اضطراب الفصام الوجداني Schizoaffective Disorder
الاضطرابات الذهانية المزمنة كما نستوعبها الآن لم يتغير تعريفها كثيراً منذ نهاية القرن التاسع عشر رغم دخول جميع المصطلحات الجديدة، ولا يزال مفهوم سيد الطب النفسي الحديث "إميل كريبلين Kraepelin" ساري المفعول حتى يومنا هذا.
هناك قطبان للاضطرابات الذهانية وهما:
١_ الفصام: ويتميز بمسار مزمن مع تدهور الأداء المعرفي والشخصي للمريض.
٢_ الهوس الاكتئابي: ويتميز بنوبات هدأة وانتكاسة بدون تدهور الأداء المعرفي والشخصي للمريض.
هذا التمييز بين القطبين ليس سهلاً كما يتصور البعض، ويتطلب دراسة تاريخ المريض بدقة وتحليل أعراضه وتمييز ما هي مطابقة لمزاج المريض أو لا.
ظهرت بعد ذلك مصطلحات أخرى تتحدى مفهوم كريبلين، ومنذ فترة طويلة انتشر استعمال مصطلح "الفصام الوجداني Schizoaffective Disorder" وليس من الغريب حين تتفحص ملفات المرضى أن ترى تغيُّر التشخيص من فصام إلى ثناقطبي(هوس اكتئابي)، وأخيراً الفصام الوجداني، وبسبب ذلك ترى دراسة وبائيات الاضطراب الأخير لا تزال مرتبكة، ولم تساعد في دراسات التحري عن جينات الفصام والثناقطبي.
يمكن القول بأن هناك عدة أسباب لهذه الظاهرة منها:
١- ضعف تدريب الطبيب النفساني في دراسة الأعراض الذهانية وتحليلها.
٢- كثرة الاعتماد على معايير المجلدات التشخيصية واستعمالها بصورة عشوائية.
٣- تفضيل استعمال مصطلح الفصام الوجداني على الفصام من أجل التواصل مع المريض.
الدراسات الوبائية حول الفصام الوجداني ضعيفة مقارنةً بدراسات الفصام، ولكن الدراسات العلمية تتفق بأن انتشار هذا الاضطراب أقل من الفصام، وانتشاره يتراوح ما بين (0.3-1.1%)، وهو أكثر انتشاراً في الإناث. ثلث المرضى يتم تشخيصهم قبل عمر ٢٥ عاماً، ثلث بين ٢٥ – ٣٥ عاماً، وثلث بعد عمر ٣٥ عاماً. هناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن جينات هذا الاضطراب هي في موقع كروموسوم .1q42
التشخيص
تشخيص هذا الاضطراب استناداً إلى تصنيف الأمراض العالمي (طبعة ١١ ICD 11) يعتمد كلياً على وجود اثنين من معايير تشخيص الفصام، بالإضافة إلى وجود أعراض اكتئابية متوسطة الشدة على الأقل أو نوبة هوس. هذا التصنيف الجديد الذي سيتم العمل به في بداية عام ٢٠٢٢ أكثر وضوحاً وأسهل استعمالاً من المعايير الحالية.
تشخيص الفصام بحد ذاته يعتمد على وجود هذه الأعراض:
١- وهام مستمر سواء كان ذلك أفكار زورانية أو اضطهادية.
٢- هلاوس مستمرة من أي نوع استناداً إلى التصنيف الجديد، ولكن رغم ذلك تتصدر الهلاوس السمعية القائمة.
٣- اضطراب التفكير "Thought Disorder" ويعني ارتباك تعبير الإنسان عن آرائه وعدم تمييزه ما بين الأفكار الأولية والثانوية عند التواصل مع الآخرين، وانحراف تفكيره بصورة ملحوظة عن الموضوع الذي يتم نقاشه.
٤- تشوه التجربة الذاتية "Distortion of Self Experience" وتشمل شعور الإنسان بحشد أفكار غريبة في عقله أو سحب أفكاره، بالإضافة إلى أحاسيس مختلفة في جسده بسبب عوامل خارجية لا يقوى على السيطرة عليها.
٥- أعراض سالبة مثل غياب الاندفاع وعدم القدرة على الشعور بالمتعة.
٦- سلوك غير منتظم أو مشوش قد يتميز بغرابته، وفعاليات غير منسقة، وتهيج.
