توجد في الولايات المتحدة أكثر من خمسمائة كلية وجامعة تدرس مناهج "التنبؤ بأحداث المستقبل" وهذا العلم ـ أن جاز تسميته كذلك ـ وهو وليد شعورنا بالخوف مما قد يأتي به الغبي ورغبتنا في معرفة المجهول.
والفكرة بسيطة مبدئياً, فمن خلال دراسة وتحليل الحاضر نستشف احتمالات المستقبل. ففي لعبة الشطرنج مثلاً تستطيع بسهولة وضع احتمالات الخطوة التالية لمنافسك. أما فيما يتعلق بالخطوات الأبعد فالاحتمالات تتشعب والتوافيق تتقاطع بحيث يزداد الأمر صعوبة.. ولاكن خبرتك السابقة بأسلوبك غريمك, واستمالك "حاسبات آلية متقدمة" واستعانتك بقوائم الاحتمالات التي وضعها خبراء الرياضيات.. كل ذلك قد يساعدك في بناء توقعات إيجابية لما سيفعله غريمك بعد (كذا) مرحلة..
وأول من بدأ تدريس مناهج استشفاف المستقبل كلية الدراسات الاجتماعية بجامعة نيويورك. وخلال سنتين فقط أصبح هناك أكثر من مائتي جامعة تتبنى هذا العلم الوليد وتضع أسسه الأولى؛ وأصبح من رواده الآن جامعات مرموقة مثل برنستون وبيل ومنسوتا.
ومن الوسائل المعينة على التنبؤ بالمستقبل جداول الاحتمالات والمتتاليات الرياضية، واستطلاع آراء الأجيال القادمة وتغذية الحاسبات العملاقة بالبيانات الأساسية .وكذلك الاهتمام بالأبحاث
الميدانية ودراسة المؤثرات التي قد تشكل حياة وآراء الناس بعد جيل أو جيلين!!
وغني عن القول أن لكل مجال وضعه الخاص. فالتنبؤ بالوضع السياسي والاقتصادي أو حتى الاجتماعي لبلد ما ، يتطلب وضع خطة عمل تتناسب وطبيعة كل مجال-ولاكن هذا لا يعني أن تلك الخطط تتضمن عناصر مشتركة تعتبر أساس الدراسات في الجامعات.. وبمثل هذه المناهج استطاعت مثلاً كليه "اليس لويد" في ولاية كنتاكي وضع صورة للمشاكل الأسرية التي تنتظر الأسر في القرن المقبل. كما استطاعت جامعة "كورنيل" رسم صورة للمستقبل الاجتماعي
والتأثير السياسي للأقليات العرقية في أمريكا..
وبالطبع اهتمت دوائر المخابرات الأمريكية بهذا العلم العجيب للتكهن بمجرى الأحداث حول العالم. كما شاركها في ذلك الأحزاب السياسية والشركات التي تريد معرفة اتجاهات الاستهلاك في المستقبل.
الجانب الطريف في هذا الموضوع أن بعض مؤسسي هذا العلم (وفي سعيهم الحثيث للبحث عن كل ما من شأنه التنبؤ بالمستقبل) درسوا حتى الطرق التي يستعين بها المنجمون لتقيم صحتها ومصداقية نتائجها. وهذا الأمر بحد ذاته أعطى للعرافين دفعة ثانية لتعزيز مكانتهم في تلك البلاد (الدفعة الأولى حدثت حين استعانت بهم نانسي ريجن لتقرير خطوات زوجها السياسية). وبنفس العزم التفت عرابوا المستقبل إلى دراسة "الحاسة السادسة" لدى من يدعون القدرة على الاستبصار وقراءة الأفكار. فحسب ما ذكره الدكتور"ريجيس ريزمان" ـ وهو أشهر خبير في هذا المجال ـ أن البنتاجون مول أبحاثاً للاستبصار وقراءة الأفكار بهدف كشف الصواريخ, وفك الشفرات, وقراءة أفكار السياسيين والقادة.
ومن المعروف الآن أن إحدى التجارب السرية التي قام بها رائد الفضاء "ادجار ميتشيل " كانت حول التخاطر الذهني وإرسال الأفكار للأرض أثناء وجوده في مركبة "أبوللو14"...
