G
Guest
ضيف
قبل سبع سنوت تقريبا كنا في اجتماع اسبوعي في بيت والدي ، كان خميسا مؤلما ، ذرفنا فيه الدمع حتى جفت مآقينا، بكينا كثيرا على فراق (مها) التي حضرت لتودعنا لأنها ستسافر مع زوجها الى امريكا ليخضر رسالتي الماجستير والدكتوراه ، بكينا لأننا نعلم ان المدة ستطول واننا لن نستمتع بوجودها معنا بعد اليوم حتى في الاجازات لأنها ستصبح مشتتة ببننا وبين اهل زوجها الذين جهزوا لها غرفة كبيرة في البيت لتكون مأوى لهما اذا جاء للزيارة .سافرت اختي وكانت الأيام تزحف والضهور بطيئة ومرت السنة الأولى ثقيلة ، بضعة اشهر ثم يأتون للزيارة الأولى .. حل الموعد واستقبلناها بالدموع الباسمة وسهرنا معا تلك الليلة في بيت اهلي حكايات ومواقف وانطباعات لم تخل من تعليقات وقفشات .
بدأت ( مها ) منبهرة بالحياة هناك ، كلمات الاعجاب والإطراء تتقافز في حديثها (لا، الله على النظافة والنظام ، لا يوجد شيء اسمه الواسطة ، كل شيئ بنظام ، الخدمات الإسعافية لايمكن ان نصل اليها لو عشنا مليون سنة اخرى !!الحدائق منسقة لايعبث بها احد حتى الصغار كأنما تلقوا دروسا في ذلك ، اما التعامل فليتنا نقلدهم في ذلك..) تحدثت عن الجوانب الايجابية مبهرة من حولها شادة اسماعهم تثني عليهم كثيرا ، وتذمهم ايضا في جوانتب لاتخفى .. مرت الاجازة كلمح البصر ، لم نشبع منها ومن حديثها .. ودعناها بألم .
لقد شممت في حديثها شيئا لايستهان به لكنني عزوت ذلك الى الانطباع الأول ، كثيرون هم الذين يحملون هذا الموقف في البداية ثم بعد وقت تنكشف لهم الحقائق الخافية ويتحسسون البلل في قواعد المجتمع فيتراجعون عن رأيهم ( في المرة القادمة ستغير رأيها ) قلت ذلك في نفسي .
وجاءت المرة القادمة لتحسم الموقف وترجح كفة الميزان لصالح بل لطالح افكارها ، فها هي تحمل في نفسها تعظيما لهم وضيقا بنا وبعاداتنا !! لم يكن هذا واضحا جليا.. ولكنه كان موجودا في حديثها ، وفي طرحها ، اثارت امرا لم يكن ليثار من قبل في مجالسنا ، قالت ك هناك ليس فيه معاكسات ، الشباب هنا يلاحقون الفتيات ليكتشفوا ماتحت السواد - سواد العباءة - اما هناك فإنك ترى المرأة ربع متستره او حتى متعرية ولاترى ناظرا اليها ، إنهم يعدون ذلك تطفلا، مهما كنت وفي أي وضع لاتجدين من ينظر اليك ، بالعكس اللاتي يغطين وجوههن يلفتن الأنظار بينما من تكشف وجهها لايحصل لها ذلك ، لقد جربت هذا بنفسي !! فلماذا اجعل نفسي مثار اهتمام الآخرين ؟! إنني بهذا اللباس ادفعهم الى النظر الى وربما ايذائي !!) منطق عجيب جاءت به !!
ادخلت ابناءها مدارس امريكية (لماذا يامها ؟؟) ( لاحظي ان مدة دراسة زوجي قد تطول واحب الا يشعر ابناءي بالغربة ثم ان تأسيس الطفل وفق مبادئ معينة ستجعله محافظا على دينه مراقبا لذاته مهما وضعته في أي مكان )) ((ثم ان دراستهم مع بعض - اعني البنين والبنات - تكسر في نفوسهم حدة التطلع لبعض وتكسبهم لغة انجليزية سليمة وايضا لاتنسي كثرة المساس تذهب الاحساس كما قيل)) هكذا اذن !!
