المقدم و المؤخر سبحانه وتعالى
وقد ورد هذان الأسمان في بعض الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم منها: حديث ابي موسى الأشعري –رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء: «اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جِدِّي وَهَزْلِي، وَخَطَئِي وَعَمْدِي ،وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت الْمُقَدِّمُ وأنت الْمُؤَخِّرُ، وأنت على كل شيء قدير»
متفق عليه
وحديث على رضي الله عنه في وصفه لصلاة النبي صلى الله عليه وسلم وفيه يقول((
. ثُمَّ يَكونُ مِن آخِرِ ما يقولُ بيْنَ التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيمِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ، وَما أَسْرَرْتُ وَما أَعْلَنْتُ، وَما أَسْرَفْتُ، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ)) رواه مسلم
: وحديث ابن عباس رضي الله عنه قال
كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قالَ: ((اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ لكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ الحَقُّ ووَعْدُكَ الحَقُّ، ولِقَاؤُكَ حَقٌّ، وقَوْلُكَ حَقٌّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، ومُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ، وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ ))
متفق عليه
وهذان الإسمان من الأسماء المزدوجه المتقابله اللتي. لا يطلق واحد. بمفرده على الله إلا مقرونا بالآخر, فإن الكمال من اجتماعهما والتقديم و التأخير وصفان لله عز وجل دالان على كمال قدرته ونفوذ مشيئته, وكمال حكمته, وهما من الصفات الذاتيه لكونها قائمين بالله والله متصف بهما , ومن صفات الأفعال لأن التقديم و التأخير متعلق بالمخلوقات ذواتها و أفعالها واوصافها.
وهذا التقديم و التأخير يكون كونيا كتقديم بعض المخلوقات على بعض وتأخير بعضها على بعض, و كتقديم الأسباب على مسبباتها, و الشروط على مشروطاتها, إلى غير ذالك من أنواع التقديم و التأخير في الخلق و التقدير, وبكون شرعيا كما فضل الأنبياء على الخلق وفضل بعضهم على بعض ,وفضل بعض عباده على بعض , وقدمهم في العلم والايمان و العمل و الأخلاق وسائر الأوصاف, وأخر من أخر منهم بشيى من ذالك وكل هذه تبع لحكمته سبحانه وتعالى, يقدم من يشاء من خلقه إلى رحمته بتوفيقه وفضله, ويؤخر من يشاء عن ذالك بعدله.
وقد ورد هذان الإسمان في الثلاثه أحاديث المتقدمه في سياق طلب الغفران للذنوب جميعها المتقدم والمتأخر ,و السر و العلانيه والخطأ و العمد , وفي هذا ان الذنوب توبق العبد وتؤخره وصفح الله عن عبده وغفرانه له يقدمه ويرفعه، والأمر كله لله وبيده يخفض ويرفع, ويعز ويزل, ويعطي ويمنع ، من كتب الله له عزا ورفعه وتقدما لم يستطيع احد حرمانه من ذالك ،ومن كتب الله له ذلا وخفضا وتأخرا لم يستطع أحد عونه للخلاص من ذالك.،وفي الحديث((
((ما مِن قَلبٍ إلَّا وهو بين إصبَعَينِ مِن أصابِعِ الرَّحمنِ عزَّ وجلَّ، إن شاء أن يُقيمَه أقامه، وإن شاء أن يُزيغَه أزاغه. وكان يَقولُ: يا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّت قَلْبي على دينِك، والميزانُ بيَدِ الرَّحمنِ جَلَّ وعَزَّ يَرفَعُه ويَخفِضُه))
رواه أحمد
وفي هذه بيان أن العبد ليس إليه شيى من أمر سعادته أو شقاوته او خفضه أو رفعه ،أو تقدمه او تأخره ،إن اهتدى فبهداية الله إياه ,وإن ثبت على الإيمان فبتثبيته ،
وإن ضل فبصرفه عن الهدى ،وأن الذي يتولى قلوب العباد هو الله يتصرف فيها بماء شاء ، لا يمتنع عليه شيء منها، يقلبها كيف يشاء.
والعبد مع هذا محتاج إلى بذل المساعي النافعه، وسلوك المسالك الصالحه اللتي يكون بها تقدمه ونيله رضا الله ،والبعد عن المسالك السيئه اللتي يكون بها تأخره ووقوعه في سخط الله كما قال تعالى (لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ))المدثر 37
اي يتقدم بفعل ما يقربه من ربه ويدنيه من رضاه ودار كرامته، او يتأخر بفعل المعاصي و اقتراف الآثام اللتي تباعده عن رضى الله وتدنيه من سخطه ومن النار، ولا غنى للعبد في فعل ما فيه تقدمه و البعد عما فيه تأخره عن الرب المقدم والمؤخر سبحانه،فهو محتاج إليه في كل شؤونه،مفتقر إليه في جميع حاجاته، لا يستغني عن ربه و مولاه طرفة عين .