٧- اضطراب نفسي حركي، ويشمل ذلك مجموعة واسعة من الاضطرابات الحركية مثل زيادة النشاط في سلوكيات بلا هدف وعدم القدرة على الجلوس بسبب التململ.
ويبقى ضعف البصيرة أو غيابها من أهم الأعراض في تشخيص أي اضطراب ذهاني، وغياب ذلك قد يدخل الشك في مصداقية وصف المريض لأعراضه.
عوامل خطورة الإصابة بهذا الاضطراب تشمل:
١- تاريخ عائلي للفصام.
٢- استعمال عقاقير أو مواد كيمائية محظورة، وهذا العامل في غاية الأهمية، وربما يفسر أحياناً تأثير هذه المواد على الحالة العقلية للمصاب باضطرابات وجدانية واستحداث عملية ذهانية، أو تأثيرها على الحالة الوجدانية لمريض مصاب بالفصام أصلاً.
٣- تشير بعض الدراسات إلى أن عمر الأب مع ولادة الطفل يلعب دوره، حيث أن تشخيص الاضطراب أكثر احتمالاً مع عمر الأب أكثر من ٣٥ عاماً أو دون ٢٠ عاماً.
٤- هناك علاقة طردية بين الضغوط النفسية والإصابة بهذا الاضطراب.
٥- تعرض الطفل لصدمات نفسية وجسدية في بيئة الطفولة.
المناجزة Management
علاج المريض يعتمد على عوامل عدة أهمها:
١- خطورة المريض على نفسه.
٢- خطورة المريض على الآخرين.
٣- تاريخه الطبنفسي السابق.
٤- وجود مساندة اجتماعية.
٥- استجابة المريض السابقة للعقاقير المضادة للذهان.
٦- درجة البصيرة.
مع النوبة الأولى للاضطراب لابد من استعمال أحد العقاقير المضادة للذهان من الجيل الثاني أولاً، ولكن ذلك لا يعني بأن عقاقير الجيل الأول أقل فعالية، والكثير من الأطباء لا يترددون في استعمالها منذ البداية. الجدول أدناه يوضح العقاقير التي يمكن استعمالها لعلاج النوبة.
يتبع

الاضطرابات الذهانية المزمنة كما نستوعبها الآن لم يتغير تعريفها كثيراً منذ نهاية القرن التاسع عشر رغم دخول جميع المصطلحات الجديدة، ولا يزال مفهوم سيد الطب النفسي الحديث "إميل كريبلين Kraepelin" ساري المفعول حتى يومنا هذا.
هناك قطبان للاضطرابات الذهانية وهما:
١_ الفصام: ويتميز بمسار مزمن مع تدهور الأداء المعرفي والشخصي للمريض.
٢_ الهوس الاكتئابي: ويتميز بنوبات هدأة وانتكاسة بدون تدهور الأداء المعرفي والشخصي للمريض.
هذا التمييز بين القطبين ليس سهلاً كما يتصور البعض، ويتطلب دراسة تاريخ المريض بدقة وتحليل أعراضه وتمييز ما هي مطابقة لمزاج المريض أو لا.
ظهرت بعد ذلك مصطلحات أخرى تتحدى مفهوم كريبلين، ومنذ فترة طويلة انتشر استعمال مصطلح "الفصام الوجداني Schizoaffective Disorder" وليس من الغريب حين تتفحص ملفات المرضى أن ترى تغيُّر التشخيص من فصام إلى ثناقطبي(هوس اكتئابي)، وأخيراً الفصام الوجداني، وبسبب ذلك ترى دراسة وبائيات الاضطراب الأخير لا تزال مرتبكة، ولم تساعد في دراسات التحري عن جينات الفصام والثناقطبي.
يمكن القول بأن هناك عدة أسباب لهذه الظاهرة منها:
١- ضعف تدريب الطبيب النفساني في دراسة الأعراض الذهانية وتحليلها.
٢- كثرة الاعتماد على معايير المجلدات التشخيصية واستعمالها بصورة عشوائية.
٣- تفضيل استعمال مصطلح الفصام الوجداني على الفصام من أجل التواصل مع المريض.
