الطفل .. و المرض النفسي
الطفل .. و المرض النفسي
في عينيه خوفٌ بلا حدود !
لم أصدق أُ ذني حين جلس إليَّ طفل و بدأ يقول : أنا مش عايز أعيش .. أنا حاسس إني متضايق .. باحس إني عايز أعيط .. مفيش أي حاجة بتبسطني .. حاسس إن في حاجة ثقيلة على صدري …
هل هذا معقول ؟ كيف تخرج هذا الكلمات من طفل لم يتجاوز السابعة من عمره ؟
و هنا اكتشفت أننا نعامل أطفالنا كأنهم مخلوقات بلا أحاسيس ، وأن الوسيلة الوحيدة لإرضائهم هي الشيكولاتة و اللعب !!.
و لكن الحقيقة غير ذلك تماماً .. إن فلذات أكبادنا ينفعلون .. يتألمون .. يبتهجون .. و الشيكولاتة و اللعب تأتي في المرتبة الثانية بعد الحب .. و حين يحرم الطفل من اللعبة يبكي .. و لكنه حين يُحرم من الحب .. فإنه يكبت ..
و لا تعجب عزيزي القارئ ، فأن الطفل يٌصاب بمرض الاكتئاب تماماً مثل الكبار ..
و لا تدهش إذا قلت لك إن بعض الأطفال ينتحرون يأساً و كراهية للحياة .. ينتحرون ليتخلصوا من الآلام النفسية التي يعانون منها ..
لقد قرأت عن مرض في غاية الغرابة .. مرض حار فيه العلماء طويلاً حتى اهتدوا أخيراً إلى سره .. لقد لاحظ الأطباء أن بعض الأطفال يقف نموهم .. و بالتالي يتحولون إلى أقزام .. يكون عمره اثني عشر عاماً و حجمه و طوله مثل حجم و طول طفل في الرابعة .. و جميع الأبحاث تؤكد سلامة الطفل من الناحية العضوية ..
أتعرف ماهو السبب الذي توصل إليه العلماء لهذه الحالة ..؟.. إنه الحرمان من الحب .. لقد توقف نمو الطفل حين حُرم من الحب .. و لهذا أطلق على هذه الحالة "مرض القزم العاطفي " ، أرأيت عزيزي القارئ إلى أي مدى تؤثر الحالة النفسية على الطفل ، إلى الحد الذي يتوقف فيه جسده عن النمو ..
نحن نسرف في الطعام المادي لأطفالنا ، و نبخل عليهم باحتياجاتهم الحقيقية .. و أهمها الحب الذي يعبر عنه بالاهتمام الفكري و الوجداني ..
للموضوع بقية لتوضيح ماذا أقصد بالاهتمام الفكري و الوجداني ؟
فانتظرونا ..
--------------------------------
الموضوع نقلاً من : حكايات نفسية للدكتور عادل صادق
الطفل .. و المرض النفسي
في عينيه خوفٌ بلا حدود !
لم أصدق أُ ذني حين جلس إليَّ طفل و بدأ يقول : أنا مش عايز أعيش .. أنا حاسس إني متضايق .. باحس إني عايز أعيط .. مفيش أي حاجة بتبسطني .. حاسس إن في حاجة ثقيلة على صدري …
هل هذا معقول ؟ كيف تخرج هذا الكلمات من طفل لم يتجاوز السابعة من عمره ؟
و هنا اكتشفت أننا نعامل أطفالنا كأنهم مخلوقات بلا أحاسيس ، وأن الوسيلة الوحيدة لإرضائهم هي الشيكولاتة و اللعب !!.
و لكن الحقيقة غير ذلك تماماً .. إن فلذات أكبادنا ينفعلون .. يتألمون .. يبتهجون .. و الشيكولاتة و اللعب تأتي في المرتبة الثانية بعد الحب .. و حين يحرم الطفل من اللعبة يبكي .. و لكنه حين يُحرم من الحب .. فإنه يكبت ..
و لا تعجب عزيزي القارئ ، فأن الطفل يٌصاب بمرض الاكتئاب تماماً مثل الكبار ..
و لا تدهش إذا قلت لك إن بعض الأطفال ينتحرون يأساً و كراهية للحياة .. ينتحرون ليتخلصوا من الآلام النفسية التي يعانون منها ..
لقد قرأت عن مرض في غاية الغرابة .. مرض حار فيه العلماء طويلاً حتى اهتدوا أخيراً إلى سره .. لقد لاحظ الأطباء أن بعض الأطفال يقف نموهم .. و بالتالي يتحولون إلى أقزام .. يكون عمره اثني عشر عاماً و حجمه و طوله مثل حجم و طول طفل في الرابعة .. و جميع الأبحاث تؤكد سلامة الطفل من الناحية العضوية ..
أتعرف ماهو السبب الذي توصل إليه العلماء لهذه الحالة ..؟.. إنه الحرمان من الحب .. لقد توقف نمو الطفل حين حُرم من الحب .. و لهذا أطلق على هذه الحالة "مرض القزم العاطفي " ، أرأيت عزيزي القارئ إلى أي مدى تؤثر الحالة النفسية على الطفل ، إلى الحد الذي يتوقف فيه جسده عن النمو ..
نحن نسرف في الطعام المادي لأطفالنا ، و نبخل عليهم باحتياجاتهم الحقيقية .. و أهمها الحب الذي يعبر عنه بالاهتمام الفكري و الوجداني ..
للموضوع بقية لتوضيح ماذا أقصد بالاهتمام الفكري و الوجداني ؟
فانتظرونا ..
--------------------------------
الموضوع نقلاً من : حكايات نفسية للدكتور عادل صادق