السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أشكرك على كل التفاصيل التي ضمها ردك فهي مفيدة جدا لتشخيص الحالة و واقعها .
ومن خلال تلك الإيضاحات سأحاول بتوفيق من الله أن أبدي لك بعض النصائح عسى أن تنير لك الطريق .
و قد تجلى لي ما يلي :
أولا : أرجوك أن تعملي بنصائح الأستاذة أمل - بارك الله فيها -- وأن تعلمنا بمحتوى الصورة التي سترسمها و نهاية القصة الخيالية . فهذه الوسائل التعبيرية مفيدة في التشخيص و من ثم في العلاج .
ثانيا : بالنسبة لزوجك ،
* يبدو أن زوجك قد استقال من مهامه التربوية . وهذا خطأ يقع فيه كثير من الآباء .فهم يعتقدون أن مجرد تلبية الحاجات المادية ( لباس . أكل .. مسكن ..علاج..) يعفيهم من بقية الواجبات و خاصة التربوية .
* إدمانه على الأنترنت ساهم ، ولا شك ، في توسيع الهوة بينكما . ويجب أن يدرك أن الله سبحانه سيحاسبه على الوقت الذي يمضيه أمام الحاسوب ( في الحديث الشريف : أن الإنسان سوف يسأل عن عمره فيما أفناه و عن شبابه فيما أبلاه ..) كما سيحاسبه على تقصيره في تربية ابنته : أليست أمانة في رقبته ؟ ألا يعي قول الرسول صلى الله عليه وسلم : لبدنك عليك حق و لأهلك عليك حق ..؟
ثالثا : بالنسبة للزوجة ،
* تركك زوجك لوحده -- ربما كرد فعل --جعل علاقتكما جافة ، نوعا ما، أشعر و كأنك مقصرة نحوه ( عاطفيا ؟)
* لا شك أن تربية والديك كان لهما أثر عظيم على سلوكك التربوي الحالي . ولكن هذا لا يمنع من سلوك منهج وسطي .
رابعا : البنت ،
تريد أن تستغل " طيبة " أبيها لصالحها . فهي و لا شك تشعر بالفرق بين سلوككما معها . لذلك تنتهز كل فرصة لإغاضتك ولو باستعمال العنف . و هذا دأب كل صبي يُربى في عائلة يكون فيها أحد الأبوين صارما و الآخر لا مباليا . فالأول يحزم في كل الأمور والثاني يبرر كل المواقف بل ربما يشجع الصبي على التمرد على الأول .
مـــا الــعــمــل ؟؟
1 - لا تتركي زوجك يسهر لوحده في الإنترنت ، قدمي له شرابه المفضل مثلا، و ابقي معه لفترة قليلة في الليلة الأولى ثم عاودي الكرة في الليلة الثانية و استمري معه وقتا أطول ثم اقترحي عليه بعض المواقع الهادفة ( إسلام أون لاين- إسلام وب - إسلام واي.. الحصن ....)
فلا تمنعيه من هوايته و لكن ساعديه على تهذيبها . و أنت لا تتركيه كامل اليوم لوحده ( من العمل إلى الإنترنت إلى النوم ..) اقترحي عليه ليلة أو ليلتين في الأسبوع دون إنترنت .
2 - حاولي ( بلطف و إصرار) أن تجذبيه إليك أكثر ( النساء مبدعات في هذا ) سوف يشعر إذاك بتقصيره نحوك و سيكون عادلا في اتخاذه المواقف عندما يرى تعدي ابنتكما عليك .
3 - نظمي سهرة أسبوعية خارج البيت أو نزهة مسائية تكونوا فيها لوحدكم .كل واحد يتفرغ للآخرين . حتى يشعر كل واحد منكم - و خاصة البنت -- أنكم متوافقون و منسجمون .
4 - لا تغضبي و لا تردي بالعنف على عنف البنت . فتزداد الأمور سوءا .إذا صدر منها ما يزعجك اطلبي منها أن تذهب إلى غرفتها و تبقى هناك حتى " تبرد " و عندها فقط اسمحي لها بالالتحاق بك . و هذه الطريقة يجب أن تطبق من أبيها كذلك لا من جانبك أنت فقط . أي أنه يحبذ أن تتفقا على طرق التربية و العقاب خاصة .
5 - إذا تعرضت البنت لنزوات الغضب فمن الضروري الاحتفاظ بهدوئك . اظهري لها عدم المبالاة بضجيجها وارفعيها و ضميها إلى صدرك إلى أن تهدأ ثائرتها . و لكن إن أزعجك صراخها غادري الغرفة ، فهذا أفضل من رفع صوتك بالصياح ، أو إظهار علامات الضيق و الكرب
6 - اتبعي معها طريقة العلاج السلوكي : حوافز كل ما يمر يوم أو مناسبة دون أن يصدر منها ما يزعجك ( كلام بذيء ، سلوك عدواني..) واشرحي لها ذلك : مثلا لقد كنت مثالية و طيبة هذا اليوم سأكافئك بعلبة شكلاطة ...
7 - اختاري لها بصورة غير مباشرة ، الأصدقاء الذين تراهم على أدب و حسن خلق . وابعدي عنها سيئي الأخلاق و نفريها منهم .
8 - لا تتركيها تنام معك في الغرفة . اجعليها تقتنع بفوائد المبيت في فراشها لوحدها . إذا لزم الأمر افعلي ذلك تدريجيا ، اتركي الباب مفتوحا و اجعلي نورا خافتا يضيء الغرفة . اصطحبيها في الليالي الأولى إلى فراشها حتى تنام ( بعد أن تحكي لها قصة ولو للمرة العاشرة ) ثم انسحبي .
9 - كلمة أخيرة عن العقاب : من الناحية المثالية يجب أن لا تمس الحاجة إلى فرض رغباتك على ابنتك بالقوة . ليكن هدفك تجنب معارك الإرادة . وذلك بلجوئك إلى وسائل تضمنين بها تعاون البنت معك . وليكن من ضمنها التشجيع على السلوك الحسن عن طريق الإطراء و المكافأة و ضرب الأمثال ( خاصة ما يتعلق منها بالأخلاق و الكلام المهذب ) وشرح الأسباب التي تدعوك إلى وضع بعض الحدود التي تريدين إلزامها بها .
قد تضطرين أحيانا إلى إنزال العقوبة بها فإليك هذه الإرشادات :
* حاولي دائما أن يكون العقاب على قدر "الذنب" و حيثما أمكن اجعلي العقاب ذا وجه إصلاحي .
* يجب أن يتبع العقابُ الذنبَ على الفور وألا يرجأ .
* إياك و التهديد بالعقاب و أنت راغبة عن تنفيذه . فالصغار لا يغفلون عن التهديد الفارغ .
* دعيها تفهم أن العقاب ليس دليلا على زوال حبك لها . فقد يكون غضبك بحد ذاته عقابا لها . ومن المحمود في وقت لاحق إعادة الألفة بمعانقتها و إسماعها كلاما يعيد إليها ثقتها بنفسها .
* العقاب البدني وسيلة غير فعالة لكسب تعاون الصغير . وكثيرا ما تسفر عن نتائج عكسية . على أن ضربة على القفا بين الحين والحين لا تحدث تأثيرا مدمرا ومزمنا ...
أخيرا أشكرك مرة أخرى على حرصك على تعليم ابنتك الحميد من الأخلاق و بإذن الله لن تفشلي فأنت أمها و لن تخيبي ..و لا تنسي أنك ....أمل جديد ..!!!
