إذا ظهرتّ عليك أعراض الشعور، الدائم بالإرهاق والنسيان والتقلبات المزاجية ابحث داخلك وستجد مخزونا هائلأ من الثقة بالنفس.
معرفة الذات أسمى أهداف الحياة لأنك عندما تعرف نفسك تفتح أبواب جميع المعارف أمام ناظريك وتفتح أمامك أبواب السعادة وتنهى مرحلة الحيرة وتسكت كثيرا من الأصوات المتناقضة التي تدعوك إلى اتجاهات شتى، فتحتار أي اتجاه تختار.
عندما تعرف نفسك يمكنك تحقيق الانسجام بين الدعوات المتنافرة والاتجاهات المتضادة لأنك بذلك تصلح بوصلتك العاطفية المشروخة فلا تتوه في ما يراه الناس عتمة، وتراه أنت طريقا ميسرا. وهكذا تتصالح مع الحياة بكل مشاكلها و آلامها وتتأقلم مع تقلباتها، لأنها تصالحت أصلا مع نفسك عليك:-
أولا بتقييم حياتك الحالية وإحساسك بها وبنفسك روحا وجسدا.
ثم تعالج تلك الجروح والندوب الصغيرة فيها.
ثم ترسم لنفسك خريطة للتغيير للوصول إلى حياة مثالية من خلال خطوات محددة.
وعليك ألا تتجاهل نداءات جسدك وإنذاراته التي يوجهها لك ولصالحك.
فالشعور الدائم بالإرهاق، والنسيان المستمر والتقلبات المزاجية تعني حالتك النفسية. فإذا ظهرت عليك أي من تلك الأعراض فعليك التوقف والإنصات إلى ما يقوله جسدك ثم البحث في حياتك عن مصادر الاضطراب ومحاولة علاجها أو التخلص منها فورا. و بعد ذلك تشحن نفسك بجرعة قوية من الثقة بالنفس واحترام الذات. في أحلك الأوقات قد تظن نفسك ضائعا تـماما، لكنك إذا فتشت بداخلك وأزحت أكوام حجب الضباب والحزن، فستجد مخزونا هائلا من الثقة بالنفس والاعتزاز بها، يساعدك على تخطى أي عقبات تواجهها في حياتك إذ ليس هناك من يساعدك أفضل من نفسك التي تثق بها وتّطمئن لها لفهمها كل ما بداخلك إنها تمثل عوامل الثبات والاستقرار في حياتك المضطربة والمتقلبة. كل ما عليك هو أن تبحث بداخلك لتجد مرشدك الهادي، أي البوصلة والفنار الداخلي الذي سيضيء لك الطريق نحو حياهّ أفضل. عليك أن تتعلم قراءةّ هذه البوصلة الداخلية وتفسر شفرتها. وعندما تتعرف على أعمق رغباتك ستغير كثيرا من الافتراضات التي تتحكم في حياتك وستتخلص من بعض الأفكار السلبية التي تعكر صفو حياتك واستمتاعك بكل دقيقة فيها وتعيق تقدمك للأمام. قد يكون من المخيف أن تحدث تغييرات جذرية في حياتك كتلك التي ندعوك إليها، لكن الأمر يستحق. كما أن هذه التجربة ستملؤك بالإبداع والحكمة والعبقّرية. فهي كالسحر، تحولك إلى الشخص الحقيقي الذي كنته أو يجب أن تكونه. و لا يحدث التغيير من خلال عقلك فقط بل من خلال قلبك أيضا.
هذه هي نصائح مارثا مؤلفة كتاب (العثور على نجمتك الشمالية) التي طبقتها على ممن لجئوا إليها لتغيير عاداتهم وسلوكهم، ومن ثم تغيير حياتهم إلى الأفضل، من خلال محاضراتها وندواتها واستشاراتها الشخصية. حيث ساعدت كثيرين على فهم أنفسهم وقراءة الإشـارات التي ترسلها أجسادهم إلى أرواحهمّ وعقولهم.
ترى المؤلفة أن أعظم قدرة فطرية منحها الله سبحانه وتعالى، للإنسان هي قدرته على قراءة الرسائل التي تصله والعلامات التي يراها، بحيث يستكنه ما تعنيه وما تحنبئه له قدراته. فعندما يصدق الإنسان أحلامه ويعيشها بكل جوارحه، فإن العالم من حوله يساعده علي تحقيق تلك الأماني والأهداف وتحويلها إلى واقع.
كتاب مارثا بيك مملوء بالتجارب والحالات العملية و الاستقصاءات والتدريبات لتساعدك علي التعبير عن رغباتك الحقيقة والتصرف علي أساسها لبناء حياة اكثر ثراء ورضاء فالكاتبة تملك قدرة نادرة علي رؤية العالم بقلبها و عقلها فهي معلمة صادقة وكاتبة حكيمة ومربية فيلسوفه.