اللغة كأداة في مجال الاتصال والتواصل الإنساني
مما لاشك فيه أن عمليات التأثير والتأثر والتفاعل الاجتماعي تقوم على عملية الاتصال، وعملية الاتصال هذه تقوم على أساس اللغة، حيث تعتبر اللغة من أهم وسائل الاتصال التي يستخدمها الإنسان في التفاعل مع غيره من بني جنسه ومشاركتهم خبراتهم. وقد أدت مشاركة الغير في خبراتهم والتفاهم معهم باستخدام اللغة إلى قيام مجتمعات، لكل مجتمع ثقافته التي تميزه عن غيره.
ولما كانت اللغة هي الأداة التي يستخدمها الإنسان في تفكيره والتعبير عن وجدانياته وفهم رغبات الآخرين والتعبير عن رغباته أضحت محل اهتمام العلماء كل يدرسها من زاوية تخصصه. إذ تناولها علماء الانثروبولوجيا(علم الإنسان) من ناحية الاختلافات اللغوية من موطن إلى موطن، وتناولها المؤرخون وعلماء علم الاجتماع من ناحية التغيرات التي طرأت عليها، وتناولها النحويون واللغويون من ناحية قواعد اللغة وتكوين الجمل وتركيباتها، واهتم بدراستها علماء علم النفس الاجتماعي لما يمكن أن تكشفه عن الوظائف النفسية للإنسان باعتباره الكائن الحي الوحيد الذي يستخدمها، حيث يدرسها العلماء في هذا المجال على أنها الأداة الأساسية لاتصال الإنسان بالغير.
ومما تجدر الإشارة إليه أن معرفة الإطار المرجعي للآخرين في أثناء تبادل الحديث معهم أمر في غاية الأهمية، ولذا نحن نجد أنفسنا أقدر على فهم أصدقائنا والتجاوب معهم أكثر من فهمنا للغرباء لأن الخبرة المشتركة تؤدي إلى سهولة حل الشفرات المستخدمة.
إن اللغة بطبيعتها نتاج اجتماعي ومرآة تعكس تاريخ الشعوب واهتماماتها، بل هي الوسيلة التي تساعد على نقل التقاليد وتكوين الأهداف ومناقشة الاستراتيجيات والإجراءات.
وخلاصة القول أن اللغة تساعد على قيام التنظيمات الاجتماعية البشرية وتعطيها استمرارا في الزمان والمكان، بل ويمكننا القول إن أعظم ما ابتدعه الإنسان هو اللغة كأداة للتفاعل الاجتماعي ولنمو الفرد ونمو المجتمع.
منقول
مواقع النشر (المفضلة)