه نفسية بالدرجة الأولى ثم هي انعكاس لسلبيات المحيط التي تعكس بدورها القيم الغربية المترنحة.[/FONT]
[FONT="]فالشخص _ على رأي د.ستيفن رايس في مقال له تحت عنوان "التنبؤ بالعنف" _ إذا كان ذا نفسية ميالة للثأر لا تحتمل الإقصاء تواقة للفت الأنظار خالية من الحس الخلقي ومتسمة بلامبالاته بعواقب العنف أثناء العلاج فليس من المستبعد أن يتسم سلوكه بالعنف.[/FONT]
[FONT="]لقد تعلم العالَم من مآسي أمريكا أن مصير المحبَط تحت رحمة عقاقير مهلكة أو يأس قاتل أو عدوانية مدمرة ومع ذلك تتناقل وسائل الاعلام العالمية أنباءً عن معاناة الجنود الأمريكيين العائدين من الحرب ..[/FONT]
[FONT="]ولا تزال أمريكا تزرع بذرة العنف في كيان الرجل الأمريكي وتسعى الى تنمية شجرته في ميدان العدوان على الشعوب المسالمة ولا تزال النفسية الأمريكية تتأرجح بين الرغبة في العدوان في ظل شرعية مزيفة وبين خوف متوهم أو واقع من نسج جرائمها وفي جو رسمي وإعلامي يشجع على العنف حتى تتطبع على العنف من حيث لا تدري[/FONT]
[FONT="]لقد أصبح الطيار الامريكي لا يفرق بين شاشة الطائرة في ميدان القتال وبين شاشة ألعاب الفيديو التي نشأ عليها منذ نعومة أظافره.[/FONT]
[FONT="]ولعلماء النفس والاجتماع أن يسلطوا الأضواء على النهم الأمريكي في ارتكاب المجازر في حق الاجناس الاخرى بدم بارد أهو من باب التضحية المحمودة أم هو تشجيع على الروح العدوانية وتنمية لعقيدة العنف التي سيتجرع مرارة نتائجها المجتمع الأمريكي نفسه ؟[/FONT]
[FONT="]وهل ألعاب الفيديو ومشاهد العنف السنمائية[/FONT]
[FONT="]وعلى الحلبات من مصارعة حرة وغيرهما ترويح عن النفس أم تنفيس عن الروح العدوانية التي ستزيدها تعطشا لمشاهد أكثر إثارة الى ان تصبح واقعا محسوسا في دنيا الناس[/FONT]
[FONT="]أم هي إشغال للناس عن تأمل أحوال أنفسهم المنزوية تحت[/FONT]
[FONT="]وطأة الكآبة والإحباط[/FONT]
[FONT="]شأنها شأن الرياضات المختلفة[/FONT]
[FONT="]ثم ألا يعكر صفو هذه الفرضية أنها على كثرة المنعزلين المحبطين ليست من الشمولية بحيث تطال كل فرد من أفراد المجتمع؟[/FONT]
[FONT="]وبعيدا عن الأساليب المحدثة للفت الأنظار عن القضايا المصيرية الكبرى هل بإمكان أمريكا أن تصنع جيلا مسالما لغيره علما أن الانسان هناك غير مسالم لنفسه؟[/FONT]
[FONT="]هل بإمكانها صنع إنسان بمقدورهأن يسكب السكينة في كيانه ويبث الطمأنينة في مجتمعه حينما يجلس مع نفسه فيحاورها محاورة الابطال؟[/FONT]
[FONT="]يعترف علماء الاجتماع أن لا سبيل لهم إلى صنع هذا الانسان النموذجي[/FONT]
[FONT="]كل ما في الامر أن يطالبوا بتجريد الفرد من سلاحه أو ضبط رواجه على الاقل حتى يكون التعبير عن العنف أقل خطورة أما جذوة العنف نفسها فلا مجال لاحتوائها.[/FONT]
[FONT="]فهل تضييق الحريات في اقتناء الأسلحة واستعمالها من باب الممكن اذا استحال ضبط الانفس؟[/FONT]
[FONT="]ليتهم استطاعوا ذلك, وأنى لهم توقع الاستجابة لصرختهم وهم يعلمون أن الترويج للاسلحة بيد[/FONT]
[FONT="]الجماعات الضاغطة والقوى الخفية التي تسن وتثبت وتمحو من القوانين ما تشاء, فطبيعة التشريع تتلون بتلون مصالح أرباب الشركات الكبرى ومنها المصنّعة للأسلحة.[/FONT]
[FONT="]ولعل من سخرية الدهر أن تطالب الربطة الأمريكية بحراسةٍ مسلّحةٍ للمدارس دون أدنى اعتبار للتكلفة الباهظة التي ستتكبدها الخزينة العامة في دفعها رواتب جيش من المسلحين المكلفين بحراسة 99 ألف مدرسة , فالحل في نظر نائب رئيس الرابطة واين لابيير يكمن في الرجل الطيب الذي يحمل سلاحا فهو الوحيد الكفيل بإيقاف رجل شرير مسلح.[/FONT]
[FONT="]وهكذا تأتي الحلول السحرية متناغمة مع مصالح الأسياد أو ممثلي سياساتهم في الكونغرس.[/FONT]
