لقد تحدثتي أختي الكريمة وبالتحديد في الفقرة 3 و 6 عن دور الأب والمتعلق بالحنان والحب والصداقة مع الأولاد . وكأنكي ضربتي على الوتر الحساس ,أختي الكريمة أن الرجل العربي عامة وهذا يشكل الغالبية طبعا لا يمارس هذا الأحساس وهذا الشعور بالكلام بل يظهر عليه في الجانب العملي وسوف أفسر ذلك حتى تتضح الرؤيا أكثر , الرجل في بيته مع أهله وأولاده لا يلفظ كلمات الحب والغزل مثلا مع زوجته لأنه يجد الحرج في ذلك و هذا يعود لعوامل بيئية و نفسية ولكنه يظهر هذا الشعور في الجانب العملي والذي يتمثل في تحقيق رغبات ومتطلبات الأسرة وفي رعايته لهم وتحقيق كل مايحتاجوه في حياتهم , وقد يكون الجانب الديني له أثر في ذلك حيث يعلم الرجل مدى مسؤليته تجاه الأسرة من الناحية الدينية بينما جميع هذة العوامل التي ذكرت آنفا نجد عكسها في المجتمعات الغربية فالرجل يستطيع أن يطلق عنان للسانه في الغراميات مع زوجه وكذلك حوارات الصداقة مع الأطفال بينما متطلبات الأسرة تكون أقل شأن وقد يعود هذا الأمر الى أسباب مادية وقانونية ( الأب في الغرب لا يستطيع أن يمد يده على الطفل لأن هذا العمل يجعله يفقد حق الرعايه من وجهة القانون ) لهذا لا يوجد للأب في الغرب الا الحوار مع الطفل والا سوف يخسره . عموما نحن في البيئة الشرقية حقيقة نفقد هذا الشعور و لا نستطيع أن ننزل بأنفسنا الا مستوى الحوار والنقاش مع الأطفال لأن البيئة التي نشئنا فيها لم تكن بيئة حوار فالأب عندما يحضر للبيت الكل يحسب له حساب وأنتي لا تجهلين البيئة العربية وأجزم أنكي مارستيها في بيئتك العربية وأنتي أعلم مني بذلك . أنا أعلم أن الكلمة الطيبة والمودة هي من سمات الأفاضل وأن أسلوب التربية الأسلاميه والمتمثلة في المربي الأول عليه السلام هي الأسلوب الصحيح وهي الأسلوب الحاضري بل هي التي تبنى عليها الأسر السعيدة لكن مشكلتي كيف أجرأ وأتخاطب مع أبني وأفتح معه حوار كصديق هذه مشكلة بحد ذاتها وطالما كنت أو أن أكون مثل ذلك وكيف السبيل الى ذلك .
والى أن يحين ردكي أتوقف عن ذلك . مع الشكر والتقدير لكي ولكل من يساهم في إثراء الحوار