***أنظر ما لديك من أبراج وقصور***
78567.jpg
تحية عطرة :
ذات يوم كنا جالسين ونتبادل الحديث ونتحاور ..قال أحد أصدقائنا :
لو خيروا كل وأحد فيكم أو أيسركم أن يكون لكل أحدكم أكبر برج وأفخم في الخرطوم
وتكون مصاب بمرض السكر ! بما تختار ؟
قال أحدنا : الصحة أهم نعمة لا يمكن تبديلها بأي شيء ..وقال آخر : هل القصر يمكن يعالجني
وقال : أنا بقبل لكن بشرط ممكن أستخدم المال فيما يصلح ...وأجعل منه سبيل لما أريد من خير الدنيا والآخرة
وقال آخر : هذا البرج نفسيات ومزاج عالي مرض السكر سيتلاشى مع قدومه أو بسببه ..
والقصة تورينا أن المال لا الأهم في الحياة ..ولا السبيل الوحيد للسعادة والتمتع والقبول
بل الرضا بما رزقت ولو بالقليل , ومع التحرك للمزيد
قال احد الناس: لا تبالغ في قيمة ما لا تملك، ولا تبخس قيمة ما تملك، وقدّر قيمة ما تملك واستمتع به
ولذلك يجب أن نرجع البصر إلى القصور والبروج , وما أعطانا الله من قوة..وجعل لنا خاصية العزم و الصبر و الآمل... للتقدم والنجاح في الحياة ..
لازم نعمل المستحيل لأجل الفوز ..ونستفيد من هذه الأبراج والنعم ...ونعكس أنوارها وجمالها إلى عالمنا الداخلي ..لنحس بالرضا و الأمن الداخلي والاستبشار .
3098737072_d5575899ca_b.jpg
ولم نستطيع نعد كم برج عندنا ...ولكن نستطيع أن نستمتع بأشجارها , وحدائقها ,وبواباتها , وتكيفها ,وعلاها
وجمالها ,وزهورها , وبحارها , والأطفال الذين يلعبون حوليها ,وجوها الجميل !!!
ونجعل منها طريقا للفاعلية والإبداع ونستثمر صحتنا ...بدال ما نتجمد و نضيع وقتنا و نركز على الجانب المفقود .
كما قال أنيس منصور :من لا يتحرك يتجمد، ومن لا يفكر يصدأ
وبطولة الإنسان في الحياة أن يتفكر صحيح ويتصرف صحيح ..ويعرف إلى أين ذاهب
كما قيل : العالم يفسح الطريق إلى الإنسان الذي يعرف إلى أين ذاهب
ولذلك يجب أن ننظر ما لدنا من إيجابيات وقدرات في هذه الحياة ...ولا ننساها
وننظر إلى الجوانب المشرقة في حياتنا ..ونتجاهل الجانب المفقود والمظلم ,لكي لا يسحبنا من الإشراق
إلى الظلام ...وشتان بين الظلمات والنور !
قال : لمن كنت في أحد المقاهي في باريس ..لم أنسى هذا المشهد العظيم طوال حياتي
لقد كان يقف فتاتين جميلتين يرددان أحد الأغاني المشهورة ..ويقف إلى جوارهما رجل شحاذ أعمى
يسأل الناس ..ولا أحد يدري به , وكأنه لا أحد من الناس , ولا يعني شيئا
فقال لم تذكرت هذا المشهد تلاشيت في غيبوبة جليلة
وقال الكاتب:
الإنسان يولد وحده , ويموت وحده , ويعيش وحده !
والإنسان مرات يعيش بظلمات لم يتفكر كيف يخرج منها .. ولم يحاول أن يخرج منها
وربما خرج إلى النار والانتحار وآذى نفسه
ونجب أن نلقي نظرة إلى ما فقد الناس من بروج واطمئنان
قال شوبنهاورب: ... نادراً ما نفكر بما نملك، لكننا دائماً نفكر بما نفتقد
وأحب أقول يجب أن نسعد ونفرح بإيماننا وأبصارنا وأسماعنا وقوتنا الداخلية وقصورنا
ولكي نصعد بسلالمها إلى الاتزان حيث القمة .
وأخيرا
( يا رب ماذا فقد من وجدك .. .وماذا وجد من فقدك )
مواقع النشر (المفضلة)