عزيزتي مريم
سؤالك قيم ويحتاج إلى شرح طويل وبما انك في السنة الأولى في قسم علم النفس ستتعلمين الكثير عن الضمير وعن الطبيعة الإنسانية والسلوك البشري ،كما أبارك لك هذا الاختصاص . يمكن بهذه العجالة أن ألخص لك الجواب بالشكل التالي :
يتصارع في النفس البشرية جانبان الجانب السلبي والجانب الإيجابي من الدوافع والحاجات والرغبات وأي الجوانب تتغلب يكون عليه سلوك الفرد . فإذا تغلب الجانب الإيجابي على تلك الدوافع والرغبات والحاجات يكون ضمير الفرد يقظ ويحاسبه على أفعاله واتجاهاته بشكل اعتيادي ، أما إن تغلب الجانب السلبي يكون ضمير الفرد في هذه الحالة ضعيف أو معدوم . و تلعب الوراثة والبيئة و مقومات التنشئة الاجتماعية دورا مهما في تكوين وتحديد هذين الجانبين من حيث القوة والضعف .
و سؤلك الذي يدور حول انعدام الضمير والذي يعني أن الجانب السلبي لدوافع ورغبات واتجاهات ذلك الفرد قد تغلب عليها . ويعود السبب إلى أنه ولد من أبوين يحمل أحدهما أو كلاهما تلك الصفة إضافة إلى تدخل التربية التي تتميز بالصرامة والتذبذب في المعاملة وفقدان الحب والعطف والحنان …الخ من عوامل مما أدى إلى تبلد مشاعر ذلك الفرد الذي نصفه بانعدام الضمير . ولانعدام الضمير درجات فكلما زادت شدة ذلك الانعدام كلما زادت مظاهر السلوك العدواني بكل أشكاله والأمثلة كثيرة على ذلك . كما أن بعض الأفراد المصابين بالسايكوباث يكون انعدام الضمير لديهم واضح ويستمتعون بإيذاء الآخرين ورؤيتهم يتعذبون ومن الطبيعي لا يهتمون بنظرة الآخرين و لا بالمجتمع وبأعرافه وقوانينه لأنهم في موقف مضاد للمجتمع وما يعتمد عليه من أسس .كما ينصب تفكيرهم على إعداد الخطط في تعذيب الآخرين . يمكننا أن ندرج تحت هذه المجموعة الجلادين والحكام الدكتاتوريين و مدراء بعض السجون والقادة الذين يشعلون الحروب والمشاكل …الخ حاولي أن تقرئي عن صفات السايكوباثي في
http://bafree.com/hisn/m/showthread.php?s=&postid=6678#post6678