هل كل الناس مثلي؟ هل هذا ابتلاء من الله يختبرني ... معقول كل الناس يعيشون في هذا الجحيم ولا يتكلمون...لا ..واضح أن هذي المعاناة خاصة بي أنا ... وإن شاء الله أتقرب بهذا الامتحان من الله....
أحياناً كنت أتمنى أن أمسخ جنياً .. أو أن تنشق الأرض وتبلعني .. أحياناً كنت أحس أن كل الذين من حولي يشفقون علي ويعلمون أني إنسان ممكن أنهار بنسمة هواء ...
نزاعات كثيرة وصراعات كنت أعيشها ... حتى جاء اليوم الذي اتسع فيه الخرق على الراقع.... وقلت جرب .... خسران شي!
بسرية تامة .. وبخفاء حتى النمل لم يحس بي .. قررت أن أذهب إلى الطبيب النفسي ..
لا أريد أن أصف المعاناة التي عانيتها للوصول إلى الطبيب ...فذاك أمر يطول ....ولا أعرف كيف أصف مشاعري حين علم بعض إخواني وأصدقائي عن ذهابي للطبيب النفسي ..
لا أريد أن أتحدث عن هذا .. أريد أن أتحدث عن جلستي مع الطبيب وماذا دار فيها ..
......
انتظرت حتى جاءتني الممرضة ..فلان الفلاني ..دورك..
قلبي يخفق خفقان شديد ... قبل الدخول شربت ربما عشر كاسات ماء .... للتخفيف من هذا الخوف .... أصابعي لم تعد أصابعي وقدمي وقلبي فقدت السيطرة .. دخلت وأنا أرجف من شدة الخوف .
الدكتور : أهلاً يا ( معقد ) ..كيف الحال ؟
معقد : الحمدلله يا دكتور ...
بدأت بالموضوع مباشرة ولم أنتظر
عندي مشكلة يا دكتور ... ما أقدر أعيش حياتي معاها ...لو كان الانتحار جائز لفعلته ...
الدكتور : سلامات يا معقد ....
معقد : أخاف من الناس جداً ...حين أذهب إلى المسجد أو الجامعة أتمنى أني إنسان مختفي غير مرئي ....
حتى الصف الأول في المسجد تركته ...لإني إذا أردت الخروج فسأقوم أمام جميع الصفوف وسأمشي بينها وسينظر الناس لي ... وإلى عيني الكبيرة الخائفة الخجولة وهي ترمقهم بحدة ...لذلك كنت أحرص أن آتي آخر صف في المسجد ... أما في الجامعة فكنت إذا لم آتي في الكرسي الأول فأني لا يمكن أن أسأل الدكتور ..لأن الطلاب سينظرون إلي ...وتدريجياً لم أعد أسأل البتة ...
كلفت مرة أن ألقي كلمة في مصلى الجامعة .... قمت وألقيت الكلمة ... ولم أتم المقدمة وبصوت متقطع شبيه بالراديو حين يعمل على بطارية منتهية .... وبعدها أقسمت أني لا أخرج أمام الناس مرة أخرى ... وطبعاً جلست ربما أسبوع لا أكلم أحد من هول الصدمة ... حتى قلت لنفسي إلى متى ..هذا قدر لازم أتعايش معه ...وأعيش الحقيقة المرة ..
طبعاً تكلمت مع الدكتور عن عدة أمور وسألني عن أسئلة كثيرة ...
وطبعاً أخبرني أن هذا مرض معروف أسمه الرهاب الاجتماعي ..وأخبرني عن أعراض أخرى للمرض لم أخبره أياها .... وهي موجودة فعلاً
وأن أكثر الناس عندهم هذاالمرض لكن البعض لا يظهر عليه بوضوح وقال لي بالحرف :
أنت إنسان عصابي ، حار ، حساس جداً ، وتأصل الأمور وتجذرها وتفكر واجد ... لكن يا (معقد) ... أنا بأعطيك دواء يخليك تصير زي الحصان ... يخليك تتكلم بدون ماتفكر ...
وأعطاني موعد آخر .... وأعطاني ثلاث أدوية آخذ منها يومياً خمس حبات ...