الدراسات الوبائية حول الفصام الوجداني ضعيفة مقارنةً بدراسات الفصام، ولكن الدراسات العلمية تتفق بأن انتشار هذا الاضطراب أقل من الفصام، وانتشاره يتراوح ما بين (0.3-1.1%)، وهو أكثر انتشاراً في الإناث. ثلث المرضى يتم تشخيصهم قبل عمر ٢٥ عاماً، ثلث بين ٢٥ – ٣٥ عاماً، وثلث بعد عمر ٣٥ عاماً. هناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن جينات هذا الاضطراب هي في موقع كروموسوم .1q42
التشخيص
تشخيص هذا الاضطراب استناداً إلى تصنيف الأمراض العالمي (طبعة ١١ ICD 11) يعتمد كلياً على وجود اثنين من معايير تشخيص الفصام، بالإضافة إلى وجود أعراض اكتئابية متوسطة الشدة على الأقل أو نوبة هوس. هذا التصنيف الجديد الذي سيتم العمل به في بداية عام ٢٠٢٢ أكثر وضوحاً وأسهل استعمالاً من المعايير الحالية.
تشخيص الفصام بحد ذاته يعتمد على وجود هذه الأعراض:
١- وهام مستمر سواء كان ذلك أفكار زورانية أو اضطهادية.
٢- هلاوس مستمرة من أي نوع استناداً إلى التصنيف الجديد، ولكن رغم ذلك تتصدر الهلاوس السمعية القائمة.
٣- اضطراب التفكير "Thought Disorder" ويعني ارتباك تعبير الإنسان عن آرائه وعدم تمييزه ما بين الأفكار الأولية والثانوية عند التواصل مع الآخرين، وانحراف تفكيره بصورة ملحوظة عن الموضوع الذي يتم نقاشه.
٤- تشوه التجربة الذاتية "Distortion of Self Experience" وتشمل شعور الإنسان بحشد أفكار غريبة في عقله أو سحب أفكاره، بالإضافة إلى أحاسيس مختلفة في جسده بسبب عوامل خارجية لا يقوى على السيطرة عليها.
٥- أعراض سالبة مثل غياب الاندفاع وعدم القدرة على الشعور بالمتعة.
٦- سلوك غير منتظم أو مشوش قد يتميز بغرابته، وفعاليات غير منسقة، وتهيج.
٧- اضطراب نفسي حركي، ويشمل ذلك مجموعة واسعة من الاضطرابات الحركية مثل زيادة النشاط في سلوكيات بلا هدف وعدم القدرة على الجلوس بسبب التململ.
ويبقى ضعف البصيرة أو غيابها من أهم الأعراض في تشخيص أي اضطراب ذهاني، وغياب ذلك قد يدخل الشك في مصداقية وصف المريض لأعراضه.
عوامل خطورة الإصابة بهذا الاضطراب تشمل:
١- تاريخ عائلي للفصام.
٢- استعمال عقاقير أو مواد كيمائية محظورة، وهذا العامل في غاية الأهمية، وربما يفسر أحياناً تأثير هذه المواد على الحالة العقلية للمصاب باضطرابات وجدانية واستحداث عملية ذهانية، أو تأثيرها على الحالة الوجدانية لمريض مصاب بالفصام أصلاً.
٣- تشير بعض الدراسات إلى أن عمر الأب مع ولادة الطفل يلعب دوره، حيث أن تشخيص الاضطراب أكثر احتمالاً مع عمر الأب أكثر من ٣٥ عاماً أو دون ٢٠ عاماً.
٤- هناك علاقة طردية بين الضغوط النفسية والإصابة بهذا الاضطراب.
٥- تعرض الطفل لصدمات نفسية وجسدية في بيئة الطفولة.
المناجزة Management
علاج المريض يعتمد على عوامل عدة أهمها:
١- خطورة المريض على نفسه.
٢- خطورة المريض على الآخرين.
٣- تاريخه الطبنفسي السابق.
٤- وجود مساندة اجتماعية.
٥- استجابة المريض السابقة للعقاقير المضادة للذهان.
٦- درجة البصيرة.
مع النوبة الأولى للاضطراب لابد من استعمال أحد العقاقير المضادة للذهان من الجيل الثاني أولاً، ولكن ذلك لا يعني بأن عقاقير الجيل الأول أقل فعالية، والكثير من الأطباء لا يترددون في استعمالها منذ البداية. الجدول أدناه يوضح العقاقير التي يمكن استعمالها لعلاج النوبة.
يتبع