التدخين والجمال
لم يبدأ انتشار التدخين إلا فى أوائل القرن الحالى حينما تم تطوير صناعة التبغ وبدأ ظهور السجائر الرخيصة ومعها أيضاً ظهر ثقاب الأمان فبات من الإمكان اتخاذ هذه العادة بسهولة ويسر. وبدأت صناعة الإعلان تصور المدخن على أنه رجل قوى واثق من نفسه وساهمت السينما العالمية فى ظهور هذه الفكرة. ولم يبدأ ظهور السيدات المدخنات إلا فى الثلاثينيات بظهور المرأة الجذابة الجميلة فى إعلانات السجائر. وبدأ التدخين يسرى فى الشباب مسرى النار فى الهشيم. ولم يفق العالم لخطر التدخين قبل الستينات من هذا القرن عندما تأكد أن التدخين يسبب السرطان وباتت الإحصاءات المفزعة تنشر.
ففى كل عام يموت 420 ألف أمريكى
من أسباب لها علاقة بالتدخين سواء أمراض القلب وسرطان الرئة. ولكن أخطر من هذا أن هذه الأمراض قد زادت فى المدخنين السلبيين وهم من كتب عليهم العيش أو العمل مع المدخنين فزادت نسبتهم إلى 35 ألف وفاة كل عام. وبدأ العالم المتحضر يفطن إلى هذه المشكلة وصار فى كل يوم يقلع 3500 مدخن أمريكى عن التدخين. ولكن التدخين وشركات التبغ يكسبون أرض جديدة فى دول العالم الثالث كل يوم.أما نحن فإن هذه الظاهرة المخيفة بدأت تستشرى فى الشباب. وبعد أن كانت تنتشر على استحياء بين الأولاد ظهرت فى البنات وصرنا يتنافسن معهم إظهاراً للتمرد وإضفاء لثقة فى النفس. وشهدت بعض الدول العربية (بدون ذكر اسماء) فى الأعوام القليلة الماضية شيوع ظاهرة الشيشة خاصة فى شهر رمضان الكريم بعد أن بدأت الخيام الرمضانية فى الانتشار. وبدأت كل هذه الخيام تتنافس على دعوة الساهرين على تذوق الشيشة (المعسل).
وبدأت نظرة المجتمع تختلف للشيشة (المعسل) بعد أن كانت فقط تستعمل فى الأحياء الشعبية وفى المقاهى دخلت إلى فنادق الخمس نجوم وبدأنا نرى لأول مرة السيدات والفتيات يتنافسن مع الشبان على استعمال الشيشة وهى ظاهرة تبدأ كتجربة وسرعان ما تجذب الإنسان آلى التدخين.
وأضرار الشيشة والتدخين ليست فقط على القلب والرئة وعلى الحمل والأطفال بل هى تؤثر بشكل كبير على جمال المرأة. فلا شك أن التدخين يؤثر على نبرة الصوت ويحول صوت المرأة الرقيق إلى صوت غليظ كريه. وأيضاً للتدخين علامات سيئة للأصابع فيشوبها الاصفرار هى والأظافر. أما أسنان المدخنات فيفضحهن اصفرارها الذى يصل إلى درجة السواد. أما أصعب المشاكل فهى التأثير المدمر على البشرة فكلنا نعرف أن وجه المرأة يتصف بنعومته ورقته لعل لهذا السبب يصبح الوجه هدف سهل للتأثير المدمر للتدخين فتفقد البشرة نعومتها بسرعة وتضعف عضلات الوجه الخاصة بالتعبيرات مما يؤدى إلى ترهل مبكر بالوجه وظهور تجاعيد دقيقة خاصة حول الشفاة والأنف والعيون.
كما أن السعال المصاحب لاستعمال الشيشة والسجائر سرعان ما يؤثر على الأوعية الدقيقة للجفون ويؤدى هذا إلى تورم مزمن بها مما يعطى الصورة الأليمة للنظرة المرهقة على وجه المدخنة.
ولعل المرأة لو علمت خطورة التدخين على البشرة وجمالها ما أقدمت عليه