طبعاً خرجت وأنا طاير من الفرح...ما صدقت أن في أحد ممكن يعرف الشي هذا....
... وفي الجلسة الثانية مع الطبيب كنت صريحاً أكثر فقد تحدثت معه عن كل موضوع نفسي أشغلني في حياتي سألته عن العادة السرية وآثارها ، عن بعض الأحاسيس والمشاعر التي تأتي فجأة كالإحساس بفراق الأهل أو أنك مت فعلاً ...عن الشذوذ وأنواعه ...ما بقي شيء غامض في نفسي إلا سألته إياه .... ولا أخفيكم أنه كان محترفاً في الرد والجواب والمراوغة أحياناً .. وأنا أنصح من لديه مشاكل من هذا النوع أن يزور طبيباً ..
والجلسة الثالثة : سألني عن حالي واطمأن علي والغريب أنه من أول ما دخلت عليه قال : أنت متحسن جداً ..بمجرد أن نظر إلى وجهي ...وأطمأن أيضاً بعد قياس وزني ...فقد سمنت أربعة كيلوا في شهر..
ثم بدأ بالتدريج في الانقطاع عن الدواء حتى انتهت فترة العلاج ..
.................................................................................
الخلاصة إخواني الكرام بعد أن أطلت عليكم وآسف جداً ..
الخلاصة : .أني الآن وبعد سنتين من العلاج .... رجعت إلى سابق عهدي ,,, ولا أخفيكم أني في أيام العلاج ... كنت أشعر أني أعيش في الجنة ....وكنت أقول : ياللـــــــــــــــــــــــــه معقول الناس مرتاحة كذا وأنا ما أدري ....
أما الآن فآسف أن أقول لكم أنه يبدو أن علاج هذا المرض مستحيل مهما حاولت ... وأن عليك أن ترضى بالنصيب ... وأن تفهم جيداً أن عليك أن تريح نفسك لا أن تكلفها مالا تطيق ....
...... وأن تعيش معها وتفهما وتسمع منها وتتعامل معها بتقدير واحترام ... فإذا كنت تخاف من مواجهة الناس فلا تواجههم ... وإذا كنت تحب العزلة فاعتزل ... ولا يهمك الآخرون ... وليكن شعارك : سأدلل نفسي في غير معصية الله..
أحياناً كنت أتمنى أن أمسخ جنياً .. أو أن تنشق الأرض وتبلعني .. أحياناً كنت أحس أن كل الذين من حولي يشفقون علي ويعلمون أني إنسان ممكن أنهار بنسمة هواء ...
نزاعات كثيرة وصراعات كنت أعيشها ... حتى جاء اليوم الذي اتسع فيه الخرق على الراقع.... وقلت جرب .... خسران شي!
بسرية تامة .. وبخفاء حتى النمل لم يحس بي .. قررت أن أذهب إلى الطبيب النفسي ..
لا أريد أن أصف المعاناة التي عانيتها للوصول إلى الطبيب ...فذاك أمر يطول ....ولا أعرف كيف أصف مشاعري حين علم بعض إخواني وأصدقائي عن ذهابي للطبيب النفسي ..
لا أريد أن أتحدث عن هذا .. أريد أن أتحدث عن جلستي مع الطبيب وماذا دار فيها ..
......
انتظرت حتى جاءتني الممرضة ..فلان الفلاني ..دورك..
قلبي يخفق خفقان شديد ... قبل الدخول شربت ربما عشر كاسات ماء .... للتخفيف من هذا الخوف .... أصابعي لم تعد أصابعي وقدمي وقلبي فقدت السيطرة .. دخلت وأنا أرجف من شدة الخوف .
الدكتور : أهلاً يا ( معقد ) ..كيف الحال ؟
معقد : الحمدلله يا دكتور ...
بدأت بالموضوع مباشرة ولم أنتظر
عندي مشكلة يا دكتور ... ما أقدر أعيش حياتي معاها ...لو كان الانتحار جائز لفعلته ...
الدكتور : سلامات يا معقد ....
معقد : أخاف من الناس جداً ...حين أذهب إلى المسجد أو الجامعة أتمنى أني إنسان مختفي غير مرئي ....