[FONT="]وفي ظل العجز الذي ينتاب الساسة المخلصين وعلماء الاجتماع وكذا علماء النفس عن وضع حلول جذرية للمعضلة[/FONT]
[FONT="]ندرك الحكمة وراء تفرد الخالق _جل وعلا _ بالتشريع[/FONT]
[FONT="]فالخلق سواسية عند الله ولا تفاضل فيما بينهم الا بالتقوى[/FONT]
[FONT="]وعين الله على خلقه فلا مجال لطغيان أو جور ولا اعتبار لتشريع يخدش الأمن النفسي والمادي للأفراد أو الجماعات فالكل سواء أمام القاعدة الذهبية "لا ضرر ولا ضرار"[/FONT]
[FONT="]وتفردُ الاسلام دون سائر الأديان والتشريعات الوضعية لا مراء فيه[/FONT]
[FONT="]فقد جعل _ تجفيفا لمنابع الخوف _ مقومات الأمن الاجتماعي السند الوحيد لإقامة الدين[/FONT]
[FONT="]فنظام الدين[/FONT][FONT="] حسب حجة الاسلام أبي حامد الغزالي لا يحصل الا بنظام الدنيا فنظام الدين بالمعرفة والعبادة لا يتوصل اليهما إلا بصحة البدن وبقاء الحياة .[/FONT]
[FONT="]ولهذا اعتبر الاسلام مقومات الأمن الاجتماعي مقومات للدين نفسه فلا تديّن حيث تنعدم صحة الابدان الى جانب عدم القدرة على الاستمرار في الحياة[/FONT]
[FONT="]فاستقامة المصالح الدنيوية والأخروية واضطرابها رهن باستقامة أو اضطراب مقومات الامن الاجتماعي[/FONT]
[FONT="]هذه المقومات التي لم يجعل منها الاسلام حقا من حقوق الانسان فقط بل جعلها فريضة دينية وضرورة اجتماعية لا يمكن الاستغناء عنها في إقامة العمران[/FONT]
[FONT="]وبشيء من التفصيل قسم العلماء هذه المقومات إلى ضرورات خمس كل منها مقصد من مقاصد الشريعة وهي: حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ العقل وحفظ العرض والنسب وآخرها حفظ المال وترشيده واعتباره أداة للتكافل لا للتفاضل والتظالم[/FONT]
[FONT="]وتلي الضرورات الحاجيات والغاية منها التوسيع على الناس[/FONT]
[FONT="]ثم تأتي التحسينات وهي الكماليات التي تضفي زينة على المحيط تلبية للأذواق التواقة للجمال[/FONT]
[FONT="]فالأمن على الانفس والابدان مطلب شرعي وواجب ديني وضرورة اجتماعية[/FONT]
[FONT="]ولما كان الدين هوالحامي لمقومات الأمن تكفل الله بحفظه بحفظ مصدره[/FONT][FONT="]{ إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [/FONT][FONT="][سورة الحجر: 9].[/FONT][FONT="] أما حماية تشريعاته من كيد الكائدين والسهر على تجسيد تعاليمه فهما فريضة وضرورة فردية واجتماعية إذ أن اختلال مقومات الأمن الاجتماعي تختل باختلالها المصالح الدنيوية والأخروية تبعا لاختلال تطبيق أو ضياع الشريعة التي هى رحمة كلها ومصلحة كلها وعدل كلها.[/FONT]
[FONT="]ومن هنا فقد تكفل الله بتحقيق الأمن والطمأنينة لكل متبنٍّ للمنهاج الرباني[/FONT]
[FONT="]{ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا } [/FONT][FONT="]الآية[ النور : 65 ][/FONT]
[FONT="]{ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }[/FONT][FONT="][سورة المائدة: 16][/FONT]
[FONT="]أما من أعرض عن المنهاج السماوي فلا حظ له في الأم[/FONT][FONT="]ن [/FONT][FONT="]{ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ. وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ } [/FONT][FONT="][ النحل 112 ، 113 ][/FONT]
[FONT="]وقال الله على لسان إبراهيم عليه السلام:[/FONT]
[FONT="]{وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ . وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ . الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [/FONT][FONT="]{[/FONT][FONT="][الأنعام: 80_81_82].[/FONT]