هكذا بدأت مها منعطفا خظيرا في حياتها ، نبهتها الى أثر ذلك على سلوكها ومعتقداتها ، المحت الى ذلك التغيير الكبير فقالت : (يجب ان نفرق بين الدين والعادات ، الدين يسر والعادات كبت وتشديد ، يجب ان يصفي الدين من ركام العادات التي تكاد تطفئ وهجه وبريقه ))!! الحجاب صار من العادات والاختلاط ايضا ؟!! هداك الله ياأختي .
ان المرات القادمة اسفرت علن تغيير جذري وتميع في الرؤية وخلل في التفكير ، لقد صارت ( مها ) تأتي للزيارة وحدها دون زوجها وهذا يعني ان تسافر من دون محرم ( فهكذا النساء في الغرب اكتسبن القوة من هذه الاستقلالية ، اما نحن فالواحدة منا تظل ضعيفة لأنها تبع لزوجها ومرتبطة به )) هذه هي حجتها وهي باطلة مهما حاولت تزويقها وتغليفها بهذا الورق اللامع الصقيل ذي الألوان المتعددة فاللب يظل هشا ، وعنج اول الحوار تعلن استسلامها ولكن دون صوت اذتنسحب من المجلس او تغير دفة الحديث .
اعلم يااختي ان زادك من العلم الشرعي قليل، وانت منذ كنت طالبة في المرحلة الثانوية تبهرك الصور البراقة وتخدعك المظاهر الزائفة لذا اعذرك عند هذا التخبظ الواضح ولكني لااعفيك من مسؤولية كل كلمة تقولينها في أي مجلس فستشوشين بها فكر احداهن او تزعزعين مبادئها .. لقد جعل الله لك من كل ذلك مخرجا وهو سؤال اهل العلم والفهم والاستنارة برأيهم ان كنت بعد هذه السنين تتأرجحين بين نور الحق الواضح ولجلجة الباطل الصاخبة .. عودي الى مبادئك التي تربيت عليها وستعلمين ان الحق لم يبرح مكانه وانه واضح وبين وان هذا الزبد سيذهب جفاء ومن سبح عكس التيار هلك ردك الله الى رشدك .
عن انس رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول ( يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) رواه الترميذي .
المصدر / مجلة الدعوة .
بدأت ( مها ) منبهرة بالحياة هناك ، كلمات الاعجاب والإطراء تتقافز في حديثها (لا، الله على النظافة والنظام ، لا يوجد شيء اسمه الواسطة ، كل شيئ بنظام ، الخدمات الإسعافية لايمكن ان نصل اليها لو عشنا مليون سنة اخرى !!الحدائق منسقة لايعبث بها احد حتى الصغار كأنما تلقوا دروسا في ذلك ، اما التعامل فليتنا نقلدهم في ذلك..) تحدثت عن الجوانب الايجابية مبهرة من حولها شادة اسماعهم تثني عليهم كثيرا ، وتذمهم ايضا في جوانتب لاتخفى .. مرت الاجازة كلمح البصر ، لم نشبع منها ومن حديثها .. ودعناها بألم .
لقد شممت في حديثها شيئا لايستهان به لكنني عزوت ذلك الى الانطباع الأول ، كثيرون هم الذين يحملون هذا الموقف في البداية ثم بعد وقت تنكشف لهم الحقائق الخافية ويتحسسون البلل في قواعد المجتمع فيتراجعون عن رأيهم ( في المرة القادمة ستغير رأيها ) قلت ذلك في نفسي .