حتى الصف الأول في المسجد تركته ...لإني إذا أردت الخروج فسأقوم أمام جميع الصفوف وسأمشي بينها وسينظر الناس لي ... وإلى عيني الكبيرة الخائفة الخجولة وهي ترمقهم بحدة ...لذلك كنت أحرص أن آتي آخر صف في المسجد ... أما في الجامعة فكنت إذا لم آتي في الكرسي الأول فأني لا يمكن أن أسأل الدكتور ..لأن الطلاب سينظرون إلي ...وتدريجياً لم أعد أسأل البتة ...
كلفت مرة أن ألقي كلمة في مصلى الجامعة .... قمت وألقيت الكلمة ... ولم أتم المقدمة وبصوت متقطع شبيه بالراديو حين يعمل على بطارية منتهية .... وبعدها أقسمت أني لا أخرج أمام الناس مرة أخرى ... وطبعاً جلست ربما أسبوع لا أكلم أحد من هول الصدمة ... حتى قلت لنفسي إلى متى ..هذا قدر لازم أتعايش معه ...وأعيش الحقيقة المرة ..
طبعاً تكلمت مع الدكتور عن عدة أمور وسألني عن أسئلة كثيرة ...
وطبعاً أخبرني أن هذا مرض معروف أسمه الرهاب الاجتماعي ..وأخبرني عن أعراض أخرى للمرض لم أخبره أياها .... وهي موجودة فعلاً
وأن أكثر الناس عندهم هذاالمرض لكن البعض لا يظهر عليه بوضوح وقال لي بالحرف :
أنت إنسان عصابي ، حار ، حساس جداً ، وتأصل الأمور وتجذرها وتفكر واجد ... لكن يا (معقد) ... أنا بأعطيك دواء يخليك تصير زي الحصان ... يخليك تتكلم بدون ماتفكر ...
وأعطاني موعد آخر .... وأعطاني ثلاث أدوية آخذ منها يومياً خمس حبات ...
طبعاً خرجت وأنا طاير من الفرح...ما صدقت أن في أحد ممكن يعرف الشي هذا....
... وفي الجلسة الثانية مع الطبيب كنت صريحاً أكثر فقد تحدثت معه عن كل موضوع نفسي أشغلني في حياتي سألته عن العادة السرية وآثارها ، عن بعض الأحاسيس والمشاعر التي تأتي فجأة كالإحساس بفراق الأهل أو أنك مت فعلاً ...عن الشذوذ وأنواعه ...ما بقي شيء غامض في نفسي إلا سألته إياه .... ولا أخفيكم أنه كان محترفاً في الرد والجواب والمراوغة أحياناً .. وأنا أنصح من لديه مشاكل من هذا النوع أن يزور طبيباً ..
والجلسة الثالثة : سألني عن حالي واطمأن علي والغريب أنه من أول ما دخلت عليه قال : أنت متحسن جداً ..بمجرد أن نظر إلى وجهي ...وأطمأن أيضاً بعد قياس وزني ...فقد سمنت أربعة كيلوا في شهر..
ثم بدأ بالتدريج في الانقطاع عن الدواء حتى انتهت فترة العلاج ..
.................................................................................
الخلاصة إخواني الكرام بعد أن أطلت عليكم وآسف جداً ..
الخلاصة : .أني الآن وبعد سنتين من العلاج .... رجعت إلى سابق عهدي ,,, ولا أخفيكم أني في أيام العلاج ... كنت أشعر أني أعيش في الجنة ....وكنت أقول : ياللـــــــــــــــــــــــــه معقول الناس مرتاحة كذا وأنا ما أدري ....
أما الآن فآسف أن أقول لكم أنه يبدو أن علاج هذا المرض مستحيل مهما حاولت ... وأن عليك أن ترضى بالنصيب ... وأن تفهم جيداً أن عليك أن تريح نفسك لا أن تكلفها مالا تطيق ....
...... وأن تعيش معها وتفهما وتسمع منها وتتعامل معها بتقدير واحترام ... فإذا كنت تخاف من مواجهة الناس فلا تواجههم ... وإذا كنت تحب العزلة فاعتزل ... ولا يهمك الآخرون ... وليكن شعارك : سأدلل نفسي في غير معصية الله..