وقد فتح سبحانه أبوابه للراغبين السائلين، وهو سبحانه لا يرد من دعاه، ولا يخيب من ناداه، القائل في الحديث القدسي ((يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ جَائِعٌ إلَّا مَن أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ عَارٍ إلَّا مَن كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يا عِبَادِي، إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ باللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ، )) رواه مسلم
إن ايمان العبد بأن الله وحده المقدم و المؤخر لا شريك له يثمر كمال الذل بين يديه ,وقوة الطمع فيما عنده, والخوف منه سبحانه وعدم اليأس من روحه، وعدم الأمن من مكره ,وحسن الالتجاء إليه رغبا ورهبا وخوفا وطمعا، وحرصا ومسابقه إلى الخيرات و الأعمال الصالحات.
"سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ "
الحديد 21
و عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ رَأَى في أصْحابِهِ تَأَخُّرًا فقالَ لهمْ:(( تَقَدَّمُوا فَأْتَمُّوا بي، ولْيَأْتَمَّ بكُمْ مَن بَعْدَكُمْ، لا يَزالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللَّهُ)) رواه مسلم
ومن ثمار الإيمان بهذا الاسم الحرص على تقديم ما قدم الله وتأخير ما أخر(( والنبي صلى الله عليه وسلم كان شديد التحري لتقديم ما قدمه الله و البداءة بما بدأ به، فلهذا بدأ بالصفا في السعي ، وقال: نبدأ بما بدأ الله به وبدأ بالوجه ثم اليدين ثم الرأس في الوضوء ولم يخل بذالك مره واحده)) بدائع الفوائد
وهكذا في جميع أمور الدين، و الواجب كذالك تقديم من قدمه الله وتأخير من آخره، ومحبة من أحبه الله وبغض من أبغض ،فإن هذه أوثق عرى الإيمان.
* * *
من كتاب فقه الأسماء الحسنى
الشيخ عبد الرزاق البدر
يتبع اسم الله ***الْحَيُّ الْقَيُّومُ ***
اسم الله الوهاب!!!
وقد ورد هذان الأسمان في بعض الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم منها: حديث ابي موسى الأشعري –رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء: «اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جِدِّي وَهَزْلِي، وَخَطَئِي وَعَمْدِي ،وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت الْمُقَدِّمُ وأنت الْمُؤَخِّرُ، وأنت على كل شيء قدير»
متفق عليه
وحديث على رضي الله عنه في وصفه لصلاة النبي صلى الله عليه وسلم وفيه يقول((
. ثُمَّ يَكونُ مِن آخِرِ ما يقولُ بيْنَ التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيمِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ، وَما أَسْرَرْتُ وَما أَعْلَنْتُ، وَما أَسْرَفْتُ، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ)) رواه مسلم
: وحديث ابن عباس رضي الله عنه قال
كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قالَ: ((اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ لكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ الحَقُّ ووَعْدُكَ الحَقُّ، ولِقَاؤُكَ حَقٌّ، وقَوْلُكَ حَقٌّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، ومُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ، وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ ))
متفق عليه
وهذان الإسمان من الأسماء المزدوجه المتقابله اللتي. لا يطلق واحد. بمفرده على الله إلا مقرونا بالآخر, فإن الكمال من اجتماعهما والتقديم و التأخير وصفان لله عز وجل دالان على كمال قدرته ونفوذ مشيئته, وكمال حكمته, وهما من الصفات الذاتيه لكونها قائمين بالله والله متصف بهما , ومن صفات الأفعال لأن التقديم و التأخير متعلق بالمخلوقات ذواتها و أفعالها واوصافها.
وهذا التقديم و التأخير يكون كونيا كتقديم بعض المخلوقات على بعض وتأخير بعضها على بعض, و كتقديم الأسباب على مسبباتها, و الشروط على مشروطاتها, إلى غير ذالك من أنواع التقديم و التأخير في الخلق و التقدير, وبكون شرعيا كما فضل الأنبياء على الخلق وفضل بعضهم على بعض ,وفضل بعض عباده على بعض , وقدمهم في العلم والايمان و العمل و الأخلاق وسائر الأوصاف, وأخر من أخر منهم بشيى من ذالك وكل هذه تبع لحكمته سبحانه وتعالى, يقدم من يشاء من خلقه إلى رحمته بتوفيقه وفضله, ويؤخر من يشاء عن ذالك بعدله.
