الأمن النفسي
بسم الله الرحمن الرحيم
"وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا"
صدق الله العظيم
ان هذة الاية وغيرها من الايات الكريمة تشير الى اهمية الأمن النفسي في حياة الانسان فان الحاجة الى الى الأمن النفسي تعد من اهم الحاجات النفسية طوال الحياة ومن بين اهم دوافع السلوك وهي من الحاجات الاساسية الازمة للنمو النفسي والصحة النفسية للفرد وكذلك فهي محرك للفرد لتحقيق امنه ولدرء الخطر الذي يهدد امنه وهي ترتبط ارتباطا وثيقا بالمحافظة على البقاء.
فالشعور بالأمن النفسي من اهم العوامل النفسية التي تؤثر في بناء الشخصية حيث يعتقد علماء النفس انه عند دراسة الطفل الفرد فانه لايوجد عامل اهم من الناحية النفسية من عامل الشعور بالأمن وان كل عنصر من عناصر البيئة تقريبا ينطوي على شي من التهديد لحاجة الطفل الى الأمن فهنالك حاجةللشعور بالأمن فيما يتعلق بالحصول على الطعام او تامين السكن او الملبس او غير ذلك من الحاجات الفسيولوجية او الحاجات الاجتماعية الشخصية كالحاجة للحب او الانتماء والتقدير.
حيث يتحقق الأمن النفسي للطفل اذا اتيح له جو الاسرة الحنان والعطف واذا وجد التقدير والقبول في المجال الاجتماعي واذا تحقق له ان ينجح ويتقدم وينمو في المعرفة والمهارة وباختصار اذا تحقق له الارضاء والاشباع المناسب لحاجته في حين عدم تحقيق الحاجات وفشل الاسرة في المساهمة الايجابية باشعار الطفل بالأمن يسبب له مشاكل صعبة واذ ماهددت امنه النفسي فان هذة المشاكل تزداد الى حد كبير.
ولعملية التنشئة الاجتماعية دور كبير في تحديد درجة الأمن النفسي للطفل فالأمن النفسي يتشكل بفعل عوامل التنشئة الاجتماعية والخبرات واساليب المعاملة الوالدية والمواقف والاحباطات التي يواحها الطفل خلال ارتقائه النفسي والاجتماعي واستجاباته تجاة تلك المواقف والخبرات فكون الفرد امنا من الوجهة النفسية ماهو الا نتاج لما خبره في بيئة من خبرات ومواقف مختلفة جعلته يشعر بالأمن النفسي حيال هذة البيئة كما ان كون الفرد غير امن نفسيا يرجع ايضا الى ماخبره من البيئة التي عاش فيها والتي يصبح يراها على انها بيئة مهددة تثير لديه مشاعر عدم الأمن.
واخيرا يمكن القول ان العديد من البحوث والدراسات في مجال الطفولة بشكل عام وفي تنمية مشاعر الأمن النفسي بشكل خاص قد اكدت على ان الاطفال الذين لم يحصلوا على عطف اسري كانوا اقل امنا واقل ثقة بالنفس واكثر قلقا واقل توافقا من اولئك الاطفال الذين حصلوا على عطف اسري.
مع تحياتي
د.نبراس يونس محمد
مواقع النشر (المفضلة)