[FONT="]ولم يكتف الاسلام بما يزخر به من تشريعات سمتها الظاهرة رفع الجور وبث نعمة الأمن بإزالة أسباب الخوف التي قد يشاطر المؤمن فيها من هو على غير ملته في هذه الدنيا بل يمتد تأمينه الى يوم المعاد فيتميز بالأمن عن غيره[/FONT][FONT="]{ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ . وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ . }[/FONT][FONT="][سورة النمل:89_90][/FONT]
[FONT="]{لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [/FONT][FONT="]} [الانعام:127][/FONT]
[FONT="]وكما ينفرد من رضي بالله ربا وبمحمد رسولا وبالاسلام دينا بالأمن ينفرد كذلك بالأمَنَة.[/FONT]
[FONT="]أما الفرق بين الأمن والأمَنَة مع أن كليهما مناقضان للخوف والفزع فإن الأمن هو خلوّ الخوف بخلوّ أسبابه أما الأمَنَة فهي خلوّ الخوف مع وجود أسبابه وهي ثمرة من ثمرات الايمان الحق والمحبة الخالصة والتفاني في خدمة الدين ونصرته[/FONT]
[FONT="]{إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ } [/FONT][FONT="][الأنفال:11].[/FONT]
[FONT="]قال ابن زيد قوله
إذ يغشيكم النعاس أمنة منه)، قال: أنزل الله عز وجل النعاس أمنة من الخوف الذي أصابهم يوم أحد[/FONT]
[FONT="]فمن معجزات هذا الدين أن يجعل من الفرد الأناني الجشع خلقا آخر يؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة ويجعل من المجتمع الحارس الحامي لأمن الفرد[/FONT]
[FONT="]فأيما فرد مات جوعا بين ظهراني جماعة وهم يعلمون بحاله فالرسول صلى الله عليه وسلم منهم بريء[/FONT]
[FONT="]وأيما جماعة اشتركت في قتل فرد واحد أكبهم الله على وجوههم في النار[/FONT]
[FONT="]وأيما فرد أعان على قتل أخيه ولو بشطر كلمة لقي الله مكتوب بين عينيه "آيس من رحمة الله" كما أخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.[/FONT]
[FONT="]فأين المجتمع الأمريكي وساسته وعلماؤه من تعاليم هذا الدين العظيم؟[/FONT]
[FONT="]ألم يأن لهذه الأمة بما تتميز به من قدرات أن ترفع التحدي بما أوتيت من حب للمغامرة فتتنازل عن غطرستها وتثوب الى رشدها ؟[/FONT]
[FONT="]وختاما لتعليقنا نقول أولا على وجه السرعة أنه باستطاعة العلم أن يجري تجربة في الولايات المتحدة فتكلل بالنجاح في كل بقاع الأرض فيما تعلق بالابدان والحياة المادية[/FONT]
[FONT="]فقد أتاح الخالق للإنسان استكشاف القوانين المادية ومن ثم تسخيرها لأغراضه[/FONT]
[FONT="]أما شفرة القوانين النفسية على تقلب القلوب والأنفس والأمزجة وتناقضات رغباتها[/FONT]
[FONT="]فقد استأثر الله بها عنده ولا مجال لسبر أغوارها الا عن طريق الوحي واتباع الرسل.[/FONT]
[FONT="]ونقول ثانيا بأن الفرق بين الفلسفة الوضعية والقوانين البشرية وبين المنهج الرباني في نتائجهما كالفرق بين البلد الطيب الذي يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث حيث لا يخرج الا نكدا [/FONT][FONT="]{ وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ } [/FONT][FONT="][ الأعراف:58][/FONT]
[FONT="]فها هو الخليفة عمر حين استقام على الطريقة فعدل وسلم أمره لله ينام قرير العين حيث شاء من أرض الله[/FONT]
[FONT="]وأولئك هم الأكاسرة والقياصرة وسائر الملوك الذين استبد بهم الخوف وهم في بروج مشيدة بين حرس مدججين بالسلاح.[/FONT]
[FONT="]وفيما رواه البخاري عَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ قَالَ شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ قُلْنَا لَهُ أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا قَالَ كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ[/FONT]
[FONT="]صدقت يا رسول فقد شهد التاريخ ونحن من الشاهدين على تلازم الأمن والايمان[/FONT]
[FONT="]وترادف الكفر والاضطراب[/FONT]
[FONT="]وبالله التوفيق[/FONT]