وقد ورد هذان الإسمان في الثلاثه أحاديث المتقدمه في سياق طلب الغفران للذنوب جميعها المتقدم والمتأخر ,و السر و العلانيه والخطأ و العمد , وفي هذا ان الذنوب توبق العبد وتؤخره وصفح الله عن عبده وغفرانه له يقدمه ويرفعه، والأمر كله لله وبيده يخفض ويرفع, ويعز ويزل, ويعطي ويمنع ، من كتب الله له عزا ورفعه وتقدما لم يستطيع احد حرمانه من ذالك ،ومن كتب الله له ذلا وخفضا وتأخرا لم يستطع أحد عونه للخلاص من ذالك.،وفي الحديث((
((ما مِن قَلبٍ إلَّا وهو بين إصبَعَينِ مِن أصابِعِ الرَّحمنِ عزَّ وجلَّ، إن شاء أن يُقيمَه أقامه، وإن شاء أن يُزيغَه أزاغه. وكان يَقولُ: يا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّت قَلْبي على دينِك، والميزانُ بيَدِ الرَّحمنِ جَلَّ وعَزَّ يَرفَعُه ويَخفِضُه))
رواه أحمد
وفي هذه بيان أن العبد ليس إليه شيى من أمر سعادته أو شقاوته او خفضه أو رفعه ،أو تقدمه او تأخره ،إن اهتدى فبهداية الله إياه ,وإن ثبت على الإيمان فبتثبيته ،
وإن ضل فبصرفه عن الهدى ،وأن الذي يتولى قلوب العباد هو الله يتصرف فيها بماء شاء ، لا يمتنع عليه شيء منها، يقلبها كيف يشاء.
والعبد مع هذا محتاج إلى بذل المساعي النافعه، وسلوك المسالك الصالحه اللتي يكون بها تقدمه ونيله رضا الله ،والبعد عن المسالك السيئه اللتي يكون بها تأخره ووقوعه في سخط الله كما قال تعالى (لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ))المدثر 37
اي يتقدم بفعل ما يقربه من ربه ويدنيه من رضاه ودار كرامته، او يتأخر بفعل المعاصي و اقتراف الآثام اللتي تباعده عن رضى الله وتدنيه من سخطه ومن النار، ولا غنى للعبد في فعل ما فيه تقدمه و البعد عما فيه تأخره عن الرب المقدم والمؤخر سبحانه،فهو محتاج إليه في كل شؤونه،مفتقر إليه في جميع حاجاته، لا يستغني عن ربه و مولاه طرفة عين .
وقد فتح سبحانه أبوابه للراغبين السائلين، وهو سبحانه لا يرد من دعاه، ولا يخيب من ناداه، القائل في الحديث القدسي ((يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ جَائِعٌ إلَّا مَن أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ عَارٍ إلَّا مَن كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يا عِبَادِي، إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ باللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ، )) رواه مسلم
إن ايمان العبد بأن الله وحده المقدم و المؤخر لا شريك له يثمر كمال الذل بين يديه ,وقوة الطمع فيما عنده, والخوف منه سبحانه وعدم اليأس من روحه، وعدم الأمن من مكره ,وحسن الالتجاء إليه رغبا ورهبا وخوفا وطمعا، وحرصا ومسابقه إلى الخيرات و الأعمال الصالحات.
"سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ "
الحديد 21
و عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ رَأَى في أصْحابِهِ تَأَخُّرًا فقالَ لهمْ:(( تَقَدَّمُوا فَأْتَمُّوا بي، ولْيَأْتَمَّ بكُمْ مَن بَعْدَكُمْ، لا يَزالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللَّهُ)) رواه مسلم
ومن ثمار الإيمان بهذا الاسم الحرص على تقديم ما قدم الله وتأخير ما أخر(( والنبي صلى الله عليه وسلم كان شديد التحري لتقديم ما قدمه الله و البداءة بما بدأ به، فلهذا بدأ بالصفا في السعي ، وقال: نبدأ بما بدأ الله به وبدأ بالوجه ثم اليدين ثم الرأس في الوضوء ولم يخل بذالك مره واحده)) بدائع الفوائد
وهكذا في جميع أمور الدين، و الواجب كذالك تقديم من قدمه الله وتأخير من آخره، ومحبة من أحبه الله وبغض من أبغض ،فإن هذه أوثق عرى الإيمان.
* * *
من كتاب فقه الأسماء الحسنى
الشيخ عبد الرزاق البدر
يتبع اسم الله ***الْحَيُّ الْقَيُّومُ ***
اسم الله الوهاب!!!