شكراً لقارئي العزيز, وأتمنى أن يكون هذا المقال المقتبس من كتاب "حول العالم " قد نال على استحسانكم .
والفكرة بسيطة مبدئياً, فمن خلال دراسة وتحليل الحاضر نستشف احتمالات المستقبل. ففي لعبة الشطرنج مثلاً تستطيع بسهولة وضع احتمالات الخطوة التالية لمنافسك. أما فيما يتعلق بالخطوات الأبعد فالاحتمالات تتشعب والتوافيق تتقاطع بحيث يزداد الأمر صعوبة.. ولاكن خبرتك السابقة بأسلوبك غريمك, واستمالك "حاسبات آلية متقدمة" واستعانتك بقوائم الاحتمالات التي وضعها خبراء الرياضيات.. كل ذلك قد يساعدك في بناء توقعات إيجابية لما سيفعله غريمك بعد (كذا) مرحلة..
وأول من بدأ تدريس مناهج استشفاف المستقبل كلية الدراسات الاجتماعية بجامعة نيويورك. وخلال سنتين فقط أصبح هناك أكثر من مائتي جامعة تتبنى هذا العلم الوليد وتضع أسسه الأولى؛ وأصبح من رواده الآن جامعات مرموقة مثل برنستون وبيل ومنسوتا.
ومن الوسائل المعينة على التنبؤ بالمستقبل جداول الاحتمالات والمتتاليات الرياضية، واستطلاع آراء الأجيال القادمة وتغذية الحاسبات العملاقة بالبيانات الأساسية .وكذلك الاهتمام بالأبحاث
الميدانية ودراسة المؤثرات التي قد تشكل حياة وآراء الناس بعد جيل أو جيلين!!
وغني عن القول أن لكل مجال وضعه الخاص. فالتنبؤ بالوضع السياسي والاقتصادي أو حتى الاجتماعي لبلد ما ، يتطلب وضع خطة عمل تتناسب وطبيعة كل مجال-ولاكن هذا لا يعني أن تلك الخطط تتضمن عناصر مشتركة تعتبر أساس الدراسات في الجامعات.. وبمثل هذه المناهج استطاعت مثلاً كليه "اليس لويد" في ولاية كنتاكي وضع صورة للمشاكل الأسرية التي تنتظر الأسر في القرن المقبل. كما استطاعت جامعة "كورنيل" رسم صورة للمستقبل الاجتماعي
والتأثير السياسي للأقليات العرقية في أمريكا..
وبالطبع اهتمت دوائر المخابرات الأمريكية بهذا العلم العجيب للتكهن بمجرى الأحداث حول العالم. كما شاركها في ذلك الأحزاب السياسية والشركات التي تريد معرفة اتجاهات الاستهلاك في المستقبل.
الجانب الطريف في هذا الموضوع أن بعض مؤسسي هذا العلم (وفي سعيهم الحثيث للبحث عن كل ما من شأنه التنبؤ بالمستقبل) درسوا حتى الطرق التي يستعين بها المنجمون لتقيم صحتها ومصداقية نتائجها. وهذا الأمر بحد ذاته أعطى للعرافين دفعة ثانية لتعزيز مكانتهم في تلك البلاد (الدفعة الأولى حدثت حين استعانت بهم نانسي ريجن لتقرير خطوات زوجها السياسية). وبنفس العزم التفت عرابوا المستقبل إلى دراسة "الحاسة السادسة" لدى من يدعون القدرة على الاستبصار وقراءة الأفكار. فحسب ما ذكره الدكتور"ريجيس ريزمان" ـ وهو أشهر خبير في هذا المجال ـ أن البنتاجون مول أبحاثاً للاستبصار وقراءة الأفكار بهدف كشف الصواريخ, وفك الشفرات, وقراءة أفكار السياسيين والقادة.
ومن المعروف الآن أن إحدى التجارب السرية التي قام بها رائد الفضاء "ادجار ميتشيل " كانت حول التخاطر الذهني وإرسال الأفكار للأرض أثناء وجوده في مركبة "أبوللو14"...
شكراً لقارئي العزيز, وأتمنى أن يكون هذا المقال المقتبس من كتاب "حول العالم " قد نال على استحسانكم .