وجاءت المرة القادمة لتحسم الموقف وترجح كفة الميزان لصالح بل لطالح افكارها ، فها هي تحمل في نفسها تعظيما لهم وضيقا بنا وبعاداتنا !! لم يكن هذا واضحا جليا.. ولكنه كان موجودا في حديثها ، وفي طرحها ، اثارت امرا لم يكن ليثار من قبل في مجالسنا ، قالت ك هناك ليس فيه معاكسات ، الشباب هنا يلاحقون الفتيات ليكتشفوا ماتحت السواد - سواد العباءة - اما هناك فإنك ترى المرأة ربع متستره او حتى متعرية ولاترى ناظرا اليها ، إنهم يعدون ذلك تطفلا، مهما كنت وفي أي وضع لاتجدين من ينظر اليك ، بالعكس اللاتي يغطين وجوههن يلفتن الأنظار بينما من تكشف وجهها لايحصل لها ذلك ، لقد جربت هذا بنفسي !! فلماذا اجعل نفسي مثار اهتمام الآخرين ؟! إنني بهذا اللباس ادفعهم الى النظر الى وربما ايذائي !!) منطق عجيب جاءت به !!
ادخلت ابناءها مدارس امريكية (لماذا يامها ؟؟) ( لاحظي ان مدة دراسة زوجي قد تطول واحب الا يشعر ابناءي بالغربة ثم ان تأسيس الطفل وفق مبادئ معينة ستجعله محافظا على دينه مراقبا لذاته مهما وضعته في أي مكان )) ((ثم ان دراستهم مع بعض - اعني البنين والبنات - تكسر في نفوسهم حدة التطلع لبعض وتكسبهم لغة انجليزية سليمة وايضا لاتنسي كثرة المساس تذهب الاحساس كما قيل)) هكذا اذن !!
هكذا بدأت مها منعطفا خظيرا في حياتها ، نبهتها الى أثر ذلك على سلوكها ومعتقداتها ، المحت الى ذلك التغيير الكبير فقالت : (يجب ان نفرق بين الدين والعادات ، الدين يسر والعادات كبت وتشديد ، يجب ان يصفي الدين من ركام العادات التي تكاد تطفئ وهجه وبريقه ))!! الحجاب صار من العادات والاختلاط ايضا ؟!! هداك الله ياأختي .
ان المرات القادمة اسفرت علن تغيير جذري وتميع في الرؤية وخلل في التفكير ، لقد صارت ( مها ) تأتي للزيارة وحدها دون زوجها وهذا يعني ان تسافر من دون محرم ( فهكذا النساء في الغرب اكتسبن القوة من هذه الاستقلالية ، اما نحن فالواحدة منا تظل ضعيفة لأنها تبع لزوجها ومرتبطة به )) هذه هي حجتها وهي باطلة مهما حاولت تزويقها وتغليفها بهذا الورق اللامع الصقيل ذي الألوان المتعددة فاللب يظل هشا ، وعنج اول الحوار تعلن استسلامها ولكن دون صوت اذتنسحب من المجلس او تغير دفة الحديث .
اعلم يااختي ان زادك من العلم الشرعي قليل، وانت منذ كنت طالبة في المرحلة الثانوية تبهرك الصور البراقة وتخدعك المظاهر الزائفة لذا اعذرك عند هذا التخبظ الواضح ولكني لااعفيك من مسؤولية كل كلمة تقولينها في أي مجلس فستشوشين بها فكر احداهن او تزعزعين مبادئها .. لقد جعل الله لك من كل ذلك مخرجا وهو سؤال اهل العلم والفهم والاستنارة برأيهم ان كنت بعد هذه السنين تتأرجحين بين نور الحق الواضح ولجلجة الباطل الصاخبة .. عودي الى مبادئك التي تربيت عليها وستعلمين ان الحق لم يبرح مكانه وانه واضح وبين وان هذا الزبد سيذهب جفاء ومن سبح عكس التيار هلك ردك الله الى رشدك .
عن انس رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول ( يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) رواه الترميذي .
المصدر / مجلة الدعوة .