أروع تغيير لإطار الإدراك
أروع مواقف تغيير إطار الإدراك
الإخوة والأخوات الرواد الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 000وبعد
لأكن أنا البادئة وأدرج لكم ما اعتبره أروع تغيير لإطار الإدراك من السنة النبوية المطهرة وهي قصته عليه الصلاة والسلام مع الأنصار بعد غزوة حنين والطائف
أهلّ الرسول صلى الله عليه وسلم بالعمرة من الجعرانة ، فرجع إلى مكة وفرّ ق الغنائم في المؤلفة قلوبهم من سادات قريش وغيرها من قبائل العرب . على أن الأنصار قد تغيرت نفوسهم لذلك التقسيم بعض الشيء وساورتهم الشكوك ، فظنوا أن الرسول عليه السلام صار في غنىً عنهم بعد أن لقي قومه فلم يعد يحفل بهم ولا يُعنى بشأنهم كما كان من قبل
فلما بلغ الرسول ذلك الأمر أمر سعد بن عبادة أن يجمع له الأنصار ، فجمعهم وخطبهم تلك الخطبة التاريخية التي يتجلى فيها حسن سياسته وقدرته على جذب القلوب وتأليفهم إليه ومهارته في إعداد سامعيه، وتهيئتهم لقبول ما يريد أن يلقيه عليهم والتأثر به إلى أبعد حد (( وهو ما يُعرف في البرمجة بتغيير إطار الإدراك )) . فقد بين للأنصار في عبارة سلسة أخاذة نعمة الإسلام عليهم ، ثم عتب عليهم في كياسة ٍ وظرف تطلعهم إلى هذا الفيء ( الغنائم ) الذي أفاءه الله عليهم ، ففرقه في حديثي العهد بالإسلام تطييباً لنفوسهم عما أصابهم من القتل والهزيمة معتمداً على حُسن إسلام الأنصار ، ثم أكد محبته لهم وإيثارهم على غيرهم من العرب بعبارات أقل ما يُقال عنها أنها ساحرة ( إن من البيان لسحرا )
روى الطبري أنه لما اجتمع الأنصار برسول الله ، حمد الله وأثنى عليه بالذي هو أهله ثم قال :- (( يا معشر الأنصار ، ما قالة ً بلغتني عنكم موجدة ( نوع ٌ من الألم أو العتب ) وجدتموها في أنفسكم ؟! ألم آتكم ضُلالاً فهداكم الله ؟؟ وعالةً فأغناكم الله ؟؟! وأعداءً فألف الله بين قلوبكم ؟؟!!
وقالوا :- بلى! لله ولرسوله المن والفضل .
فقال :- ألا تجيبوني يا معشر الأنصار ؟؟!! قالوا :- وبماذا نجيبك يارسول الله ؟؟، لله ولرسوله المن والفضل
قال :- أما والله لو شئتم لقلتم فصدقتم ولصدقتم :- أتينا مُكذَباً فصدّ قناك ، ومخذولاً فنصرناك ، وطريداً فآويناك ، وعائلاً فآسيناك .
وجدتم أنفسكم يا معشر الأنصار ( أي تألمتم أو عتبتم علي ّ ) في لعاعة ٍ من الدنيا ( أي نصيب قليل ) تألفت ُ بها قوماً لِيُسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم ،
أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله إلى رحالكم ؟؟!!
فوالذي نفس محمد ٍ بيده لولا الهجرة لكنت امرىء ٍ من الأنصار ، ولو سلك الناس شعباً وسلك الأنصار شعبا ً ( طريقاً ) لسلكت شعب الأنصار
اللهم أرحم الأنصار ، وأبناء الأنصار ، وأبناء أبناء الأنصار
فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم ، وقالوا :- رضينا برسول الله قسماً وحظاً ))
فأي عاقل سيفضل قسمه برسول الله على الشاة والبعير ، فأي تغيير ٍ أحدثته في النفوس يارسول الله ، ياحبيب الله !!
من لنا متى وجدنا في أنفسنا موجدة ٍ لأي أمرٍ من أمور الدنيا ؟؟!!
من سيغير نظرتنا للأمور بالطريقة المعجزة الساحرة التي غيرت بها نظرة الأنصار حتى عادوا وهم يشعرون بأنهم عادوا بالمكسب الحقيقي وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضوانه عليهم ودعاؤه لهم ولذرياتهم ؟؟!!
ولا أقول إلا ( حسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير )
أحسن الله عزاءنا في فقدك وجمعنا معك في مستقر رحمته ، يا من أوتيت جوامع الكلم ،
يامن لا تنطق عن الهوى (( إن هو إلا وحي ٌ يُوحى ))
يامن قلت إن من البيان لسحرا ، وقد أؤتيت البيان كله
بأبي أنت وأمي يارسول الله ليس بعد فقدك أي مصاب ٍ جلل